شبكة انباء العراق:
2024-11-05@16:35:14 GMT

حقوق العرب داخل اوطانهم

تاريخ النشر: 29th, April 2024 GMT

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

يتمتع العرب في مجتمعاتهم بهامش كبير من (الحريات) قلما تجدها في المجتمع النرويجي أو الفنلندي، وليس لها مثيل في حياة النيوزلنديين والماليزيين. .
فالعربي هو المواطن الوحيد التي يحق له البقاء في بيته حتى لا يرهق حنجرته بالهتاف مع المعتصمين في الساحات والشوارع دعما للقضية، وذلك حرصا من عناصر أمن الدولة على سلامته.

وحتى لا يتهمه المطبّعون بمعاداة السامية. لكن الدولة نفسها تمنحه الحرية الكاملة في التظاهر كيفما يشاء خارج حدودها وبعيدا عن أنظارها. .
وفي سياق آخر تمنحه الدولة حرية إطلاق النيران بالذخيرة الحية للتعبير عن فرحته وحبه لمنتخب بلاده الفائز ببطولة كرة القدم، أو إطلاق النيران بمناسبة زواج خالته أو بنت خالته، أو عند نجاح ابنه الفاشل في اي مرحلة دراسية متأخرة من مراحل التعليم. .
والعربي هو الإنسان الوحيد الذي يتمتع بالحرية المطلقة في اظهار حبه للسلطة الحاكمة، أو ابداء الولاء للأسرة الأميرية، أو التغني بأمجاد الزعيم القائد الضرورة. وهي حرية مكفولة بفتاوى شرعية اطلقها فقهاء الدولة، فمنحوا المواطن حرية الصمت والسكوت والقبول بما يفعله ولي الأمر حتى لو كان يزني وينهب، وحتى لو خلع ثيابه كلها، و وقف عاريا في شرفته الرئاسية. .
والعربي هو المواطن الوحيد في كوكب الأرض الذي يحق له الانتماء إلى التنظيمات الحزبية المسلحة. وهو الوحيد الذي يحق له ترك الدوام الرسمي في المؤسسات الخدمية أو المعاهد التعليمية، ومغادرتها بناءً على توجيهات القيادات الوطنية العليا. ومن دون ان يحاسبه احد. .
لقد تفوقت بعض الأنظمة العربية (وليست كلها) على الأنظمة الدولية في تكريس اهتماماتها بسلامة المواطن والحفاظ على حياته، فوزعت نقاط التفتيش على امتداد الطرق البرية وفي المعابر الحدودية. تسأل المواطن عن أسباب سفره. لماذا غادر ؟. ومتى عاد ؟. وربما قادها حبها للمواطن وحرصها على صحته إلى احتضانه ورعايته في زنازين السجون والمعتقلات حتى لا يتسبب بإيذاء نفسه أو إزعاج جيرانه. .
فالمعنى الحقيقي للحرية المعتمدة في مناهج معظم الأنظمة العربية هي التحرك في ضوء مزاج الدولة ورغباتها، أو بموجب الضوابط التي رسمتها السلطة الحاكمة. وبالتالي فأن الحرية في الفكر السيادي العربي تعني الحق في أن تفعل ما تفرضه عليك السلطة الحاكمة. .
فنحن أحرار بمقدار ما يسمح لنا رجال الأمن والمخابرات. حيث لا قيمة للوطن عندما تصبح المغادرة منه حلم الجميع. .

د. كمال فتاح حيدر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

ما الخطر الذي يخشاه الأردنيون؟

ما #الخطر_الذي_يخشاه_الأردنيون؟ د. #منذر_الحوارات

صار الحديث عن الخطر الوجودي الذي يهدد كيان الدولة وهويتها في آن معاً حدثاً يومياً في #نقاشات العديد من #الفئات_الاجتماعية، لقد أخذت هذه المخاوف عدة أبعاد بعضها يرى أن الخطر داخلي والآخر يراه خارجياً فما القصة؟ من يرون أن الخطر خارجي فيركزون على مستقبل القضية الفلسطينية والمشروع الإسرائيلي العامل على تصفيتها ومحاولة الحل على حساب الأردن، وبعض المخاوف تركز على فوضى الإقليم وما يمكن أن تؤول إليه، أما الطرف الآخر فيرى أن الخطر الحقيقي يأتي من الداخل وتداعياته، فالأزمات الاقتصادية وانعكاساتها الخطيرة على المستوى الاجتماعي يمكن أن تكون نقطة انطلاق لفوضى اجتماعية تهدد بخطر جسيم، لكن هناك من يرى أن هذا الخطر قابل للتجاوز والاحتواء، ولكن ما يخيفهم هو الهلامية الهوياتية؛ والمعنى هنا هوية الدولة والكيان السياسي بالإضافة إلى الهوية الثقافية، التي باتت حديث كل مشغول بالشأن العام وبالطبع يرى هؤلاء أن الدولة تحوي بين ثناياها عناصر موترة كثيرة.

لكل هذه المخاوف ما يبررها فلو أخذنا #الخطر_الجيوسياسي سنجد أن الأردن في عين كل #عواصف_الإقليم، وهذه يعرفها القاصي والداني وتحيط بالأردن مثل إحاطة السوار بالمعصم وتهدد بنسف أي إنجاز وطني يمكن تحقيقه، وكلها مدعاة للقلق لكن حتى الآن تنجح الدولة في إيجاد معادلة إقليمية ودولية تمكنها من التملص من التأثيرات المؤلمة لهذه الأحداث، أما عند الذهاب إلى الخطر الاقتصادي فإنه يشكل بؤرة حقيقية لمستقبل غير آمن، فلا شيء أكثر من انعدام الفرص قدرة على إنتاج الغضب والتمرد.

لكن من الواضح أن الخوف على الهوية الوطنية الأردنية بمعناها السياسي والثقافي هو مصدر القلق الحقيقي بسبب ربما تغيرات ديمغرافية مقبلة، كما أن العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة عَمّق من هذه المخاوف لما رافقه من تهكم بعض الفئات الاجتماعية على موقف الحكومة الأردنية، الذي رأى فيه كثيرون تجاوزاً ونكراناً لمفهوم الانتماء الوطني وفكرة المواطنة، لكن يجب الوقوف مطولاً عند مفهوم الهوية الوطنية الأردنية فالبعض يراها راسخة في القدم، والبعض الآخر يراها وليدة نشوء الدولة الأردنية الحديثة، وبالتالي هي كغيرها من الهويات الوطنية الثقافية لدول المنطقة ما تزال رهن التشكل، لكن يتم إغفال حقيقة جوهرية أن هذه الهوية الأردنية تميزت بذكاء استثنائي، فقد تبنت العديد من المشاريع الكبرى وامتزجت فيها وغاصت في رحابها دون أن تختفي، إبتداء من المشروع القومي العربي وعبوراً بالإسلامي ولا ننسى المشروع الوطني الفلسطيني وهي نفسها تلقت عشرات الهجرات بكل ما تحويه من ثقافات متعددة، ولكنها خرجت في النهاية وهي أكثر غزارة وقوة ومتانة برغم ما يعتقده البعض ويروّج عن ضعفها وهشاشتها، رغم أنها كهوية ثقافية لم تشهد، إلا حديثاً، بداية التركيز عليها وإعطائها بعضا مما تستحق من التظهير والاهتمام، أما قبل ذلك فقد اختفت في سياق تلك المشاريع الكبرى.

مقالات ذات صلة هارس ام ترامب 2024/11/05

مع بدء التركيز هذا ظهر التزاحم بين مشروع التأكيد على الأردنية وبين المشروعين المتبقيين على قيد الحياة؛ المشروع الإسلامي والذي يرى أن أي دولة جزء من مشروعه وليس كل مشروعه، وبالتالي لا يمكن الحديث عن هوية وطنية ناجزة في ظله، والثاني هو المشروع التحرري الفلسطيني المسلح والذي اختفى تقريباً مع أوسلو ولكنه عاد مع ظهور حماس، والأخيرة استطاعت أن تستحوذ على قلوب وعقول كثير من الأردنيين بالذات بعد طوفان الأقصى، مما فجر الكثير من المخاوف بانزلاق الدولة إلى مواجهة تتصاعد مع الأيام بالذات حالة التبني المجتمعي شبه الكلية والتي وضعت (حماس) في موقع المقدس ووضعت الدولة في موقع المتآمر، طبعاً في الجهة الأخرى هناك من رأى في هذا الموقف نكراناً للأردن ولالتزامات المواطنة، وأنه يشكل طعناً بالأردن ومواقفه تجاه القضية الفلسطينية، وهنا بالذات بدأت المواجهة تستعر والتي يرى الكثيرون أنها مصدر الخطر الحقيقي الذي يهدد كيان الدولة على اعتبار أن هذا التناقض الهوياتي لا يمكن السكوت عنه.

يمكن لهذه المواجهة أن تكون خطرة لكنها غير مستدامة، إذ سرعان ما ستهدأ النفوس بالذات مع ظهور نتائج وتداعيات المرحلة الحالية، فعندما سينجلي غبار المرحلة سيرى كل واحد مصداقية قناعاته وموقفه، فهذه المرحلة تميزت بفيض هائل من الانفعالات والأحلام الطوباوية والتي سرعان ما سنصحو منها على واقع أليم وموجع وهذا هو الخطر الحقيقي الذي ينبغي علينا الاستعداد له بشكل جدي، على كل الأحوال لا يجب أبداً المغامرة بالتخلي عن الانفتاح المتبادل؛ لأنه وحده القادر على تهدئة النفوس وإزالة المخاوف للوصول إلى المستقبل بشكل آمن.

الغد

مقالات مشابهة

  • ما الخطر الذي يخشاه الأردنيون؟
  • الداعية بلال الزهيري: ترامب الوحيد الذي استمع لمطالبنا كمسلمين
  • جمعة: سيدنا محمد النبي الوحيد الذي جعلت حياته أسوة لكل شخص
  • انتقادات لأحكام قضائية في تونس تخالف التزامات الدولة بحماية حرية التعبير
  • علاء عابد: نؤسس لجمهورية حديثة بقانون إجراءات جنائية جديدة لبناء حقوق المواطن
  • وزير التعليم: جميع الأنظمة التعليمية تهتم بكراسة الحصة والواجبات
  • كشف تفاصيل مثيرة عن القيادي بحزب الله ”عماد أمهز” الذي اختطفته قوة اسرائيلية خاصة من داخل لبنان
  • وزيرالخارجية أمام البرلمان: مشروع قانون الإجراءات الجنائية يمثل الظهير التشريعي لصون حقوق وحريات المواطن المصري
  • وزير الخارجية: قانون الإجراءات الجنائية الظهير التشريعي لصون حقوق المواطن
  • الغيامة: النادي الوحيد الذي يمتلك استراتيجية هو الهلال .. فيديو