يرى الرئيس الأمريكي جو بايدن وفريقه للأمن القومي أن هناك نافذة ضيقة لإبرام اتفاق من شأنه أن يوقف الحرب في غزة مؤقتًا على الأقل وربما ينهيها إلى الأبد، حتى في الوقت الذي يصرفون فيه ضغوط احتجاجات الحرم الجامعي للتخلي عن إسرائيل في حربها ضد حماس.

وقد جددت عوامل عديدة اجتمعت في وقت واحد آمال الإدارة في أن تتمكن من كسر الجمود في الأسبوع أو الأسبوعين المقبلين.

يريد فريق السيد بايدن الاستفادة من الدفاع الناجح عن إسرائيل ضد الهجوم الإيراني، وزيادة الضغط الشعبي في إسرائيل لإطلاق سراح الرهائن، وحرص السعودية على مبادرة دبلوماسية وأمنية جديدة.

ويضغط مستشارو الرئيس من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار قبل أن تتمكن إسرائيل من بدء هجومها الذي هددت به منذ فترة طويلة على مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وهي عملية تنطوي على احتمال وقوع العديد من الضحايا المدنيين، الأمر الذي قد يحبط أي فرص قصيرة المدى للسلام، ولكن مسؤولي الإدارة سلكوا هذا الطريق من قبل خلال الأشهر القليلة الماضية، وأعربوا مراراً وتكراراً عن تفاؤلهم فقط ليروا فرص انهيار الصفقة.

وتختبر الإدارة اقتراحها بدفعة متجددة في المنطقة. 

التقى وزير الخارجية أنتوني بلينكن بالقادة العرب في المملكة العربية السعودية، حيث روج لعرض جديد “سخي للغاية” من قبل إسرائيل، والذي أشار إلى أنها مستعدة الآن لقبول إطلاق سراح عدد أقل من الرهائن في المرحلة الأولى من الاتفاق. 

وقال سامح شكري، وزير الخارجية المصري، الذي يبدو أنه من المقرر أن يستضيف جولة جديدة من المحادثات في القاهرة ابتداءً من يوم الثلاثاء، إنه 'متفائل' بشأن الاقتراح الأخير لوقف إطلاق النار، قائلاً إنه 'أخذ في الاعتبار مواقف الجانبين'.

ويتطلع مضيفو وزير الخارجية الأمريكية انتوني بلينكين السعوديون إلى وضع اللمسات الأخيرة على صفقة منفصلة تتضمن اتفاقية أمنية مع الولايات المتحدة ومساعدة نووية مدنية بالإضافة إلى اعتراف دبلوماسي بإسرائيل، وهو ما يعتقد الدبلوماسيون أنه يمكن أن يكون لحظة تحول لمنطقة طالما نبذت اليهود. 

ومع ذلك، كجزء من هذه الصفقة، يصر السعوديون على أن تلتزم إسرائيل بخطة ملموسة لإقامة دولة فلسطينية في نهاية المطاف خلال موعد نهائي معين، وهو الأمر الذي رفضه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشدة حتى الآن.

وبالنظر إلى التقويم السياسي في واشنطن، يريد السعوديون التحرك في الأسبوعين المقبلين على أمل حشد الدعم من الحزبين في مجلس الشيوخ قبل انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني، والتي يمكن أن يستعيد فيها الرئيس السابق دونالد جيه ترامب منصبه. إذا كان السيد ترامب في البيت الأبيض، فإن فرص تصويت الديمقراطيين في مجلس الشيوخ لصالح صفقة مع المملكة العربية السعودية قد تتضاءل، وفقًا لمسؤولين ومحللين.

لكن السعوديين لن يتمكنوا من المضي قدماً إذا شنت إسرائيل هجوماً كبيراً على رفح، مما يضيف زخماً إضافياً إلى محادثات وقف إطلاق النار. 

وأعقب بايدن مكالمة هاتفية يوم الأحد مع السيد نتنياهو بمكالمات هاتفية يوم الاثنين مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير قطر، الذي عملت حكومتاه كوسطاء مع حماس في المحادثات .

وقال مارتن إنديك، الذي عمل سفيراً لدى إسرائيل مرتين ومسؤولاً خاصاً سابقاً في الشرق الأوسط: 'يبدو أن الإسرائيليين يخففون من موقفهم، ويبدو أن السعوديين قد وضعوا عرضهم للتطبيع على الطاولة، ويبدو أن حماس أكثر إيجابية'. 

واضاف  'لذا فهي تبدو أفضل مما كانت عليه منذ عدة أسابيع.'

ويظل يحيى السنوار، زعيم حماس الذي يعيش مختبئاً في غزة، هو الورقة الرابحة، والذي أعاق التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار واحتجاز الرهائن حتى الآن. 

وقال المسؤولون إن الأمريكيين والإسرائيليين ليسوا على اتصال مباشر مع السنوار، ويعتمدون على القطريين والمصريين للتواصل مع قادة حماس خارج غزة الذين يتواصلون بعد ذلك مع السنوار، مما يعقد قدرتهم على تحليل نواياه.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: إطلاق النار

إقرأ أيضاً:

إعلام عبري يكشف تفاصيل جديدة بشأن وقف إطلاف النار بغزة

إعلام عبري: واشنطن تسعى لحل الخلاف بشأن الانتقال من المرحلة الأولى للصفقة للمرحلة الثانية

أفادت هيئة البث العبرية، نقلا عن مصادر في تل أبيب، بأن واشنطن تحاول سد الفجوات بين حماس وتل أبيب، بشأن وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى.

اقرأ أيضاً : إسبانيا تنضم رسميا لمواجهي الاحتلال في محكمة العدل الدولية

وذكرت هيئة البث العبرية أن واشنطن تسعى لحل الخلاف بشأن الانتقال من المرحلة الأولى للصفقة للمرحلة الثانية.

وكان إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن، لتفاصيل مقترح تل أبيب للهدنة في قطاع غزة والتي تشمل عدة مراحل بين تبادل الأسرى وإعادة الإعمار، تعمد الحديث عن وقف الأعمال العدائية، ولم يذكر إنهاء الحرب، والذي يعد شرطا أساسيا بالنسبة لحركة حماس، والذي جاء في المقترح السابق الموافق عليه من قبل الحركة في السادس من أيار/ مايو الجاري.

اقرأ أيضاً : نحو 38 ألف شهيد في غزة منذ السابع من أكتوبر

وكانت حركة حماس وافقت على مقترح لوقف إطلاق النار وأبلغت الوسطاء بذلك، بينما لم توافق تل أبيب واعتبرت موافقة حماس مفاجئة وأن المقترح الذي وافقت عليه الحركة غير الذي عرض على المفاوضين في تل أبيب.

وتضمن المقترح الذي وافقت عليه حماس 3 مراحل ويشمل انسحابا كاملا لقوات الاحتلال من غزة وعودة النازحين وتبادلا للأسرى، ومقارنة مع مقترح تل أبيب الذي أعلنه بايدن فإن مقترح حماس أكد وقف الحرب نهائيا بينما حديث بايدن يبين وقف الأعمال العدائية وليس وقفا للحرب.

المرحلة الأولى

المرحلة الأولى من المقترح الموافق عليه من حماس، كانت من المفترض أنها ستشهد مفاوضات غير مباشرة على مفاتيح تبادل الأسرى عبر الوساطة القطرية والمصرية، بينما المرحلة الأولى في مقترح تل أبيب يتضمن وقفا للأعمال القتالية لستة أسابيع ويسمح لتل أبيب بالاندماج في المنطقة والتوصل لاتفاق تطبيع تاريخي مع السعودية، وانسحاب القوات "الإسرائيلية" من المناطق السكنية، الأمر الذي يخالف مقترح حماس والتي تؤكد على انسحاب كامل لجيش الاحتلال من القطاع.

المرحلة الثانية

عودة النازحين إلى منازلهم خصوصا في شمال قطاع غزة، هذا ما أكدته حماس في المقترح السابق في المرحلة الثانية، بينما جاء في المرحلة الثانية لمقترح تل أبيب تبادل جميع الأسرى الأحياء بما في ذلك الجنود "الإسرائيليون".

المرحلة الثالثة

وفي المرحلة الثالثة في المقترح السابق يتم تبادل الأسرى، فيما تتضمن المرحلة الثالثة من مقترح تل أبيب خطة إعمار كبيرة لقطاع غزة.

وقال متابعون، إن المقترح الذي تحدث عنه بايدن شبيه لما ما تم الاتفاق عليه بين حماس وتل أبيب في حروب 2021 و2018 و2014، والتي تفيد بوقف متبادل لإطلاق النار لكنه غير مستدام.

واعتبر الرئيس الأمريكي أن مقترح تل أبيب هو خارطة طريق لوقف إطلاق النار والإفراج عن المحتجزين، وتم نقله من قطر إلى حماس.

وقال بايدن إنه خلال المرحلة الأولى تتفاوض تل أبيب مع حماس للوصول لمرحلة ثانية تضع نهاية مستدامة للقتال، مشيرا إلى أن المرحلة الأولى تتضمن وقفا شاملا لإطلاق النار لـ6 أسابيع وانسحاب القوات "الإسرائيلية" من المناطق السكنية.

مقالات مشابهة

  • واشنطن: مصر وقطر تضغطان على حماس للتوصل إلى اتفاق لوقف الحرب
  • الكشف عن الكلمة الوحيدة التي تُصر إدارة بايدن على تغييرها في المقترح “المُعدل” لوقف إطلاق النار بقطاع غزة
  • تفاصيل رفض الاحتلال أي تعديلات على مقترح بايدن لوقف القتال في غزة
  • مسؤول إسرائيلي .. ننتظر إشارة “هامة” من حماس لإبرام الصفقة معها وفقا لمقترح بايدن
  • إسرائيل ترفض أي تعديلات على مقترح بايدن لوقف القتال في غزة
  • قيادي في حماس: لا تقدم في المحادثات مع إسرائيل بشأن وقف إطلاق النار في غزة
  • إعلام عبري يكشف تفاصيل جديدة بشأن وقف إطلاق النار بغزة
  • إعلام عبري يكشف تفاصيل جديدة بشأن وقف إطلاف النار بغزة
  • مسؤول أمريكي: الولايات المتحدة اقترحت لغة جديدة بشأن مقترح الرهائن ووقف إطلاق النار بغزة
  • رسالة مصرية قوية لرئيسة المفوضية الأوروبية بشأن وقف إطلاق النار بغزة