كشف الكاتب الأميركي البارز ديفيد إغناتيوس أن دراسة معمقة أجرتها مؤسسة راند للأبحاث بتكليف من وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أكدت أن الولايات المتحدة ربما تتجه نحو منحدر لم تتعاف منه سوى القليل من الدول العظمى.

وأضاف إغناتيوس -في مقال بصحيفة واشنطن بوست- أن دراسة راند -التي ستنشر الثلاثاء- أكدت أن الولايات المتحدة تمتلك أدوات عديدة للتعافي وتفادي مخاطر ذلك الانحدار، لكن المشكلة أنها لا تمتلك حتى الآن اعترافا جماعيا بالمشكلة وكيفية حلها.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4كاتب إسرائيلي: بايدن لديه خطة تحدث انقلابا لكن المشكلة اسمها نتنياهوlist 2 of 4هآرتس: شهادة فلسطيني مفرج عنه عن التعذيب والاعتداء الجنسي بسجون إسرائيلlist 3 of 4مقال بفورين أفيرز يتحدث عن محور رباعي جديد يهدف لتغيير النظام الدوليlist 4 of 4لوموند تتابع رحلة متطرفين يهود يحلمون بإعادة استيطان غزةend of list

وأوضح أن الدراسة هي بعنوان "مصادر الحركية الوطنية المتجددة"، ومؤلفها الرئيسي مايكل ج. مازار، وهي جزء من سلسلة تقارير تنجز بتكليف من مكتب البنتاغون لتقييم الوضع التنافسي للولايات المتحدة في مواجهة الصين.

ووصف إغناتيوس تقرير راند بـ"المتفجر"، وقال إن التقرير تساءل عن الأسباب التي أدت إلى "التراجع النسبي لمكانة الولايات المتحدة".

وشرح أن الموقف التنافسي للبلاد مهدد من الداخل، وخاصة في ما له ارتباط بتباطؤ النمو، والشيخوخة، والاستقطاب السياسي، وبيئة المعلومات غير الصحيحة، مثلما هو مهدد من الخارج بالتحديات التي تفرضها الصين كقوة عظمى، وتراجع احترام عشرات الدول النامية للولايات المتحدة.

وقال إغناتيوس إن الدراسة أوضحت أن فشل الأميركيين في توحيد الجهود لتحديد المشاكل المطروحة وبحث حلول لها، يعني المجازفة بالسقوط، وبيّنت أن التعافي من التدهور الكبير ممتد في الزمن، ويصعب تحديد معالمه في المراحل التاريخية المختلفة. وضربت الدراسة مثلا على ذلك بما جرى مع الإمبراطورية الرومانية، والإسبانية، والعثمانية والنمساوية المجرية، والاتحاد السوفياتي.

وبحسب الكاتب، توضح الدراسة أنه "عندما تنزلق القوى الكبرى من موقع القيادة بسبب عوامل داخلية، فإنها نادرا ما تعكس هذا الاتجاه" وتغير حركية التاريخ.

وسلطت الدراسة الضوء على أسباب التدهور الوطني الشامل، وقالت إن من بينها الإدمان على الترف والانحطاط، والفشل في مواكبة التكنولوجيا، والبيروقراطية المتحجرة، وفقدان الفضيلة المدنية، والتمدد العسكري المفرط، والإرهاق العسكري، فضلا عن وجود نخب أنانية ومتحاربة، وممارسة تناقض حماية البيئة.

وبحسب الدراسة، فلا بد من المبادرة إلى "معالجة المشاكل قبل أن تعالجنا"، وتحدثت عن أدوات العلاج التي تبدأ بالاعتراف بالمشكلة أولا، ثم اعتماد إستراتيجية لحل المشاكل عمليا بدلا من الغرق في معارك أيديولوجية، فضلا عن ضرورة تقوية هياكل الحكم الرشيد. يضاف إلى ذلك ضرورة أن تلتزم النخبة بالصالح العام.

وتكشف الدراسة أنه في ما يرتبط بموضوع "حل المشكلة" يصنف أداء الولايات المتحدة في 2024 بكونه "ضعيفا".

وبحسب الكاتب، فإن دراسة راند تحدثت عن تجربتين يمكن الاستفادة منهما لإيجاد مخرج من هذا المنحدر، ويتعلق الأمر بتجربة بريطانيا التي نجحت في بناء إمبراطورية ناجحة، لكن مع منتصف القرن الـ19، تعفنت من الداخل بسبب الخسائر البشرية والبيئية الناتجة عن التصنيع، وانتشار الفساد، وعدم فعالية المؤسسات السياسية، وسيطرة نخبة قليلة مالكة للأراضي على السياسة، فضلا عن اتساع فجوة التفاوت الاقتصادي.

وتتابع الدراسة -بحسب إغناتيوس- أن بريطانيا سارعت إلى اتخاذ إصلاحات عاجلة، وغيرت سياستها بما يمكنها من تقوية جبهتها الداخلية، وشارك كبار مفكريها -من أمثال توماس كارلايل وتشارلز ديكنز- في صناعة تصور للإصلاح.

أما الحالة الثانية، فتتعلق بالولايات المتحدة نفسها، إذ إنها بعد فورة العصر الذهبي في أواخر القرن الـ19، دفع الازدهار الصناعي بالبلاد إلى الأمام، لكنه خلق تفاوتات قاسية، وتسبب في أضرار اجتماعية وبيئية، وفي انتشار الفساد الفادح.

لكن مع مجيء الجمهوري ثيودور روزفلت إلى الرئاسة، سُرعت عملية الإصلاح في مجالات السياسة والأعمال وحقوق العمال والبيئة ومحاربة الفساد.

وشدد الكاتب إغناتيوس على أن دراسة راند تشير بوضوح إلى أن عدم المبادرة إلى العمل لأجل الصالح العام ونهضة البلاد، واستخدام أدوات الإصلاح، وتسليم الإدارة إلى قادة جدد ينفذون قواعد إصلاح تناسب الجميع، يعني أن الولايات المتحدة ستغرق حتما.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات ترجمات الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

«5 كتل تصويتية» تحسم نتائج انتخابات الرئاسة الأميركية

أحمد مراد (واشنطن، القاهرة)

أخبار ذات صلة نبراسكا.. هل تحسم «النقطة الزرقاء» السباق الرئاسي الأميركي؟ هاريس وترامب في زيارة لولاية نيفادا انتخابات الرئاسة الأميركية تابع التغطية كاملة

تترقب الأوساط السياسية والشعبية في الولايات المتحدة الأميركية فتح أبواب مراكز الاقتراع لبدء التصويت في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها الثلاثاء المقبل، وسط منافسة قوية بين مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب ومرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس، اللذين يخوضان سباقًا قويًا لكسب ثقة أكبر 5 كتل تصويتية، عبر توظيف العديد من القضايا والملفات التي تهمها، ما يجعلها بوابة مرور رئيسة إلى البيت الأبيض.
وأوضح الباحث بمركز دراسات الشرق الأوسط في واشنطن، ماركو مسعد، أن الانتخابات الرئاسية الأميركية تُعد واحدة من أهم الاستحقاقات الدستورية التي شهدتها الولايات المتحدة خلال العقود الثلاثة الأخيرة، ما يظهر جليًا في حجم المنافسة القوية بين ترامب وهاريس، إضافة إلى تعدد الكتل التصويتية التي تلعب دورًا مؤثرًا في حسم نتيجة السباق الرئاسي لصالح أحد المرشحين.
وقال مسعد لـ«الاتحاد» إن هناك العديد من الكتل التصويتية التي لها تأثير كبير في حسم نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية، وتحديد الفائز بالمقعد الرئاسي، على رأسها «الناخبون البيض» الذين تنحدر غالبيتهم من أصول أوروبية، ويشكلون نحو 58% من سكان الولايات المتحدة، وعادة ما كانوا يمنحون أصواتهم لمرشحي الحزب الجمهوري على مدى عدة عقود.
وأضاف الباحث بمركز دراسات الشرق الأوسط في واشنطن، أن «الأميركيين من ذوي الأصول اللاتينية يعتبرون أيضًا إحدى أقوى وأكبر الكتل التصويتية في الانتخابات الرئاسية، حيث يشكلون أكثر من 36 مليون نسمة ما يعادل 14.7% من أعداد الناخبين، وبالتالي يمكن أن يساهموا بشكل كبير في تحديد أسم الرئيس الأميركي المقبل».
بدوره، ذكر خبير الشؤون الدولية وأستاذ العلوم السياسية، الدكتور أيمن الرقب، أن الناخبين الأميركيين من ذوي الأصول الآسيوية والأفريقية يمكن أن يحدثوا فارقًا كبيرًا لصالح أحد مرشحي الرئاسة، ترامب أو هاريس، وهو ما يمهد طريق أحدهما إلى البيت الأبيض.
وبحسب البيانات الرسمية فإن نسبة الأميركيين من ذوي الأصول الآسيوية تُقدر بـ 6.1% من سكان الولايات المتحدة، وتوصف بأنها الفئة الأسرع نموًا في المجتمع الأميركي، بينما يشكل الأميركيون من ذوي الأصول الأفريقية نسبة 13.6%، وفقًا لتعداد العام 2021.
وأوضح الرقب لـ«الاتحاد» أن الكتل التصويتية المؤثرة في نتيجة الانتخابات الرئاسية الأميركية لا تتوقف على الأميركيين الآسيويين أو الأفارقة أو اللاتينيين أو حتى البيض، إذ أن هناك تصنيفًا آخر للكتل التصويتية حسب الفئة العمرية، وفي هذا الإطار يؤثر تصويت كبار السن في نتائج السباق الرئاسي.
وتشكل فئة كبار السن فوق الـ56 عامًا نحو 38% من حجم القوة التصويتية في الولايات المتحدة، وهو ما يعادل نحو أكثر من ثلث الناخبين.

مقالات مشابهة

  • روسيا تنفي تهم الفيديو المزيف عن الانتخابات الأميركية
  • هاريس: خطاب ترامب يجعله غير مؤهل لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية
  • لماذا يستميت خصوم الولايات المتحدة للتدخل بالانتخابات؟
  • روسيا.. حكم بسجن موظف سابق في القنصلية الأميركية 5 سنوات
  • الولايات المتحدة تطور موانئها بـ3 مليارات دولار
  • ما الفرصة التاريخية التي يمكن حدوثها في الانتخابات الأميركية 2024؟
  • الولايات المتحدة تعلن نشر حاملة الطائرات ”أبراهام لينكولن” بالمنطقة والسببت ”5 أهداف”
  • «5 كتل تصويتية» تحسم نتائج انتخابات الرئاسة الأميركية
  • انخفاض طلبات إعانة البطالة الأسبوعية في الولايات المتحدة
  • سي إن إن: إيران سترد على إسرائيل قبل الانتخابات الأميركية