تحدثت كريستالينا جورجييفا، المديرة التنفيذية لصندوق النقد الدولي، خلال اجتماع المنتدى الاقتصادي العالمي في الرياض عن تحديين رئيسيين يواجهان التنمية العالمية، وأشارت إلى أن معدل النمو العالمي ضعيف بالمقارنة مع المعايير التاريخية، وأن هناك اختلافًا كبيرًا في الأداء الاقتصادي بين الدول الأعضاء.

وأكدت أن بعض البلدان تحقق أداءً جيدًا في حين تتخلف البعض الآخر، وأشارت إلى ضرورة التعامل مع هاتين المشكلتين وحذرت من أنه إذا لم يتم التصدي لهاتين القضيتين، فقد يتعرض العالم لفترة طويلة من الضعف الاقتصادي.

صندوق النقد الدولي يتوقع أن يستمر النمو الاقتصادي العالمي بمعدل 3.2% خلال الأعوام 2023 و2024 و2025، وعلى الرغم من هذه التوقعات المتواضعة، فإن جورجييفا متفائلة بشأن مرونة الاقتصاد العالمي وتشير إلى تطور آليات النمو الأساسية في السنوات الأخيرة.

 

وأشارت إلى أن المرونة تأتي من السياسات المالية الحكيمة والإدارة المسؤولة للمالية العامة، وأن الحكومات قد نفذت سياسات مالية سليمة بعد الأزمات الاقتصادية الكبرى، مما خلق الظروف الملائمة للنمو القائم على القطاع الخاص. وأكدت أهمية هذا العمل الأساسي للحفاظ على الاستقرار الاقتصادي.

وبالنظر إلى المستقبل، دعت رئيسة صندوق النقد الدولي إلى الالتزام المستمر بالإدارة الاقتصادية السليمة.

وقالت: "ما نفعله هو الاستمرار في بناء قوة اقتصاداتنا من خلال تحمل المسؤولية في شؤوننا المالية العامة والسياسات النقدية". "ليس هناك بديل عنه."

وبعد سنوات من الاستفادة من التمويل العام لدعم الأسر والشركات، أكدت على الحاجة إلى إعادة بناء الاحتياطيات المالية وتعزيز الأسس الاقتصادية.

وشددت جورجيفا أيضًا على أهمية الاستفادة من التكنولوجيا وتعزيز رأس المال البشري لدفع النمو الاقتصادي.

وقالت: "من الضروري للغاية إطلاق العنان لقوة التكنولوجيا وإقرانها برأس المال البشري القادر على التحرك عبر عمليات النشر والفرص المختلفة بطريقة أكثر مرونة".

كما سلطت الضوء على أهمية التعاون الدولي وتعزيز التجارة كعناصر محورية للتقدم الاقتصادي المستدام.

وبالنظر إلى الإنجازات السابقة والتحديات المستمرة، قدمت جورجيفا منظورا تاريخيا أوسع، مشيدة بالتقدم التكنولوجي ونشر رأس المال لدورهما في تحسين الحياة وزيادة الثروة على مر العقود. ومع ذلك، أشارت أيضًا إلى الإخفاقات في التوزيع العادل للنمو، مشيرة إلى أنه "في عالم الوفرة، لا يزال لدينا ما يقرب من 800 مليون شخص يعانون من الجوع. لقد فشلنا في تقاسم فوائد هذا النمو بشكل أكثر شمولًا".

وفي ختام كلمتها بملاحظة متفائلة، أعربت جورجيفا عن أملها في المستقبل، متخيلة قرنًا من الرخاء الذي يتم توزيعه بالتساوي بين جميع الناس.

وقالت: "إنني أتطلع إلى الأمام، وأعتقد أن المائة عام المقبلة يمكن أن تحقق نفس الدرجة من الثروة، ولكن مع توزيع أفضل بكثير لفوائد النمو". "وقد تكون لدينا الإرادة للعمل معا لتحقيق ذلك."

ويشارك في الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي حول التعاون العالمي والنمو والطاقة من أجل التنمية، والذي يستمر حتى يوم الاثنين، 1000 زعيم من 92 دولة. ويهدف المنتدى إلى تعزيز الحوار العالمي وإيجاد حلول عملية وتعاونية ومستدامة للتحديات العالمية الملحة وسط الاضطرابات الجيوسياسية والظروف الاقتصادية المعقدة.

 

النقد الدولي/ يرفع توقعات النمو العالمي في 2024 إلى 3.2%

 

أعلن صندوق النقد الدولي أن الاقتصاد العالمي يواجه تحديات في العام المقبل بسبب تباطؤ النمو المستمر والتضخم المرتفع، جراء ضعف الطلب في الصين وأوروبا وتداعيات حروب إقليمية. وفقًا للتوقعات، من المتوقع أن يصل الناتج المحلي الإجمالي العالمي إلى نمو بنسبة 3.2% في عامي 2024 و2025، وهو المعدل ذاته المتوقع في عام 2023.

تمت مراجعة توقعات عام 2024 وتم رفعها بنسبة 0.1% مقارنةً بتقديرات سابقة في يناير، وذلك بسبب تحسن توقعات النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة. وعلى الرغم من المرونة التي يظهرها الاقتصاد العالمي مع استقرار النمو وتراجع التضخم، إلا أن هناك تحديات عديدة تحتاج إلى معالجتها.

تشير التقارير إلى أن العديد من الدول تظهر تعافيًا أسرع بشكل أقل بعد جائحة كوفيد-19 وأزمات ارتفاع تكاليف المعيشة، حيث تعود إلى مستويات الإنتاج السابقة للجائحة بوتيرة أسرع مما كان متوقعًا في السابق.

وبالرغم من تراجع التضخم، إلا أن التقدم في تحقيق أهداف البنوك المركزية بطيء في الأشهر الأخيرة، وتشير البيانات الأميركية الأخيرة إلى وجود طلب قوي. هناك حذر من أن التصعيد المحتمل للصراع في الشرق الأوسط قد يؤدي إلى زيادة أسعار النفط وتضخم عالمي، مما يدفع البنوك المركزية إلى اتخاذ إجراءات تشديد السياسة النقدية.

وزيرة الخزانة الأميركية، جانيت يلين، أعلنت أيضًا عن فرض عقوبات جديدة على إيران، مما قد يؤثر على قدرتها على تصدير النفط.

بشكل عام، من المتوقع أن ينخفض التضخم العالمي إلى معدل 2.8% بحلول نهاية عام 2024، مقارنةً بنسبة 4% في العام الماضي، ومن المتوقع أن يصل إلى 2.4% في عام 2025.

كما رفعت كذلك المنظمة توقعاتها لعام 2024 للنمو الاقتصادي الأميركي إلى 2.7 بالمئة بزيادة 0.6 نقطة مئوية عن التوقعات السابقة في يناير.

لكن أحدث توقعات لصندوق النقد الدولي أظهرت تباينات صارخة مع دول أخرى، بما في ذلك منطقة اليورو، حيث تم تخفيض توقعات النمو لعام 2024 إلى 0.8 بالمئة نزولًا من 0.9 بالمئة في يناير، ويرجع ذلك أساسًا إلى ضعف معنويات المستهلكين في ألمانيا وفرنسا.

كما تم تخفيض توقعات النمو في بريطانيا لعام 2024 بمقدار 0.1 نقطة مئوية إلى 0.5 بالمئة حيث تكافح البلاد مع ارتفاع أسعار الفائدة والتضخم المرتفع المستمر.

وحذر صندوق النقد الدولي أيضًا من ضعف أداء الدول منخفضة الدخل مقارنة ببقية العالم، حيث خفض الصندوق تقديراته لنمو هذه الدول وقد شهدت هذه البلدان تضخمًا أعلى من المتوقع، بسبب قوة الدولار الأميركي، فضلًا عن تأثير ارتفاع تكاليف الغذاء والوقود والأسمدة.

 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: العام المقبل الاقتصاد العالمي النمو الاقتصادي صندوق النقد الدولي رئيسة صندوق النقد الدولي مديرة صندوق النقد الدولي نمو الاقتصاد العالمي معدل النمو العالمي منتدى الاقتصادي العالمي توقعات عام 2024 المنتدي الاقتصادي النقد الدولي المنتدى الاقتصادي العالمي الفائدة والتضخم النمو الاقتصادى العالمى خفض التضخم

إقرأ أيضاً:

وزير التعليم العالي يستقبل رئيسة الروتاري الدولي لبحث التعاون المشترك

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

استقبل الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، ستيفاني أورشيك، رئيسة الروتاري الدولي، والدكتور شريف أديب، محافظ روتاري مصر، والوفد المرافق لهما، وذلك بمقر الوزارة بالعاصمة الإدارية الجديدة.

في بداية الاجتماع، رحّب الوزير بوفد الروتاري، مثمنًا فتح آفاق للتعاون بين الوزارة والروتاري في خدمة أهداف التنمية بمجالاتها المختلفة، وكذلك التعاون في القضايا والتحديات المجتمعية التي تواجه الإنسان.

وأكد الدكتور أيمن عاشور أن الدور المجتمعي للجامعات جزء أصيل لا ينفصل عن باقي أدوارها التعليمية والبحثية، لافتًا إلى ما تقوم به الجامعات من جهود لخدمة المجتمع وتنمية البيئة، والمشاركة الفعالة في مواجهة القضايا التنموية والتحديات التي تواجه الأفراد والمؤسسات المختلفة وتقديم الدعم والإرشاد، وتوفير العديد من الخدمات في التخصصات الزراعية والصناعية والصحية والثقافية، وغيرها من احتياجات التنمية التي تساهم فيها الجامعات بالخبرات والكوادر العلمية والإمكانات الكبيرة التي تمتلكها.

ونوّه الوزير إلى المبادرة الرئاسية "تحالف وتنمية"، التي تهدف إلى تعظيم مشاركة المؤسسات الأكاديمية في تلبية احتياجات الأقاليم الجغرافية، وتضم 7 تحالفات إقليمية بمختلف أنحاء الجمهورية.

واستعرض الوزير أهمية مبادرة "تحالف وتنمية" في تحقيق طفرة تنموية في الأقاليم الجغرافية المختلفة بمصر، عبر خلق تكامل للجهود بين عناصر التحالف الرئيسية الثلاثة: (المجتمع الأكاديمي، والصناعة، والحكومة)، وتعزيز التعاون العلمي والبحثي بين الجامعات المصرية ومجتمع الصناعة والأعمال والمؤسسات الإنتاجية، كما تنفذ المبادرة العديد من المشاريع لربط التعليم بسوق العمل، وتعزيز التكامل مع الصناعة، مشيرًا إلى أن المبادرة تهدف إلى دعم التحالفات الإقليمية في بناء التنمية الشاملة ضمن رؤية 2030، والإستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي، وتحقيق التكامل بين أدوار الجامعة وهي (التعليم، والبحث العلمي، وخدمة المجتمع، وريادة الأعمال).

وأكد الدكتور أيمن عاشور أن رؤية الوزارة الحالية تُركز على تشجيع ريادة الأعمال والابتكار بصفة خاصة، ودعم البحث العلمي التطبيقي، الذي يهتم بإيجاد حلول علمية مبتكرة للمشكلات التي تواجه قطاعات الصناعة والأعمال، وتسهم في خدمة الاقتصاد الوطني.

وناقش الوزير مع الوفد إمكانية التعاون بين الروتاري والمستشفيات الجامعية، موضحًا الدور الكبير الذي تقوم به منظومة المستشفيات الجامعية في تقديم الخدمات العلاجية للمواطنين، إلى جانب التعليم والتدريب للطلاب.

وأشار الدكتور أيمن عاشور إلى أن منظومة المستشفيات الجامعية تشهد توسعات كبيرة، إذ بلغ عددها 145 مستشفى، مؤكدًا ترحيب الوزارة بالتعاون مع الروتاري في مجال الخدمات الصحية وتقديم الرعاية الطبية.

وأعربت ستيفاني أورشيك عن سعادتها بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، خاصة في الموضوعات التي تخدم المجتمع وتهم الإنسان، ومن بينها تقديم المنح الدراسية الدولية، وتنفيذ مشاريع خدمية تعالج التحديات الاجتماعية في مجالات الصحة، ومشكلات المياه، وقضايا البيئة، موضحةً أن الروتاري كمنظمة عالمية غير ربحية تسعى من خلال أنديتها لدعم المشروعات المحلية والدولية، وتعزيز التنمية المستدامة، وتقديم الخدمات الإنسانية وتعزيز السلام والتفاهم الدولي.

وأشارت إلى دور الروتاري في التعاون مع الجامعات العالمية العريقة لتقديم المنح الدراسية، ومساعدة الطلاب، والمشاركة في برامج مكافحة الأمراض، وتوفير الخدمات العلاجية للمحتاجين، إلى جانب تقديم الدعم والتدريب، والمساهمة في قضايا البيئة، والعمل على خلق عالم أفضل.

وفي ختام اللقاء، قامت ستيفاني أورشيك بتقليد الوزير شارة الروتاري، والعضوية الشرفية للمنظمة، معربة عن اعتزازها بهذا اللقاء.

حضر اللقاء توم جامب، عضو مجلس إدارة الروتاري الدولي المُسمّى، وكاثرين جامب،  إيمانويل كاتنجولي عضو مجلس إدارة الروتاري الدولي المُسمّى، جوان كام محافظ الروتاري السابق.

ومن محافظي الروتاري السابقين في مصر  محمد دلاور، والدكتور عاصم عبدالرازق، والدكتور أحمد سعادة، والدكتورة ميان رسلان، والمهندس عبد الحميد العوا، والدكتور هشام شوقي.

IMG-20250130-WA0020 IMG-20250130-WA0021 IMG-20250130-WA0023 IMG-20250130-WA0024 IMG-20250130-WA0025

مقالات مشابهة

  • "أومينفست" تسلط الضوء على النمو الاقتصادي العُماني بـ"المنتدى الاقتصادي العالمي"
  • بنك المشرق يواصل مسيرة النمو الاستثنائية مع تسجيل 9 مليارات درهم أرباحًا صافية
  • تصريحات وزير المالية في الميزان الاقتصادي
  • رضوان: ‏الوضع الاقتصادي في ‌ليبيا ⁩”ممتاز جداً”  
  • «الأغذية العالمي»: تحسن إمكانية وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة
  • صندوق النقد يجبر السلفادور على التخلي عن "البتكوين"
  • كاتب يوضح أهمية ترتيب المشهد الاقتصادي وتنفيذ الإصلاحات الهيكلية
  • تقرير مشترك بين البنك الدولي و” GLMC”.. الشباب في الجنوب العالمي طاقة غير مستغلة للنمو الاقتصادي
  • روسيا تسجل نموا اقتصاديا بلغ 4% العام الماضي
  • وزير التعليم العالي يستقبل رئيسة الروتاري الدولي لبحث التعاون المشترك