خبراء: التغير المناخي يستوجب خطوات أوروبية أكثر فاعلية
تاريخ النشر: 30th, April 2024 GMT
دينا محمود (لندن)
أخبار ذات صلةجدد خبراء دوليون تحذيراتهم من تفاقم تبعات ظاهرة التغير المناخي، التي يتأثر بها ملايين من سكان أوروبا.
التحذيرات جاءت بُعيد صدور تقرير حديث كشف عن أن أوروبا شهدت ارتفاعاً استثنائياً في درجات الحرارة خلال العام الماضي، ما سَبَّب ظواهر جوية متطرفة، تنوعت ما بين موجات حارة مميتة وفيضانات عارمة وحرائق غابات واسعة النطاق.
وشدد الخبراء على أن التقرير الأخير، الذي أعدته خدمة «كوبرنيكوس لتغير المناخ» التابعة للاتحاد الأوروبي والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة، يبرز ضرورة الاستفادة من أحدث التقنيات العلمية، لتوفير حلول تسهم في مساعدة المجتمعات الأوروبية، على التعامل بكفاءة مع الأزمة المناخية المتصاعدة.
فهذه الأزمة، كما أكدت سيليستي ساولو الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، أصبحت تمثل التحدي الأكبر للجيل الحالي في العالم، وتفوق الخسائر المحتملة المترتبة على التقاعس عن التحرك لمواجهتها، وبشكل كبير، أي تكاليف متوقعة للعمل المناخي في حد ذاته.
وتعكس هذه التصريحات والدعوات خطورة ما كشف عنه التقرير، الذي نشرت منصة «ذا فيرﭺ» الإلكترونية مقتطفات منه، خاصة ما أشار إليه من أن عام 2023 بات يُصنَّف على أنه ثاني أكثر الأعوام، من حيث ارتفاع درجة الحرارة في القارة الأوروبية، منذ بدء تسجيل البيانات الخاصة بذلك.
فالحرارة ظلت أعلى من المتوسط خلال 11 من شهوره الـ 12، بما في ذلك شهر سبتمبر الأكثر دفئاً على الإطلاق في العام الماضي، وهو ما جعل من المنطقي، أن يُسجل على مداره عدد قياسي، من الأيام التي شهدت ما يُعرف بـ «الإجهاد الحراري الشديد».
وبحسب النتائج، عانت دول في جنوب القارة الأوروبية هذه الحالة خلال 2023، لفترة تراوحت ما بين 60 و80 يوماً، وهي الفترة القصوى التي سُجِلَت في الجنوب الإسباني تحديداً.
وفي العام نفسه، استعرت في اليونان حرائق الغابات الأكبر على الإطلاق، في التاريخ المسجل لأوروبا بأكملها.
ويتخوف خبراء المناخ في الوقت ذاته، من التبعات المحتملة لما أظهره التقرير، من أن الارتفاع المُسجل في حرارة أوروبا خلال عام 2023، كان يزيد على متوسط نظيره الذي رُصِدَ على مستوى العالم، بواقع الضعف تقريباً. ففي حين ارتفعت درجة حرارة القارة بواقع 2.3 درجة، فوق المستويات التي كانت سائدة في ما قبل الحقبة الصناعية، زادت نظيرتها على سطح الأرض بوجه عام، بما يصل إلى 1.3 درجة في المتوسط.
ومن شأن ذلك جعل أوروبا القارة ذات الوتيرة الأسرع، فيما يتعلق بارتفاع درجات الحرارة في العالم، وهو ما تؤكد خطورته بيانات أفادت بأن الوفيات المرتبطة بذلك الارتفاع، زادت هناك بنسبة تقارب 30%، خلال السنوات العشرين الماضية. ووفقاً للخبراء، تضمنت الفترة ما بين عام 2020 وحتى الآن، السنوات الثلاث الأكثر دفئا في تاريخ أوروبا. كما أن الأعوام العشرة الأشد حرارة في القارة ذاتها، سُجِلَت منذ عام 2007، أي في غضون 17 عاماً فحسب.
ولكن التقرير الذي حمل عنوان «حالة المناخ الأوروبي»، تضمن في الوقت نفسه، إشارات إيجابية تومئ بأن أوروبا، تتجه حالياً للاعتماد بشكل متزايد على مصادر الطاقة المتجددة، ولا سيما طاقة الرياح والطاقة الكهرومائية.
ففي العام الماضي، استفادت دول القارة من هذه المصادر لتوليد الكهرباء، بنسبة وُصِفَت بالقياسية، اغتناماً لما شهده 2023، من تزايد لنشاط العواصف بين شهريْ أكتوبر وديسمبر، وارتفاعٍ لمعدلات هطول الأمطار، لتبلغ مستوى يفوق المتوسط، ما قاد لزيادة قوة تدفق مياه الأنهار، في أنحاء متفرقة من أوروبا.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: المناخ التغير المناخي تغير المناخ أوروبا درجات الحرارة ارتفاع درجات الحرارة
إقرأ أيضاً:
تقرير: خبراء صواريخ روس زاروا إيران وسط الاشتباكات مع إسرائيل
تشير مراجعة لسجلات سفر وبيانات توظيف، إلى أن عدداً من كبار خبراء الصواريخ الروس زاروا إيران خلال العام الماضي، وسط تعزيز الجمهورية الإسلامية تعاونها الدفاعي مع موسكو.
وتم حجز السفر لخبراء الأسلحة الـ7 من موسكو إلى طهران، على متن رحلتين في 24 أبريل (نيسان) و17 سبتمبر (أيلول) من العام الماضي، وفق وثائق تحوي تفاصيل الحجزين الجماعيين بالإضافة إلى بيان الركاب للرحلة الثانية.
وأظهر مرسوم نشرته الحكومة الروسية، ووثيقة على موقع وزارة الخارجية الروسية على الإنترنت، أن سجلات الحجز تتضمن أرقام جوازات سفر الرجال، حيث يحمل 6 من الـ 7 الرقم "20" في بداية رقم الجواز.
Russian missile experts flew to Iran amid clashes with Israelhttps://t.co/hjWfXvw8lL
— Economic Times (@EconomicTimes) March 4, 2025ويشير ذلك إلى أن جواز السفر يُستخدم في أعمال رسمية للدولة، ويصدر لمسؤولين حكوميين في رحلات عمل خارجية وعسكريين يعملون انطلاقاً من الخارج. ولم تتمكن رويترز من تحديد ما كان يفعله السبعة في إيران.
وقال مسؤول كبير في وزارة الدفاع الإيرانية إن "خبراء الصواريخ الروس قاموا بزيارات متعددة لمواقع إنتاج الصواريخ الإيرانية العام الماضي، ومنها منشأتان تحت الأرض، وبعض الزيارات جرت في سبتمبر (أيلول) الماضي". ولم يحدد المسؤول الموقع، طالباً عدم الكشف عن هويته لتتسنى له مناقشة المسائل الأمنية.
وقال مسؤول دفاعي غربي، يراقب التعاون الدفاعي الإيراني مع روسيا وطلب عدم الكشف عن هويته أيضاً، إن عدداً غير محدد من خبراء الصواريخ الروس زاروا قاعدة صواريخ إيرانية، على بعد 15 كيلومتراً تقريباً غرب ميناء أمير آباد على الساحل الإيراني على بحر قزوين في سبتمبر (أيلول) الماضي.
ولم تتمكن رويترز من تحديد ما إذا كان الزوار الذين أشار إليهم المسؤولون يشملون الروس في الرحلتين.
وأفادت مراجعة لقواعد البيانات الروسية التي تحتوي على معلومات عن وظائف المواطنين أو أماكن عملهم، ومنها الخاصة بسجلات الضرائب والهواتف والسيارات، بأن الروس السبعة الذين حددتهم رويترز لديهم جميعاً خلفيات عسكرية رفيعة المستوى، منهم اثنان برتبة كولونيل وآخران برتبة لفتنانت كولونيل.
كما أظهرت السجلات أن اثنين من الخبراء في أنظمة صواريخ الدفاع الجوي، وأن 3 متخصصون في المدفعية والصواريخ، بينما يتمتع أحدهم بخلفية في تطوير الأسلحة المتقدمة، وعمل آخر في ميدان لاختبار الصواريخ. ولم تتمكن رويترز من تحديد ما إذا كان الجميع لا يزالون يقومون بتلك الأدوار، إذ تراوحت بيانات التوظيف من 2021 إلى 2024.
وجاءت رحلاتهم إلى طهران في وقت حرج بالنسبة لإيران، التي وجدت نفسها منجرة إلى معركة انتقامية مع عدوها اللدود إسرائيل، تبادل فيها الجانبان شن ضربات عسكرية في أبريل (نيسان) وأكتوبر (تشرين الأول) العام الماضي.
واتصلت رويترز بجميع الرجال عبر الهاتف. ونفى 5 منهم أنهم ذهبوا إلى إيران أو أنهم عملوا لصالح الجيش أو كلا الأمرين، بينما رفض أحدهم التعليق وأغلق آخر الهاتف.
ورفضت وزارتا الدفاع والخارجية الإيرانيتان التعليق على ذلك، وأيضاً مكتب العلاقات العامة في الحرس الثوري، وهو قوة النخبة التي تشرف على برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني، ولم ترد وزارة الدفاع الروسية على طلب التعليق.
وأثر التعاون بين البلدين بالفعل على حرب روسيا على أوكرانيا، مع نشر أعداد كبيرة من طائرات شاهد المسيرة الإيرانية في ساحة المعركة.
ووقعت موسكو وطهران اتفاقية عسكرية مدتها 20 عاماً في العاصمة الروسية في يناير (كانون الثاني) الماضي.