«هانيبال القذافي».. اعتقال بلا تهمة أو محاكمة في بلد السيادة والاستقلال؟
تاريخ النشر: 30th, April 2024 GMT
تلك الصور من داخل المعتقل، التي قدمتها قناة الجديد اللبنانية لـ”هانيبال القذافي” تفتح الباب أمام سؤال كبير، من هو أكبر المعتقلين في عالمنا العربي، ليأتي الجواب بلا شك، (الحرية والقانون)، هما المعتقلان الكبيران، وما لم يتم الإفراج عنهما، سيبقى آلاف المعتقلين في سجون السلطات العربية دون أدنى حقوق.
كيف اعتقل “هانيبال القذافي”، وهل خضع لمحاكمة عادلة، وهل هو متهم أصلا ومطلوب على لوائح القضاء في لبنان، القصة كلها تثير الشفقة على “النظام القضائي” في دولنا العربية.
الرجل لم يكن مطلوبا في لبنان، وليس متهما بأي جريمة، حتى أن اعتقاله كان في البداية عملية خطف قام بها أفراد عائلة لبنانية (عائلة يعقوب)، يقولون أن جدهم خطف في ليبيا، عندما كان “هانيبال القذافي” ابن ثلاث سنوات فقط.
أوضحت صور قناة الجديد، مدى موثوقية السجون في لبنان لجهة تطبيق القوانين الدولية، وقوانين حقوق الإنسان تجاه المعتقلين، فالسجين لا يحصل على رعاية طبية، ولا يحق له التواصل مع محاميه أو أسرته، وهو محروم من الزيارات منذ اعتقاله، كل هذا يحصل في سجن دولة يقول معظم سياسييها أنهم حماة الحرية، وأن بلدهم هو واحة الحرية في الشرق الأوسط.
بعد نشر الصور الجديدة للشاب الليبي، وهو مكسور النظرات، هزيل البنية، بنظارات تشي بتراجع بصره بعد سنوات قضاها في ظلام المعتقل، أطلقت حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا بيانا تدعو فيه السلطات اللبنانية لتوفير الحقوق القانونية للمواطن الليبي، ” بما فيها مكان الاعتقال والرعاية الصحية الطبية والزيارات والتراسل وغيرها من الحقوق التي تحفظ له كرامته وآدميته”.
نعم طالبت الدولة الليبية بالحفاظ على أدمية مواطنها، لأنها ببساطة لاحظت أنه يعامل معاملة “غير لائقة بالآدميين” لكن بيان الحكومة لم ينس التأكيد على حق “هانيبال القذافي” بالإفراج عنه دون قيد أو شرط، دون أن يطالب بتنفيذ هذا الحق، بل اكتفى بالقول إن له الحق في ذلك.
“هانيبال القذافي”، نجل زعيم النظام الليبي السابق “معمر القذافي” هو ليس ملاكا بالتأكيد، وربما كان جزءا من “الفساد وسوء الإدارة” في ليبيا قبل سنوات، وربما لم يكن يؤمن أصلا بالقضاء و العدالة و القانون، لأان السلطة لها سكراتها في عالمنا العربي، لكن هل يعطي هذا الحق لأي أحد أن يحجز حريته دون مرجع قضائي أو توجيه تهمة له، وهل يكون أخذ الحقوق بالأنتقام و التشفي، وان كان هذا يصح لدى الأفراد فهل يصح في تعاملات الدول، هذا ما يجب أن تسأل عنه الدولة اللبنانية اليوم، سؤال واحد وبسيط ، “ما هي التهم الموجهة لهذا المواطن الليبي”.
الحقيقة أن الحكومة اللبنانية تبدو معتقلة مع “هانيبال”، فهي مقتنعة بان “لاناقة له ولا جمل” وأنه خال من التهم القضائية، لكن حكومة لبنان، معتقلة في حسابات المصالح الداخلية اللبنانية، وترى نفسها ملزمة بالحفاظ على ما يسمى في لبنان “السلم الأهلي” وتخشى إذا أطلقت سراح شخص بريء أن يغضب خاطفوه ويفجروا الوضع الداخلي.
لماذا لاتتعامل الحكومة الليبية بالمثل، ألا تخشى أن تقوم عائلة “هانيبال” بتفجير “السلم الاهلي” وهي ترى ابنها يقضي سنوات عمره في معتقل غير شرعي و يعامل معاملة “لا آدمية” بحسب وصف البيان الحكومي.
يحتار المرء في عالم العرب كيف يميز بين الضحية والجلاد، فالأمور ملتبسة جدا حيث لا تكاد الضحية تجد مساحة للتعبير عن حريتها المسلوبة حتى تتحول إلى جلاد بشكل ما، وتبدأ الانتقام بدل أن تبحث عن العدالة، وكذلك حال الجلاد فإنه ما إن يفقد سطوته حتى يصبح ضحية لضحاياه، أين العيب و الخلل، هذا هو السؤال؟.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: هانیبال القذافی فی لبنان
إقرأ أيضاً:
هذه هي توصيات هيومن رايتس للحكومة اللبنانية المقبلة
دعت منظمة هيومن رايتس ووتش رئيس الحكومة اللبنانية المُكلَّف نواف سلام إلى العمل على إنهاء الإفلات من العقاب، وضمان المحاسبة والشفافية وسيادة القانون في لبنان.
وحثت المنظمة الحكومة اللبنانية الجديدة على أن تعطي الأولوية لحماية وتعزيز حقوق الإنسان وتنفيذ إصلاحات تضمن إحقاق حقوق الجميع في لبنان، والمحاسبة على الانتهاكات والتجاوزات السابقة، واستقلالية القضاء، وتحسين الخدمات العامة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2أمنستي تطالب سلطات تونس بالإفراج "فورا" عن صحفيlist 2 of 2بينهم متهم بالتخطيط لاغتيال بن غفير.. من أسرى القدس المتوقع تحررهم اليوم؟end of listوفي 13 يناير/كانون الثاني 2025، كلف الرئيس اللبناني جوزيف عون الرئيس السابق لمحكمة العدل الدولية وسفير لبنان السابق في الأمم المتحدة، نواف سلام، برئاسة الحكومة الجديدة بعد الاستشارات النيابية. وجاء التكليف بعد انتخاب مجلس النواب عون رئيسا في 9 يناير/كانون الثاني.
وقالت المنظمة إنه "بعد حرب مدمرة وأزمة سياسية استمرت أكثر من عامين، وأكثر من 5 سنوات على انهيار الاقتصاد اللبناني، هناك بارقة أمل بأن يتمكن لبنان من التغلب على الكم الهائل من التحديات التي تواجه الحكومة، والقضاء، والمؤسسات، والناس. لكن أداء الحكومة الجديدة سيتحدد في النهاية بقدرتها على تطبيق الإصلاحات".
رفعت هيومن رايتس ووتش في رسالتها توصيات في 10 مجالات أساسية من شأنها أن تُرشد سياسات الحكومة المقبلة وممارساتها في مجال حقوق الإنسان، وإعادة الإعمار، والقضاء، والإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية.
إعلانوتضمنت التوصيات -التي غطت 10 مجالات رئيسية- الالتزام الملموس بالمحاسبة على جرائم الحرب المرتكَبة على الأراضي اللبنانية، وانفجار مرفأ بيروت في أغسطس/آب 2020، والانهيار الاقتصادي في البلاد، وإنشاء قضاء مستقل، وتنفيذ إصلاحات اجتماعية واقتصادية متماشية مع الحقوق.
كما شملت الدعوة لتنفيذ تدابير لحماية حرية التعبير، وقضايا التمييز ضد المرأة، وحماية حقوق المهاجرين واللاجئين والسجناء والموقوفين.
وقالت هيومن رايتس ووتش في رسالتها إلى نواف سلام إن على الحكومة القادمة أن تصادق على "نظام روما الأساسي" المُنشئ لـ"المحكمة الجنائية الدولية"، وأن تودع إعلانا لدى قلم المحكمة يمنح هذه الأخيرة ولاية قضائية بأثر رجعي على الجرائم الخطيرة المرتكبة على الأراضي اللبنانية.