حالة استثنائية وجهود مجتمعية
شهدت دولة الإمارات مؤخراً هطول أمطار لم يسبق لها مثيل منذ ما يقارب 75 عاماً حيث بلغت كمية هذه الأمطار حوالي 6 مليار متر مكعب خلال الأيام الماطرة وتعد هذه الحالة جزء من التغيرات المناخية الاستثنائية التي يشهدها العالم، ودولة الإمارات كغيرها من دول العالم التي تتأثر بحالة الطقس المتقلبة اثر التغير المناخي حيث تشهد معظم مناطق العالم حالات من الجفاف وشح الأمطار وأيضا البرد القارص وتساقط الثلوج والرياح والفيضانات وأيضا الزلازل، وكانت الدولة على أهبة الاستعداد حيث تم تعميم العمل والدراسة عن بعد للقطاعات الاتحادية والمحلية حفاظا على الأرواح والاختناقات المرورية التي تحدث من المنخفض والذي أطلق عليه “منخفض الهدير” وعلى الرغم من تقلبات الطقس فقد كنا فرحين بهطول الأمطار ودوي البرق والرعد وأصبحنا على واحات خضراء تحيط بها جداول المياه العذبة وامتلأت السدود بمياه الأمطار بعد جفاف سنوات مما خلق جو من الفرح في القلوب وكأنها سقت القلوب الفرح والبهجة فالأمطار نعمة وليست نقمة، لا شك أن المنخفض خلف العديد من التحديات لكن الجميع كان على قلب رجل واحد من خلال التعاون سواء من المتطوعين أو من الأشخاص الذين شكلوا فرق للمساعدة في سحب المياه من المنازل التي تضررت والشوارع التي امتلأت بالمياه ونقل الأشخاص من مكان إلى آخر بطريقة آمنة وتقديم سلال الأغذية بالتعاون مع الجهات المعنية وفي غضون 24 ساعة رجع كل شي لطبيعته وخاصة الطرق وهذا تحدي كبير أن نتغلب على هذه الحالة المناخية بهذه السرعة الكبيرة وهذا ليس بجديد على شعب الإمارات الذي لا يعرف كلمة مستحيل ونهجه تقديم الدعم ومد يد العون والمساعدة في كافة الظروف والأوقات واهم دافع حب الإمارات وقيادتها الرشيدة التي وفرت الحياة الكريمة لجميع المواطنين والمقيمين على أرضها المعطاءة.
وعلى ضوء هذا الحدث الاستثنائي عقد مجلس الوزراء اجتماعه وتقرر صرف 2 مليار درهم لمعالجة الأضرار التي خلفها منخفض الهدير في كافة مناطق الدولة ووجهت قيادة الإمارات الرشيدة بتعويض المتضررين بالتعاون والتنسيق مع الجهات الاتحادية والمحلية والذين تمت استضافتهم في فنادق حتى يتم إصلاح الأضرار بأقصى سرعة لتعود لمساكنها بكل راحة وأفضل من السابق حيث ان سلامة المواطنين والمقيمين من أهم الأولويات.
وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” في الاجتماع “أن ما حدث من حالة جوية استثنائية في الدولة كان خيراً لنا.. حيث امتلأت السدود وجرت الوديان بأمطار الخير.. وامتلأ المخزون الجوفي المائي.. وتعلمنا دروساً كبيرة في التعامل مع الأمطار الشديدة في مدننا المتقدمة.. ووضعنا أيدينا على مجالات التطوير ورفع الاستعداد والجاهزية.. وجعلنا أكثر استعداداً للمستقبل بإذن الله. لذلك هي خير لنا”.
شكراً للجميع على هذه الجهود العظيمة التي بذلت إبان المنخفض هذه الكلمة اقل ما يمكننا تقديمها لجميع الذين تعاونوا من أجل الوطن والمواطنين والمقيمين على هذه الأرض الطيبة من الجهات الأمنية والعسكرية والطوارئ والأزمات والجهات الحكومية والمتطوعين من كافة الأعمار والجنسيات الذين عملوا ليلاً ونهاراً لتعود الحياة الى طبيعتها في غضون 24 ساعة مع الاستمرار في تقديم المساعدة للجميع دون استثناء في كافة المناطق السكنية، وكما قيل في الأزمات تظهر المعادن وقد كانت المعادن والقلوب من ذهب ملؤها المحبة والتعاضد والتعاون في كافة الظروف.. ودمتم بخير.
mariamalmagar@gmail.com
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: فی کافة
إقرأ أيضاً:
ذياب بن محمد بن زايد: نستلهم من "يوم زايد للعمل الإنساني" القيم الإنسانية التي أسست لاستدامة العطاء الإماراتي
أكد الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، رئيس مجلس الشؤون الإنسانية الدولية ورئيس مجلس أمناء مؤسسة إرث زايد الإنساني، أن "يوم زايد للعمل الإنساني" مناسبة نستلهم منها القيم الإنسانية الأصيلة التي غرسها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وأسست لاستدامة العطاء الإماراتي وأثره الإيجابي محلياً وعالمياً.
وقال الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، إن تعزيز نهج زايد في العطاء الإنساني مسؤولية وطنية ومبدأ راسخ لدولة الإمارات وشعبها تتوارثه الأجيال جيلاً بعد جيل، في سبيل استمرار نهج الإمارات في مد يد العون وترسيخ قيم التعاون والتضامن مع مختلف المجتمعات في جميع أنحاء العالم.وأضاف أن قيم التعاون والبذل والعطاء التي رسخها المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، ألهمتنا من خلال تنفيذ الكثير من المبادرات والبرامج الإنسانية التي تقوم على التراحم والتعاون والتكافل وترسخ مبادئ العمل الخيري والتضامن الإنساني.
وأوضح أن دولة الإمارات، بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، تواصل مسيرتها الإنسانية في مد يد العون إلى الفئات والمجتمعات المحتاجة في جميع مناطق العالم من خلال تضافر جهود الجهات الوطنية كمجلس الشؤون الإنسانية الدولية ومؤسسة إرث زايد الإنساني ووكالة الإمارات للمساعدات الدولية، لضمان إحداث تغييرات إيجابية مستدامة في حياة الفئات المستهدفة.
وأكد أن شعب الإمارات سيظل ينهل من قيم الشيخ زايد ونهجه الخيّر حيث سيبقى إرثه الإنساني منارة توجه مسيرة المساعدات الإماراتية، وتلهمنا لمواصلة أعمال الخير والعطاء وتعزيز قيم التعاضد والإخاء من أجل مستقبل أكثر تضامناً وإشراقاً للإنسانية جمعاء.