بوغدانوف: روسيا تعتبر “مجلس السيادة” هو الممثل الشرعي للشعب السوداني
تاريخ النشر: 30th, April 2024 GMT
الجديد برس:
قال المبعوث الروسي الخاص إلى أفريقيا والشرق الأوسط، نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، إن روسيا تعتبر “مجلس السيادة الانتقالي هو الممثل الشرعي للشعب السوداني”.
وجاء كلام بوغدانوف خلال زيارته إلى السودان على رأس وفد رسمي ولقائه رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، إلى جانب عدد من المسؤولين السودانيين في مدينة بورتسودان على ساحل البحر الأحمر، يوم الأحد، وفق ما ذكرت وكالة السودان للأنباء “سونا”.
وأضافت الوكالة أن بوغدانوف بحث مع نائب قائد الجيش السوداني، عضو مجلس السيادة الانتقالي، شمس الدين كباشي، تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل “تعزيز التعاون سياسياً واقتصادياً وعسكرياً وثقافياً”.
وأعرب كباشي عن إشادته بمواقف الدولة الروسية “الداعمة للشرعية السودانية”، مؤكداً أن بلاده “منفتحة على كل مبادرات حقن الدماء، لكن في إطار الشرعية والرؤية السودانية، التي تضمن وتحفظ حقوق الشعب السوداني كاملة”.
كما أكد الكباشي أن “كل محاولات المتربصين بمصالح السودان وسيادته واستقراره مصيرها الفشل” وفق تعبيره.
كذلك، أكد المبعوث الروسي الخاص خلال اجتماعه مع وزير الخارجية السوداني، عوض حسين علي، أن “لدى كل من روسيا والسودان سفارة وسفيراً معتمداً يؤدي مهامه بشكل طبيعي”، الأمر الذي “يؤكد العلاقات المتميزة بين البلدين”.
وقال: “روسيا تعتبر مجلس السيادة الانتقالي الممثل الشرعي للشعب السوداني”.
من جهته، قال المسؤول السوداني إن بلاده وروسيا تواجهان “تحديات متشابهة من جراء محاولات التدخل الخارجي في شؤونهما الخاصة، وإعاقة جهودهما لتعزيز الاستقرار والتنمية لشعبيهما” بحسب ما ذكر.
وأضاف: “القوات المسلحة تمتلك حالياً زمام المبادرة وتحقق تقدماً كبيراً في كل الجبهات”، مشدّداً على أن الهدف هو “استكمال الفترة الانتقالية، بقيام انتخابات حرة يختار الشعب السوداني فيها حكومته” وفق تعبيره.
ونقل عوض حسين علي عن المبعوث الروسي الخاص قوله إنه “استنكر الدعاوى القائمة على المساواة بين شرعية الدولة السودانية والتمرد” في معرض حديثه عن قوات “الدعم السريع”.
كما نقل المسؤول الروسي تقدير بلاده للعمل المشترك في العلاقات السياسية والإنسانية والاقتصادية مع السودان، مؤكداً إبقاء قنوات التواصل مفتوحة وتطوير الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
وأشار إلى أن التعاون مع وزارة المعادن وغيرها سيستمر من أجل مصلحة البلدين.
كما أكد الوزير السوداني أن الجانبين اتفقا على أهمية دعم موسكو للخرطوم “لمواجهة كل ما من شأنه تهديد سيادته ومصالح شعبه”.
وبحسب “سونا” أكد بوغدانوف أن روسيا “ترفض التدخلات الأجنبية في السودان ومخططات تمزيقه”.
وعلى مستوى التعاون الاقتصادي بين البلدين، وخلال لقائه بوغدانوف، أكد وزير المعادن السوداني، محمد بشير أبو نمو، أن “السودان يتعرض لعدوان كبير من دول جارة كنا نعتقد أننا أصدقاء، إلا أنها ساهمت مباشرة في تأجيج النزاع”.
وبحسب وكالة “سونا” فإن الوزير السوداني اتهم دولة تشاد بدعم قوات “الدعم السريع” في الصراع في السودان.
ومن المتوقع تفعيل بعض الاتفاقات السابقة بين البلدين، في إطار الزيارة، حيث بحث بوغدانوف في موسكو مؤخرا مع مدير الاستخبارات السوداني، أحمد إبراهيم فضل، الوضع العسكري والسياسي في السودان، وسبل مواصلة تطوير العلاقات الودية بين البلدين.
يُشار إلى أن المبعوث الروسي الخاص إلى أفريقيا والشرق الأوسط، وصل يوم الأحد إلى السودان في زيارة تستغرق يومين يلتقي خلالها عدداً من المسؤولين السودانيين.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: المبعوث الروسی الخاص مجلس السیادة بین البلدین
إقرأ أيضاً:
شاهد بالصورة والفيديو.. لحن في فيلم الممثل المصري إسماعيل يس تحول إلى أشهر نشيد وطني في السودان.. تعرف على القصة كاملة
عاد برعي محمد دفع الله إلى لحن أغنية “اظهر وبان عليك الأمان” بعد سنوات، لكن هذه المرة بكلمات سودانية خالصة كتبها الشاعر سيف الدين الدسوقي، لتصبح أغنية “أحب ّمكان وطني السودان”.
في مشهد غير متوقّع، تحوّل لحن وُلد في أستوديوهات السينما المصرية منتصف القرن الماضي إلى نشيد وطني هزّ وجدان السودانيين لعقود طويلة ولا يزال.
ووفقاً لما نقل محرر موقع النيلين, من تقرير لموقع “العربية مصر” تعود القصة المثيرة إلى العام 1958، عندما أبدع الموسيقار السوداني برعي محمد دفع الله لحناً لأغنية “اظهر وبان عليك الأمان”، من كلمات الشاعر المصري فتحي قورة، وأداها الفنان السوداني الكبير إبراهيم عوض ضمن فيلم “إسماعيل يس طرزان”. وقتها لم يكن أحد ليتخيّل أن هذا اللحن العابر في أحد أفلام إسماعيل يس الكوميدية سيعود لاحقاً ليأخذ مساراً مختلفاً تماماً، متحولاً إلى أحد أكثر الأناشيد الوطنية تأثيراً في السودان.
من السينما إلى المناسبات السياسيةما حدث بعد ذلك أشبه بلغز موسيقي، إذ عاد برعي محمد دفع الله إلى اللحن ذاته بعد سنوات، لكن هذه المرة بكلمات سودانية خالصة كتبها الشاعر سيف الدين الدسوقي، لتصبح أغنية “أحب ّمكان وطني السودان”. لم تكن مجرد أغنية وطنية، بل تحوّلت إلى رمز وجداني ردّدته الأجيال السودانية في المناسبات الوطنية، واستُخدمت في الاحتفالات الرسمية، وغير الرسمية وحتى في لحظات الثورة والمقاومة، مما عزّز مكانتها في الوجدان الجمعي للسودانيين.
كيف أُعيد إحياء اللحن؟وكشف الموسيقار كمال يوسف، الذي أعاد تسليط الضوء على القصة المُثيرة عبر فيسبوك، لـ”العربية.نت”، تفاصيل غير معروفة عن هذه الرحلة الموسيقية الغامضة، قائلاً: “أغنية (اظهر وبان)، التي لحّنها برعي محمد دفع الله وأداها إبراهيم عوض في فيلم (إسماعيل يس طرزان) عام 1958، تعدّ واحدة من عدة أغنيات قدّمها مطربون سودانيون في السينما المصرية خلال الخمسينيات. لاحقاً، أعاد برعي وإبراهيم عوض تقديم اللحن ذاته في أغنية (أحب مكان وطني السودان) بكلمات سيف الدين الدسوقي. ومع ذلك، لم يكن اللحن سودانياً مصرياً، بل كان سودانياً خالصاً مستنداً إلى السلم الخماسي، في حين تولّى موسيقيون مصريون توزيعه وتنفيذه”.
الموسيقار كمال يوسفوأضاف يوسف: “ما حدث مع هذه الأغنية تكرّر سابقاً، حيث قدّم سيد خليفة (المامبو السوداني) في فيلم (تمر حنة) العام 1957، وغنّى أحمد المصطفى والمطربة اللبنانية صباح (رحماك يا ملاك) في فيلم (وهبتك حياتي) العام 1956. أما في العام 1952، فقد قدّم إسماعيل عبد المعين أغنية مع فريد الأطرش في فيلم (ما تقولش لحد). جميع هذه الأغنيات احتفظت بطابعها السوداني الخماسي، رغم أن الموزعين الموسيقيين سعوا لإبراز إيقاعها الإفريقي الراقص”.
وأكد يوسف لـ”العربية.نت”، أن اللحن لم يكن مقتبساً، كما أُشيع، مشيراً إلى أن برعي محمد دفع الله لم يتأثر بالموسيقى المصرية، بخلاف الفنان السوداني العاقب محمد حسن، الذي كان أكثر تأثراً بها. أما فيما يتعلق بإعادة استخدام اللحن في أغنية “أحب مكان وطني السودان”، فقد ظلّ كما هو، مع استبدال الكلمات المصرية بأخرى سودانية.
“موزارت أم درمان”في قلب هذا التحوّل الموسيقي، يقف اسم الموسيقار السوداني برعي محمد دفع الله، الرجل الذي حوّل النغمات الموسيقية إلى أيقونات خالدة. وُلد برعي العام 1929 في حي الموردة بأم درمان، واشتهر بلقب “موزارت أم درمان”. بدأ رحلته الفنية متأثراً بالإنشاد الديني، قبل أن يشق طريقه كعازف ماهر على العود، ثم ملحناً استثنائياً ساهم في تشكيل ملامح الموسيقى السودانية الحديثة.
الموسيقار السوداني برعي محمد دفع اللهوبحسب ما نقل محرر موقع النيلين, فإن من أبرز محطاته تعاونه مع الفنان الكبير عبد العزيز محمد داؤود، حيث قدَّما معاً أعمالاً أصبحت علامات في تاريخ الغناء السوداني، مثل “أحلام الحب” و”عذارى الحي” و”أريج نسمات الشمال”. كما لحّن أعمالاً لكبار الفنانين، من بينهم الموسيقار محمد وردي والفنان الكبير إبراهيم عوض، وصاغ مقطوعات موسيقية استثنائية، مثل “مارش الحرية” و”فرحة شعب”.
ورغم وفاته في أبريل (نيسان) 1999، لا يزال اسم برعي محمد دفع الله محفوراً في ذاكرة السودان الموسيقية، إذ ترك خلفه أكثر من 350 عملاً موسيقياً، بينها 100 معزوفة سُجلت في إذاعات عالمية، وبقيت شاهدة على عبقرية رجل لم يكن مجرد ملحن، بل صانع وجدان وأيقونات وطنية.
مصادفة أم قدر موسيقي؟قد يبدو أن تحوّل هذا اللحن من مشهد سينمائي إلى نشيد وطني مجرد مصادفة، لكن تأمل رحلة برعي محمد دفع الله يكشف أن موسيقاه لطالما حملت طابعاً ملحمياً. فهل كان يدرك منذ البداية أن هذه النغمات ستصبح جزءًا من هوية وطنية؟ أم أن الألحان تختار مصيرها بنفسها؟
ربما لم يكن برعي يدرك تماماً تأثير عمله في تلك اللحظة، لكن ما هو مؤكد أن “أحب مكان وطني السودان” لم تعد مجرد أغنية، بل صارت نشيداً غير رسمي محفوراً في ذاكرة السودان، يروي قصة وطنٍ صنع من ألحانه هوية لا تُنسى.
محمد عثمان _ الخرطومالنيلين إنضم لقناة النيلين على واتساب