صور الأقمار الصناعية تكشف مخابئ الحوثيين الجديدة تحت الأرض
تاريخ النشر: 30th, April 2024 GMT
يمن مونيتور/ صنعاء/ ترجمة خاصة:
يظهر تحليل أجراه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية لصور الأقمار الصناعية أن الحوثيين يقومون بالحفر، وينشئون منشآت عسكرية جديدة وأكبر بكثير تحت الأرض يمكن أن تعزز حمايتهم في حالة نشوب صراع في المستقبل.
وكشفت صور الأقمار الصناعية التي استعرضها المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية وأطلع عليها يمن مونيتور أن الجماعة المسلحة، التي تسيطر على جزء كبير من البلاد وتضايق الشحن في البحر الأحمر، قامت بتوسيع كبير للمنشآت العسكرية تحت الأرض.
ولفت المركز الدولي الأمريكي إن طفرة البناء تسبق العملية العسكرية المستمرة بقيادة الولايات المتحدة والتي استهدفت الحوثيين لمواجهة هجماتهم على البضائع والسفن العسكرية.
في حين استخدم الحوثيون الكهوف والأنفاق البسيطة في أيامهم الأولى كمجموعة مسلحة، فقد سعىوا في الآونة الأخيرة إلى إنشاء منشآت أكبر بكثير، حيث قاموا بتجديد أنظمة أنفاق الجيش اليمني قبل الحرب وبناء مرافق جديدة بالكامل تحت الأرض.
توضح جهود البناء أنه حتى قبل المواجهة العسكرية مع الولايات المتحدة والقوات المتحالفة معها، كان الحوثيون يستعدون لنشوب صراع مستقبلي.
ظهرت بعض الأدلة الأولى على أن الحوثيين كانوا يستخدمون مرافق تحت الأرض في عام 2004، خلال أول ما يسمى بحروب صعدة بين الحكومة اليمنية وما كان، في ذلك الوقت، جماعة متمردة يمنية شمالية هامشية. وفي سبتمبر/أيلول من ذلك العام، قتل الجيش اليمني الزعيم الأول للجماعة، حسين بدر الدين الحوثي. وبحسب مصادر الحوثيين، فإن قوات الجيش اليمني عثرت على الكهف الذي كان يختبئ فيه وسكبت فيه مادة البنزين قبل إشعال النار فيه. وانتقلت القيادة إلى شقيق حسين، عبد الملك الحوثي، الذي يواصل قيادة الجماعة. كما أنها مهدت الطريق لأكثر من ست سنوات من التمرد ضد حكومة الرئيس السابق علي عبد الله الصالح، وسبع سنوات لاحقة من الحرب ضد التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية، والذي تدخل في اليمن في عام 2015 لوقف وعكس تقدم الحوثيين. وبحسب ما ورد استخدم الحوثيون على نطاق واسع الكهوف الطبيعية والأنفاق الأصغر في المناطق الجبلية الوعرة في اليمن.
ومع ذلك، لم يكن الحوثيون أول من قام ببناء منشآت تحت الأرض إلى اليمن. حيث قامت حكومة صالح (1978-2012) ببناء منشآت كبيرة تحت الأرض، بعضها مرتبط بمنشآت عسكرية والبعض الآخر يقال إنه مخصص للسلامة الشخصية لكبار أعضاء الحكومة وأصولها. وقد تم اكتشاف العديد من هذه المواقع بعد سقوط نظام صالح. بعد أن استولى الحوثيون على العاصمة صنعاء وأجزاء كبيرة من شمال اليمن في عامي 2014 و2015، بدأ التحالف الذي تقوده السعودية حملة جوية ضد الحوثيين والفصائل المتحالفة معهم في مارس/آذار 2015. وفي وقت مبكر من تلك الحملة، هاجم عسكريون يمنيون سابقون المنشآت الخاضعة الآن لسيطرة الحوثيين، كما أصبحت أهدافًا رئيسية لقوات التحالف، التي ضربت مداخل العديد من المنشآت الموجودة تحت الأرض في عهد صالح بدقة نسبية. بدأت أول فترة بناء كبرى للحوثيين في أواخر عام 2019، مع انخفاض وتيرة الغارات الجوية للتحالف بشكل ملحوظ . وتجاوزت قوات الحوثيين تصميمات الأنفاق الأصغر وبدأت في تجديد المنشآت تحت الأرض في عهد صالح.
وتظهر صور الأقمار الصناعية إزالة الأنقاض التي كانت موجودة في مداخل الأنفاق بفعل الغارات السابقة، ومسارات جديدة للمركبات المؤدية إلى الأنفاق، فضلا عن وجود مركبات البناء في قاعدة الحفا العسكرية، والقصر الرئاسي السابق، ومجمع التلفزيون اليمني في صنعاء، ومنشآت تخزين في معسكرات للجيش. يشير ظهور أكوام كبيرة من مخلفات الحفر، إلى أن العمل في الحافة ربما كان يتضمن توسعًا كبيرًا للمنشأة الأصلية. وفي حالتين على الأقل، أدى تجدد العمل في هذه المواقع إلى جولة أخرى من الضربات على منطقة الحفا ومجمع التلفزيون اليمني من قبل التحالف الذي تقوده السعودية في عامي 2020 و2021.
بعد أن وافق الحوثيون على هدنة مع التحالف الذي تقوده السعودية في أبريل/نيسان 2022، والتي صمدت إلى حد كبير، شرعوا في جهود بناء أكثر توسعية تجاوزت تجديد وتوسيع المرافق الموجودة تحت الأرض في عهد صالح. تُظهر صور الأقمار الصناعية منشأتين جديدتين على الأقل تحت الأرض قامت جماعة الحوثي ببنائهما.
وفي أواخر عام 2022، بدأ الحوثيون العمل في منشأة جديدة في واد بالقرب من معقلهم المحلي في صعدة. اعتبارًا من فبراير/شباط 2024، تُظهر صور الأقمار الصناعية ثلاثة مداخل للأنفاق واسعة بما يكفي لاستيعاب المركبات الثقيلة وأكوام كبيرة من مخلفات الحفر في الموقع. أظهر موقعان آخران بالقرب من صعدة ميزات تتفق مع بناء المرافق العسكرية تحت الأرض ولكن لا يمكن تحديدها بشكل قاطع على هذا النحو.
كما تم العمل في قاعدة صواريخ سكود السابقة للجيش اليمني في جبل عطان في صنعاء. وبدأ الحوثيون، في النصف الأول من عام 2023، ببناء نفق كبير، مما يشير إلى أن العمل جارٍ على إنشاء منشأة كبيرة تحت الأرض.
وتشير حقيقة أن الحوثيين بدأوا في بناء منشآت جديدة كبرى بعد اتفاق وقف إطلاق النار مع التحالف الذي تقوده السعودية (ابريل/نيسان 2022) إلى أن الجماعة تركز على ترسيخ نفسها وتعزيز قدراتها العسكرية. وربما تكون مرونة المواقع في مواجهة الضربات الجوية السعودية وشركاء التحالف قد عززت اهتمام الحوثيين بها.
واختارت الجماعة بناء منشآت كبيرة يمكن رؤيتها من خلال صور الأقمار الصناعية بدلاً من الالتزام بالطريقة السرية لبناء الأنفاق التي تفضلها جماعات مثل حماس وحزب الله. ويثير حجم المداخل، وهي كبيرة بما يكفي لاستيعاب المركبات الثقيلة، تساؤلات حول ما إذا كان من الممكن استخدام هذه المرافق تحت الأرض التي تم تجديدها والتي تم بناؤها حديثًا في نهاية المطاف لإخفاء أجزاء من ترسانة الصواريخ والطائرات بدون طيار التابعة للحوثيين.
ويجري الآن اختبار مرونة المرافق الموجودة تحت الأرض. قالت وزارة الدفاع الأمريكية إنها ضربت أهدافًا تحت الأرض كجزء من عملية بوسيدون آرتشر.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق أخبار محليةWhat’s crap junk strategy ! Will continue until Palestine is...
الله يصلح الاحوال store.divaexpertt.com...
الله يصلح الاحوال...
الهند عندها قوة نووية ماهي كبسة ولا برياني ولا سلته...
ما بقى على الخم غير ممعوط الذنب ... لاي مكانه وصلنا يا عرب و...
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: صور الأقمار الصناعیة تکشف الولایات المتحدة تحت الأرض فی بناء منشآت إلى الیمن کبیرة من العمل فی فی الیمن فی عام
إقرأ أيضاً:
اليمن يطالب بموقف أممي حازم إزاء انتهاكات الحوثيين بحق الأطفال وموظفي الإغاثة
يمن مونيتور/ قسم الأخبار
طالب وزير الخارجية اليمني شائع الزنداني، الجمعة، بضرورة اتخاذ موقف واضح وحازم تجاه انتهاكات الحوثيين بحق الأطفال والعاملين في مجال الإغاثة والمساعدات الإنسانية.
جاء ذلك، خلال لقائه مساعد الأمين العام، ونائب المدير التنفيذي لليونيسيف، إدوارد شاكر شيبان، لبحث سبل تعزيز الشراكة القائمة بين الحكومة اليمنية واليونيسيف في المجالات الإنسانية والتنموية.
وخلال اللقاء، المنعقد على هامش مشاركته في مؤتمر ميونيخ للأمن، أكد الزنداني على أهمية مواصلة وتعزيز التعاون لضمان استجابة إنسانية أكثر كفاءة وفاعلية، وفق وكالة الأنباء اليمنية الرسمية.
وشدد وزير خارجية اليمن، على ضرورة اتخاذ موقف واضح وحازم تجاه انتهاكات الحوثيين بحق الأطفال، بما في ذلك حملات التجنيد الواسعة التي تستهدفهم عبر (المعسكرات الصيفية) والتعديلات التي فرضتها على المناهج الدراسية لتعزيز مفاهيم التطرف والكراهية.
ودعا اليونيسيف إلى تعزيز آليات المراقبة والتوثيق بالتنسيق مع الممثل الخاص للأمين العام المعني بالأطفال والنزاع المسلح، لضمان إدراج هذه الانتهاكات في التقارير الدولية واتخاذ إجراءات ملموسة للحد منها.
وأكد على أهمية ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها دون عوائق، مشيراً إلى الانتهاكات المستمرة التي ترتكبها مليشيات الحوثي بحق العاملين في المجال الإنساني، بما في ذلك عمليات الاحتجاز التعسفي والاختطاف التي طالت موظفي المنظمات الدولية ووكالات الأمم المتحدة والتي كان آخرها تعذيبها حتى الموت للموظف أحمد باعلوي ضابط عمليات تكنولوجيا المعلومات لدى برنامج الغذاء العالمي,
من جانبه، أكد إدوارد شيبان، التزام اليونيسيف بمواصلة جهودها الإنسانية في اليمن، مشيراً إلى أهمية تعزيز الشراكة مع الحكومة اليمنية لضمان تنفيذ البرامج والمشاريع التي تستهدف الفئات الأكثر ضعفًا، وتحقيق الاستجابة الفعالة للاحتياجات الإنسانية الملحّة.