خالد الجندي: الزبيبة ليست علامة التقوى ومن يصلي ويقرأ القرآن يظهر على وجه
تاريخ النشر: 29th, April 2024 GMT
قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن الله سبحانه وتعالى يقول: "وُجُوهٞ يَوۡمَئِذٖ مُّسۡفِرَةٞ * ضَاحِكَةٞ مُّسۡتَبۡشِرَةٞ* وَوُجُوهٞ يَوۡمَئِذٍ عَلَيۡهَا غَبَرَةٞ * تَرۡهَقُهَا قَتَرَةٌ * أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡكَفَرَةُ ٱلۡفَجَرَةُ"، معقبًا: "القرآن اللي بيقول الوش بيبان".
وأضاف عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الاثنين، أن هناك قصيدة للإمام الشافعي يقول فيها: "إِنَّ العُيونَ عَلى القُلوبِ شَواهِدٌ.
وأوضح: "الله سبحانه وتعالى يقول: (تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ)، يبقى اللي بيصلي ويقرأ القرآن بيبان في وشه، ومش قصدي الزبيبه، ربنا سبحانه وتعالى يقول: (سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ)".
أكبر نعمة يقابلها العبد
ولفت الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إلى أن أحوال العباد مع الله سبحانه وتعالى تتغير باستمرار، فقد يريد العبد سماع التفسير في يوم وقراءة القرآن في يوم آخر أو الدعاء وما إلى ذلك.
وأشار، إلى أن العلماء أكدوا على ضرورة تنويع المقام؛ لأن النفوس تمل، فإذا شعر العبد بالملل من قراءة القرآن فليذهب إلى سماع التفسير أو الفقه أو أن يصلي على النبي ويسبح الله.
وبين أن كل عبادة تنزل على القلب بردًا وسلامًا، وتجعل العبد يشعر بحالة من الراحة والسكينة والهدوء النفسي، وهذه من أعظم نعم الله سبحانه وتعالى على العباد.
وتابع: أحوال العباد تتغير باستمرار، فقد يسمع العبد القرآن في حالة معينة ويبكي، وقد يسمعه في حالة أخرى ولا يتأثر بأي شيء.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الشيخ خالد الجندي المجلس الأعلى للشئون الإسلامية لعلهم يفقهون الله سبحانه وتعالى خالد الجندی
إقرأ أيضاً:
شهر رمضان ليس شهر الخمول، بل هو شهر الجهاد والعمل وتزكية النفوس
تطرق السيد القائد عبدالملك الحوثي – حفظه الله – في محاضراته الرمضانية إلى أهمية الاستعداد لشهر رمضان فالنبي محمد صلى الله عليه وآله كان يلفت الأنظار إلى شهر رمضان قبل قدومه، ويحث على اغتنامه كفرصة للتقرب إلى الله، فهناك فرق كبير بين من يدخل رمضان بوعي واستعداد، وبين من يدخله بروتينية ودون اهتمام، فشهر رمضان له فضل كبير فهو فرصة لمضاعفة الأجور، وزيادة القرب من الله، وتحقيق تزكية النفس وشهر رمضان هو شهر مبارك فيه ليلة القدر، وهي خير من ألف شهر وفيه يُفتح باب الرحمة والمغفرة، وتتنزل البركات. كما أن صيام رمضان يساعد على ضبط النفس وقوة الإرادة، والتغلب على الشهوات والغرائز ويزيد من الشعور بالمسؤولية تجاه الفقراء والمحتاجين ويعزز التقوى، حيث قال الله: {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.
وفيما يتعلق بالعلاقة بين رمضان والقرآن فرمضان هو شهر نزول القرآن، لذا يجب استغلاله في التدبر وقراءة القرآن والالتزام، به فالقرآن هو مصدر الهداية والوعي للأمة، وفيه حلول لكل التحديات التي تواجه المسلمين.
وشدد السيد على ضرورة تجنب إضاعة الوقت في اللهو والتسلية، مثل متابعة المسلسلات والبرامج غير المفيدة مع الحذر من قرناء السوء الذين يضيعون أوقات الناس فيما لا ينفع وتجنب المعاصي، مثل الغيبة، والنظر الحرام، والكلام السيئ، لأنها تُحبط ثواب الصيام.
وركّز السيد على أهمية الإقبال على الله بالتوبة والاستغفار والالتزام بالفرائض والحرص على الصلوات والاهتمام بتلاوة القرآن والتدبر فيه والإكثار من الذكر والدعاء، واستغلال أوقات الاستجابة والإحسان إلى الفقراء والمساكين، وإخراج الزكاة وإحياء المساجد بالصلاة والذكر والعبادة.
التقوى وأهميتها في ميدان الصراع
ويتحدث السيد القائد عن أهمية شهر رمضان كمدرسة متكاملة يمكن الاستفادة منها في مواجهة الأخطار والتحديات عن طريق الخروج من الروتين إلى تحويل الصيام لمفاهيم عملية تبني الإنسان بشكل صحيح ليتحرك وفق ذلك لبناء الأمة، فإن السيد القائد بدأ محاضراته الرمضانية بالحديث عن التقوى كونها المعيار التي من خلاله نتقي سخط الله والعقوبة في الدنيا والآخرة، لأننا أمام تحديات كبيرة والتخاذل في هذه المرحلة له تبعات على حياتنا في الدنيا وتعبات على مصيرنا في الآخرة.
وحتى يكون الإنسان جدير بأن يسير على منهج الله لا بد له من تطبيق العديد من التعليمات التي من أهمها التقوى والتي تعني الالتزام بأوامر الله واجتناب نواهيه، وهي الهدف الرئيسي من فريضة الصيام في رمضان، كما جاء في قوله تعالى: {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (البقرة: 183).
وهناك ثمار للتقوى فقد وَعَدَ الله المتقين بالجنة والنعيم الأبدي، كما في آيات: {أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} ، و{تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا} و في الدنيا، يمنح الله المتقين التيسير والرزق من حيث لا يحتسبون، كما في قوله تعالى {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}.
والتقوى ليست مجرد اجتناب المحظورات، بل هي إدراكٌ دائم لرقابة الله، يعكس علاقةً قوية بين العبد وربه. هذا الوعي يُحوِّل الأفعال اليومية إلى عبادة، ويجعل المسلم يُحاسِب نفسه قبل أن يُحاسَب، كما في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} (النساء: 1).
والمحاضرات تُلمح إلى مفارقة عظيمة، هي أن الالتزام بالتقوى ليس قيدًا، بل تحررًا من عبودية الشهوات والغضب والخوف. فالمتقون الأولى بالفوز في الدنيا والآخرة لأنهم تحرروا من سطوة الأنا. كما أن التزام التقوى للفرد ليست منفصلة عن تقوى الجماعة. فإهمال الواجبات الاجتماعية (كالجهاد) هو نقص في التقوى، كما أن التهاون بالمعاصي يُضعف نسيج الأمة. والخلاصة فإن التقوى — في جوهرها — هي فن العيش بوعي، حيث تصبح كل لحظة فرصةً للقاء الله في العمل والنية. وهي ليست شعارًا يُرفع في رمضان، بل مشروعٌ وجودي يُبنى يوميًا، يجمع بين خشية القلب وحركة الجوارح، بين الفرد والأمة، بين الدنيا والآخرة.