تحاول دول الغرب، التضييق على نفوذ روسيا وتكسير عظام اقتصادها للضغط عليها وسط محاولات لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، والتراجع عن الحرب، حيث فرض العقوبات على رجال الأعمال ومصادرة الأصول المجمدة، الأمر الذي دفع السلطات الروسية بالرد بالمثل، مما عمل على تفاقم الأزمة وزيادة توترات العلاقات بينهم.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن روسيا سترد بصرامة إذا قرر الغرب مصادرة أصولها المجمدة، وأضافت زاخاروفا بحسب وكالة (تاس) الروسية: "يجب أن تظل الأصول الروسية سليمة، وإلا فإن الرد الصارم سيأتى بعد سرقة الغرب، كثيرون فى الغرب يفهمون ذلك، أتمنى أن يفهم الجميع ذلك"، وتابعت: "لا أعرف من يقول ماذا، لكننا لا نتبادل الأصول مقابل الأراضى، نحن لا نساوم أبدًا على وطننا الأم".

 

وجاءت تصريحات زاخاروفا، تعليقا على تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، الذى يفيد بأن ألمانيا تريد ترك الأصول الروسية المجمدة سليمة لاستخدامها كأداة خلال محادثات تسوية النزاع لإجبار روسيا على التنازل عن جزء من الأراضي الأوكرانية التي سيطرت عليها.

 

وجمد الاتحاد الأوروبي وكندا والولايات المتحدة واليابان ما قيمته نحو 300 مليار دولار من الأصول الروسية منذ بداية العملية العسكرية الروسية فى أوكرانيا، وتمثل الولايات المتحدة حوالى 5-6 مليار دولار من هذا المبلغ.

 

وفى 24 أبريل، وافق مجلس الشيوخ الأمريكي على حزمة من مشاريع القوانين لتقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان، ومصادرة الأصول الروسية المجمدة لنقلها إلى كييف، وفرض عقوبات إضافية على الصين.

 

قال الكرملين إن مصادرة الأصول الروسية ستدق مسمارا في نعش المنظومة الاقتصادية الغربية لما ستمثله من سابقة خطيرة، مشددا على أن مثل هذا القرار ستكون له آفاق قضائية واسعة ستدافع روسيا عبرها عن مصالحها.

 

وعلى صعيد أخر، أعلن القائد الأعلى للقوات الأوكرانية، أولكسندر سيرسكي، أن الوضع على الجبهة "تدهور" مع تحقيق القوات الروسية "نجاحات تكتيكية" في عدة مناطق للعمليات القتالية.

وكتب سيرسكي في منشور عبر "تيليجرام": "لقد تفاقم الوضع على الجبهة.. حيث تشن (القوات الروسية) هجوما على طول خط المواجهة، وتحقق نجاحات تكتيكية على عدد من المحاور، نشهد تغييرا ديناميكيا في الوضع".

 

وأشار سير سكي إلى أن الوضع على محوري بوكروفسكي وكوراخوفسكي، في الجزء من جمهورية دونيتسك الشعبية الذي تسيطر عليه كييف، هو الأكثر صعوبة بالنسبة للجيش الأوكراني، مبينا أن القوات الأوكرانية تراجعت إلى غرب بلدات بيرديتشي وسيمينوفكا ونوفوميخايلوفكا التابعة لجمهورية دونيتسك الشعبية.

 

وبحسب القائد العسكري الأوكراني، تم تعزيز الوحدات الأوكرانية الموجودة على محور خاركوف بوحدات المدفعية والدبابات، وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن وحدات من قوات "المركز" الروسية حررت بلدة نوفوباخموتوفكا في جمهورية دونيتسك الشعبية، كما أعلنت روسيا، أنها سيطرت على قرية نوفوباخموتيفكا في الجبهة الشرقية، والتي تقع في منطقة تقدّمت فيها القوات الروسية بسرعة خلال الأسبوع الماضي في مواجهة الجيش الأوكراني.

 

وأثار ذلك انتقادات المدوّنين العسكريين الأوكرانيين حمّلت قناة "ديب ستايت" (DeepState) التي يتابعها أكثر من 700 ألف شخص على تليجرام، المسؤولية للواء 115 آلي، معتبرة أنّه سبب "انهيار الدفاعات في جميع أنحاء المنطقة، ممّا تسبّب في خسائر كبيرة".

 

وتواجه القوات الأوكرانية تقدّماً روسياً على الجبهة منذ سقوط أفدييفكا، تسيطر قوات موسكو على أراضٍ في مواجهة خصم يفتقر إلى الرجال والذخيرة، وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن القوات صدت أيضاً سلسلة من الهجمات المضادة الأوكرانية بالقرب من تشاسيف يار، وهي نقطة مهمة أخرى في المنطقة التي تشهد اشتباكات متكررة بين الجانبين.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الأصول الروسیة على الجبهة الوضع على

إقرأ أيضاً:

كيف يقرأ الناتو مستجدات الأزمة الروسية الأوكرانية؟.. مسئول سابق بالحلف يجيب

قال نيكولاس ويليامز، المسؤول السابق بحلف الناتو، إن حلف الناتو رفض فكرة عودة الحدود الجغرافية للحلف إلى ما كانت عليه في عام 1997، والتي عرضت عليه عام 1992 قبل أن يبدأ الغزو الروسي وليس فقط فينلندا والسويد هذه الفكرة الخاصة بالعودة إلى حدود 1997 كانت ستستبعد جمهورية التشيك والمجر وسلوفينيا وبلدان البلطيق، مؤكدًا أنها فكرة متطرفة في الواقع وتوضع من قبل روسيا لأجل أن يعلموا مدى الطموح الخاص بالناتو والتي قد رفضت بشكل واضح.

زيلينسكي يعلن استعداده للاستقالة إذا حصلت أوكرانيا على عضوية الناتوحلف الناتو: علينا الاستعداد لوقف إطلاق النار في أوكرانيا

وأضاف ويليامز، اليوم، خلال مداخلة ببرنامج "ملف اليوم"، المُذاع عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفسه والذي يرغب في الوصول إلى صفقة مع الجانب الروسي لن يقبل تلك الفكرة أبدًا وهذا يعني أنه سوف يطيح بكل وسط أوروبا، مشيرًا إلى أن الضغوط الأمريكية التي خرجت مؤخرًا بخصوص الضغوط على أعضاء حلف الناتو الأوروبيين ليست أمرًا طبيعيًا فالرئيس ترامب يرغب أن ينهي هذه الحرب لأجل الأمريكيين ولأجل المصلحة الأمريكية، ولا أظن أنه يهتم بما يخص الأمور الإنسانية وتبعاتها.

وأوضح، أن هناك مشاكل أكثر اتساعًا ليس ققط فيما يخص أوكرانيا، بل يرغب ترامب على تطبيع هذه العلاقة مع الجانب الروسي لأجل أمران، الأول هذا سيظهر كم ضعف الجانب الأوروبي، وثانيًا سيبدأ في عمل هذه المباراة مع الجانب الصيني، مشيرًا إلى أن هذا سيضعف العلاقات الروسية الصينية حين تكون هناك علاقات جيدة مع الولايات المتحدة، فإن الرئيس الأمريكي يلعب مباراة أخطر بكثير من الحرب الأوكرانية، وكييف هي نوعًا ما ضحية هذه الاستراتيجية.

مقالات مشابهة

  • كيف يقرأ الناتو مستجدات الأزمة الروسية الأوكرانية؟.. مسئول سابق بالحلف يجيب
  • تقرير أميركي يكشف عمق العلاقات والمصالح بين مليشيا الحوثي مع المصالح الروسية والصينية
  • كيف يقرأ الناتو مستجدات الأزمة الروسية الأوكرانية؟.. مسؤول سابق بالحلف يُجيب
  • الخارحية الروسية تستدعي سفير مولدافيا لدى موسكو
  • روسيا تسيطر على قرية جديدة في شرق أوكرانيا
  • الدفاع الروسية: قواتنا تسيطر على قرية جديدة في دونيتسك
  • تفاصيل المساعدات العسكرية الأمريكية لكييف منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية
  • الطاقة الذرية تدافع عن استخدام طريق تسيطر عليه روسيا في زابوريجيا
  • الكرملين: بيان قمة لندن لا يهدف لتسوية الحرب الروسية الأوكرانية
  • الكرملين: بيان قمة لندن لا يهدف لتسوية سلمية للحرب بأوكرانيا