بقلم: كمال فتاح حيدر ..
وصل التلاعب بعقول الشعوب الغربية إلى اليوم الذي صارت فيه الاتهامات بمعاداة السامية تلاحق اي معترض على سياسة نتنياهو، وتطارد اي منتقد لجرائم جيش الاحتلال. وربما وصلت مراحل التضليل إلى صرف انتباه الناس عن حملات الإبادة. .
قتلوا 34 ألفا في غضون 6 أشهر باسم السامية، ودمروا جامعات ومدارس غزة باسم السامية، وحرموا 625 ألفا من التعليم باسم السامية، ودمروا البنى التحتية في غزة ونظامها الصحي، وأحالوا 221 ألف وحدة سكنية إلى رماد بعنوان السامية.
كانوا يزعمون أنهم يمثلون كل اليهود في العالم، لكنهم ذهبوا إلى أبعد الحدود في تأجيج التطرف بما يخدم مصالحهم ويصرف انتباه الناس عن جرائم الإبادة الجماعية في غزة. .
ومما زاد الأمر تعقيدا ان المضخات الإعلامية الغربية، ومن وراءها الصهيونية، ظلت تحاول إقناع الشعوب والامم بأن الاحتجاج على الهجمات الإسرائيلية في غزة ما هو إلا صورة من صور معاداة السامية. بمعنى ان نتنياهو وجيوشه اصبحوا ملائكة. يمتلكون الحق المطلق في ارتكاب ما يحلو لهم من مجازر من دون ان يعترض عليهم احد. لأن الاعتراض عليهم يعني إعلان العداء للسامية، وإعلان العداء لشعب الله المختار بحسب الرواية الصهيونية. .
وهكذا سارت اسرائيل في هذا المسار الدموي المنحرف، وسارت وراءها جيوش الولايات المتحدة وجيوش النيتو، وجيوش دول الطوق العربي (الأردن ومصر). حتى وصلنا إلى اليوم الذي بات فيه من الصعب على اسرائيل الإفلات من الإدانة الدولية، ولا يمكنها إنكار مسؤوليتها عن تلك الجرائم. ولا يمكنها إنكار مسؤولياتها عن قتل الصحفيين، وقتل عمال الإغاثة الدولية، ثم جاء اكتشاف المقابر الجماعية ليثبت للناس ما تقوم به اسرائيل من انتهاكات متكررة باسم السامية. .
فالحجة التي قامت على اضطهاد اليهود على يد النازيين، هي التي أنتجت لنا فكرة الدفاع عن السامية، وهي التي كانت الذريعة لإزهاق ارواح الفلسطينيين بالآلاف. لكن هذه الحجة تبددت ولم يعد يصدقها احد. وبخاصة بعدما سار الصهاينة على النهج الأجرامي المرفوض دوليا وإنسانيا وأخلاقيا. . د. كمال فتاح حيدر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
اسرائيل تستطلع بالنار توسيع العملية البرية
كتبت" الاخبار": أظهرت الإجراءات الميدانية التي اعتمدها جيش العدو الاسرائيلي بعد فشل مرحلته البرية الافتتاحية أنه يهدف في المرحلة الأولى إلى السيطرة على المناطق المرتفعة في الجانب اللبناني لاجتياز عائق تفوّق التضاريس من الجهة اللبنانية عن تلك المقابلة لها في الجهة الفلسطينية. ويحاول العدو بذلك تأمين حماية لخلفية قواته في المستعمرات الحدودية، وتأمين إشراف على مناطق العمليات الجديدة. في المقابل، فإن ارتفاع التلال اللبنانية عن مثيلاتها الفلسطينية وتعدّد تضاريسها والغطاء الشجري الذي يغطيها بغابات تتزايد كثافتها كلما اتجهت غرباً، تمنح المقاومة ميزات تكتيكية مهمة.
ورغم الإخفاقات المتعددة، يبدو من الاستعدادات وتموضع الفرق الخمس من جيش العدو، أن طموحات صناع القرار لديه تتمثل بتطوير العملية البرية لاحتلال المناطق الواقعة بين الحدود ونهر الليطاني، وربما التمدد أكثر باتجاه إقامة شريط عازل بين شمال الليطاني وجنوبه بعمق 10 كيلومترات.
وعليه، يظهر أن طبيعة انتشار الفرق الخمس تضع 4 فرق دبابات (188-7-8-179) بتصرف الفرق المنتشرة وسطاً وشرقاً (36-91-98-210)، فيما تضع فرقتين مدرّعتين أخريين (205 و4) في تصرف الفرقة 146 التي يبدو من انتشارها أنها قد تنفذ عملية محدودة باتجاه البياضة - شمع. أما الفرق الأربع الباقية، فإن نشرها بشكل متلاصق، يرجّح إمكانية قيام قيادة العدو بعد يأسه من اختراق الحافة الأمامية والنسق الدفاعي الأول للمقاومة، باستخدام هذه الألوية المدرّعة التي يوازي تعدادها 440 دبابة ومركبة مدرّعة، لتحقيق «صدمة دبابات» باتجاه منطقة تل النحاس – الخردلي - كفرتبنيت النبطية، وهذا ما تتحسّب له المقاومة.
وكما تُظهر الوقائع العسكرية، فإن الميدان يشهد كفاءة استخبارية تكتيكية شاملة من المقاومة، سيّما في المعلومات القتالية الفورية، وسرعة استثمارها، ما يؤكد جهوزية وفعالية وتحكم منظومات القيادة والسيطرة التكتيكية المرتبطة بالقيادة، وهذا ما جعل أسلوب قتال مجموعات المشاة ومجموعات ضد الدروع العاملة في النسق الأول أكثر مرونة وقدرة على إلحاق الأضرار بالعدو. وكما يبدو، فإن المقاومة تُظهر من خلال سلاسة مناوراتها، أنها تسبق مجموعات وفصائل وسرايا العدو دائماً بخطوة أو خطوتين، وهذا ما يمنحها ميزة عدم الاستعجال في إعداد الكمائن، بل نصبها بشكل متقن ومحترف. وهو ما يظهر من خلال مسارعة العدو في معظم اشتباكاته المباشرة في الأسبوع الأخير إلى وقف الاشتباك فوراً.
وفي الميدان، تُظهر المقاومة تكيّفاً سريعاً يتجلّى في أساليب التغيير في طرائق القتال، مثل زيادة الاعتماد على القناصة الثقيلة، وزيادة عدد قبضات الصواريخ المباشرة بيد قوات المشاة، وزيادة الاعتماد على ضرب التحشدات القريبة بالمُسيّرات الانقضاضية. وكذلك اعتماد البقع القريبة على المناورة المتناغمة بالنار، وتنفيذ تكتيكات التشويش القتالي (رمايات وتعرضات من خلف الخطوط - تنفيذ أعمال إعاقة حركة العدو - الاشتباك القريب جداً داخل الغابات والمحميات الطبيعية الكثيفة الأشجار)، واستهداف معظم استعدادات العدو العاملة في مجال الدعم اللوجستي بهدف تشويش العملية اللوجستية.