لماذا نقرأ سورة الإخلاص والكافرون في الفجر؟.. أسرار عظيمة يغفل عنها كثيرون
تاريخ النشر: 30th, April 2024 GMT
لماذا نقرأ سورة الإخلاص والكافرون في الفجر؟ سؤال يغفل عنه الكثيرون، حيث ورد في السنن أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في أول ركعة من سنة الفجر بسورة الكافرون وفي الركعة الثانية سورة الإخلاص فـ لماذا نقرأ سورة الإخلاص والكافرون في الفجر؟
لماذا نقرأ سورة الإخلاص والكافرون في الفجر؟جاء عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : (رمقت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرين مَرَّةً يقرأ في الركعتين بعد المغرب، وفي الركعتين قبل الفجر "قُلۡ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلۡكَـٰفِرُونَ" و"قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ)، وسورة الكافرون مكية، عدد آياتها ست آيات، وموضوعها التبرئة من الشرك والنفاق، وأهمية التوحيد وعبادة الله وحده، حيث طلب المشركون من النبيّ أن يعبد آلهتهم سنة، ويعبدون إلهه في سنة، فردّت السورة على كلامهم وطلبهم.
وجاء في سبب نزول سورة الكافرون عن ابن عباس -رضي الله عنه-: «أن قريش دعت رسول الله إلى أن يعطوه مالاً فيكون أغنى رجل بمكة، ويزوجوه ما أراد من النساء ، فقالوا: هذا لك يا محمد وتكف عن شتم آلهتنا ولا تذكرها بسوء، فإن لم تفعل فاعبد آلهتنا سنة، قال: حتى أنظر ما يأتيني من ربي» فأنزل الله (قل يأيها الكافرون) إلى أخر السورة.
كما تعدِل سورة الكافرون ربع القرآن الكريم، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «قُلْ هو اللَّهُ أحَدٌ تعدلُ ثلثَ القرآنِ، و قُلْ يَا أيُّهَا الْكَافِرُونَ تعدلُ ربعَ القرآنِ»، بمعنى أن سورة الكافرون تماثل في أجر قراءتها ربع القرآن، وقال العديد من العلماء إن سبب ذلك أن سورة الكافرون فيها البراءة من الشرك والكفر وأهله.
عن نوفل الأشجعي -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اقْرَأْ عِندَ مَنامِكَ: (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ)؛ فإنَّها بَراءةٌ مِن الشِّرْكِ»، وقال نوفل -رضي الله عنه-: «أتَيتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ، فقال: مَجيءٌ ما جِئتَ؟ قال: جِئتُ لِتُعَلِّمَني شَيئًا أقولُه عِندَ مَنامي، قال: اقْرَأْ: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} عِندَ مَنامِكَ؛ فإنَّها بَراءةٌ مِن الشِّرْكِ»، وورد في الأحاديث أن النبي -عليه الصلاة والسلام- كان يقرؤها في الركعة الأولى في سنة الفجر، وكذلك في الركعتين بعد الطواف.
كما ورد عن فروة بن نوفل رضي الله عنه أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال :يا رسول الله علمني شيئا أقوله إذا أويت إلى فراشي ، فقال : اقرأ : قل يا أيها الكافرون فإنها براءة من الشرك. رواه الترمذي ..أي: تسلم صاحبها من الشرك بالله مفيدة للتوحيد؛ وذلك لأنها اشتملت على نفي عبادة ما يعبده المشركون بأبلغ عبارة، وأوفى تأكيد.
يقول الدكتور أيمن أبو عمر، وكيل وزارة الأوقاف، إن هناك سورة من قرأها كأنه قرأ ربع القرآن، مستدلا خلال فيديو منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم “من قرأ قل يا أيها الكافرون عدلت له ربع القرآن” أى عندما تقرأها 4 مرات فكأنما قرأت القرآن كله.
دعاء القنوت في صلاة الفجر.. ردده في خشوع الأوقاف: انطلاق مقرأة الفجر في المساجد الكبرى فضل قراءة سورة الإخلاصأما فضل قراءة سورة الإخلاص، فقد أكدت دار الإفتاء المصرية من خلال موقعها الرسمي، حيث جاء الشرع الشريف بالأمر بقراءة القرآن الكريم على جهة الإطلاق من غير تقييدٍ بوقتٍ دون وقتٍ أو حالٍ دون حالٍ إلا ما استُثنِي من ذلك؛ كحال الجنابة مثلًا.
وتابعت: قد نبَّه النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم على عظيم فضل سورة الإخلاص واستحباب قراءتها ليلًا بقوله لأصحابه رضي الله عنهم: «أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ فِي لَيْلَةٍ ثُلُثَ الْقُرْآنِ؟ قَالُوا: وَكَيْفَ يَقْرَأُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ؟ قَالَ: «﴿قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ﴾ تَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ» رواه مسلم عن أبي الدرداء، والبخاري بنحوه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنهما.
واستدلت بما جاء عن السيدة عائشة رضي الله عنها: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم بَعَثَ رَجُلًا عَلَى سَرِيَّةٍ، وَكَانَ يَقْرَأُ لأَصْحَابِهِ فِي صَلاتِهِ فَيَخْتِمُ بِـ﴿قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ﴾، فَلَمَّا رَجَعُوا ذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم، فَقَالَ: «سَلُوهُ لأَيِّ شَيْءٍ يَصْنَعُ ذَلِكَ» فسألوه، فَقَالَ: لأَنَّهَا صِفَةُ الرَّحْمَنِ، وَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَقْرَأَ بِهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم: «أَخْبِرُوهُ أَنَّ اللهَ يُحِبُّهُ» متفق عليه.
وورد عن فضل قراءة الإخلاص، أن لسورة قل هو الله أحد فضائل عدة رغم أنها من قصار السور القرآنية ، حيث إنها أربع آيات فقط ، ومن فضل قراءة الإخلاص:
1- قراءة سورة الإخلاص تغفر لقارئها.
2 - عن عائشة رضى الله عنها قالت أن النبي بعث رجلا على سرية و كان يقرأ لأصحابه في صلاته فيختم ب سورة ( الإخلاص) فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي فقال : (سلوه لأى شيء يصنع ذلك ؟ , فسألوه , فقال : لأنها صفة الرحمن وأنا أحب أن أقرا بها , فقال النبي : أخبروه أن الله يحبه).
3 - عن أبى سعيد الخدرى أن رجلا سمع رجلا يقرأ سورة (الإخلاص) يرددها فلما أصبح جاء الى رسول الله فذكر ذلك له , فقال رسول الله : و الذى نفسى بيده انها تعدل ثلث القران .
4 - عن أبى الدرداء (رضى الله عنه) عن النبي أنه قال : (أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن؟ , قالوا: و كيف يقرأ ثلث القران ؟ , قال : سورة ( الإخلاص ) تعدل ثلث القرآن).
5 - قال رسول الله : (من قرأ سورة الإخلاص والمعوذتين حين يمسي وحين يصبح ثلاث مرات تكفيه من كل شئ) .
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: سورة الإخلاص سورة الكافرون صلاة الفجر فضل قراءة الإخلاص
إقرأ أيضاً:
الحكمة من حفظ الله تعالى للقرآن الكريم
قالت دار الإفتاء المصرية برئاسة الدكتور نظير عياد، إن القرآن الكريم هو كلام الله سبحانه وتعالى المنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم؛ ليتعبد به، ويتحدى بأقصر سورة منه، قال تبارك وتعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [الحجر: 9].
وأوضحت دار الإفتاء أن القرآن الكريم هو الدستور السماوي الصالح لكل زمان ومكان الذي جمع الله فيه قصص السابقين؛ قال تعالى: ﴿نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ﴾ [يوسف: 3]، وقال تعالى: ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [النمل: 76-77].
فضل حفظ القرآن الكريم دون باقي الكتب السماوية الأخرىوأضافت الإفتاء أن الله سبحانه وتعالى حفظ القرآن الكريم دون باقي الكتب السماوية المقدمة؛ لأنّه الكتاب الخاتم الجامع لكل الكتب السابقة؛ ولأنَّ كل نبيّ كان يبعث إلى قومه خاصة، وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعث إلى الناس كافة، وكان يجمع أكثر من نبي في أماكن مختلفة في وقتٍ واحدٍ مثل سيدنا إبراهيم عليه السلام، وسيدنا لوط عليه السلام، فكان الكتاب -كصحف إبراهيم وموسى، وإنجيل عيسى، وزبور داود- ينزل لفئة من الناس دون الآخرين، ولكن القرآن جاء لكل الناس العربي وغيره من كان في عهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، ومن يأتي بعده حتى تقوم الساعة؛ فكان جديرًا بأن يُحفَظ دون سائر الكتب.
وأضافت الإفتاء قاشلة: أن الله تعالى شاءت حكمته أن يبتلي السابقين باستحفاظهم لكتبهم وعدم تحريفها وتغييرها، فلم يثبتوا ولم يوفوا إلا قليلًا ممَّن وفقه الله، فاحتفظ تعالى بهذا الكتاب الخالد لهذه الأمة المرحومة، وتكفَّل بحفظه تعالى؛ إكرامًا لهم، وإظهارًا لقدرهم عنده تعالى، وهو سبحانه يرفع مَن يشاء، ويضع مَن يشاء، لا معقب لحكمه، ولا رادّ لفضله.
حكم قراءة القرآن والذكر جماعة
قالت دار الإفتاء المصرية إن الذكر الجماعي أمر جائزٌ، والقول بأنَّ ذلك بدعة هو في نفسه بدعة مذمومة؛ إذ من البدعة تضييق ما وسَّع الله ورسولُه صلى الله عليه وآله وسلم، على أن الذكر في الجمع أرجى للقبول وأيقظ للقلب وأجمع للهمة وأدعى للتضرع والذلة بين يدي الله تعالى.
ومدح النبي صلى الله عليه وآله وسلم سنة ثابتة منقولة بالتواتر، أخذها الخلف عن السلف من غير نكير، وما زالت المدائح النبوية تُحَبِّبُ الناس في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عبر العصور، وتُرَغِّبُهُم في اتباعِ سنته والاقتداء بشمائله الشريفة وسجاياه الكريمة، وبها تَتَنَوَّر القلوب وتنشرح الصدور وتزكو النفوس، وهذه السنة من السنن المهجورة عند كثير من المسلمين.