#جفاف #الفكر_التربوي!!
بقلم: د. #ذوقان_عبيدات
يطلب الفكر من أصحاب الاختصاص: من مجالس التربية، وزارة التربية والعاملين فيها، والقائمين عليها، وعلماء الجامعات”زعماء الأكاديميا”، وأخيرًا المهتمين ممن يقال عنهم: خبراء وما هم بذلك!
هذه مجموعات هي مصادر الفكر التربوي، ومصادر إنتاج المعرفة التربوية، ولكنها مع الأسف لم تفعل، ولم تنتج إلّا معرفة امتحانية، أو نقلت فكرًا كولينزيّا محدودًا، أو مشروعات مهنية.
(01)
تراجعات مذهلة!
حسم التربويون منذ الستينات قضايا أساسية في التعلم والنجاح والرسوب والتسرب، والتعامل مع صعوبات التعلم، وخلصوا إلى أنّ:
– بإمكان كل طالب التعلم إلى درجة التفوق إذا تم تعليمه وتعلمه بالطرق المناسبة. وفي هذا الصدد قال حسني عايش: إذا أخذنا طفلًا أردنيّا حديث الولادة إلى الصين؛ فإنه سيتعلم اللغة الصينية في سنتين، وكذلك لو أحضرنا طفلًا صينيّا إلى الأردن فإنه سيتعلم اللغة العربية إضافة إلى مهارات الخضوع والتصفيق وأمور غيرها!
– وهذا يعني أن الطالب الراسب هو الذي لم يعلّمه أحد! وليس هو الفاشل الذي لم يتعلم! فهل يحق لتربويين أن يشتكوا علنًا من عدم وجود قوانين تسمح بالترسيب؟ أو الطرد؟
إنهم يدعون لترسيب الطلبة بدلًا من ترسيب المدرسة ومن وراءها!!
إذن؛ الترفيع والنجاح حق من حقوق الطالب إذا فشلت المدرسة في تعليمه!
وانتظام الطلبة في الدوام المدرسي حتى لو لم يتعلموا هو حق من حقوقهم، ولا يجوز المطالبة بوجود قوانين تسمح بطردهم !!عدم الترسيب والترفيع التلقائي هما من إنجازات العملية التربوية لو وفرنا شروط ذلك! لو تقبل المعلمون ذلك!
(02)
الحرمان من التقدم إلى التوجيهي!
هذه آخر مبتكرات النظام التربوي، الذي حرم ألفًا وستمائة طالب وطالبة أي “نسبة بسيطة جدّا” من الطلبة من التقدم إلى الامتحان! نسبة١،٥٪ فقط. وهذه نسبة قلية جدّا لا قيمة لها من وجهة نظر بعض المسؤولين!
الحرمان تم باستخدام القانون وليس تعسفًا! ولا أحد يقبل بعدم تطبيق القانون! إذن؛ المسؤولون
عملوا الحرمان بأسلوب صحيح!
وبرأيي؛ عملوا غير الصحيح بأسلوب صحيح! وضعوا كمينًا تربويّا محكمًا راح ضحيته 1600 طالب وطالبة فقط!
وبعيدًا عن القانون الذي أجاز حرمانهم، نسأل:
– لماذا ترك هؤلاء الطلبة الدوام المدرسي قبيل الامتحان؟
– أين ذهبوا؟ إلى الملاهي، أم إلى المراكز الثقافية التي يشعرون أنها أكثر فائدة من مدارسهم؟
– هل تلقّى هؤلاء المحرومون التوجيه اللازم؟ التحذير اللازم؟
– هل يمكن لطالب توجيهي أن يقامر بتجاوز الغياب لو أن مدرسة، مرشدًا، معلمًا نبّهه لذلك؟
– هل هم من الطلبة المتميزين، أم من ذوي الأسبقيات غير التربوية؟
– هل طبّق مديرو المدارس القانون بعدالة على كل من تجاوز مدة الغياب؟
– هل فكرت الوزارة بإيجاد فترة كافية للطلبة للاستعداد للتوجيهي بما يجنُبهم خرق القوانين؟
لا نريد تصعيب الأسئلة على المسؤولين كأن نسأل:
لو حسُنتم معلميكم كمعلمي المراكز هل سيترك الطلبة مدارسهم؟
(03)
حين تكثر زيارات المسؤولين إلى مناطق نفوذهم، فاعلم أنّ هناك خلل ما!!
فهمت عليّ جنابك؟
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: ذوقان عبيدات
إقرأ أيضاً:
انعقاد ملتقى الفكر الإسلامي بمسجد الإمام الحسين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
انعقد ملتقى الفكر الإسلامي عقب صلاة التراويح بمسجد الإمام الحسين رضي الله عنه بالقاهرة، في الليلة الثامنة من الشهر الفضيل، تحت عنوان "حفظ التراث الإسلامي في ظل أحكام الشريعة الإسلامية".
جاء ذلك وسط أجواء روحانية عامرة بالنفحات الإيمانية خلال شهر رمضان المبارك، وذلك ضمن فعاليات "المجلس الأعلى للشئون الإسلامية"، برعاية الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، وإشراف الدكتور محمد عبد الرحيم البيومي، الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، في إطار جهود الوزارة والمجلس الأعلى لتعزيز الوعي الديني وترسيخ الفكر الوسطي.
وشارك في الملتقى الدكتور يوسف عامر، رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشيوخ، والدكتور خالد عمران، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية.
واستهل اللقاء بتلاوة عطرة للقارئ الشيخ ياسر الشرقاوي، وقدّمه الإعلامي عمر هاشم، المذيع بقناة النيل الثقافية.
وتناول الدكتور يوسف عامر في كلمته مفهوم التراث الإسلامي، موضحًا أنه ليس مجرد موروث فكري، بل هو نتاج بشري لخدمة الوحي المقدس، قائم على قواعد علمية ثابتة، مؤكدًا أن العلوم الإسلامية تنقسم إلى قسمين وهي العلوم الخادمة للنصوص، كعلوم اللغة والمنطق، العلوم المستمدة من الوحي ذاته، مثل العقيدة والفقه والأخلاق.
وأشار إلى أن هذا التراث نشأ وفق منهجية دقيقة، تعكس عمق الفكر الإسلامي، مستشهدًا بقوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}، مشددًا على ضرورة الحفاظ عليه ونقله وفق مقاصد الشريعة الإسلامية.
وأكد الدكتور خالد عمران أن "الأزهر الشريف" كان ولا يزال الحارس الأمين على التراث الإسلامي، مشددًا على أهمية تجديد قراءتنا لهذا التراث بما يتناسب مع مستجدات العصر، دون المساس بثوابته.
كما وجه شكره لوزارة الأوقاف والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية على تنظيم هذا الملتقى الذي يسهم في نشر الفكر الإسلامي المستنير.
واختتم بفقرة ابتهالات دينية قدمها المبتهل الشيخ محمد عبد الرؤوف السوهاجي، وسط أجواء إيمانية زادت من خشوع الحاضرين، الذين عبروا عن تقديرهم لهذه الفعاليات التي تضيء ليالي رمضان بالعلم والمعرفة والروحانية.
FB_IMG_1741432539435 FB_IMG_1741432536399 FB_IMG_1741432534329 FB_IMG_1741432532058 FB_IMG_1741432529964 FB_IMG_1741432526953 FB_IMG_1741432524269 FB_IMG_1741432521718 FB_IMG_1741432519500