سواليف:
2025-02-04@17:32:54 GMT

ديمقراطية أردنية بلون عشائري

تاريخ النشر: 29th, April 2024 GMT

#ديمقراطية #أردنية بلون #عشائري
الأستاذ الدكتور #أنيس_الخصاونة

يشكل مصطلح |”الديمقراطية” اكثر المصطلحات والمفاهيم استخداما ورواجا في وسائل الإعلام الأردنية ومنصات التواصل الإجتماعي ولقاءات المسؤولين بالجهات الرسمية والشعبية. وفي الوقت الذي لا غرابة في الإستخدام المتكرر لهذا لمصطلح فإن الممارسات السياسية على الأرض تشي بتقديم وتعزيز الروابط والأبعاد العشائرية والمناطقية والأمنية على أبرز قواعد ومتطلبات الديمقراطية مثل الانتخابات الحرة القائمة على رأي الأغلبية، والعدالة ،وحرية التعبير وحق انتقاد السلطات العامة.

فعلى سبيل المثال تضمنت برامج التحديث السياسي وضع قوانين جديدة للانتخابات التشريعية والأحزاب السياسية ،واعادت النظر بالتقسيمات الادارية ،والدوائر الانتخابية، والهدف كما يبدو على الورق هو تعزيز الديمقراطية وتقوية الأحزاب ليصبح التمثيل البرلماني يتجاوب ويتساوق مع التمثيل الحزبي القائم على أساس البرامج.أما على ارض الواقع فيجد المتابع للشأن العام والفعاليات الرسمية وزيارات المسؤولين نفسا ،لا بل وأنفاسا،لا تنسجم مع الدعامات الأساسية التي تقوم عليها الانتخابات الديمقراطية والحياة الحزبية. فالدولة والمسؤولين لا يعدموا الوسيلة مثلا في مقاومة احزاب سياسية بعينها ويتعاملوا معها وكأنها عدوة للديمقراطية، فهذا حزب يتم محاصرت فعالياته وأنشطته بسبب الأيدولوجية التي قام وتشكل على اساسها ،وذاك حزب يتم الترصد به وممارسة الضغط على اعضائة للإنسحاب منه ومن ثم حله بحجة عدم توفر العدد الكافي للأعضاء حسب قانون الأحزاب الجديد.أما الأحزاب التي تمالئ الدولة واجهزتها وأذرعها الأمنية وغير الأمنية فهي تتمتع بحرية سقفها السماء ،وتفتح لها كافة المنصات الإعلامية ويحظى اعضائها بالمقابلات الصحفية والتلفزيونية ويتم دعوتهم للقاءات أهل الحل والعقد في أعلى المستويات .
أما في مجال الانتخابات التشريعية ،والتي أصبحت على الابواب، فمن المتوقع أن تلعب الأحزاب السياسية دورا مهما في إفراز ممثلي الشعب في مجلس النواب وذلك وفقا لمنطوق قانون الانتخابات.والحقيقة ان تسابق النخب السياسية لتشكيل احزاب سياسية تحقق متطلبات قانون الأحزاب لا يضمن بالضرورة ان تكون هذه الأحزاب جماهيرية وبرامجية حسب مقاصد القانون، ولا يضمن ان تنمي هذه الأحزاب ثقافة سياسية قائمة على المشاركة والحوار. فالعشائرية والقبلية والمناطقية والطائفية كلها أبعاد حاضرة وفاعلة ليس فقط في أذهان الناس وانماط تصويتهم ولكن في القوانين الناظمة للإنتخاب ، فدوائر الانتخابات ما زالت تكرس الطائفية على شكل مقاعد للمسيحيين والأرمن والمسلمين ،وتكرس القبلية على شكل دوائر البدو والمخيمات،والعرقية على شكل مقاعد للشركس وغيرهم. أما من حيث عدد المقاعد نسبة الى عدد السكان في المنطقة الانتخابية الواحدة فما زال البون شاسعا بين المساواة بين عدد الممثلين في مجلس النواب وحجم الناخبين في المنطقة الانتخابية ،ومن لديه شك في ذلك فعليه مراجعة الدوائر الانتخابية وقانون الأحزاب الأردنية.
وتمثل الانتخابات الطلابية في الجامعات إنموذجا لما سيحدث في الانتخابات النيابية القادمة حيث ان تشكيل الكتل الانتخابية على أسس عشائرية وقبلية باستثناء طبعا كتلة واحدة لها مرجعيات إسلامية يمثل تحديا لديمقراطية الانتخابات ومقاصدها في التمثيل العادل لإرادة الناس وإشاعة الثقافة الحزبية القائمة على البرامج. فرغم أن القوانين تتيح الانتماء والعمل الحزبي في الجامعات والمؤسسات الأكاديمية فإن الإصطفافات العشائرية والقبلية والمناطقية تتقدم كثيرا على الانتماءات الحزبية ، ويبدو أن الدولة بأجهزتها ليست فقط تغض الطرف عن ذلك وإنما هناك أحاديث عن تدخل بشكل غير مباشر في تشكيل وهندسة التكتلات والعمل الحزبي في الجامعات رغم التصريحات المتكررة للملك وكبار المسؤولين ورؤساء الجامعات عن تشجيع الطلبة على الانتماء والعمل الحزبي. وفي هذا الصدد نتسائل بإستفهام كبير علاقة الديمقراطية بصمت معظم الجامعات الاردنية والعربية إزاء القضايا السياسية الهامة ذات العلاقة بالشأن المحلي والإقليمي في الوقت الذي تتصدر الجامعات الأمريكية والبريطانية والفرنسية والأسترالية المشهد السياسي الغربي فيما يتصل بمناهضتها للمجازر التي تحدث في غزة رغم مواقف الدول الغربية المتواطئة مع العدوان الإسرائيلي على اهلنا في فلسطين.
إن القوانين والتشريعات الناظمة للانتخابات البرلمانية والحياة الحزبية في الاردن وحدها لا تصنع الديمقراطية وحرية التعبير بمعزل عن السلوك الرسمي للدولة وأجهزتها ونخبها . فزيارات المسؤولين في أعلى سلم السلطة في الدولة للعشائروالقبائل ومخاطبتهم لهذه العشائربالأهل والعزوة يعزز الإصطفافات العشائرية والقبلية على حساب الانتخابات وتشكيل الأحزاب على اسس برامجية وطنية ،فالعشائر والقبائل تضم ألوان واطياف سياسية مختلفة. أستطيع أن أتفهم زيارات ميدانية لمؤسسات ومستشفيات وجامعات ومصانع ومناطق سكانية معينة ولكن لا أستطيع تفهم زيارات كبار المسؤولين في الديوان لعشيرة او قبيلة معينة والتي بالضرورة يتبعها سلسلة من الزيارات للقبائل والعشائر الأخرى من باب المعاملة بالمثل وأسوة بالعشائر والقبائل الأخرى . إن مثل هذه الزيارات والممارسات للمسؤولين تدفع ببعض النخب السياسية الاردنية للبحث عن إصطفافات وقواعد عشائرية لتحقيق مآرب سياسية مما يضعف من قدرة الأحزاب السياسية على ممارسة دورا سياسيا حقيقيا في الوقت الذي تحتل فيه العشائر والقبائل مكانة متقدمة ومفضلة عند السلطات الرسمية.ضمن هذا السياق فلا غرابة ان تجد وزراء سابقين وأكاديميين ورؤساء جامعات وطلاب وتربويين وكتاب يسعون الى تشكيل كتل وأحزاب ظاهرها حزبي سياسي وباطنها عشائري أو قبلي او طائفي أوعرقي.إن اندفاع هذه الفئات النخبوية لتكوين إصطفافات لا تقوم على أساس الأفكار والمبادئ والبرامج الوطنية وانما تقوم على أساس العرق او الطائفة أو العشيرة يهزم فكرة الديمقراطية التي ننادي بها ويضعها في مهب الريح. فالديمقراطية بلون عشائري وطائفي وعرقي هي ديمقرطية عرجاء وستبقى كذلك إلى ان يتغيرالسلوك والممارسات الفعلية لسلطات الدولة تجاه الأحزاب السياسية الموالية والمعارضة ومشاركتها الحقيقة ،وليست الشكلية، في صياغة المشهد السياسي على المستوى الوطني فهل من مدكر…..

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: أردنية عشائري الأحزاب السیاسیة

إقرأ أيضاً:

الرئيس الشرع: لا يوجد قانون حتى الآن يضبط عملية الأحزاب السياسية وحالياً نعتمد على الكفاءات الفردية وستكون الكفاءات العالية حاضرة في الحكومة الجديدة

2025-02-03SAMERسابق الرئيس الشرع: خلال شهرين بعد تحرير سوريا التقينا مختلف شرائح المجتمع ومغتربين في الخارج للاستماع لوجهات نظرهم بما يخدم مستقبل سورياالتالي الرئيس الشرع: أحاول تجنيب سوريا حالة المحاصصة في المناصب وستكون الكفاءة هي المعيار في ذلك انظر ايضاًالرئيس الشرع: أحاول تجنيب سوريا حالة المحاصصة في المناصب وستكون الكفاءة هي المعيار في ذلك

آخر الأخبار 2025-02-03السيد الرئيس أحمد الشرع يجري أول مقابلة تلفزيونية بعد توليه رئاسة الجمهورية العربية السورية 2025-02-03وزيرالمالية : سوريا على استعداد لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع السعودية 2025-02-03التعليم العالي تسمح باستضافة طلاب المعاهد التقانية في المعاهد الأخرى ‏بالمحافظات ‏ 2025-02-03رئيس المجمع الأعلى للطائفة الإنجيلية في سوريا ولبنان يهنئ الرئيس الشرع بتوليه رئاسة الجمهورية 2025-02-03وزير الاقتصاد يلتقي السفير الباكستاني لمناقشة سبل بدء الاستثمارات في سوريا 2025-02-03رئاسة الجمهورية: الدولة لن تتوانى في ملاحقة ومحاسبة المتورطين في التفجير الإرهابي بمدينة منبج 2025-02-03الرئيس الشرع والوزير الشيباني يؤديان مناسك العمرة 2025-02-03هيئة الاستثمار السورية: خطة إستراتيجية وطنية حديثة للاستثمار 2025-02-03التجارة الداخلية بحمص تتفقد واقع إنتاج رغيف الخبز وجودته في عدد من الأفران ‏ومدى التزام أصحابها بالقوانين 2025-02-03رئيس الوزراء الباكستاني يهنئ الرئيس الشرع بمناسبة توليه رئاسة الجمهورية

صور من سورية منوعات تيك توك تستأنف خدماتها في الولايات المتحدة بفضل ترامب 2025-01-20 الصين تطلق مجموعة جديدة من الأقمار الصناعية إلى الفضاء 2024-12-05فرص عمل جامعة حلب تعلن عن حاجتها لمحاضرين من حملة الإجازات الجامعية بأنواعها كافة 2025-01-23 الخارجية تعلن برنامج اختبارات المرحلة الرابعة في مسابقتها لتعيين عاملين ‏دبلوماسيين 2024-12-05حدث في مثل هذا اليوم 2024-12-077 كانون الأول-اليوم العالمي للطيران المدني 2024-12-066 كانون الأول 2004- اقتحام القنصلية الأمريكية في جدة بالمملكة العربية السعودية 2024-12-05 5 كانون الأول – اليوم الوطني في تايلاند 2024-12-033 كانون الأول 1621- عالم الفلك الإيطالي جاليليو جاليلي يخترع التلسكوب الخاص به 2024-12-022 كانون الأول- اليوم الوطني في الإمارات العربية المتحدة 2024-12-011 كانون الأول 1942 – إمبراطور اليابان هيروهيتو يوقع على قرار إعلان الحرب على الولايات المتحدة
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • النعيمي وقيادات الأحزاب والقوى السياسية يزورون ضريح الشهيد الرئيس الصماد
  • بعد 4 أو5 أعوام..الشرع: لا بد من إصلاحات واسعة قبل الانتخابات في سوريا
  • الرئيس الشرع: لا يوجد قانون حتى الآن يضبط عملية الأحزاب السياسية وحالياً نعتمد على الكفاءات الفردية وستكون الكفاءات العالية حاضرة في الحكومة الجديدة
  • رئيس حزب إرادة جيل: الاصطفاف خلف القيادة السياسية يعكس وعي المواطن
  • «التنسيقية» تعقد ندوة في معرض الكتاب عن «جدل النظام الانتخابي»
  • ائتلاف المالكي يشترط تقديم استقالة المسؤولين المشاركين في الانتخابات قبل 6 اشهر من موعدها
  • مفوضية الانتخابات:الأحزاب التي لها فصائل جهادية لها الحق المشاركة في الانتخابات
  • المنفي يشيد بتشكيل اللجنة الاستشارية للأمم المتحدة ويدعو إلى استفتاء حول نقاط الخلاف الانتخابية
  • لصالح الديمقراطية.. ترامب يريد انتخابات رئاسية في أوكرانيا بنهاية العام
  • ندوة في ببروكسل: تشرذم القوى السياسية اليمنية يطيل الحرب ويعزز هيمنة الحوثيين