#ديمقراطية #أردنية بلون #عشائري
الأستاذ الدكتور #أنيس_الخصاونة
يشكل مصطلح |”الديمقراطية” اكثر المصطلحات والمفاهيم استخداما ورواجا في وسائل الإعلام الأردنية ومنصات التواصل الإجتماعي ولقاءات المسؤولين بالجهات الرسمية والشعبية. وفي الوقت الذي لا غرابة في الإستخدام المتكرر لهذا لمصطلح فإن الممارسات السياسية على الأرض تشي بتقديم وتعزيز الروابط والأبعاد العشائرية والمناطقية والأمنية على أبرز قواعد ومتطلبات الديمقراطية مثل الانتخابات الحرة القائمة على رأي الأغلبية، والعدالة ،وحرية التعبير وحق انتقاد السلطات العامة.
أما في مجال الانتخابات التشريعية ،والتي أصبحت على الابواب، فمن المتوقع أن تلعب الأحزاب السياسية دورا مهما في إفراز ممثلي الشعب في مجلس النواب وذلك وفقا لمنطوق قانون الانتخابات.والحقيقة ان تسابق النخب السياسية لتشكيل احزاب سياسية تحقق متطلبات قانون الأحزاب لا يضمن بالضرورة ان تكون هذه الأحزاب جماهيرية وبرامجية حسب مقاصد القانون، ولا يضمن ان تنمي هذه الأحزاب ثقافة سياسية قائمة على المشاركة والحوار. فالعشائرية والقبلية والمناطقية والطائفية كلها أبعاد حاضرة وفاعلة ليس فقط في أذهان الناس وانماط تصويتهم ولكن في القوانين الناظمة للإنتخاب ، فدوائر الانتخابات ما زالت تكرس الطائفية على شكل مقاعد للمسيحيين والأرمن والمسلمين ،وتكرس القبلية على شكل دوائر البدو والمخيمات،والعرقية على شكل مقاعد للشركس وغيرهم. أما من حيث عدد المقاعد نسبة الى عدد السكان في المنطقة الانتخابية الواحدة فما زال البون شاسعا بين المساواة بين عدد الممثلين في مجلس النواب وحجم الناخبين في المنطقة الانتخابية ،ومن لديه شك في ذلك فعليه مراجعة الدوائر الانتخابية وقانون الأحزاب الأردنية.
وتمثل الانتخابات الطلابية في الجامعات إنموذجا لما سيحدث في الانتخابات النيابية القادمة حيث ان تشكيل الكتل الانتخابية على أسس عشائرية وقبلية باستثناء طبعا كتلة واحدة لها مرجعيات إسلامية يمثل تحديا لديمقراطية الانتخابات ومقاصدها في التمثيل العادل لإرادة الناس وإشاعة الثقافة الحزبية القائمة على البرامج. فرغم أن القوانين تتيح الانتماء والعمل الحزبي في الجامعات والمؤسسات الأكاديمية فإن الإصطفافات العشائرية والقبلية والمناطقية تتقدم كثيرا على الانتماءات الحزبية ، ويبدو أن الدولة بأجهزتها ليست فقط تغض الطرف عن ذلك وإنما هناك أحاديث عن تدخل بشكل غير مباشر في تشكيل وهندسة التكتلات والعمل الحزبي في الجامعات رغم التصريحات المتكررة للملك وكبار المسؤولين ورؤساء الجامعات عن تشجيع الطلبة على الانتماء والعمل الحزبي. وفي هذا الصدد نتسائل بإستفهام كبير علاقة الديمقراطية بصمت معظم الجامعات الاردنية والعربية إزاء القضايا السياسية الهامة ذات العلاقة بالشأن المحلي والإقليمي في الوقت الذي تتصدر الجامعات الأمريكية والبريطانية والفرنسية والأسترالية المشهد السياسي الغربي فيما يتصل بمناهضتها للمجازر التي تحدث في غزة رغم مواقف الدول الغربية المتواطئة مع العدوان الإسرائيلي على اهلنا في فلسطين.
إن القوانين والتشريعات الناظمة للانتخابات البرلمانية والحياة الحزبية في الاردن وحدها لا تصنع الديمقراطية وحرية التعبير بمعزل عن السلوك الرسمي للدولة وأجهزتها ونخبها . فزيارات المسؤولين في أعلى سلم السلطة في الدولة للعشائروالقبائل ومخاطبتهم لهذه العشائربالأهل والعزوة يعزز الإصطفافات العشائرية والقبلية على حساب الانتخابات وتشكيل الأحزاب على اسس برامجية وطنية ،فالعشائر والقبائل تضم ألوان واطياف سياسية مختلفة. أستطيع أن أتفهم زيارات ميدانية لمؤسسات ومستشفيات وجامعات ومصانع ومناطق سكانية معينة ولكن لا أستطيع تفهم زيارات كبار المسؤولين في الديوان لعشيرة او قبيلة معينة والتي بالضرورة يتبعها سلسلة من الزيارات للقبائل والعشائر الأخرى من باب المعاملة بالمثل وأسوة بالعشائر والقبائل الأخرى . إن مثل هذه الزيارات والممارسات للمسؤولين تدفع ببعض النخب السياسية الاردنية للبحث عن إصطفافات وقواعد عشائرية لتحقيق مآرب سياسية مما يضعف من قدرة الأحزاب السياسية على ممارسة دورا سياسيا حقيقيا في الوقت الذي تحتل فيه العشائر والقبائل مكانة متقدمة ومفضلة عند السلطات الرسمية.ضمن هذا السياق فلا غرابة ان تجد وزراء سابقين وأكاديميين ورؤساء جامعات وطلاب وتربويين وكتاب يسعون الى تشكيل كتل وأحزاب ظاهرها حزبي سياسي وباطنها عشائري أو قبلي او طائفي أوعرقي.إن اندفاع هذه الفئات النخبوية لتكوين إصطفافات لا تقوم على أساس الأفكار والمبادئ والبرامج الوطنية وانما تقوم على أساس العرق او الطائفة أو العشيرة يهزم فكرة الديمقراطية التي ننادي بها ويضعها في مهب الريح. فالديمقراطية بلون عشائري وطائفي وعرقي هي ديمقرطية عرجاء وستبقى كذلك إلى ان يتغيرالسلوك والممارسات الفعلية لسلطات الدولة تجاه الأحزاب السياسية الموالية والمعارضة ومشاركتها الحقيقة ،وليست الشكلية، في صياغة المشهد السياسي على المستوى الوطني فهل من مدكر…..
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: أردنية عشائري الأحزاب السیاسیة
إقرأ أيضاً:
ترامب يرشح طبيبة أردنية لمنصب جراح عام الولايات المتحدة
رشح الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، الطبيبة أردنية الأصل، جانيت نشيوات، جراحاً عاماً للولايات المتحدة، بحسب قناة «فوكس نيوز» السادسة عشرة الإخبارية.
وقال ترمب، في بيان، إن الطبيبة نشيوات مدافعة شرسة، ومحاورة قوية، في مجال الطب الوقائي والصحة العامة. وأضاف: «أنا فخور جداً بأن أعلن اليوم أن الطبيبة نشيوات ستكون طبيبة الأمة، جراحة عامة للولايات المتحدة، وهي حاصلة على البورد المزدوج، ولديها التزام لا يتزعزع بإنقاذ وعلاج الآلاف من أرواح الأميركيين، وهي مناصرة قوية ومتواصلة في مجال الطب الوقائي والصحة العامة».
وتابع ترمب: «هي ملتزمة بضمان حصول الأميركيين على رعاية صحية عالية الجودة وبأسعار معقولة، وتؤمن بتمكين الأفراد من تولي مسؤولية صحتهم ليعيشوا حياة أطول وأكثر صحة»، وفق وكالة «بترا» الأردنية للأنباء.
ويعد منصب جراح عام الولايات المتحدة أعلى منصب طبي في البلاد، يمنح صاحبه القرار بإجازة أي دواء لأي وباء في العالم، ويرتبط بالرئيس الأميركي مباشرة.
وقال ترمب إنها عالجت المرضى أثناء جائحة كوفيد-19، واهتمت بضحايا إعصار كاترينا وإعصار جوبلين، وعملت في منظمة إغاثة الكوارث «Samaritan's Purse» التي تقدم الرعاية في المغرب وهايتي وبولندا، حسبما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء.
مساهمة في قناة «فوكس نيوز»ويعرفها الكثير من الأميركيين بصفتها مساهمة في قناة «فوكس نيوز»، وناقشت قضايا مثل سلالة جدري القردة، وتأثيرات تعاطي الكحول والمخدرات، أو الإغاثة من الكوارث الطبيعية. وكانت نشيوات مساهمة طبية في شبكة «فوكس نيوز»، وقال متحدث باسم الشبكة إنه بدءاً من إعلان ترمب، لم تعد مساهمة في القناة.
وكتبت نشيوات عبر موقع «إكس»: «أشعر بفخر شديد وتواضع كبير بسبب هذا الترشيح لشغل منصب الجراح العام للولايات المتحدة. أشكرك يا سيدي الرئيس على ثقتك. أتعهد بالعمل بلا كلل لتعزيز الصحة وإلهام الأمل وخدمة أمتنا بإخلاص وتعاطف».
وسوف يتطلب تعيين نشيوات تأكيد مجلس الشيوخ.
الطبيبة أردنية الأصل، جانيت نشيوات