محافظ عدن طارق سلّام : الاحتلال الإماراتي السعودي بات يدرك حجم المستنقع الذي ورط نفسه فيه ويلفظ أنفاسه الأخيرة
تاريخ النشر: 30th, April 2024 GMT
يمانيون – متابعات
قال محافظُ عدن طارق مصطفى سلام: “إن الاحتلال الإماراتي السعوديّ بات يدرك اليوم حجم المستنقع الذي ورط نفسه فيه، وأنه يلفظ أنفاسه الأخيرة”.
وَأَضَـافَ في حوار خاص مع صحيفة “المسيرة” أن “الأصوات المناهضة للأطماع السعوديّة الإماراتية في المحافظات اليمنية المحتلّة ارتفعت بشكل ملحوظ، وأن اليمن اليوم ليس كما ظن المحتلّون ورسموا أحلامهم على حسابه، فقد تغيرت الموازين والقوى”.
إلى نص الحوار:
– بداية.. كيف تقرؤون حالة الفشل التي تعيشها المحافظات اليمنية الواقعة تحت سيطرة الاحتلال الإماراتي السعوديّ سياسيًّا واقتصاديًّا وأمنيًّا.
لا شكَّ أن حالةَ الفوضى والضياع التي تشهدُها مناطقُ سيطرة الاحتلالِ السعوديّ الإماراتي تأتي في إطارِ مسلسلِ التدمير والعبث الذي يمارسُه المحتلُّ وأدواتُه كإحدى وسائل الإذلال والتركيع التي تهدفُ من خلاله تلك القوى الطامعةُ للاستحواذِ على مقدرات الوطن وثرواته وتمكينِ مرتزِقتها من السيطرة الكاملة على مقومات البلد في الوقت الذي يعيشُ فيه المواطن أوضاعاً معيشية صعبةً يفتقرُ لأبسط مقومات الحياة وأبسط المتطلبات المعيشية الأَسَاسية كالغذاء والدواء والمياه والكهرباء وغيرها من أَسَاسيات العيش الذي باتت اليوم صعبة المنال في ظل سيطرة مليشيات التحالف وأدواته، ناهيك عن تدهور الأوضاع الأمنية وغياب الاستقرار وتفشِّي القتل والاختطافات خارج القانون وكأنك تعيش في غابة وليس في أرضك ووطنك.
– هناك تحَرّكات مشبوهة في هذه المحافظات كوجود عناصر للموساد في المخاء وقواعد عسكرية في سقطرى وردم في سواحل المكلا؛ بهَدفِ استقبال سفن عسكرية حربية أمريكية.. ما تعليقكم على ذلك؟
بالتأكيد هناك تحَرُّكٌ غربيٌّ كثيفٌ وغيرُ مسبوق يهدفُ إلى محاولة إحداث حالة من التوسع والسيطرة على أبرز الأراضي اليمنية ذات المقومات العالية؛ بما من شأنه أن يكون ورقة ضغط وصَدٍّ لتحَرّكات صنعاء المدافعة عن القضية الفلسطينية وعملياتها البطولية الشجاعة ضد الكيان الصهيوني ومموليه؛ وهو ما دفع بتلك القوى الغربية وقوى الشر والاستكبار العالمي إلى توسيع نفوذها في تلك المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا التحالف، وهذا إن دلَّ على شيء فَــإنَّما يدُلُّ على حالة الفشل والعجز التي وصلت إليها أمريكا و”إسرائيل” وبريطانيا في التصدي لعمليات القوات المسلحة اليمنية وسعيها لاستخدام وسائل أُخرى قد ترى أنها قد تفيدها بعضَ الشيء ولكنها في الحقيقة لن تزيدَها سوى خسارة وضعف، وبالتأكيد فَــإنَّها ستكون أَيْـضاً محط اهتمام ومتابعة من قبل القوات المسلحة اليمنية وأسلحتها الاستراتيجية الضاربة التي لن تتهاون في التصدي لأية قوة أَو تحَرّك مشبوه من قبل القوات الخارجية الطامعة في اليمن والمهدِّدة لأمنه واستقراره.
– وماذا بشأن توسعة مطار الريان والإنشاءات الجديدة في مرافقه.. ما الغرض منها برأيكم؟
الإمارات مؤخّراً سعت إلى استحداث سجون سرية في مطار الريان وإغراقه بمئات الضحايا الجدد؛ لأجل الهدف الذي كرست كُـلّ طاقتها؛ مِن أجلِ تحقيقه، وهو بسط نفوذها على أكبر قدر ممكن من الأراضي الجنوبية في ظل الصراع المحتدم بينها وبين حليفتها السعوديّة واختلاف المصالح التي أَدَّت مؤخّراً بينهما لانفجار الأوضاع وطفوها على السطح؛ وهو ما ينذر بواقع جديد ومغاير سيدفع بكل الطرف إلى محاولة التخلص من الآخر ونفوذه، ومن أجل ذلك تم استحداث سجون جديدة في مطار الريان وغيره؛ مِن أجلِ تكميم الأفواه المناهضة لسياسة الإمارات وانتهاك الحقوق ومصادرة الحريات؛ بما يضمن بقاء سيطرتها الاحتلالية على الأراضي اليمنية، ومن هنا نحذر من خطورة هذه المخطّطات الإجرامية التي تنتهجها الإمارات والسعوديّة في الأراضي اليمنية الجنوبية المحتلّة، وندعو كُـلّ القوى والنخب والمكونات الجنوبية إلى الاصطفاف لصد هذه الأخطار التي تحدق بالوطن والمواطن.
– يمضي الاحتلال الإماراتي بمساره العدائي لليمن مع انكشاف الصهاينة العرب على الملأ.. ما تأثير ذلك على مستوى وعي الشارع الجنوبي والمناطق اليمنية المحتلّة؟
هذا هو ديدن المتصهينين والمطبِّعين، يكيدون للأُمَّـة بنفس الكيد والحقد الذي يكيده اليهود والنصارى، وما نشاهده اليوم من طرق وَأساليب شيطانية تعادي الإسلام والمسلمين وتبرّر للصهاينة المجرمين يؤكّـد بما لا يدع مجالاً للشك أن السرطان الصهيوني استشرى في جسد الأُمَّــة؛ وكانت الإمارات هي الراعية الأول لهذا المشروع الصهيوني الاستيطاني الخبيث المستشري في جسد الأُمَّــة والذي توسعت بؤرته لتصل إلى بعض مناطق سيطرة المحتلّ في عدن وغيرها من قبل أبواق مستأجَرة رخيصة، ومع ذلك فنحن نطمئن الجميع بأن الشعب اليمني في الشمال والجنوب يعي حقيقة هذا المشروع الإجرامي ويدرك مخاطره، ونشاهد جميع تلك المظاهرات التي تخرج بين الفينة والأُخرى في المناطق الجنوبية المحتلّة وتقف إلى جانب إخواننا المقاومين في غزة ومحور المقاومة وتؤيد عملياتها البطولية ضد الكيان الصهيوني وبرغم المضايقات التي حدثت مؤخّراً على بعض أئمة وخطباء المساجد وتم اختطاف البعض منهم، بالإضافة إلى أن بعض الناشطين الذي وقفوا ولو بالكلمة مع مظلومية الشعب الفلسطيني تم اختطافهم، وبرغم كُـلِّ هذه الحملة الشعواء إلا أنها لم ولن تؤثر على الموقف اليمني المناهِضِ لسياسة الإجرام الصهيونية ووحشيته بحق أبناء غزة.
– هل تغيرت قناعات الشارع هناك بحقيقة المشاريع الاحتلالية التي سوَّقت لها السعوديّة والإمارات؟
نعم، هناك تغيير كبير في قناعة ووعي الشارع الجنوبي، ولا سيما مع ازدواجية المعايير التي تمارسها السياسة الأمريكية بحق أبناء غزة لصالح العدوان الصهيوني؛ وهو ما عزز ثقة أبناء المحافظات المحتلّة بخطورة هذا الواقع المفروض عليهم مع تغير الموازين وانكشاف الهيلمانة الأمريكية الصهيونية وكشف حقيقتها الإجرامية؛ ما دفع بغالبية القوى والشخصيات الثقافية والسياسية إلى المطالبة بمغادرة قوات الاحتلال الإماراتية الأمريكية السعوديّة واتضاح الصورة أمامهم بحقيقة المخطّط الذي يراد لليمن وحجم المصالح التي تسعى تلك القوى الطامعة لتحقيقها على حساب اليمن واليمنيين تحت شعارات تشطيرية عدائية.
– ما الذي تلمسه من تغير في قناعات الشارع ووجاهاته وقياداته ومشايخه… إلخ؟
زادت مؤخّراً وبشكل كبير الأصوات المناهضة للاحتلال السعوديّ الإماراتي ولا سيما تلك الأصوات التي كانت من أكثر الداعمين لها في البداية، وقد تعرَّض للتخوين والتهديد بعض الناشطين الذين ناهضوا اليوم سياسة الاحتلال السعوديّ الإماراتي، حيثُ إن السعوديّة قامت بطرد الناشطين الجنوبيين من أراضيها، وكل ذلك يأتي في إطار حرب المصالح واهتزاز الثقة بين طرفَي الاحتلال في المحافظات الجنوبية المحتلّة، والذي لامس تأثيراته الأدوات على الأرض؛ وكان ذلك بسَببِ تغير الوعي الجنوبي بصراع المصالح بين قُطْبَي الاحتلال، ولا شك أن ذلك التغيُّرَ في القناعات سيتنامى ويتعاظم مع الوقت، وسيشمل كافة القوى من مختلف المكونات والمليشيات.
– بالعودة للتوسع الإماراتي في بناء سجون جديدة في حضرموت.. ما معنى هذا في ظل سمعة سجون الإمارات المنتشرة في المحافظات اليمنية المحتلّة من قبل.. هل تحضِّر لمرحلة جديدة؟!.. ألم تقتنع أن أموراً كثيرة قد تغيرت وأنها لن تكون في صالحها؟
غاية الإمارات ما زالت حاضرة، نفس الهدف لم يختلف وإن تغيرت الأماكن والظروف.. المحتلّ طالما هو مُستمرّ بأحلام السيطرة وفي نهجه الأرعن فلن يرضى بصوت يناهض سياسته، ولا سيما مع وجود مخاطرَ تحدق به من كُـلّ النواحي واختلاف الموازين حتى باتت الأخطار تلاحقه؛ فالسجون سيئة الصيت والسمعة سوف تكتظ بمئات وعشرات المدنيين والعسكريين الذي يناهضون هذا المحتلّ، وبما أنَّ الإمارات ما زالت تسعى لبناء سجون جديدة فهي في الحقيقة تتجهَّزُ لمرحلة جديدة تظنُّ أنها ذاتُ مخاطر، وقد تجد أصواتاً مناهضةً لها، وسنترك الأمر للأيام حتى تكشف لنا هذه الحقائق والأهداف الإماراتية الطامعة.
– مع الفشل الاقتصادي الذي تعانيه المحافظات المحتلّة.. أليس من السخرية حديث المرتزِقة عن نقل البنوك اليمنية كما تم نقل البنك المركزي إلى عدن من قبلُ، والذي يعبر عن حالة الفشل الكبير في إدارة دفة الاقتصاد هناك؟
الحرب الاقتصادية التي تشنها دول العدوان الأمريكي البريطاني السعوديّ الإماراتي على بلادنا تأتي بعد فشل ذريع وهزيمة نكراء تلقتها تلك القوى المتآمرة على بلادنا بعد عدوانها الفاشل منذ تسعة أعوام.
ولا شك أن ما تقوم به حكومة الارتزاق من محاولات ومساعٍ لنقل البنوك إلى عدن يأتي في إطار الحرب الاقتصادية التجويعية التي تشنها دول العدوان منذ اليوم الأول لعدوانها على اليمن، حَيثُ بدأت بنقل البنك المركزي من صنعاء إلى عدن وتسبب ذلك القرار بانهيار الوضع الاقتصادي وَمفاقمة الأوضاع الإنسانية غير المسبوقة، حيثُ إن هذه المحاولات تحلم بضرب الجبهة الاقتصادية الداخلية وإيجاد ثغرة لتمرير مخطّطاتها الاستعمارية التركيعية؛ في رَدٍّ منها على موقف صنعاء المقاوم للطغيان الأمريكي الإسرائيلي على إخواننا في غزة ومحاولةٍ لتثبيط العزيمة اليمنية عن مواصلة التصدي لهذا العدوّ على كُـلّ المستويات.
– كيف نفهم هذه الدعوات من المرتزِقة للبنوك؟
لا شك أنه -وبعد فشل العدوان في الحرب العسكرية ومساعيه الرامية إلى إيجاد أي نصر يُذكَرُ أَو ردع لقوة صنعاء وعملياتها البطولية في البحار- دفع بكل إمْكَانياته ومقوماته المهولة إلى تبني سياسة الحصار والتجويع؛ في محاولة منه لتركيع الشعب اليمني وإيجاد حالة من الفوضى والبلبلة لإحراز أي تقدم في إطار المفاوضات الجارية، إلا أن كُـلّ تلك المساعي باءت بالفشل واستطاع الشعب اليمني -بفضل الله وبحكمة القيادة الثورية والسياسية- ردع تلك المؤامرات بكل الوسائل والإمْكَانيات المتاحة، وها نحن بفضل تلك الإرادَة نجني ثمار ذلك الصمود ونرى كيف تمكّنت الإدارة الحكيمة لهذه الأزمة من الصمود ومجابهة التحديات وكيف أن الوضع الاقتصادي أفضل بكثير في المحافظات الحرة مقارنة بالوضع الاقتصادي المنهار والمتردي في المحافظات المحتلّة.
– أمام الأحداث المتسارعة.. كيف تنظرون إلى المشاريع الاستعمارية وما مستقبلها في ظل تأكيدات القيادة الثورية المتواصلة بعدم القبول بها؟
فيما يتعلق بمشاريع المحتلّ وأطماعه فهي بالحقيقة باتت حبراً على ورق؛ وقد بات المحتلّ اليوم يدرك حجم المستنقع الذي وقع فيه في اليمن حَيثُ الخسارة فادحة، وهو الآن حائر ما بين الخروج المخزي الذي يتحتم عليه الفرار منه، أَو انتظار المستقبل المهين الذي لا مفر منه، وفي كلتا الحالتين هو يلفظ أنفاسه، ويعد أيامه، ويعيش آخر أحلامه التي وُئِدَت في اليمن وستتلاشى إلى ما لا نهاية.
– ما الذي يصلكم من الناس في المناطق والمحافظات اليمنية المحتلّة من شخصيات ووجاهات وقيادات من رؤى وأفكار وقناعات قد تعجِّلُ بطرد المحتلّ؟
الذي يصلنا معاناةٌ وأوجاعٌ ومآسٌ لا حصر لها، وَأَيْـضاً مطالبات بإنقاذ حال الناس الذي وصل إلى الجحيم؛ فلا خدمات متوفرة ولا أمن ولا حياة ولا غذاء، فالمحتلّ دمّـر واستباح وانتهك كُـلّ ما من شأنه أن يعود بالنفع على الوطن والمواطن، والناس باتت عاجزة وحائرة كيف يمكنها التغلب على هذه المأساة، ولكننا واثقون من أن المحتلّ بات يلفظ أنفاسه الأخيرة ومصيره إلى الزوال، وكلما كان الإجرام أكثر كانت النهاية أقوى وأكبرَ وَقْعًا وأشد إيلامًا له.
– ختامًا.. ما مستقبل تحالف العدوان في المحافظات المحتلّة في ضوء متغيرات الساحة المحلية والإقليمية والدولية؟
النهاية المُهينة والبشعة هي مصيرُهُ المحتوم، وَلا مفرَّ منها؛ فالدماءُ التي سُفِكَت والأرواحُ التي أزهقت والحُرُماتُ التي استُبيحت وانتُهكت والمآسي التي تفاقمت لن تمُرَّ دون حساب وعقاب، واليمن اليوم ليس كما ظنوا ورسموا أحلامَهم على حسابه، لقد تغيَّرت الموازينُ والقوى وتجزَّأت التحالفات، وأصبحت اليمن هي الحلقة الأقوى والأصعب في تلك المعادلة، وباتت القوى العظمى تضرِبُ لليمن ألفَ حساب وتفِرُّ من بحارها وسواحلها بفرقاطاتها وبوارجها وسفنها، ولا شيء يمكنُه أن يوقفَ هذه القوةَ أَو يصُــدَّها بإذن الله.
– المسيرة – حاوره إبراهيم العنسي
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الاحتلال الإماراتی المحافظات المحتل ة المحافظات الیمنیة الیمنیة المحتل ة فی المحافظات السعودی ة تلک القوى فی إطار من قبل
إقرأ أيضاً:
زكريا الزبيدي حرا.. التنين الفلسطيني الذي هزم الصياد
لم يكن في مخيلة وزير الأمن القومي الإسرائيلي المستقيل إيتمار بن غفير، الذي تباهى بإعادة اعتقال أسرى "نفق الحرية" عام 2021، أن يأتي اليوم الذي يُفتح فيه باب الزنزانة لزكريا الزبيدي، ليعود حراً إلى مدينة جنين، بقرار فرضته المقاومة الفلسطينية.
وتحرر اليوم الخميس زكريا الزبيدي أحد أبرز قادة "كتائب شهداء الأقصى" بالضفة الغربية، ضمن الدفعة الثالثة من المرحلة الأولى لصفقة وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع المقاومة الفلسطينية في غزة.
وخرج ابن جنين من السجن، في وقت تتعرض فيه المدينة ومخيمها لعدوان إسرائيلي متواصل منذ 10 أيام، مخلفة شهداء وجرحى ودمارا هائلا بالمنازل، شمالي الضفة الغربية.
وأطلق سراح الزبيدي إضافة إلى 109 أسرى فلسطينيين آخرين مقابل أسيرتين إسرائيليتين هما أربيل يهود وآجام بيرغر إضافة إلى أسير ثالث وهو غادي موزيس، وفق ما أعلن متحدث كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أبو عبيدة مساء الأربعاء.
والزبيدي (49 عاما) عضو سابق في المجلس الثوري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، وهو من أبرز الأسماء الفلسطينية بالسجون الإسرائيلية، ومن خلال أطروحته للماجستير، يفضل تسمية نفسه بـ"التنين الذي يهزم الصياد".
نجح الزبيدي بتنفيذ فرار "أسطوري"من سجن جلبوع الإسرائيلي شديد التحصين عام 2021 (رويترز) هروب أسطوريوفي 6 سبتمبر/ أيلول 2021 نجح الزبيدي في الهروب من زنزانته برفقة 5 من رفاقه في الأسر، من سجن جلبوع شديد التحصين عبر نفق حفروه، وأعيد اعتقالهم بعد أيام. في عملية وصفت حينها بـ"الأسطورية".
إعلانواعتقل جيش الاحتلال الزبيدي عام 2019، ووصفه مسؤول كبير بالمخابرات الإسرائيلية، بـ"قط الشوارع الذي وقع أخيرا في المصيدة".
لم يصدر حكم بحقه حين اعتقل، ولكن صدر ضده حكم بالسجن 5 سنوات على هروبه عبر النفق، أما بقية التهم ومنها إطلاق نار على مواقع إسرائيلية لم يصدر أحكام ضده بشأنها.
وللقيادي الفلسطيني تاريخ طويل في مقاومة الاحتلال، حيث قضى سنوات من عمره داخل السجون الإسرائيلية.
وفي عام 2007 سلّم الزبيدي إضافة إلى مجموعة فلسطينيين سلاحه للسلطة الفلسطينية بموجب اتفاق مع الاحتلال وحصل على "عفو إسرائيلي".
وعقب ذلك عمل الزبيدي في "المسرح"، وانشغل في إعداد دراسة ماجستير في العلوم السياسية، حملت عنوان "التنين والصياد"، تصف علاقته مع إسرائيل.
وبحسب تقارير فلسطينية فإن إسرائيل هدمت منزل الزبيدي 3 مرات.
اعتقل جيش الاحتلال الزبيدي منذ طفولته عدة مرات وظل مطاردا لسنوات (رويترز) من هو الزبيدي؟ولد زكريا بمخيم جنين للاجئين الفلسطينيين، وله 7 إخوة، تربى يتيم الأب، وفي 2002 قتلت القوات الإسرائيلية والدته سميرة وشقيقه طه.
وفي 15 مايو/ أيار الماضي، استشهد نجل زكريا، داوود في مستشفى "رمبام" في حيفا شمال إسرائيل، متأثرا بجراح أصيب بها في اشتباكات مسلحة مع جيش الاحتلال الإسرائيلي في جنين.
وفي سبتمبر/ أيلول 2024 قتلت إسرائيل نجله محمد مع عدد من المقاومين في غارة جوية بمدينة طوباس شمال الضفة الغربية.
كما أصيب زكريا بعمر 13 عاما بالرصاص خلال مشاركته في رجم القوات الإسرائيلية بالحجارة، واعتقل للمرة الأولى بعمر 15 عاما، وسجن 6 أشهر.
بعدها اعتقل بتهمة إلقاء عبوات حارقة على القوات الإسرائيلية، وحكم بالسجن 4 سنوات ونصف سنة.
في 2001، ومع اندلاع انتفاضة الأقصى (2000 ـ 2005)، بات الزبيدي قائدا عسكريا لـ"كتائب شهداء الأقصى" في حينه.
إعلانوقاد الزبيدي المجموعات المسلحة، وقيل عنه في وسائل الإعلام الإسرائيلية إنه "الحاكم الفعلي لجنين".
وعام 2002، وإبان إعادة الجيش الإسرائيلي احتلال الضفة الغربية، شن معركة ضارية في مخيم جنين، أسفرت عن استشهاد 52 فلسطينيا، ومقتل 23 جنديا، وخلفت المعركة دمارا كبيرا في منازل الفلسطينيين.
تعرض الزبيدي لعدة محاولات اغتيال من قبل الاحتلال الإسرائيلي (رويترز) محاولات اغتيالاستطاع الزبيدي أن ينجو 4 مرات من محاولات اغتيال، أبرزها في 2004، حيث قتلت القوات الإسرائيلية 5 فلسطينيين، بينهم طفل (14 عاما)، بعد استهداف مركبة كان يُعتقد أن الزبيدي فيها.
وفي العام ذاته، اقتحمت قوة إسرائيلية خاصة مخيم جنين لتصفية الزبيدي، لكنها اشتبكت مع مقاومين، ما أدى إلى استشهاد 9 فلسطينيين، وتمكّن زكريا من الفرار.
عام 2005، كُشف كمين لقوات إسرائيلية خاصة قرب منزل تحصن فيه الزبيدي، وفي 2006، حاول الاحتلال اعتقاله غير أنه فشل وتمكن زكريا من الفرار.
عفو وإعادة اعتقالشكلت وفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، نقطة تحول في عمل المقاومة المسلحة، حيث أعلن الرئيس الجديد في حينه محمود عباس، حل كتائب "شهداء الأقصى"، والبدء بفتح مسار سياسي مع إسرائيل.
وفي 15 يوليو/ تموز 2007، أعلنت إسرائيل عفوا عن مسلحي "كتائب شهداء الأقصى"، بينهم الزبيدي بناء على اتفاق مع السلطة الفلسطينية سلم مسلحون سلاحهم للسلطة.
وعن ذلك يقول الزبيدي في مقابلة تلفزيونية حينها "هم (الإسرائيليون) يعلمون أنني أوقفت العمل المسلح بناء على قرار لإعطاء فرصة للعمل السياسي لذلك حصلت على العفو".
وبعد 4 سنوات، أعلنت إسرائيل في 29 ديسمبر/ كانون الأول 2011، إلغاء العفو عن الزبيدي، رغم تأكيده أنه لم ينتهك أيا من شروطه.
بقي زكريا بمدينة رام الله وسط الضفة الغربية، مقر القيادة الفلسطينية، حتى اعتقاله من قبل قوات إسرائيلية بتاريخ 27 يناير/ كانون الثاني 2019.
إعلانواتهمت إسرائيل الزبيدي والمحامي الفلسطيني طارق برغوث في حينه بالتورط في "أنشطة تحريضية جديدة".
وآنذاك، وصف الضابط السابق في "الشاباك" الإسرائيلي يتسحاق إيلان الزبيدي، بأنه "قط شواع، لطالما حاولنا الإمساك به لكنه أفلت من أيدينا، والآن أعيد اعتقاله لانخراطه مرة أخرى في أنشطة إرهابية".
تسلم الزبيدي قيادة كتائب "شهداء الأقصى" في جنين خلال الانتفاضة الثانية (الفرنسية) التنينحصل الزبيدي على الثانوية العامة، ودرجة البكالوريوس في الخدمة الاجتماعية، رغم حياة المطاردة والمقاومة والاعتقال، وحضّر لرسالة ماجستير في جامعة بيرزيت الفلسطينية، تحت عنوان "الصياد والتنين.. المطاردة في التجربة الفلسطينية من عام 1968-2018".
وتقمّص الزبيدي شخصية "التنين" المستمد من أسطورة قديمة، تكون فيها الغلبة للتنين على الصياد، بعد مطاردة طويلة وصعبة، في إشارة إلى تجربته الشخصية مع الاحتلال.
وفي أطروحة الماجستير، تطرق زكريا إلى رحلة هجرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، وربطها بالواقع الفلسطيني.
وفي هذا الشأن، يقول صديقه جمال حويل، "زكريا كأنه خطط للهرب من السجن قبل دخوله، عبر وصف رحلة الهجرة النبوية بواقع الحال الفلسطيني للخروج من مأزقه".
وعن عدم قدرة زكريا على إتمام رسالة الماجستير، يقول حويل "اليوم استطاع زكريا أن ينهي رسالته، بتجربة عملية (من خلال فراره من السجن)، حتى تكون رسالة للأجيال القادمة".
ويسترجع حويل ذكرياته مع الزبيدي، وخاصة في معركة جنين 2002، حيث يقول "نفدت الذخيرة معنا، قلت وقتها لزكريا انتهت اللعبة، قال لي لم تنتهِ، نحن من يكتب لها النهاية، رفض الاستسلام، واختبأ بين الركام حتى انسحاب الجيش الإسرائيلي، ونجا".
وبعد سنوات من الأسر والمطاردة، يعود الزبيدي إلى جنين حراً ، ليجد المخيم كما عهده: يقاوم ولا ينحني.