سواليف:
2025-03-06@21:57:57 GMT

ديمقراطية أردنية بلون عشائري

تاريخ النشر: 29th, April 2024 GMT

#ديمقراطية #أردنية بلون #عشائري
الأستاذ الدكتور #أنيس_الخصاونة

يشكل مصطلح |”الديمقراطية” اكثر المصطلحات والمفاهيم استخداما ورواجا في وسائل الإعلام الأردنية ومنصات التواصل الإجتماعي ولقاءات المسؤولين بالجهات الرسمية والشعبية. وفي الوقت الذي لا غرابة في الإستخدام المتكرر لهذا لمصطلح فإن الممارسات السياسية على الأرض تشي بتقديم وتعزيز الروابط والأبعاد العشائرية والمناطقية والأمنية على أبرز قواعد ومتطلبات الديمقراطية مثل الانتخابات الحرة القائمة على رأي الأغلبية، والعدالة ،وحرية التعبير وحق انتقاد السلطات العامة.

فعلى سبيل المثال تضمنت برامج التحديث السياسي وضع قوانين جديدة للانتخابات التشريعية والأحزاب السياسية ،واعادت النظر بالتقسيمات الادارية ،والدوائر الانتخابية، والهدف كما يبدو على الورق هو تعزيز الديمقراطية وتقوية الأحزاب ليصبح التمثيل البرلماني يتجاوب ويتساوق مع التمثيل الحزبي القائم على أساس البرامج.أما على ارض الواقع فيجد المتابع للشأن العام والفعاليات الرسمية وزيارات المسؤولين نفسا ،لا بل وأنفاسا،لا تنسجم مع الدعامات الأساسية التي تقوم عليها الانتخابات الديمقراطية والحياة الحزبية. فالدولة والمسؤولين لا يعدموا الوسيلة مثلا في مقاومة احزاب سياسية بعينها ويتعاملوا معها وكأنها عدوة للديمقراطية، فهذا حزب يتم محاصرت فعالياته وأنشطته بسبب الأيدولوجية التي قام وتشكل على اساسها ،وذاك حزب يتم الترصد به وممارسة الضغط على اعضائة للإنسحاب منه ومن ثم حله بحجة عدم توفر العدد الكافي للأعضاء حسب قانون الأحزاب الجديد.أما الأحزاب التي تمالئ الدولة واجهزتها وأذرعها الأمنية وغير الأمنية فهي تتمتع بحرية سقفها السماء ،وتفتح لها كافة المنصات الإعلامية ويحظى اعضائها بالمقابلات الصحفية والتلفزيونية ويتم دعوتهم للقاءات أهل الحل والعقد في أعلى المستويات .
أما في مجال الانتخابات التشريعية ،والتي أصبحت على الابواب، فمن المتوقع أن تلعب الأحزاب السياسية دورا مهما في إفراز ممثلي الشعب في مجلس النواب وذلك وفقا لمنطوق قانون الانتخابات.والحقيقة ان تسابق النخب السياسية لتشكيل احزاب سياسية تحقق متطلبات قانون الأحزاب لا يضمن بالضرورة ان تكون هذه الأحزاب جماهيرية وبرامجية حسب مقاصد القانون، ولا يضمن ان تنمي هذه الأحزاب ثقافة سياسية قائمة على المشاركة والحوار. فالعشائرية والقبلية والمناطقية والطائفية كلها أبعاد حاضرة وفاعلة ليس فقط في أذهان الناس وانماط تصويتهم ولكن في القوانين الناظمة للإنتخاب ، فدوائر الانتخابات ما زالت تكرس الطائفية على شكل مقاعد للمسيحيين والأرمن والمسلمين ،وتكرس القبلية على شكل دوائر البدو والمخيمات،والعرقية على شكل مقاعد للشركس وغيرهم. أما من حيث عدد المقاعد نسبة الى عدد السكان في المنطقة الانتخابية الواحدة فما زال البون شاسعا بين المساواة بين عدد الممثلين في مجلس النواب وحجم الناخبين في المنطقة الانتخابية ،ومن لديه شك في ذلك فعليه مراجعة الدوائر الانتخابية وقانون الأحزاب الأردنية.
وتمثل الانتخابات الطلابية في الجامعات إنموذجا لما سيحدث في الانتخابات النيابية القادمة حيث ان تشكيل الكتل الانتخابية على أسس عشائرية وقبلية باستثناء طبعا كتلة واحدة لها مرجعيات إسلامية يمثل تحديا لديمقراطية الانتخابات ومقاصدها في التمثيل العادل لإرادة الناس وإشاعة الثقافة الحزبية القائمة على البرامج. فرغم أن القوانين تتيح الانتماء والعمل الحزبي في الجامعات والمؤسسات الأكاديمية فإن الإصطفافات العشائرية والقبلية والمناطقية تتقدم كثيرا على الانتماءات الحزبية ، ويبدو أن الدولة بأجهزتها ليست فقط تغض الطرف عن ذلك وإنما هناك أحاديث عن تدخل بشكل غير مباشر في تشكيل وهندسة التكتلات والعمل الحزبي في الجامعات رغم التصريحات المتكررة للملك وكبار المسؤولين ورؤساء الجامعات عن تشجيع الطلبة على الانتماء والعمل الحزبي. وفي هذا الصدد نتسائل بإستفهام كبير علاقة الديمقراطية بصمت معظم الجامعات الاردنية والعربية إزاء القضايا السياسية الهامة ذات العلاقة بالشأن المحلي والإقليمي في الوقت الذي تتصدر الجامعات الأمريكية والبريطانية والفرنسية والأسترالية المشهد السياسي الغربي فيما يتصل بمناهضتها للمجازر التي تحدث في غزة رغم مواقف الدول الغربية المتواطئة مع العدوان الإسرائيلي على اهلنا في فلسطين.
إن القوانين والتشريعات الناظمة للانتخابات البرلمانية والحياة الحزبية في الاردن وحدها لا تصنع الديمقراطية وحرية التعبير بمعزل عن السلوك الرسمي للدولة وأجهزتها ونخبها . فزيارات المسؤولين في أعلى سلم السلطة في الدولة للعشائروالقبائل ومخاطبتهم لهذه العشائربالأهل والعزوة يعزز الإصطفافات العشائرية والقبلية على حساب الانتخابات وتشكيل الأحزاب على اسس برامجية وطنية ،فالعشائر والقبائل تضم ألوان واطياف سياسية مختلفة. أستطيع أن أتفهم زيارات ميدانية لمؤسسات ومستشفيات وجامعات ومصانع ومناطق سكانية معينة ولكن لا أستطيع تفهم زيارات كبار المسؤولين في الديوان لعشيرة او قبيلة معينة والتي بالضرورة يتبعها سلسلة من الزيارات للقبائل والعشائر الأخرى من باب المعاملة بالمثل وأسوة بالعشائر والقبائل الأخرى . إن مثل هذه الزيارات والممارسات للمسؤولين تدفع ببعض النخب السياسية الاردنية للبحث عن إصطفافات وقواعد عشائرية لتحقيق مآرب سياسية مما يضعف من قدرة الأحزاب السياسية على ممارسة دورا سياسيا حقيقيا في الوقت الذي تحتل فيه العشائر والقبائل مكانة متقدمة ومفضلة عند السلطات الرسمية.ضمن هذا السياق فلا غرابة ان تجد وزراء سابقين وأكاديميين ورؤساء جامعات وطلاب وتربويين وكتاب يسعون الى تشكيل كتل وأحزاب ظاهرها حزبي سياسي وباطنها عشائري أو قبلي او طائفي أوعرقي.إن اندفاع هذه الفئات النخبوية لتكوين إصطفافات لا تقوم على أساس الأفكار والمبادئ والبرامج الوطنية وانما تقوم على أساس العرق او الطائفة أو العشيرة يهزم فكرة الديمقراطية التي ننادي بها ويضعها في مهب الريح. فالديمقراطية بلون عشائري وطائفي وعرقي هي ديمقرطية عرجاء وستبقى كذلك إلى ان يتغيرالسلوك والممارسات الفعلية لسلطات الدولة تجاه الأحزاب السياسية الموالية والمعارضة ومشاركتها الحقيقة ،وليست الشكلية، في صياغة المشهد السياسي على المستوى الوطني فهل من مدكر…..

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: أردنية عشائري الأحزاب السیاسیة

إقرأ أيضاً:

وزير الفلاحة يواصل "تصفية" تركة سلفه الصديقي مبعدا نخبة من المسؤولين الكبار

يواصل وزير الفلاحة والصيد البحري، أحمد البواري (التجمع الوطني للأحرار) للأسبوع الثاني على التوالي، حملته تغيير كبار المسؤولين في وزارته من أولئك الذين تركهم سلفه محمد الصديقي.

والخميس، صادقت الحكومة على 7 تعيينات جديدة قدمها الوزير الجديد الذي عين في منصبه أكتوبر الفائت في سياق التعديل الوحيد الذي أجري على هذه الحكومة.

وخمسة من هذه التعيينات مست قطاع الفلاحة، بينما اثنين آخرين فقد شملا قطاع الصيد.

أول هذه التعيينات كانت وضع بلال حجوجي مديرا للمكتب الوطني المهني للحبوب والقطاني، قادما من منصبه السابق في قطاع الفلاحة، مديرا للتعليم والتكوين والبحث.  لم يبق هذا المنصب شاغرا أيضا، فقد تولته بشرى شرفي في ترقية لهذه السيدة التي عملت رئيسة قسم التعليم التقني والتكوين المهني في هذه المديرية.

ترقية مماثلة حصل عليها عبد الهادي سبيع، من رئيس مصلحة التتبع والتقييم بمديرية تنمية المجال القروي والمناطق الجبلية، إلى منصب مدير لتنمية المجال القروي والمناطق الجبلية.

ترقية أخرى، تنالها لمياء الغوتي، نائبة مدير التعاون والشراكة والتنمية بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، فقد أصبحت الآن مديرة للمعهد الوطني للبحث الزراعي.

بنفس هذه الطريقة، رفع وزير الفلاحة، درجة موظفه محمد الأمين العمراني، وكان رئيس قسم الشؤون الإدارية والقانونية، إلى منصب مدير للشؤون الإدارية والقانونية بقطاع الفلاحة.

أما على صعيد قطاع الصيد في هذه الوزارة، فقد عين عبد الحكيم أوراغ مديرا لمراقبة أنشطة الصيد البحري، قادما من منصبه رئيسا لقسم الجودة والتطوير الذي عين فيه عام 2021. وفيما يتعلق بمحمد احمامو الذي نال منصب مدير للتكوين البحري ورحال البحر والإنقاذ، فقد كان  مديرا للمعهد العالي للصيد البحري بأكادير، ما يجعله منصبه الجديد ترقية أيضا.

 حملة تغييرات لا تنتوقف

والأسبوع الفائت، أجازت الحكومة أيضا سلسلة تغييرات واسعة في وزارة اافلاحة والصيد البحري.

غالبية هذه المناصب كان مصدر التعيين السابق فيها هو وزير الفلاحة السابق، محمد صديقي، الذي غادر منصبه في التعديل الحكومي.

في تلك التعيينات، قام الوزير بتعويض الشغور الذي تركه بنفسه في منصب مدير الري وإعداد المجال الفلاحي، وهو منصبه منذ 2013. وقد جرى تعيين زكريا اليعقوبي خلفا له في هذا المنصب.  كذلك فعل مع منصب المدير العام للمكتب الوطني للاستشارة الفلاحية، حيث نقل منه جواد بجاجي، ووضع هشام الرحالي الذي كان يشغل منصب مدير للشؤون القانونية والإدارية بهذه الوزارة. أما بجاجي فقد جعله رئيسا للمجلس العام للتنمية الفلاحية.

يبقى المنصب الأهم، وهو منصب المفتش العام بقطاع الفلاحة. فقد آل إلى مجيد لحلو، القادم من منصبه مديرا مركزيا لنظم المعلوميات، بدلا عن محمد الهادي الذي اختفى اسمه من قائمة التعيينات الجديدة.

أما قطاع الصيد البحري، فمثله مثل حالة قطاع الفلاحة، حيث كان يتعين على وزير الفلاحة ملء شغور منصب الكاتب العام الذي تولته في السابق، زكية الدرويش قبل أن تصبح كاتبة للدولة في الصيد البحري نهاية العام الماضي. في منصبها، عُين إبراهيم بودينار. كان هذا المسؤول يدير الكتابة العامة في هذه الفترة، بالنيابة، وقد كان متوقعا أن يؤول المنصب إليه بإيعاز من الدرويش.

ستشمل التغييرات مناصب إضافية، فعبد الله المستتير، أصبح مدير الصيد البحري، بدلا عن بوشتى عيشان الذي عاد إلى وظيفته الأصلية بالوزارة. هناك أيضا حسن الفلالي، وقد عين مديرا للشؤون العامة والقانونية، ثم إلهام المنوني، مديرة للاستراتيجية والتعاون، خلفا لعبد الله بن منصور الذي عين في منصبه  في ديسمبر 2021.

وفي نهاية هذه القائمة، نجد محمد نجيح، مديرا للمعهد الوطني للبحث في الصيد البحري، خلفا لعبد المالك فرج الذي لم يشغل هذا المنصب سوى فترة قصيرة بدأت في يوليوز 2023.

 

كلمات دلالية أخنوش البوراي المغرب تعيينات حكومة صيد فلاحة مناصب

مقالات مشابهة

  • كبار المسؤولين في نظام الأسد المتهمون بارتكاب جرائم حرب
  • وزير الفلاحة يواصل "تصفية" تركة سلفه الصديقي مبعدا نخبة من المسؤولين الكبار
  • وصفه مغردون بالجنون.. ترامب يوجه كبار المسؤولين الأمريكيين بوضع الصليب على جباههم
  • الأحزاب السياسية تستعد لمعركة 2026 بتشكيل لجان الإنتخابات
  • نشاط تنسيقية شباب الأحزاب في أسبوع
  • نائبة ديمقراطية تنتقد ترامب بسبب "الأثرياء"
  • التحالفات السياسية في العراق: هل هي لعبة جس نبض أم تحركات حاسمة؟
  • حمايات المسؤولين في العراق.. جيوش وأرتال فارهة ترهق خزينة الدولة
  • ما هي الرسائل السياسية التي تحملها زيارة الرئيس اللبناني إلى السعودية اليوم؟
  • الديمقراطية العربية التي يجب أن نبني