7 خطوات سلوكية للحد من تطور فرط الحركة ونقص الانتباه لدى الأطفال
تاريخ النشر: 30th, April 2024 GMT
أثبتت دراسة كندية قدرة والدي الأطفال الصغار ذوي المزاج الانفعالي أو المفعم بالحيوية، على تقليل التطور المحتمل لأعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه "إيه دي إتش دي" (ADHD)، من خلال تحسين أسلوب التربية.
أمل جديدعرف علماء النفس التنموي منذ سنوات عدة أن مزيجا معقدا من اضطرابات المزاج، والتربية، وبعض الاختلالات في وظائف العقل التنفيذية، يشكل عوامل مترابطة في تطور أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أثناء الطفولة.
ويوضح موقع مركز تنمية الطفل في جامعة هارفارد المقصود بوظائف العقل التنفيذية ومهارات التنظيم الذاتي أنها عمليات عقلية تمكننا من التخطيط، وتركيز الاهتمام، وتذكر التعليمات، والتوفيق بين المهام المتعددة بنجاح، ويحتاج الدماغ تلك المهارات لتصفية عوامل التشتيت، وتحديد الأولويات، والأهداف وتحقيقها، والتحكم في الدوافع.
تشمل أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه التململ، وصعوبة التركيز، والاندفاع، والنشاط الفائق، ويعالج الأطباء تلك الأعراض عادة بمزيج من العلاج السلوكي والأدوية، لكن توقع باحثو جامعة "واترلو" أن الوالدين إذا اتخذا خطوات استباقية، منذ لحظة ظهور الأعراض الأولى، فيمكنهما منع تطور أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى طفلهما.
لم يعد الباحثون الاندفاع والنشاط في سن ما قبل المدرسة مدعاة للقلق بالضرورة، لكن اعتمدوا على نتائج دراسات سابقة، ربطت بين الاندفاع والنشاط في الطفولة ومشكلات التنظيم الذاتي والتفكير المرن، في سن لاحق، لذلك تتبعوا تطور تلك الأعراض لدى 291 طفلا، من عمر 4 أشهر حتى عيد ميلادهم الـ15.
راقب الباحثون التعاملات بين الأطفال ووالديهم، مع تقييم وظائف عقل الطفل التنفيذية، والتحقق من أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه التي أبلغ عنها الوالدان بداية من سن 5 سنوات.
وكشفت تحليلات الباحثين لمناسبات ظهور الأعراض الأولى للاضطراب عن ارتباط مزاج الطفل وسلوكه بسلوك الوالدين، وتأثير ذلك على وظائف عقله النامية، فظهر عرض الاندفاع مبكرا على الطفل، وتراجعت وظائف عقله، حينما غابت توجيهات الوالدين له في سنوات عمره الثلاث الأولى، في حين استقرت أعراض الاضطراب لدى بقية الأطفال، من سن الخامسة إلى التاسعة، ثم انخفضت قبل سن الـ15 بفضل مساعدة والديهم.
أشار تقرير دراسة جامعة "واترلو" إلى سلوكيات تربوية محددة بغرض توجيه الطفل، من دون السيطرة عليه، عن طريق توجيهه إشارات لفظية وجسدية، تساعده في تطوير مهارات التنظيم الذاتي.
ونصح مركز تنمية الطفل في جامعة هارفارد بمشاركة الطفل الأنشطة التي تعزز اللعب الإبداعي، والتواصل الاجتماعي، وتعلمه كيفية التعامل مع التوتر، ومشاركته التمارين الرياضية القوية، ثم توفير الفرص لتوجيه أفعاله مع تقليل الإشراف تدريجيا.
ربط باحثو معهد تنمية الطفل، جامعة مينيسوتا، بين دعم استقلالية الطفل وتراجع أعراض الاضطراب، وكشفوا عن سلوكيات تربوية فعالة، مثل: مساعدة الطفل بالقدر المناسب لمستوى مهاراته، وتشجيعه ومدحه، والأخذ بوجهة نظره، ومنحه فرصة المحاولة، وتزويده بالخيارات المتاحة وسبل الاختيار، والسماح له بإنهاء مهمته بالسرعة التي تناسبه، من دون التدخل لإكمال المهمة بدلا منه.
نجح تدريب باحثي قسم الطب النفسي، جامعة بيتسبرغ، لوالدي طفل مشتت الانتباه، في إلغاء الحاجة للعلاج الدوائي بين ثلث الأطفال المسجلين في تجربة علاجية. واعتمد التدريب على مساعدة الطفل في تنظيم عواطفه، والتحكم في انتباهه، بلفت نظره مرارا، وملاحظة علامات توتره، مثل مص الإبهام، وتهدئته متى لاحظ الكبار توتره.
لكن لاحظ الباحثون أن الرفض، والتجاهل، والقسوة من الوالدين في السنوات الثلاثة الأولى من عمر الطفل، تسببت في صعوبة مزمنة في الانتباه وفرط النشاط. ونصح الباحثون الأمهات بالتعبير عن دفء مشاعرهن، ودعمهن للطفل، وتشجيعه كلما سلك سلوكا إيجابيا.
أبلغ والدا الطفل المصاب بأعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، بضغط يزيد عن الضغط الذي أبلغ عنه والدا طفل مصاب بالصرع أو طيف التوحد، وأرجعت دراسة إسبانية-بريطانية ذلك للمشكلات المصاحبة للاضطراب، مثل اضطراب التحدي المعارض، وصعوبات التعلم.
لا يتوقف ذلك الضرر عند الأبوين، بل أثبت باحثو قسم الطب النفسي، جامعة بيتسبرغ، تجاوز تأثير اكتئاب الأمهات على انتباه أطفالهن، تأثير عوامل عدة، وتسبب في فشل الأطفال في تنظيم عواطفهم، وظهور عرض البكاء المفرط والانزعاج المستمر في مرحلة الطفولة، مما يجعل علاج الأم النفسي، وطلب المساعدة ضروريين لسلامة الطفل.
نصح معهد "تشايلد مايند" في دليل الأسرة للتعامل مع الأطفال مشتتي الانتباه، بتعليم الطفل التنظيم الذاتي، بأقل قدر من الصراع، من خلال كتابة قوائم لأي شيء بدءا من الخروج من المنزل في الوقت المحدد في الصباح، وحتى أداء الواجبات المنزلية بعد المدرسة، وروتين وقت النوم.
ونظرا لأن الخطوات اللازمة لإكمال المهمة غالبا ما تكون غير واضحة للأطفال ضعاف الانتباه، فإن تحديدها مسبقا، وتعليقها في مكان بارز، يساعده على الإنجاز.
كما أن وضع حد زمني لكل خطوة، خاصة إذا كانت مهمة طويلة، يساعد الطفل على إدارة وقته، ويمكن ضبط مؤقت الهاتف للتحقق من انتباهه لمهمته. كذلك نصح التقرير بكتابة مخطط للمكافآت على السلوكيات الإيجابية في المنزل والمدرسة، لتحفيز الأطفال الذين يسهل تشتيت انتباههم على اكتساب مهارات جديدة.
وضح ماثيو كروجر، مدير مركز التعلم والتطوير التابع لمعهد تشايلد مايند في تقرير المعهد، ضرورة إقناع الطفل مشتت الانتباه، بالغرض من تعلم كل مهارة، قبل مساعدته على تعلمها، لأن الأطفال الذين يعانون من مشكلات في الانتباه يكونون عمليين للغاية في تقييم الجهد المبذول أمام النتيجة، ويميلون لتوفير طاقتهم لأنشطة يثقون بأنها ستؤتي ثمارها، أما إذا لم يروا عائدا، فسيحبطون بشدة، وسيمتنعون عن المحاولة لاحقا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات تنمیة الطفل الطفل فی
إقرأ أيضاً:
«الصحة»: فحص 7.5 مليون طفل حديث الولادة ضمن مبادرة الكشف المبكر وعلاج فقدان السمع
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعلنت وزارة الصحة والسكان، تقديم خدمات الفحص السمعي لـ7 ملايين و523 ألفاً و379 طفلاً، ضمن مبادرة رئيس الجمهورية للكشف المبكر وعلاج ضعف وفقدان السمع لدى الأطفال حديثى الولادة، وذلك منذ انطلاقها في سبتمبر 2019.
وأشار الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمى لوزارة الصحة والسكان، إلى زيادة أعداد مستشفيات ومراكز الإحالة السمعية بجميع محافظات الجمهورية لـ 34 بدلًا من 30 مركزًا، وتزويدها بأحدث الأجهزة والمستلزمات الطبية، لتقديم خدمات المبادرة.
ولفت «عبدالغفار» إلى تحويل 402 ألف و734 طفلًا من إجمالي الأطفال الذين تم فحصهم لإعادة الفحص من خلال إجراء اختبار تأكيدي بعد أسبوع من الفحص الأول، وفي نفس الوحدة التي تم فحصهم بها، كما تم تحويل 50 ألفاً و402 طفل، بعد الاختبار الثاني إلى مستشفيات ومراكز الإحالة بهدف تقييم الحالة بدقة أعلى، وبدء العلاج أو تركيب سماعة للأذن، أو تحويل الطفل لإجراء عملية زرع القوقعة لمن تستدعي حالته.
وقال، إن المبادرة تسعى إلى التوسع في التغطية الصحية الشاملة، وحصول الأطفال على رعاية صحية ذات جودة، بإتباع أحدث أساليب العلاج، الأمر الذي ينعكس على توفير حياة صحية آمنة للأطفال حديثي الولادة، وصولا إلى المستهدف من مبادرات الرئيس عبدالفتاح السيسي، تحت شعار «100 مليون صحة» وتماشيًا مع رؤية «مصر 2030».
ونوه «عبدالغفار» إلى زيادة عدد مراكز فحص الكشف السمعي للأطفال بدءً من يوم الولادة وحتى عمر 28 يومًا، إلى 3500 وحدة صحية في جميع محافظات الجمهورية، موضحا أن عدم اجتياز الطفل للاختبار الثاني، لا يعني الإصابة بضعف السمع، ولكنه مؤشر على أن الطفل يحتاج إلى فحوصات متقدمة في مراكز الإحالة الخاصة بالمبادرة.
وأكد الدكتور محي السيد منسق عام المبادرة، أن الاكتشاف المبكر لضعف السمع يجنب الطفل الإعاقة السمعية ويسهل فرص العلاج، بالإضافة إلى تجنب مشكلات التخاطب التي يمكن أن تتسبب في أزمات نفسية للطفل.
وتابع أنه تم تدريب أطقم التمريض، للعمل على جهاز الانبعاث الصوتي بالوحدات الصحية، بالإضافة إلى تدريب مدخلي البيانات التابعين للوحدات الصحية، بكافة محافظات الجمهورية، لتسجيل بيانات الأطفال من حديثي الولادة على الموقع الإلكتروني الخاص بالمبادرة، بهدف إنشاء ملف كامل للطفل يتضمن حالته الصحية، إلى جانب إدراج خانة للفحص السمعي في شهادات الميلاد.
وأضاف أن الوزارة تستقبل استفسارات المواطنين بخصوص مبادرة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، للكشف المبكر وعلاج ضعف وفقدان السمع لدى الأطفال حديثي الولادة، على الخط الساخن 15335 الخاص بمبادرات «100 مليون صحة».