دينا محمود (لندن)

أخبار ذات صلة فرنسا تطلق دعوة بشأن التعاون الدفاعي في أوروبا ماكرون يثير قضية الأسلحة النووية للدفاع عن أوروبا

جدد خبراء دوليون تحذيراتهم من تفاقم تبعات ظاهرة التغير المناخي، التي يتأثر بها ملايين من سكان أوروبا.
التحذيرات جاءت بُعيد صدور تقرير حديث كشف عن أن أوروبا شهدت ارتفاعاً استثنائياً في درجات الحرارة خلال العام الماضي، ما سَبَّب ظواهر جوية متطرفة، تنوعت ما بين موجات حارة مميتة وفيضانات عارمة وحرائق غابات واسعة النطاق.

 
وشدد الخبراء على أن التقرير الأخير، الذي أعدته خدمة «كوبرنيكوس لتغير المناخ» التابعة للاتحاد الأوروبي والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة، يبرز ضرورة الاستفادة من أحدث التقنيات العلمية، لتوفير حلول تسهم في مساعدة المجتمعات الأوروبية، على التعامل بكفاءة مع الأزمة المناخية المتصاعدة.
فهذه الأزمة، كما أكدت سيليستي ساولو  الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، أصبحت تمثل التحدي الأكبر للجيل الحالي في العالم، وتفوق الخسائر المحتملة المترتبة على التقاعس عن التحرك لمواجهتها، وبشكل كبير، أي تكاليف متوقعة للعمل المناخي في حد ذاته.
وتعكس هذه التصريحات والدعوات خطورة ما كشف عنه التقرير، الذي نشرت منصة «ذا فيرﭺ» الإلكترونية مقتطفات منه، خاصة ما أشار إليه من أن عام 2023 بات يُصنَّف على أنه ثاني أكثر الأعوام، من حيث ارتفاع درجة الحرارة في القارة الأوروبية، منذ بدء تسجيل البيانات الخاصة بذلك.
فالحرارة ظلت أعلى من المتوسط خلال 11 من شهوره الـ 12، بما في ذلك شهر سبتمبر الأكثر دفئاً على الإطلاق في العام الماضي، وهو ما جعل من المنطقي، أن يُسجل على مداره عدد قياسي، من الأيام التي شهدت ما يُعرف بـ «الإجهاد الحراري الشديد».
وبحسب النتائج، عانت دول في جنوب القارة الأوروبية هذه الحالة خلال 2023، لفترة تراوحت ما بين 60 و80 يوماً، وهي الفترة القصوى التي سُجِلَت في الجنوب الإسباني تحديداً. 
وفي العام نفسه، استعرت في اليونان حرائق الغابات الأكبر على الإطلاق، في التاريخ المسجل لأوروبا بأكملها.
ويتخوف خبراء المناخ في الوقت ذاته، من التبعات المحتملة لما أظهره التقرير، من أن الارتفاع المُسجل في حرارة أوروبا خلال عام 2023، كان يزيد على متوسط نظيره الذي رُصِدَ على مستوى العالم، بواقع الضعف تقريباً. ففي حين ارتفعت درجة حرارة القارة بواقع 2.3 درجة، فوق المستويات التي كانت سائدة في ما قبل الحقبة الصناعية، زادت نظيرتها على سطح الأرض بوجه عام، بما يصل إلى 1.3 درجة في المتوسط.
ومن شأن ذلك جعل أوروبا القارة ذات الوتيرة الأسرع، فيما يتعلق بارتفاع درجات الحرارة في العالم، وهو ما تؤكد خطورته بيانات أفادت بأن الوفيات المرتبطة بذلك الارتفاع، زادت هناك بنسبة تقارب 30%، خلال السنوات العشرين الماضية. ووفقاً للخبراء، تضمنت الفترة ما بين عام 2020 وحتى الآن، السنوات الثلاث الأكثر دفئا في تاريخ أوروبا. كما أن الأعوام العشرة الأشد حرارة في القارة ذاتها، سُجِلَت منذ عام 2007، أي في غضون 17 عاماً فحسب.
ولكن التقرير الذي حمل عنوان «حالة المناخ الأوروبي»، تضمن في الوقت نفسه، إشارات إيجابية تومئ بأن أوروبا، تتجه حالياً للاعتماد بشكل متزايد على مصادر الطاقة المتجددة، ولا سيما طاقة الرياح والطاقة الكهرومائية.
ففي العام الماضي، استفادت دول القارة من هذه المصادر لتوليد الكهرباء، بنسبة وُصِفَت بالقياسية، اغتناماً لما شهده 2023، من تزايد لنشاط العواصف بين شهريْ أكتوبر وديسمبر، وارتفاعٍ لمعدلات هطول الأمطار، لتبلغ مستوى يفوق المتوسط، ما قاد لزيادة قوة تدفق مياه الأنهار، في أنحاء متفرقة من أوروبا.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: المناخ التغير المناخي تغير المناخ أوروبا درجات الحرارة ارتفاع درجات الحرارة

إقرأ أيضاً:

وزيرة التعاون الدولي تعقد جلسة مباحثات مع نائب رئيس البنك الدولي لشئون العمليات


خلال فعاليات اليوم الثاني من مؤتمر الاستثمار المصري الأوروبي، التقت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي ومحافظ مصر لدى البنك الدولي،  آنا بيردي، نائب رئيس مجموعة البنك الدولي لشئون العمليات، بحضور شيخ عمر سيلا، المدير الإقليمي لشمال إفريقيا والقرن الأفريقي بمؤسسة التمويل الدولية، وستيفان جيمرت، المدير الإقليمي لمصر واليمن وجيبوتي بالبنك الدولي.


وفي مستهل اللقاء رحبت وزيرة التعاون الدولي، بالسيدة نائب رئيس مجموعة البنك الدولي، مؤكدة على التعاون الوثيق بين الحكومة والبنك الدولي لتعزيز أولويات التنمية وتحفيز جهود مشاركة القطاع الخاص من خلال آليات التمويل المختلفة، ودعم تنفيذ الإصلاحات الهيكلية.


وناقش الجانبان محاور التعاون المشترك والمشروعات الجاري تنفيذها، حيث تطرقت وزيرة التعاون الدولي، إلى البيان المشترك الصادر عن البنك الدولي وصندوق النقد الدولي في نهاية مايو الماضي حول تعزيز جهود العمل المشترك في مجال العمل المناخي، من خلال توفير المساعدات الفنية والتمويل للبلدان، وتعزيز المنصات التي تقودها الدول المختلفة، لافتة إلى أن مصر استبقت بتدشين المنصة الوطنية لبرنامج:"نُوفّي" محور الارتباط بين مشروعات المياه والغذاء والطاقة، والتي تعد منصة مبتكرة لدعم العمل المناخي تقوم على ملكية الدولة لخطط العمل المناخي، وتخلق إطارًا للعمل المشترك بين مختلف شركاء التنمية والأطراف ذات الصلة لتعظيم الجهود المبذولة في هذا الصدد.


وأشارت وزيرة التعاون الدولي، إلى أهمية قيام مجموعة البنك الدولي بإبراز هذا الأمر باعتبار مصر دولة رائدة في إطلاق المنصات الوطنية في مجال العمل المناخي، لدفع جهود التنمية المستدامة، لافتة إلى الخبرات التي تمتلكها مصر والتي يمكن إلى تقديمها للدول الأفريقية استغلالًا للدور الذي يقوم به البنك الدولي كبنك للمعرفة، وتقديم الدعم الفني والاستشارات والخبرات في تدشين منصات العمل المناخي لدول القارة.


كما تم الحديث عن تمويل سياسات التنمية الذي أقره البنك الدولي بقيمة 700 مليون دولار خلال الأسبوع الماضي، والذي يعزز الإصلاحات الهيكلية التي تقوم بها الدولة لتعزيز تمكين القطاع الخاص وفتح آفاق الاستثمارات الأجنية المباشرة، من خلال آليات ثلاث، هي تعزيز استقرار الاقتصاد الكلي، وتحسين بيئة الأعمال وتمكين القطاع الخاص، وتعزيز التحول إلى الاقتصاد الأخضر. وناقش الجانبان التعاون المشترك في مجال المشروعات الصغيرة والمتوسطة.


في سياق متصل أشارت نائب رئيس البنك الدولي، إلى منصة الضمانات التي سيتم إطلاقها من قبل البنك مطلع يوليو المقبل، والتي تعد منصة شاملة للضمانات التي يتم تقديمها من المؤسسات التابعة للبنك، وتعمل كإصلاح شامل لأنشطة الضمانات التي تقوم بها بهدف تبسيط الإجراءات وتحسين سبل الوصول إلى الخدمات والتنفيذ بوتيرة.


وخلال مارس الماضي، أعلنت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي ومحافظ مصر لدى مجموعة البنك الدولي، أنه في إطار التزام البنك بالشراكة الاستراتيجية طويلة الأجل مع مصر، وتنفيذَا لجهود دعم إجراءات الإصلاح الاقتصادي، التي تتخذها الدولة لتحقيق التعافي الاقتصادي، والنمو الشامل والمستدام، فإن مجموعة البنك الدولي تعتزم توفير 6 مليارات دولار تمويلات خلال الثلاث سنوات المقبلة، بواقع 3 مليارات دولار لمساندة برنامج الإصلاحات الاقتصادية الذي تنفذه الحكومة، و3 مليارات دولار لتمكين القطاع الخاص.


ويأتي ذلك في ضوء أهمية الشراكة المُمتدة مع مجموعة البنك الدولي، وتنفيذ إطار الشراكة الاستراتيجية للفترة من 2023-2027، الذي يستند إلى أولويات متمثلة في تعزيز نمو القطاع الخاص وخلق فرص العمل، وتعزيز الاستثمار في رأس المال البشري من خلال أنظمة الحماية الاجتماعية، والصحة والتعليم، وتعزيز القدرة على الصمود عبر الحلول المبتكرة في مجال العمل المناخي وتعزيز الإدارة الاقتصادية.
 

مقالات مشابهة

  • 5 أضرار يسببها التكييف عند تشغيله طوال الوقت.. تجنبها بـ4 خطوات
  • صراع «الجنوب» و«الغرب» يُشعل «يورو 2024»!
  • هل يؤثر التغير المناخي على الإصابة بعدوى الليستريا؟.. طرق الوقاية
  • مطالب أوروبية بمكافحة الواردات الصينية الرخيصة
  • زوار السعودية ينفقون أكثر من 45 مليار ريال خلال الربع الأول
  • لصحة أفضل لمرضى السكر .. بعض الأخطاء تؤثر على فاعلية الأنسلوين
  • 2.8 تريليون دولار خسائر العالم خلال 20 عاماً جراء التغير المناخي
  • ‏بن غفير: إطلاق سراح مدير مستشفى الشفاء "إهمال أمني" يستوجب المحاسبة
  • المدن الصناعية الاردنية تستقطب 170 استثمار جديد خلال العام 2023 بقيمة 202 مليون دينار.
  • وزيرة التعاون الدولي تعقد جلسة مباحثات مع نائب رئيس البنك الدولي لشئون العمليات