توصيات ندوة مجلة الأزهر حول تفعيل صيغ الاستثمار الإنتاجي
تاريخ النشر: 29th, April 2024 GMT
عقد مجمع البحوث الإسلامية، اليوم الاثنين، الندوة الشهريَّة لمجلة الأزهر الشريف تحت عنوان: (نحو تفعيل صِيَغ الاستثمار الإنتاجي في الواقع المعاصر) ودور المؤسسات العلمية في رفع الوعي الاستثماري لدى الشباب والنشء.
حاضر في الندوة التي تنظِّمها الأمانة العامَّة المساعدة للثقافة الإسلامية بالمجمع، وتستضيفها كلية الشريعة والقانون بطنطا، كلٌّ من: الدكتور فيَّاض عبد المنعم، أستاذ الاقتصاد بجامعة الأزهر ووزير المالية الأسبق، والدكتور فاروق النجار نائبا عن الدكتور محمود زكي، رئيس جامعة طنطا، والدكتور حمدي سعد، عميد كلية الشريعة والقانون بطنطا، والدكتور محمود عبد الله، عميد كلية أصول الدين بطنطا، وأدار الندوة: الدكتور حسن الصغير، رئيس أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ وباحثي الفتوى.
قال الدكتور رمضان الصاوي، إن الفكر في الاقتصاد الإسلامي ينظر إلى تشجيع الاستثمار بعين الاعتبار، مستندا على الصدق في المعاملة والرضا في الربح ولو قليل، فضلا على إنماء ثقافة الإصلاح وإحياء كل ما من شأنه أن يسهم في الرقي والتقدم، والتشجيع على إتيانه فيقول ﷺ: "من أحيا أرضًا ميتة؛ فهي له"
وأردف الدكتور حسن الصغير، إن قضايا تعافي الاقتصاد فى البلاد هي أهم القضايا التي تحظى باهتمام بالغ من الحكومات كافة، لافتا إلى أن القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة يصبان فى هذا المجال، ويؤكدان أهميته، حتى يملك الوطن قراره بقوة وحكمة، كما تتنامى لديه القوة الناعمة وتتعاظم آثارها، و وتفعل صيغ الاستثمار الانتاجي.
وعن توضيح معنى الاستثمار، قال الدكتور فياض عبد المنعم وزير المالية الأسبق، إن الاستثمار في مصطلحه العام؛ يشمل الاستثمار الذي يختص بالسلع الاستهلاكية، وآخر بالسلع الإنتاجية وهي التي حث عليها الرسول صلى الله عليه وسلم، والاستثمار الإنتاجي في علم الاقتصاد هو شراء وزيادة المعدات الإنتاجية في الدولة مما يؤدي الى زيادة إنتاجها في المستقبل، والاقتصاديات الكبرى هي التي تبنى وترتكز على الاستثمار الإنتاجي، وتقارن قوة الدول بحجم استثمارها انتاجيا، موضحا أن هذا النوع من الاستثمار في الإسلام لا حدود له.
كما بين أن حوافز الاستثمار في الإسلام لا توجد في الأنظمة الأخرى، حيث نادى الاقتصاد الإسلامي بإحياء وحماية الملكية الخاصة، فضلا عن دائرة الإنفاق التصدقي التكافلى، موضحا أن القيد الوحيد في الاستثمار هو أن يكون استثمارا حلالا، فلا استثمار في كل ما هو حرام.
وأوضح الدكتور عبد الفتاح خضر عميد كلية القرآن الكريم بطنطا، أن قضية الاستثمار قضية مفصلية، محذرا من فكر الفقر وفقر الفكر في أن نكون مستهلكين فقط، داعيا أن نمعن النظر فيما أمر به القرآن الكريم والسنة، وأمرنا الله تعالى بالمشي في مناكبها وهذا يدعوا إلى السعي والإنتاج، فقال"هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ".
ولفت الدكتور محمود عبد الله، أنه يجب أن ننظر بعين التفاؤل والتحضر إلى المستقبل، فإن أمة الإسلام هي التي علمت العالم كيف يتطور وينمو وكيف يسعى ويعتمد على سواعد أبنائه، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم "إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها"، فإذا كان أجدادنا قد زرعوا لنا لنحصد؛ فيجب أن نزرع لأبنائنا ليحصدوا، مشيرا أن الإسلام وضع المورد البشري فى المقام الأول، واهتم بالمورد المالي والمورد الطبيعي، لافتا أن عمارة الأرض التي أمر بها الله في كتابه العزيز تقوم على السعي الدائم لزيادة الإنتاج.
واختتم الدكتور حمدي سعد الملتقى، موضحا أن ثقافة الإنتاج مهملة في بيئتنا وهذا يرجع إلى أن معظم الأسر مستهلكة، بينما لو نظرنا للأسرة المصرية الريفية القديمة وجدناها قائمة على نظام منتج قائم على وعي كامل بموارد الأسرة والبيئة، مشددا على أهمية دور العلماء والمؤسسات العلمية، لرفع الوعي المعرفي لدى الأسر المصرية، وتيسير سبل تطبيق الدراسات العلمية ذات الصلة على أرض الواقع، مبيننا أن التشريعات قد تكون معوقة للإستثمار قديما بعض الشىء؛ لكن تسعى الدولة نحو دعم وتشجيع الإستثمار، ولكن بعض المستثمرين تخلفت نتائجهم وضعفت نجاحاتهم بسبب الفهم والتطبيق الخاطئ، الأمر الذي يضع على عاتق المختصين والمؤسسات العلمية توضيح الرؤى، مطالبا بنشر ثقافة الوعي الإنتاجي في مؤسسات الدولة كافة، خاصة العلمية منها والتعليمية.
وخلصت الندوة إلى عدد من النتائج والتوصيات، وأبرزها الآتي:
استلهام المبادئ المستمدة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، والتي أكدت على أهمية العمل والإنتاج، في إطار شرعي منضبط.
توفير بيئة استثمارية جاذبة للاستثمار الإنتاجي من خلال تبسيط الأنظمة واللوائح المتعلقة بالاستثمار وتوفير البنية التحتية للمشروعات الإنتاجية.
تثمن الندوة دور الدولة المصرية في دعم المشروعات الاستثمارية وتشجيع البحث العلمي ودعم الابتكار وريادة الأعمال لتحقيق التنمية المستدامة.
مطالبة المؤسسات الوطنية ذات الصلة ببذل مزيد من الجهد في نشر ثقافة الاستثمار الإنتاجي.
تعزيز الوعي بأهمية الاستثمار الإنتاجي وأثره على الفرد والمجتمع، من خلال مختلف وسائل الاتصال.
وتأتي الندوة في إطار حِرص الأزهر الشريف على مواكبة التطورات المتسارعة في مختلِف المجالات، وخاصَّةً المجال الاقتصادي، وتسليط الضوء على دور الاستثمار الإنتاجي في تحقيق التنمية المستدامة، كما تستهدف الندوة نَشْرَ الوعي بأهمية الاستثمار الإنتاجي كأداة لتحقيق التنمية الاقتصادية، ومناقشة مختلِف صِيَغ الاستثمار الإنتاجي المُتاحة.
4bb13f07-ab54-4881-ab51-f66b15a8e723 8be04eda-738b-4e41-8dd9-404c0073b30c 8944fa76-01ea-4022-87d7-1ab7017dad3c b4b389b8-c94e-4457-8820-b8ada1551dd6 e0a92d9e-c47d-465b-a91e-2b7f24916eb8المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: البحوث الإسلامية الأزهر الاستثمار الإنتاجي كلية الشريعة والقانون الاستثمار الإنتاجی القرآن الکریم الإنتاجی فی
إقرأ أيضاً:
«عمارة الأوطان من منظور شرعي».. ندوة علمية بجامعة الشارقة
الشارقة: «الخليج»
نظمت كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الشارقة، ندوة علمية بعنوان: «عمارة الأوطان من منظور شرعي»، بمناسبة احتفالات الدولة بعيد الاتحاد ال53 لدولة الإمارات العربية المتحدة، وقد جاءت الندوة بهدف تعزيز الوعي بأهمية عمارة الوطن في بعديها المادي والروحي، استلهاماً من سيرة قادة الدولة الذين قدموا نموذجاً فريداً في بناء وطن قوي ومزدهر.
بدأت الندوة بكلمة الأستاذ الدكتور حميد مجول النعيمي، مدير جامعة الشارقة، رحّب خلالها بالمشاركين والحضور، ووجه الشكر والتقدير إلى صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، مؤسس جامعة الشارقة، الذي يُعد رمزاً من رموز إعمار هذا الوطن وقدوة في تعمير الأوقات بالخير، كما وجه الشكر إلى سموّ الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، رئيس جامعة الشارقة، على أياديه البيضاء في خدمة الوطن وتفانيه في رعاية الجامعة، مؤكداً أن الجامعة اليوم تعد رافداً من روافد إعمار هذا الوطن بما تبذله من جهود حثيثة في إنشاء أجيال محصنة بالمعرفة والمهارات، وواعية بمتطلبات الواقع والمستقبل، وصناعة قيادات في المجالات الطبية والهندسية والإعلامية والدينية، وذلك من خلال تقدمها في ميدان التدريس والبحث العلمي وخدمة المجتمع، وتبوئها المراتب العليا في التصنيف العالمي.
ومن جانبه أشار اللواء عبدالله مبارك بن عامر، القائد العام لشرطة الشارقة، إلى أن القيادة تسعى جاهدة لتحقيق الأمن والأمان في المجتمع، ماضية قدماً في تحسين جودة حياة أفضل وفق استراتيجية واضحة ومعايير عالية من الجودة بتوجيهات من القيادة الرشيدة على تطوير أدوات العمل الأمني، وتبني أحدث التقنيات والابتكارات لضمان بيئة آمنة ومستقرة، مؤكداً أن عمارة الأوطان تعد من المقاصد التي حث عليها الدين الإسلامي.
وأكد الدكتور عمر الخطيب، المدير التنفيذي لقطاع الشؤون الإسلامية بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي، أهمية شكر الله على نعمة الوطن والأمن والأمان.
وأكد الدكتور قطب الريسوني، عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية خلال الندوة، أن الكلية تحتفل سنوياً بعيد الاتحاد، وتحرص على ربط هذه المناسبة الوطنية الجليلة بالمقاصد الشرعية.