موقع النيلين:
2024-12-22@09:00:48 GMT

المخابرات السودانية والقوة الناعمة

تاريخ النشر: 30th, April 2024 GMT


منذ بداية حرب السودان، والغرب يحاول أن يقلب كل شيء من حولها، وكل حقيقة عمرها آلاف السنين، ويضرب كل الاجتهادات الغربية في تعريف الجريمة السياسية والإبادة الاجتماعية عرض الحائط.

بعد فشل كل اجتهادات المحور الغربي في إيجاد مساحة لعودة المليشيا وحلفائها إلى صدارة المشهد السياسي في السودان، الآن يحاول ادارج هذا العدوان على الشعب السوداني في خانة صراع المطالب؛ وتجاهل الأعراف والقوانين الدولية وهنا يجدر الإشارة إلى وصف وكيل المشروع الغربي في السودان الدكتور “عبد الله حمدوك” عندما وصفها بالحرب ضد التهميش.


رغم مرور أكثر من عام على انطلاق الحرب في السودان وقتل الآلاف من المدنيين ، فإن آلة القتل والتنكيل ضد أهالي السودان تواصل عملياتها من دون تردد أو تراجع في وتيرتها، وإذا كان ما حدث في ١٥/ أبريل 2023 صادما ، فإن الصدمة الأكبر تكمن في استمرار هذه الحرب الغاشمة التي عرفت كل أنواع التجاوزات دفعة واحدة، دون إدانة مباشرة واتخاذ إجراءات حاسمة في مواجهة قادة مليشيا الدعم السريع كما فعل الغرب من قبل مع “البشير”، وجعله مطلوبا لدى العدالة الدولية.

السؤال هو: هل خطة الغرب واضحة؟، نطرح هذا السؤال أمام تردد المواقف الوطنية في اتخاذ قرارات تتماشى ووضوح خطة الغرب في استعمار السودان بعد تركيعه، عبر استنزاف موارده بحرب طويلة والاكتفاء بالمشاهدة الممتعة لتدمير البنى التحتية وانهيار الاقتصاد السوداني…

لذلك فإن كل هذه الأفعال الواضحة جداً ، تؤكد أن الغرب عبر وكيله الإقليمي (الإمارات) ووكلاءه المحليين يريد كل الأرض السودانية وعازماً على إخلاء السودان من السكان، سواء استدعى الأمر التهجير أو التجويع أو القتل، فكل هذه الآليات تؤدي إلى هدف واحد ويخدم الخطة الواضحة كل الوضوح.

كل تلك المواقف المشهودة وظل النظام السوداني يتعامل بمنهج المهادنة للغرب وليس المقاومة، طبعا ندرك جيداً أن الأمر معقد والسياقات مركبة، وهذا بدوره ليس جديداً ، لأن تاريخ الغرب ذاته قائم على جعل علاقات العالم معه معقدة بشكل أنه يصعب الوقوف في وجه مشروعه، وعرف الغرب على امتداد تاريخه كيف يجعل من التفريط في حلفه موجعاً إلى حد الاستحالة بالنسبة إلى الدول التي مصالحه معها أساسية وفاعلة ومؤثرة، ولكن لم تكن علاقات السودان بالغرب مرتبطة ارتباطاً وثيقاً على مر تاريخه، ولم تربطه مصلحة يستفيد منها السودانيين ، بل ظل هواه شرقياً.

لذلك جاءت زيارة قيادة جهاز المخابرات العامة السوداني إلى “موسكو” مفاجأة للجميع، وخاصة من أصابهم اليأس في أن تتخذ الدولة السودانية موقفا صارماً تجاه سياسيات الغرب في السودان ومطامعه بائنة الملامح.

لقد قبل الشعب السوداني على مضض حياد الدولة السودانية تجاه الغرب بعد ثورة ديسمبر، وابتلع العديدون بصعوبة سياسة التركيع التي تمارسها أمريكا تجاه السودان، وطالب السودانيين كثيرا بضرورة أن تتخذ علاقات السودان الدولية منحى يحمي مصالح السودانيين وسيادة أرضهم.

أثمرت مشاركة قادة جهاز المخابرات العامة في اجتماعات “موسكو”، تقريب وجهات النظر بين الحكومة السودانية والروسية، بل وقفزت إلى مرحلة متقدمة، وهي زيارة متوقعة لوزير الخارجية الروسي إلى بورتسودان.

مجهودات جهاز المخابرات العامة في القيام بمهام دبلوماسية معقدة وشائكة في ظل غياب وزارة الخارجية، أخرج السودان من الدائرة المفرغة في العمل الدبلوماسي المثمر.

وبهذه الطريقة، فإن الاختراق المهم الذي حققه جهاز المخابرات العامة وذلك بفتح مسارات جديدة لعلاقات السودان الخارجية سوى كان على مستوى التعاون الأمني والمخابراتي أو الدبلوماسي، فهو بمثابة مشرط أخلاقي في السياسة الخارجية السودان، ومنشاراً حاداً في قطع الطريق أمام كل من يحاول عزل جهاز المخابرات السوداني عن التعاون المشترك مع رصفائه في كل الدنيا، ويشير بوضوح إلى أن مؤسسات الدولة السودانية معترف بها دولياً، ولا يمكن عزلها والتضييق عليها بدعاوى فاسدة وافتراءات، وبالتالي أصبح جهاز المخابرات العامة السوداني محل اهتمام كل المحاور الأمنية والمخابراتية في العالم، وان بإمكانه العمل والتعاون مع أي مثيل له يريده في سبيل الحفاظ على الأمن القومي ومصالح السودان.
محبتي واحترامي

رشان أوشي

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: جهاز المخابرات العامة فی السودان

إقرأ أيضاً:

أرقام جلوس احتياطية وتوقيت نهاري لامتحانات الشهادة السودانية

 

أكملت الوزارة استعدادتها لقيام الامتحانات في الوقت المحدد وتسليم أرقام الجلوس لكل الولايات عدا الخرطوم التي ينتظر أن تتسلمها خلال اليوم

التغيير: بورتسودان

يجلس في الثامن والعشرين من الشهر الجاري عدد ( 343644) طالب وطالبة لامتحانات الشهادة السودانية المؤجلة بفعل الحرب في (2300) مركز داخل وخارج السودان بنسبة بلغت 83% ويجلس الطلاب للامتحان علي غير العادة داخليا وخارجيا عند الساعة الثانية والنصف ظهرا .

وقال وزير التربية والتعليم، د. احمد خليفه عمر، أن استعدادات الوزارة أكملت لقيام الامتحانات في الوقت المحدد وتسليم ارقام الجلوس لكل الولايات عدا الخرطوم التي ينتظر أن تتسلمها خلال اليوم نظرا لزيادة أعداد الطلاب بعد “دحر المليشيا” في بحري وبعض مناطق أمدرمان منوها إلى وجود ارقام احتياطية لكل الولايات لتمكين كافة الطلاب الراغبين من أداء الامتحان .

وأوضح الوزير في منبر وكالة السودان للأنباء أن هناك مساعي جارية لحل مشكلة الطلاب السودانيين في تشاد وقال إنهم جاهزون لإيصال الامتحانات والمراقبين حال تكللت المساعي الحكومية والشعبية في حل الاشكال .

وأكد الوزير أن الامتحانات مؤمنة تأمينا كاملا من دخولها المركز وحتى إعلان النتيجة مشيىرا إلي أن الأجهزة الأمنية وعلي طول مسيرة الامتحانات ظلت تقدم خدماتها حتى بات الأفراد خبراء في مجال تأمين وسير الامتحانات .

وأشار الوزير إلى أن عدد الطلاب الوافدين من الولايات بلغ (١٢٠٧٢١ ) وافدا في (٤٩) مركزا بينما بلغ عدد الطلاب الممتحنين في الخارج (46553) منهم ٢٧ ألف طالب في مصر فيما بلغ عدد المراكز (٢٣٠٠) وعدد المراكز داخل وخارج السودان (٥٩) منها خارجي منها (٢٥) في مصر .

 

الوسومالشهادة السودانية وزارة التربية والتعليم

مقالات مشابهة

  • الخارجية السودانية: أي حل سلمي يجب أن يبنى على تنفيذ اتفاق جدة
  • أرقام جلوس احتياطية وتوقيت نهاري لامتحانات الشهادة السودانية
  • قدم أوراق اعتماده اليوم.. السفير السوداني لدى الاتحاد الإفريقي يدعو لحسم التدخلات الخارجية 
  • وزير الخارجية الأمريكي: نحن نتحمل مسؤولية وقف المعاناة وإنهاء هذه الحرب ودعم الشعب السوداني
  • وزير الخارجية الروسي يناقش مع نظيره السويسرى الصراع في أوكرانيا
  • السوداني يعين رئيسا جديدا لجهاز المخابرات العراقي
  • رئيس الوزراء يوجه بتكليف حميد الشطري برئاسة جهاز المخابرات
  • تأكيدا لخبر شفق نيوز.. السوداني يكلف الشطري برئاسة جهاز المخابرات العراقي
  • السوداني يوجه بتكليف حميد الشطري برئاسة جهاز المخابرات الوطني
  • السفارة السودانية .. جامعة القاهرة فرع الخرطوم لم يتم فتحها