كتب دميتري بوبوف، في "موسكوفسكي كومسوموليتس"، حول إظهار الغرب "نواياه الحسنة" تجاه روسيا، لتسوية الصراع في أوكرانيا.

 

وجاء في المقال: بمجرد تداول تقارير حول بدء القوات المسلحة الأوكرانية المرحلة الرئيسية من الهجوم المضاد، بدأت الصحافة الغربية على الفور في تسريب ما قد تبدو عليه مواقف الغرب التفاوضية. الحديث يدور عن أن روسيا ستضطر في الخريف إلى الدخول في مفاوضات، بصرف النظر عن نتائج "الهجوم" (فقط الدعاية الأوكرانية ليس لديها شك في انتصار كييف).

في الواقع، المعلومات التي يجري تسريبها، من خلال بي بي سي، منوط بها أن تظهر نوايا الغرب "الحسنة" وقدرته على التسوية. يُزعم أن هناك ما يسمى بقناة ونصف، غير رسمية للمفاوضات بين روسيا والولايات المتحدة.

قبل حوالي ثلاثة أسابيع، عندما بدأوا الحديث عن ذلك لأول مرة، نفت الخارجية الروسية مثل هذه المفاوضات، وقالت الإدارة الأمريكية إنها علمت بالاتصالات، لكن لا علاقة لها بها.

على ماذا الرهان هنا ولحساب من؟ هل على "حزب سلام" داخل روسيا، سيتعين عليه، بالتزامن مع الضغط الأمريكي الخارجي، ممارسة ضغوط داخل البلاد، تدفع بوتين إلى التفاوض. بوتين دون غيره. لأن الرسالة الرئيسية لتسريب المعلومات هي أن بوتين يتدخل شخصياً في المفاوضات.

من الخطر التقليل من شأن "حزب السلام". كما تبين الممارسة، فقد سبق أن تمكن من ترتيب "خطوات حسن نية"، وصفقات غير مواتية لروسيا وغيرها من عمليات تبادل الأسرى المذهلة.

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: كورونا الأزمة الأوكرانية الاتحاد الأوروبي العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا حلف الناتو فلاديمير بوتين واشنطن

إقرأ أيضاً:

روسيا تكشر عن أنيابها.. تهديدات بتصعيد حرب هجينة ضد الغرب

في تصعيد جديد في صراعها مع الغرب، حذرت روسيا من أنها ستواصل توسيع نطاق الحرب الهجينة التي تشنها ضد الدول الغربية، مهددة بزيادة الهجمات الإلكترونية، عمليات التخريب، وتوجيه ضربات مباشرة إلى حلفاء أوكرانيا.

وفي حلقة من برنامج "التاسعة" على "سكاي نيوز عربية"، ناقش، سيد غنيم، الأستاذ الزائر في الناتو والأكاديمية العسكرية الملكية في بروكسل، تهديدات موسكو الأخيرة وكيفية تأثيرها على الأمن العالمي في ظل الصراع المستمر في أوكرانيا.

الحرب الهجينة: مزيج من الأسلحة التقليدية وغير التقليدية

غنيم بدأ النقاش بشرح مفهوم الحرب الهجينة التي تتبناها روسيا في الفترة الأخيرة، قائلاً إنها تشمل مزيجًا من الهجمات العسكرية التقليدية، الحرب السيبرانية، والتأثير الإعلامي، فضلاً عن التلاعب بالاستقرار الداخلي للدول الغربية.

روسيا، بحسب غنيم، لا تقتصر على القتال في ساحة المعركة فقط، بل تستخدم أساليب غير تقليدية لزعزعة استقرار الدول من الداخل، من خلال التشويش على الأنظمة السياسية والاقتصادية.

ضربات أوكرانية على العمق الروسي: تصعيد غير مسبوق

غنيم أشار إلى الهجمات التي شنها الجيش الأوكراني باستخدام صواريخ أميركية الصنع ضد أهداف روسية، والتي اعتبرتها موسكو استفزازًا مباشرًا.

وأضاف أن هذا الهجوم يفتح الباب أمام تصعيد عسكري غير مسبوق من روسيا، حيث تتزايد المخاوف من تنفيذ موسكو عمليات هجومية شاملة داخل أوكرانيا وخارجها. وتوقع غنيم أن تبدأ روسيا في تنفيذ ضربات مباشرة ضد القوات الغربية إذا استمرت هذه الهجمات.

التهديدات الروسية: الرد على أي دول تسمح باستخدام أراضيها ضد موسكو

وفيما يتعلق بالتهديدات الروسية بتوجيه ضربات إلى دول الغرب التي تساهم في دعم أوكرانيا، قال غنيم إن روسيا تلوح بشكل متزايد بأنها ستتعامل مع هذه الدول بنفس الطريقة التي تتعامل بها مع كييف.

وأضاف أن روسيا قد تستهدف المملكة المتحدة والولايات المتحدة مباشرة، في حال استمر استخدام الأراضي الأوكرانية لشن هجمات على أراضيها. هذه التصريحات قد ترفع من حدة التوترات بشكل غير مسبوق بين موسكو والدول الغربية.

التعاون مع أطراف غير تقليدية: تعزيز شبكة العلاقات الروسية

أشار غنيم إلى أن روسيا تعمل على توسيع دائرة تحالفاتها، خصوصًا في إفريقيا وآسيا الوسطى، حيث تسعى إلى تعزيز وجودها العسكري والسياسي. هذا التعاون مع دول غير تقليدية، بحسب غنيم، قد يزيد من تعقيد الوضع الإقليمي والدولي، خاصة إذا قررت روسيا استخدام هذه العلاقات لتوسيع نطاق الحرب الهجينة ضد الغرب.

وأضاف أن روسيا قد تستخدم هذه الدول كحصن لها في مواجهة الضغوط الغربية، ما يعزز من قدرتها على فرض المزيد من الضغوط.

الناتو في مواجهة التحديات: كيف يرد الحلف على الحرب الهجينة؟

خلال النقاش، طرح تساؤل حول رد فعل حلف الناتو تجاه التصعيد الروسي، خصوصًا في ظل تصاعد المخاوف من مواجهة شاملة. غنيم أكد أن الناتو قد بدأ في إعادة تقييم استراتيجياته لمواجهة هذا النوع من الحروب، وتحديدًا من خلال تعزيز الدفاعات السيبرانية ومراقبة التحركات الروسية.

أضاف غنيم أن الحلف سيحتاج إلى مزيد من التعاون مع دول الجوار وأدوات الردع غير التقليدية لمواجهة التهديدات الروسية المتزايدة.

هل يتجه الصراع إلى حرب شاملة؟

في سياق الحديث عن تصعيد الحرب الهجينة، تطرق النقاش إلى فكرة ما إذا كانت هذه الاستراتيجية ستؤدي إلى اندلاع حرب شاملة بين روسيا والدول الغربية، حيث أشار غنيم إلى أن روسيا قد لا تكون قادرة على حسم الصراع في أوكرانيا بالوسائل التقليدية، لكنه حذر من أن استمرار هذه التصعيدات قد يؤثر على استقرار المنطقة ويؤدي إلى نتائج غير متوقعة.

وأضاف أن الغرب يهدف إلى إضعاف النظام الروسي من الداخل، لكنه سيكون بحاجة إلى مزيد من التعاون بين الدول الأعضاء في الناتو لتحقيق هذا الهدف.

التهديدات السيبرانية: الحرب في الفضاء الرقمي

غنيم أكد أن الحرب السيبرانية تعد من أخطر أدوات الحرب الهجينة التي تستخدمها روسيا، حيث يمكن لهذه الهجمات أن تُعطل الأنظمة الإلكترونية في الدول الغربية وتعرقل التواصل العسكري والمدني.

وأضاف أن أي تصعيد في هذا المجال قد يتسبب في أضرار جسيمة للبنية التحتية الرقمية في أوروبا وأميركا، وهو ما قد يفتح الباب أمام حرب ممتدة خارج نطاق الجبهات العسكرية التقليدية.

تصعيد خطر مع عدم وجود حل قريب

وأشار غنيم مختتماً إلى أن الوضع في أوكرانيا سيظل معقدًا في ظل التصعيد المستمر من روسيا، محذرًا من أن الحرب الهجينة قد تزداد تعقيدًا في الأيام المقبلة.

مع تزايد الدعم الغربي لأوكرانيا، يبقى السؤال مفتوحًا حول ما إذا كانت روسيا ستستمر في استخدام هذه الاستراتيجية المتطورة أم ستجد نفسها مضطرة للدخول في حرب شاملة مع الغرب.

مقالات مشابهة

  • اتفاق سلام وشيك.. صنعاء تكشف تفاصيل مهمة عن مستجدات المفاوضات مع السعودية
  • روسيا تتحدى الغرب بصاروخ «أوريشنيك»
  • بوتين يهدد الغرب وكييف.. تغيير في العقيدة القتالية واختبار أسلحة جديدة (فيديو)
  • روسيا تكشر عن أنيابها.. تهديدات بتصعيد حرب هجينة ضد الغرب
  • «أوريشنيك» يشعل سباق التسلح.. بوتين يتحدى الغرب والبنتاجون يعرب عن قلقه
  • أوربان: بوتين لا يثرثر.. تصريحاته ذات ثقل ولها تبعات
  • بعد صاروخ أوريشنيك.. المجر لـ«الغرب»: خذوا تهديدات بوتين «على محمل الجد»
  • مستعدون للردّ على أيّ تطورات.. بوتين: لا أحد يمتلك الوسائل لمواجهة أحدث أسلحة روسيا
  • الصاروخ الروسي الجديد في أوكرانيا.. بوتين يلجأ لـ رسائل الترهيب
  • حاكم الشيشان: استخدام صواريخ"أوريشنيك" يجبر الغرب على مفاوضات السلام