أعلن تحالف أسطول الحرية أنه تلقى اتصالا مساء الخميس الماضي، من مكتب تسجيل السفن الدولية في دولة "غينيا بيساو"، مطالبًا بفحص سفينتنا الرئيسية "أكدنيز". الأمر الذي اعتبره التحالف طلبًا غير عادي ودوافعه سياسية، لأن السفن قد اجتازت جميع الفحوصات المطلوبة بالفعل؛ ومع ذلك، قبل التحالف طلب التفتيش ووصل الخبير المكلف بالمهمة إلى استنبول وبدأ القيام بمهمته بتعاون تمام من الفريق الفني في تحالف أسطول الحرية.



وذكر بيان للتحالف اليوم أرسلت نسخة منه لـ "عربي21"، أنه وبعد ظهر الجمعة، وقبل اكتمال الفحص، في خطوة سياسية صارخة، أبلغ مكتب غينيا بيساو للسفن الدولية (GBISR)، تحالف الأسطول الحرية بأنه قد سحب علم دولة "غينيا بيساو" عن سفينتين من أسطول الحرية.

وكان مكتب "غينيا بيساو" للسفن الدولية GBISR أشار في مراسلاته وبشكل محدد إلى مهمة تحالف أسطول الحرية المخططة إلى غزة. كما طالب بتوفير معلومات من غير المعتاد لجهة الترخيص طلبها، بما في ذلك مطالبتها بتأكيد وجهة السفن، وأي محطات محتملة إضافية، وميناء التفريغ للمساعدات الإنسانية والتقديرات لمواعيد وأوقات الوصول. كما طالبت بكتاب رسمي يحتوي بشكل مفصل الموافقة على نقل المساعدات الإنسانية وقائمة كاملة بالبضائع.

وقد اعتبر التحالف هذه الطلبات خطوة غير اعتيادية لجهة مسؤولة عن منح العلم. لأنه عادةً ما تهتم الجهة المسؤولة عن الأعلام بالسلامة والمعايير ذات الصلة بالسفن التي تحمل علمها، ولا تهتم بالوجهة أو المسار أو قوائم البضائع أو طبيعة الرحلات التي تقوم بها السفينة.

ووفق البيان فإن دولة غينيا بيساو تعرضت لضغوط إسرائيلية وقبلت لنفسها أن تصبح شريكة في جريمة التجويع الممنهج والحصار غير القانوني والإبادة الجماعية التي تقوم بها دولة الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في غزة.

وأضاف: "هذا يظهر إلى أي مدى يمكن لدولة الاحتلال الإسرائيلي أن تذهب من أجل منع الفلسطينيين من الحصول على المساعدة التي يحتاجونها للبقاء على قيد الحياة، الأمر الذي يتعارض بشكل مباشر مع القانون الإنساني الدولي وقرارات مجلس الأمن الدولي، وامرين صادرين عن المحكمة الدولية".

وتابع البيان: "يأتي هذا الإجراء غير المبرر من دولة "غينيا-بيساو في الوقت الذي، أصدر مقررو الأمم المتحدة الخاصون بالحق في الغذاء، وحق السكن، والوضع الحقوقي في الأراضي الفلسطينية المحتلة بيانًا يؤكد أن المبادرات المدنية مثل تحالف الأسطول الحرية تعتبر مهمة، وبالذات لأن الحكومات لا تقوم بالتزاماتها بموجب القانون الدولي، وأن العديد من هذه الحكومات باتت شريكة في جريمة الإبادة والحصار الذي تفرضه دولة الاحتلال الإسرائيلي على الفلسطينيين".

وأكد ذات البيان أن مهمة إيصال الحرية في إيصال المساعدات وكسر الحصار تشكل تحديًا مشروعًا لسيطرة إسرائيل على توصيل المساعدات إلى غزة وطالب البيان بتأمين ممر آمن للأسطول.

وأكد تحالف أسطول الحرية أنه وجد نفسه مضطرا لتأجيل إبحار سفن المساعدات كسر الحصار بسبب هذه الإجراء إلى إشعار آخر حتى يتمكن القائمون من عمل الإجراءات اللازمة للحصول على ترخيص وعلم جديد من دولة تحترم نفسها ولا تخضع لابتزاز دولة الاحتلال.

وقال زاهر بيراوي رئيس اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة إن مثل هذه المعوقات والتحديات التي تواجهنا لن تثني عزيمتنا وعزائم أحرار العالم من النشطاء والمتضامنين الدوليين عن مواصلة الطريق بغض النظر عن الصعوبات من أجل كسر الحصار الظالم وغير القانوني عن أهلنا، ومن أجل وقف الحرب الإسرائيلية الإجرامية بحق شعبنا في غزة العزة الذين نستمد منهم الإلهام والعزيمة والإصرار.

وخلفت الحرب الإسرائيلية على غزة المستمرة للشهر السابع على التوالي أكثر من 112 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، حسب بيانات فلسطينية وأممية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة الاحتلال الفلسطينيين الحصار احتلال فلسطين غزة حصار اسطول الحرية المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تحالف أسطول الحریة دولة الاحتلال غینیا بیساو

إقرأ أيضاً:

غزة.. صمود يتحدّى الحصار والمعاناة

في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل، تعيش غزة أوضاعا إنسانية هي الأكثر قسوة منذ عقود، إذ تتشابك أزمات الحرب مع قسوة الشتاء لتزيد من معاناة السكان الذين يواجهون أبشع صور الحصار والتدمير.

الدمار الذي طال المنازل والبنية التحتية حوّل المدينة إلى مشهد مأساوي، إذ أصبحت النسبة الكبرى من المساكن غير صالحة للسكن، بينما تعاني البنية التحتية من انهيار شبه كامل، مما يدفع الآلاف من العائلات إلى النزوح.

النازحون، الذين فقدوا منازلهم، يعيشون في خيام بدائية مصنوعة من القماش وقطع النايلون، أو في مدارس مكتظّة تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة. هذه الملاجئ المؤقتة تعاني من غياب الكهرباء والمياه، ونقص حادّ في الغذاء والأدوية، مما يجعل الظروف أكثر قسوة مع دخول الشتاء. في ظل هذا الوضع، تصبح أبسط الاحتياجات مثل التدفئة أو مياه الشرب النظيفة ترفا بعيد المنال.

انقطاع الكهرباء المستمر يزيد من قتامة المشهد، إذ يعتمد السكان على وسائل بدائية لتدفئة أطفالهم، كحرق الحطب أو المواد البلاستيكية، على الرغم من مخاطرها الصحية. كما أن تدمير شبكات الصرف الصحي أدى إلى انتشار المياه الراكدة والطين، مما ساهم في تفشي الأمراض بين الأطفال وكبار السّن، الذين يدفعون الثمن الأكبر في هذه الظروف القاسية.

ورغم هذه المحنة، يواصل سكان غزة تقديم دروس في الصمود والتحدي. المبادرات المحلية والجمعيات الخيرية تعمل على توزيع الملابس الشتوية والبطانيات والمواد الغذائية، في محاولة لتخفيف وطأة المعاناة، إلا أن هذه الجهود تظل محدودة مقارنة بحجم الكارثة.

على الصعيد الدولي، تبدو المواقف مترددة وغير فعالة، إذ تتوالى المناشدات الحقوقية من دون أي خطوات عملية لإنهاء الحصار أو وقف العدوان. الاحتلال الإسرائيلي مستمرّ في سياساته العدوانية، متجاهلا القوانين الدولية، في حين يتحمل سكان غزة وحدهم أعباء هذه الحرب الوحشية.

غزة، التي اعتادت مواجهة الموت والدمار، تثبت مجدّدا أنها عصيّة على الانكسار. مع كل شتاء يعصف بها، ينهض أهلُها بإصرار من تحت الركام، متحدين الحصار والجوع والبرد، ومتمسكين بحقهم في الحياة والحرية. إن صمودهم اليوم يعكس إرادة شعب لا يعرف الاستسلام، ويؤكد أن الاحتلال مهما طال لن يكسر عزيمتهم.

في كل يوم يمر، تظل غزة شاهدا على معاناة إنسانية وقضية سياسية تستدعي تحركا دوليا فوريا لإنهاء الحصار وضمان حق الفلسطينيين في حياة كريمة. ومع ذلك، يبقى الأمل قائما بأن غزة ستنهض من تحت الركام لتعيد بناء حياتها وتواصل مسيرتها نحو الحرية والاستقلال.

الشروق الجزائرية

مقالات مشابهة

  • أسطول مكافحة الثلوج والجليد.. مطار إسطنبول يستعد للشتاء
  • الحرية المصري: حديث الرئيس بأكاديمية الشرطة خريطة طريق لرسم ملامح بناء دولة قوية
  • درة الكيانات الدولية
  • أعلام عُمان ترفرف في الاحتفال المُبهر لافتتاح "خليجي 26" بالكويت
  • تأجيل محاكمة 117 متهمًا في قضية "لجان حزب الحرية والعدالة" لـ 10 فبراير
  • أسطول من باصات النقل العام يدخل الخدمة في ذي قار
  • أسلحة خاصة وتقنيات متطورة.. إيران تكشف عن «مفاجأة غير متوقعة»
  • قطر ترحب بقرار إحالة حظر “الأونروا” إلى العدل الدولية
  • أبو الغيط يرحب بالتصويت الكبير بالأمم المتحدة لقرار إحالة حظر الأونروا للعدل الدولية
  • غزة.. صمود يتحدّى الحصار والمعاناة