يمانيون – متابعات
هنالك شبه إجماع على أن استمرار المقاومة الفلسطينية في تنفيذ عملياتها العسكرية مع دخول العدوان شهره السابع، يفند المزاعم الصهيونية التي تدعي تمكن جيش العدو الصهيوني من تفكيك قدراتها، حيث لا تزال المقاومة متحكمة في الميدان ، وتخوض “معارك ضارية” تضرب وتهاجم تحشدات العدو في مختلف أماكن تواجده في غزة، موقعة جنوده في كمائنها ومحققة إصابات وقتلى في صفوفهم.

وبناء على ما أنجزته المقاومة الفلسطينية، فإنه لا يمكن الحديث عن هزيمتهاأو انتهاء قدراتها القتالية في قطاع غزة، وهذا ما يعني أن المقاومة أدارت معركتها بشكل ناجح وفعال، وكان لديها إستراتيجية تعامل مع الأهداف، في الميدان العسكريلمحاور القتال في القطاع.

في المقابل يدور العدو الصهيوني في حلقة مفرغة ومراوحة بلاأفق يغذيها، فترسانات الدفاع التي يتمترس خلفها حاليا رغم تطورها وحجمها وكلفتها الباهضة إلا أنها لن تتمكن من فرض أي تفوق عملياتي، ما يوحي بأن جيش الاحتلال مازال فاقدا للبوصلة في قطاع غزة.

وعلى الرغم من مضي 206 أيام على الحرب، إلا أن سياق عمليات المقاومة الفلسطينية تصاعد، إذ واصلت، قتالها بكفاءة عالية، فهي على التحام دائم مع جيش العدو الصهيوني، وتنفذ كثيرًا من عملياتها باستراتيجية من مسافة الصفر، كما أن رشقاتها الصاروخية مستمرة نحو مستوطنات الغلاف.

وفي تطور جديدٍ لعمليات المقاومة الفلسطينية أكدت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، استدراجها قوة صهيونية كبيرة إلى كمين ألغام في شارع السكة بمنطقة المغراقة، وسط قطاع غزة.

وكشفت القسّام، أنّ حقل الألغام الذي استُدرجت إليه قوات العدو أعدّته من عبوات ناسفة وصواريخ صهيونية “F16” ألقاها جيش العدو على المدنيين في غزة ولم تنفجر.

من جهته، أقرّموقع “روتر نت” الصهيوني بأنّ ثلاثة جنود من جيش العدولقوا مصرعهم وأصيب 11 آخرون بانفجار عبوة ناسفة في قطاع غزة.

وتداولت وسائل إعلام العدو الصهيوني أنباء عن وقوع “حدث أمني صعب”، نقل على إثره جنود قتلى وجرحى من محيط ثكنة “نتساريم” شمال المغراقة، وسط القطاع.

وتحدّث إعلام العدو عن هبوط مروحية تابعة للجيش في مستشفى “برزيلاي” وأخرى في “سوروكا” في الأراضي الفلسطينية المحتلة، “محمّلتين بجنود قتلى وجرحى من ثكنة نتساريم”.

من ناحيته نشر الإعلام الحربي في سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، مشاهد من قصف مستوطنات غلاف غزة برشقات صاروخية، وذلك بالاشتراك مع كتائب الأنصار.

إضافة إلى ذلك، أكدت سرايا القدس إنها قصفت موقع فجة العسكري شرق غزة، برشقة صاروخية.

وفي تعليقه على أداء المقاومة، يرى الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد ركن حاتم كريم الفلاحي أنه من الطبيعي أن تواصل المقاومة إطلاق الصواريخ التي تبلغ مدياتها من تسعة إلى 12 كيلومترا، ومنها صواريخ القسام واحد واثنين وثلاثة وصواريخ 107.

وما يؤكد فعالية عمليات المقاومة الفلسطينية، وخاصة القصف بالهاون الذي جرى خلال الفترة الماضية، أن جيش العدو الصهيوني يطالب بسحب القطاعات الموجودة على محور نتساريم الذي يفصل مناطق شمال قطاع غزة عن جنوبه، وذلك حسب ما كشفته صحيفة “يديعوت أحرنوت”.

ويوجد في محور نتساريم ثلاث قواعد عسكرية صهيونية ولواءان، ويصف الخبير العسكري والإستراتيجي -في تحليله العسكري على قناة الجزيرة- هذا المحور بأنه جيب مهلك لجيش العدو الصهيوني، حيث يمكن للمقاومة أن تطوقه من مختلف المناطق.

ورغم التهديدات الصهيونية باجتياح مدينة رفح، للقضاء على آخر كتائب الفصائل الفلسطينية، إلا أن عودة جيش العدو مرة أخرى بعد سبعة أشهر من الحرب لتنفيذ عملية عسكرية في مناطق كانت أول ما بدأ بها عمليته البرية في القطاع مثل منطقة بيت حانون، يؤكد وجود إشكالية كبيرة على المستوى الإستراتيجي والعملياتي والتكتيكي.

وفي هذا السياق حذّر قائد شعبة العمليات السابق في الجيش الصهيوني، يسرائيل زيف، في لقاء مع قناة “كان” الصهيونية، من مغبة تنفيذ عملية عسكرية في رفح.. قائلاً: إن المقاومة الفلسطينية أعدت لـ”إسرائيل” كميناً استراتيجياً.. واصفاً العملية العسكرية بأنها أخطر بكثير من كل ما فعله جيش العدو الصهيوني في قطاع غزة”.

وأضاف زيف” إن دخول رفح لن يؤدي إلى انهيار المقاومة، وخطورة العملية العسكرية ستكون كبيرة جداً، في ضوء حقيقة أن القتال في المدينة سيكون صعباً جداً، بسبب وجود أكثر من مليون مدني فلسطيني، الأمر الذي يهدد بحدوث كارثة إنسانية ستكون “إسرائيل” مسؤولة عنها.

من جانبه، قال اللواء احتياط يتسحاك بريك، في صحيفة “هآرتس”: إن وزير الحرب الصهيوني يوآف غلانت، ورئيس أركان جيش العدو الصهيوني، هيرتسي هليفي، يمارسان ضغوطاً من أجل دخول كبير إلى رفح، رغم معرفتهما بأن دخول الجيش الصهيوني إلى رفح، لن يؤدي إلى انهيار المقاومة، وسيورّط “إسرائيل” مع العالم كله، فضلاً عن أن العملية العسكرية ستجعل من الصعب على “إسرائيل”، إيجاد الوسيلة المناسبة للخروج من المستنقع، والتخلص من الغرق أكثر في الرمال المتحركة.

لكن ما يجب التوقف عنده التقرير الذي نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أخيراً، بعنوان: “الواقع القاسي لقتال “اسرائيل” في غزة”.

ففي مضمونه تقرّ الصحيفة بالإخفاق الصهيوني، في عجز العدو عن تحقيق هدفين أساسين من الحرب هما تدمير حماس، وإعادة المحتجزين الى جانب ما أسمته ب”تآكل الدعم الدبلوماسي لاسرائيل حتى بين حلفاءها” بسبب “معاناة الفلسطينيين”.

التقرير نقل عن مسؤولين صهاينة، القول: إن المقاومة الفلسطينية “لديها قوات عديدة فوق الأرض وتحتها”، وعن مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين بأن “الأنفاق في غزة ستستمح لحماس بالبقاء وإعادة تشكيل نفسها فور توقف القتال”.

ويُستنتج من القراءات التحليلية ، في الإعلام الغربي أن حقيقة وجود وانتشار وسيطرة المقاومة الفلسطينية على غالبية أراضي القطاع، يؤكد أن الأمور تعود إلى مربعها الأول، وبأن المقاومة بخير وقدراتها بخير، وبأن العدو فشل بسحقها وإستئصالها وتحويل غزة إلى أرض خربة خالية.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: المقاومة الفلسطینیة جیش العدو الصهیونی فی قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

تواصل العدوان الصهيوني على طولكرم لليوم الـ 48

لليوم الـ 48 على التوالي تواصل قوات العدو الإسرائيلي عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها، ولليوم الـ35 على مخيم نور شمس، في ظل تصعيد غير مسبوق شمل عمليات مداهمة مكثفة للمنازل وإجبار سكانها على الخروج منها بالقوة، مع استمرار الحصار والاقتحامات وسط تعزيزات عسكرية، وإجراءات تنكيليه بحق المواطنين.
وأفادت مصادر ، بأن دوي انفجارات ضخمة سمع فجر اليوم السبت، في المنطقة المحيطة بالأحراش في مخيم نور شمس، تزامناً مع انتشار مكثف لجنود العدو، وشوهدت ألسنة الدخان تتصاعد من المكان، في الوقت الذي تسببت في تحطم زجاج مركبات ونوافذ المنازل القريبة وتضرر محتوياتها، دون أن يبلغ عن إصابات في صفوف المواطنين.
وأطلقت قوات العدو الرصاص الحي تجاه مركبة إسعاف، أثناء توجهها لمخيم نور شمس لإخلاء حالة مرضية، ومنعتها من الوصول إليها.
وشهدت حارة المحجر في المخيم عمليات اقتحام وتفتيش مكثفة للمنازل نفذها جنود العدو، فيما انتشرت فرق المشاة في حارة جبل النصر، حيث أقدمت على تفجير إحدى بوابات مسجد النصر في المخيم، وسط إطلاق نار كثيف، كما أضرمت النيران في منزل المواطن ياسر مقبل في حارة المنشية، ما أدى إلى احتراق أجزاء من المنزل، وإلحاق أضرار مادية جسيمة.
ودفعت قوات العدو بتعزيزات عسكرية باتجاه المدينة ومخيميها، مرورا بشوارعها الرئيسية، واعترضت حركة تنقل المواطنين والمركبات، فيما عززت من آلياتها وجرافاتها الثقيلة، أمام المباني التي تستولي عليها في شارع نابلس وتحولها لثكنات عسكرية، وفي محيط مخيمي طولكرم ونور شمس، وأقامت حواجز متنقلة لتقييد حركة تنقل المواطنين.
وفي مخيم طولكرم، انتشرت قوات العدو بدورياتها الراجلة في حارتي أبو الفول وقاقون في مخيم طولكرم، حيث داهمت المنازل وخلعت الأبواب وعاثت فيها خرابا، إضافة إلى إطلاق قنابل صوتية لترويع السكان، كما استولت على مزيد من المنازل وحولتها إلى ثكنات عسكرية.
وفي حارة المقاطعة، اعتقلت قوات العدو المواطن نزار الطويل ونجله أحمد، بعد الاعتداء عليهما بالضرب، حيث احتجزتهما لأكثر من 12 ساعة قبل الإفراج عنهما في ساعات الفجر الأولى، بينما تعرض عدد آخر من المواطنين للتنكيل أثناء عمليات المداهمة لمنازلهم.
وفي ضاحية اكتابا، انتشرت فرق المشاة في منطقة حي إسكان الموظفين، وتحديداً المنطقة المقابلة لمخيم نور شمس، حيث داهمت منازل المواطنين وأجرت عمليات تفتيش واسعة داخلها، وأخضعت سكانها للاستجواب الميداني.
وتأتي هذه الاعتداءات في سياق التصعيد المستمر لقوات العدو في مدينة طولكرم ومخيميها، والذي أسفر عن استشهاد 13 مواطنا، بينهم طفل وامرأتان إحداهما حاملا في الشهر الثامن، بالإضافة إلى إصابة واعتقال العشرات، ونزوح قسري لأكثر من 12 آلف مواطن من مخيم نور شمس، و12 ألف آخرين من مخيم طولكرم، مخلفا دمارا واسعا في البنية التحتية ومنازل المواطنين.

مقالات مشابهة

  • شهيد فلسطيني بقصف العدو الصهيوني وسط قطاع غزة
  • المقاومة تلعب بذكاء والعدو يكرس فشله أكثر.. الهُدنة إلى أين؟
  • جامعة أمريكية تطرد طلابا على خلفية رفضهم لحرب الإبادة الصهيونية في غزة
  • تواصل العدوان الصهيوني على طولكرم لليوم الـ 48
  • فصائل فلسطينية تعقب على القصف الإسرائيلي في بيت لاهيا
  • الخارجية الفلسطينية تطالب بتحرّك دولي لوقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي في مخيمات شمال الضفة الغربية
  • وفد حماس يتوجه للقاهرة لبحث تطورات مفاوضات وقف الحرب: الاحتلال الصهيوني يتنصل عن اتفاق وقف إطلاق النار والمقاومة تدعو الوسطاء للضغط عليه
  • اندلاع مواجهات مع قوات العدو الصهيوني في كفر قدوم شرق قلقيلية
  • استشهاد طفل فلسطيني برصاص العدو الصهيوني شرق غزة
  • الخارجية الفلسطينية ترحب بالتقرير الأممي حول جرائم العدو الصهيوني