أكدت الدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة، أن اختيار مصر كأول دولة عربية "ضيف شرف" معرض أبو ظبي الدولي للكتاب، يدل على عمق الروابط والعلاقات بين مصر والإمارات في المجالات كل ، ومن بينها العلاقات الثقافية التي تتميز بالمتانة والقوة والعمل المشترك عبر التاريخ.

وقالت وزيرة الثقافة، خلال كلمتها بالجلسة الافتتاحية لإطلاق "برنامج مصر ضيف شرف معرض  أبوظبي الدولي للكتاب في دورته ال33"،  بحضور الدكتور علي بن تميم -رئيس مركز أبوظبي للغة العربية-، والدكتور شريف محمود عيسى -السفير المصري في دولة الإمارات العربية المتحدة-، ومحمد المر -رئيس مجلس إدارة مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم-: "حرصت وزارة الثقافة المصرية على أن تعكس هذه المشاركة روح الإخاء والمحبة والثقافة المشتركة، وأن تُعبر كذلك عن سمة الحضارة المصرية في تنوعها وثرائها وانفتاحها الإنساني"، مشيرة إلى أن مصر الحضارة والعروبة، تسعى دائمًا أن تكون مع أشقائها وبين أبنائها المقيمين في دولة الإمارات العربية المتحدة.

وتابعت الدكتورة نيفين الكيلاني: "ازدادت سعادتي باختيار الأديب العالمي "نجيب محفوظ "شخصية محورية للمعرض، ولقد عملنا معًا من أجل أن نُظهر للعالم من خلال منصة معرض أبو ظبي الدولي للكتاب، قوة الثقافة العربية وثرائها". 

وأشارت وزيرة الثقافة، إلى أن هذه الدورة سوف تكون فارقة فيما ستقدمه من إصدارات وبرامج ثقافية ومهنية، وستشهد مزيدًا من التعاون في قادم الأيام،  لنطور ونبدع ونفكر، لأن أهدافنا واحدة، وطموحاتنا كبيرة، والعمل الثقافي المشترك قادر على تلبية هذه الطموحات. 

واختتمت وزيرة الثقافة كلمتها، بتوجيه التهنئة لـمعرض أبو ظبي على هذه الدورة، وتمنت أن تكون هذه المشاركة، خطوة كبيرة في مسار العمل الثقافي المشترك لخدمة الثقافة العربية.

مصر ضيف شرف معرض أبو ظبي الدولي للكتاب

وكانت وزيرة الثقافة المصرية قد افتتحت "جناح مصر ضيف شرف معرض أبو ظبي الدولي للكتاب"، والذي صُمم على هيئة صرح أثري مصري، وزُين بكتابات هيروغليفية، وشعار "نصنع المعرفة… نصون الكلمة"، وتفقدت، ونظيرها الإماراتي، سالم بن خالد القاسمي، الجناح الذي يضم إصدارات عدد من قطاعات وزارة الثقافة.

كما تفقدت الجناح الخاص بأديب نوبل "نجيب محفوظ" الشخصية المحورية للمعرض، حيث يضم الجناح إصداراته، وقد صُمم على الطراز الإسلامي لمنازل القاهرة التاريخية، والتي ألهمت "أديب نوبل" في الكثير من أعماله. 

ويحتفي المعرض بضيف الشرف الأديب المصري "نجيب محفوظ" على طريقته الخاصة، من خلال تخصيص عدة جلسات تركز على الجوانب الاجتماعية والتاريخية التي تضمّنها أدبه، منها "نجيب محفوظ: مرآة للتاريخ والمجتمع"، في حوار يجمع الدكتور محسن الموسوي، أستاذ الأدب العربي الكلاسيكي والحديث في جامعة كولومبيا-نيويورك، والدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، والدكتور محمد عفيفي، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة القاهرة، والدكتور سعيد بنسعيد العلوي، الأستاذ الفخري في جامعة محمد الخامس، وتدير الحوار ريم البسيوني، الفائزة بجائزة الشيخ زايد للكتاب عن فرع الآداب.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: معرض أبو ظبي الدولي للكتاب مصر والامارات وزيرة الثقافة وزارة الثقافة المصرية معرض أبو ظبی الدولی للکتاب مصر ضیف شرف معرض وزیرة الثقافة نجیب محفوظ

إقرأ أيضاً:

اختيار المحللين في الفضائيات العربية: بين غياب المعايير وهيمنة المصالح الشخصية والسياسية

يُخصص الوقت الممنوح لنشرات الأخبار في القنوات الفضائية العربية بعناية، حيث يتم تقسيمه بين عرض الأخبار، واستضافة المحللين والمعلقين السياسيين، وذلك ضمن مدة زمنية محددة لا تسمح بالكثير من الاستطراد. ومع ذلك، يُلاحظ أنه عند استضافة عدد من المحللين والمعلقين السودانيين، يواجه بعضهم صعوبة في تقديم إجابات واضحة ومباشرة. فكثيرًا ما يتلكؤون في الرد، ولا يجهزون إجاباتهم "المتوقعة" مسبقًا بالقدر الكافي، مما يؤدي إلى استهلاك جزء كبير من الوقت في الدوران حول السؤال دون الدخول في صلب الموضوع. وعندما يبدأ الضيف أخيرًا في صياغة إجابته، يكون الوقت المخصص قد انتهى، مما يدفعه إلى الاحتجاج مرارًا بعبارات مثل: "دعني أكمل" أو "دعيني أكمل". ويعكس هذا الأمر، بلا شك، ضعفًا في إدراك طبيعة الإعلام التلفزيوني الذي يتطلب الوضوح والاختصار، إلى جانب عدم السيطرة على مهارات التحليل الإعلامي الذي يستوجب القدرة على تقديم أفكار مركزة ومباشرة.

إشكالية اختيار الضيوف:

يترتب على هذه الظاهرة العديد من المشكلات، خاصة بالنسبة للمشاهد السوداني الذي يسعى إلى فهم القضايا المطروحة بوضوح من خلال هذه الاستضافات. ومن أبرز هذه المشكلات غياب المعايير الواضحة التي يتم بناءً عليها اختيار الضيف. فهل يتم الاختيار بناءً على خبرته الطويلة في التحليل السياسي، ودرايته العميقة بالقضايا المطروحة؟ أم أن هناك عوامل أخرى، غير معلنة، تلعب دورًا مؤثرًا في تحديد هوية الضيوف المدعوين؟

في الواقع، لا يبدو أن استضافة المحللين تتم وفقًا لتاريخ مساهماتهم الفعلية في التحليل السياسي، بقدر ما يتم اختيارهم بناءً على اعتبارات تتعلق بالظرف السياسي الراهن واحتياجات القناة في تلك اللحظة. إذ تمتلك معظم القنوات الفضائية غرف تحكم خاصة مسؤولة عن تحديد قائمة الضيوف المحتملين، حيث يتم الاتصال بهم وفقًا للموضوعات التي تحتاج إلى تغطية إعلامية. وفي كثير من الأحيان، تستند هذه الغرف إلى توصيات من العاملين في القناة، وهم أفراد يُفترض أن تكون معاييرهم مهنية وموضوعية، إلا أن الواقع يشير إلى أن العلاقات الشخصية والانتماءات السياسية قد تلعب دورًا مؤثرًا في هذه الاختيارات.

من خلال خبرة عمل باحدى القنوات الاخبارية المعروفة استطيع القول بأن تأثير المصالح الشخصية على اختيار المحللين:
من المؤسف أن بعض العاملين في هذه القنوات يستغلون مواقعهم لترشيح ضيوف مقربين إليهم أو متوافقين مع انتماءاتهم السياسية، مما يخل بمبدأ التنوع ويمسّ مصداقية القناة. وبدلًا من استضافة محللين يقدمون وجهات نظر متباينة، يتم التركيز على ضيوف يخدمون أجندات معينة، وهو ما يؤدي إلى غياب الرأي الآخر، أو على الأقل تهميشه.

أضف إلى ذلك، أن هناك حوافز مالية تُقدم للمحللين مقابل مشاركاتهم، وهو ما قد يتحول إلى عامل مؤثر في عملية الاختيار. إذ قد يتم تفضيل بعض الضيوف بناءً على حسابات مالية بحتة، دون النظر إلى مدى كفاءتهم في تقديم تحليل موضوعي وعميق. ويؤدي ذلك إلى إفساد عملية انتقاء الضيوف، حيث يجد المشاهد نفسه أمام محللين يفتقرون إلى العمق أو التخصص المطلوب في الموضوعات التي يناقشونها، مما يُضعف جودة النقاشات ويجعلها أقرب إلى محاولات لتعبئة الوقت بدلاً من تقديم محتوى إعلامي ثري وذي قيمة.

المعالجة المقترحة :
لمعالجة هذه الإشكالية، من الضروري أن تعتمد القنوات الإعلامية معايير واضحة وشفافة في اختيار ضيوفها، بحيث تكون الأولوية لمهاراتهم التحليلية وخبراتهم الفعلية، والتي يمكن التوصل لمعرفتها من خلال تحريك اداة البحث في غوغل، والاعتماد على اطراف موثوقة خالية من الغرض، وليس لانتماءاتهم أو علاقاتهم الشخصية مع المستضافين. كما ينبغي على المحللين أنفسهم أن يدركوا طبيعة الإعلام التلفزيوني، ويتدربوا على انماط المقابلات بتقديم إجابات واضحة ومباشرة دون تضييع الوقت في مقدمات طويلة أو مداخلات غير ضرورية.

وفي نهاية المطاف، يظل الهدف الأساسي للإعلام هو تقديم المعلومة الدقيقة والتحليل العميق للمشاهد، وليس مجرد استضافة شخصيات بناءً على معايير غير مهنية تُضعف مصداقية القناة وتأثيرها في الرأي العام.

wagdik@yahoo.com  

مقالات مشابهة

  • حزب المصريين: لقاء السيسي وولي العهد الأردني يؤكد موقف البلدين الرافض لتهجير الفلسطينيين
  • رئيس العربية للتصنيع يتفقد معرض الدفاع الدولي آيدكس بأبوظبي
  • «العربية للتصنيع» تشارك في معرض الدفاع الدولي «آيديكس 2025» بالإمارات
  • إقبال كبير على معرض جازان للكتاب
  • الهيئة المصرية العامة للكتاب تستعد لمعرض فيصل الرمضاني
  • بعد «سمرقند».. اختيار « قازان» عاصمة لـ«الثقافة الإسلامية عام 2026
  • اختيار المحللين في الفضائيات العربية: بين غياب المعايير وهيمنة المصالح الشخصية والسياسية
  • سفير مصر بموزمبيق يؤكد حرص القاهرة العلاقات بين البلدين على مختلف الأصعدة
  • جلسات حوارية في معرض جازان للكتاب 2025
  • «منصة» للتوزيع تختتم مشاركتها في «نيودلهي للكتاب»