تفاصيل مروعة يصفها طبيب أمريكي للوضع في شمال غزة
تاريخ النشر: 30th, April 2024 GMT
سام العطار طبيب محترف في الأربعينات من عمره، وقد ولد لطبيبين، ولد ونشأ في شيكاغو ويعمل جراحا في مستشفى نورث وسترن بالمدينة. أثناء وجوده في غزة، احتفظ بمذكرات فيديو وقام بتصوير تجاربه.
يقر الدكتور سام أنه ترك جزءا من روحه في غزة. هذا الجزء هو الذي رأى المعاناة ولم يستطع الابتعاد عنها. الجزء الذي لا يمكن الآن أن ينسى، بحسب تقرير لـ"بي بي سي".
مرت 3 أسابيع على عودة سام إلى الولايات المتحدة، لكنه يشعر بأنه عاد بالأمس فقط، إنه يرى وجوه الفلسطينيين الذين يعانون في غزة أينما ذهب.
يتذكر سام "أم فقدت طفلها توا، والذي كان بعمر 10 سنوات كانت تحملق بنظرات تائهة وهي تقول إنه مات قبل 5 دقائق فقط، وبينما كان العاملون بالمستشفى يحاولون تغطية جثته، كانت هي تمنعهم، لأنها تريد أن تقضي معه أطول وقت ممكن، حتى ولو كان وسط البكاء والدموع، استمر الأمر كذلك 20 دقيقة وهي لا تريد تركه".
مثال آخر يتذكره سام، قائلا "رجل في الخمسينات من عمره بترت ساقيه، فقد أطفاله وأحفاده ومنزله، لقد كان وحيدا في ركن منعزل من المستشفى، جروحه ملوثة لدرجة أن الديدان تخرج منها وهو يصرخ من الألم، قائلا إن الديدان تلتهم جسده، طالبا المساعدة، وهذا واحد فقط من المآسي التي عاينتها، ولا أعرف عددها فقد توقفت عن العد".
لمدة أسبوعين في شهري آذار/ مارس ونيسان/ أبريل، تعاون سام مع منظمة "الجسر الفلسطيني الأمريكي" غير الحكومية، وعمل في مستشفيات غزة التي كانت تعاني من نقص شديد في كل شيء باستثناء المرضى المصابين بجروح خطيرة. وفي اليوم الذي دخل فيه غزة حيث كانت تعاني نقصا في كل الإمكانات، وكان أولها الجوع وهو أول ما عاينه لدى دخول القطاع.
يعتبر سام أن كل يوم في غزة كان يضم معاناة وضغوطا لا حصر لها، فالأطباء يقررون من له الأولوية في الإنقاذ، ومن فقد الأمل في إنقاذه، المصابون يستلقون على الأرض وسط برك من الدماء، والضمادات، وأصوات الصراخ والألم في كل مكان، ممتزجة ببكاء الأقارب.
رحلته الأخيرة هي الثالثة إلى غزة، منذ بداية الحرب، وقد تولت منظمة الصحة العالمية تنظيمها، بعدما حذرت من مجاعة في غزة، حيث يعاني نحو 30 بالمئة من الأطفال دون العامين من نقص التغذية، بينما يعاني 70 بالمائة من سكان غزة ككل مما تسميه الأمم المتحدة "جوع كارثي".
ويتذكر سام امرأة في الثانية والثلاثين من عمرها اعترفت بأنها تعاني من سوء تغذية حاد مع ابنها ووالدتها وأبيها وهم يعيشون جميعا في غرفة واحدة، ورغم محاولاته إنعاش قلبها وإنقاذها إلا أنه فشل.
ويتذكر المرأة وهي مستلقية على الفراش ويدها سقطت إلى جواره بينما عيناها تنظران إلى الأعلى بعد موتها.
جنى عياد البالغة من العمر 7 سنوات كانت عبارة عن هيكل عظمي، مكسو بالجلد، كانت أمها تأمل في التوجه إلى جنوب القطاع حيث توجد وضع المنظمات الطبية أفضل.
جنى كانت قد تعرضت لصدمة بسبب الحرب، ونقص الطعام، وهو من الأمور التي تسبب صدمة للأطفال بشكل عام وتمنعهم الصدمة من الطعام.
وتقول نسمة عياد والدتها: "ماذا يمكن أن أفعل، لا يمكن علاجها، حالتها النفسية شديدة التعقيد، فهي لا تتكلم مع أي شخص آخر، وأنا لا أستطيع أن أفعل شيئا".
ويضيف سام أنه لدى إعداد حاجياته لمغادرة غزة اقتربت والدة جنى منه وقالت: "لقد ظننت أننا سنرحل معك، لماذا أنت تغادر ونبقى نحن؟".
واضطر سام للإيضاح أن قافلة السيارات ستتجه جنوبا بهدف الحصول على الإذن بدخول الوقود، والغذاء وليس لإبعاد الناس.
المشكلة أن سام كلما تحدث مع والدة جنى سمعه بقية الموجودين في الغرفة المكتظة بالمرضى وأقاربهم وتجمعوا حوله طلبا للمساعدة.
ولاحقا تم نقل جنى إلى المستشفى في رفح، والتابعة للأطقم الطبية الدولية.
تقول منظمة الصحة العالمية إن 10 فقط من مستشفيات غزة البالغ عددها 36 مستشفى ما زالت تعمل.
ويقول سام: "شمال غزة بحاجة للمزيد من الطعام، والوقود والمياة الصالحة للشرب، والطرق يجب أن يتم فتحها، ويجب إجلاء الكثير من المرضى لتقلقي العلاج".
وسوف يعود سام إلى غزة قريبا، بينما المسعف الطبي نبيل الذي اعتاد العمل مع سام يوميا في القطاع وكان يحمل المصابين إلى المستشفى، حتى تحول هو نفسه إلى مصاب، وتم إنقاذه من بين الأنقاض بواسطة زملائه، ورغم أنه حي الآن إلا أنه لن يكون قادرا على مغادرة القطاع.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة المرضى غزة مرضى حصار المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی غزة
إقرأ أيضاً:
جريمة مروعة في لبنان.. العثور على جثة رجل في محطة وقود
في جريمة مأساوية، عُثر على جثة صاحب محطة محروقات في بمحافظة جبل لبنان، مكبّلة ومرمية داخل دورة المياه في المحطة.
ووفق ما أفادت وكالة الأنباء اللبنانية، فقد وجد المجني عليه "56 عاماً" مقتولاً، وتظهر عليه آثار التعذيب والضرب المبرح بأدوات حادة.
وعلى الفور حضرت الأجهزة الأمنية والعسكرية إلى موقع الجريمة، وبدأت باتخاذ الإجراءات اللازمة لكشف ملابسات الحادثة وتحديد هوية الجناة.
وانتشرت مشاهد الجريمة الصادمة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ظهر الجناة وهم يعذبون الضحية قبل الإجهاز عليه.
وأثارت الجريمة المصورة من كاميرا ثابتة في المكتب غضباً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ تشير المعلومات الأمنية التي ذكرها موقع "ليبانون ديبايت"، أن الشبهات تدور حول عمال المحطة السوريين الذين يعملون لديه منذ فترة طويلة، حيث تكشف أن هؤلاء كانوا قد قاموا بمراقبة المغدور ورصدوا ما يجنيه يومياً من أموال وأين يضعها.
عثر على جِثة الشاب “أ.ح”(اميل) صاحب محطة محروقات يونايتد في مزرعة يشوع داخل المحطة في ظروف مروعة. الضحية تعرض للـتعذيب والضـرب بأدوات حادة قبل أن يتم تكبيله ورميه داخل دورة المياه في المحطة. بحسب شهود عيان فإن العمال في المحطة من الجنسية السورية، يشتبه بأنهم وراء ارتكاب الجريمة pic.twitter.com/VORSaMpS1m
— Beyrouth 3 (@Beyrouth_3) January 28, 2025وقاموا الجناة بإقفال أبواب المحطة وجر المغدور إلى الداخل، حيث كبلوا يديه ورجليه بشريط لاصق وأغلقوا فمه بشريط أيضاً، وبدأوا عملية تعذيب لم تعرف أسبابها، حيث تشير إلى أنه بدت كعملية انتقامية أو ربما للإفصاح عن أرقام الخزنة لفتحها.
وبحسب المعلومات المتداولة، أن المشتبه بهم سرقوا مبلغاً كبيراً من المال وقاموا بقتل الضحية، قبل أن يقفلوا المكان للإيحاء أن المحطة مغلقة وتأخير العثور على المجني عليه، الذي مات اختناقاً بفعل وجود الشريط اللاصق على فمه وأنفه، وذلك في محاولة منهم لكسب مزيد من الوقت من أجل الفرار.