لجريدة عمان:
2024-10-02@02:09:40 GMT

المرأة العمانية المبدعة في كل مكان

تاريخ النشر: 29th, April 2024 GMT

المرأة العمانية المبدعة في كل مكان

لا يلقى التقسيم الجندري «ذكر وأنثى» في مسارات العمل والإنتاج وكذلك الإبداع بسلطنة عمان كثير اهتمام؛ فالعبرة تكمن في العمل والإنتاج وليس في «جندر» من أنتج هذا العمل أو أبدعه. وهذه المساواة في التعاطي ليست وليدة العقود الأخيرة التي نادى فيها العالم بمصطلحات مثل «حرية المرأة» «والمساواة» فهي متحققة بفعل التطور المجتمعي وبفعل الفهم الحقيقي للإسلام الذي لم يفرّق بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات.

والمرأة العمانية وعلى الدوام كانت شريكة الرجل في كل مسارات البناء والتعمير في هذا الوطن العظيم، ونالت كل هذه الحقوق في سياق تطور المجتمع ونموه عبر قرون طويلة، وهو تطور مستمر إلى اليوم وفق ما يفرزه المجتمع ذاته من حراك في كل المسارات وليس نتيجة دعوات دولية تريد فرض نماذج أنتجتها مجتمعات أخرى لا تنتمي ثقافيا ولا فكريا ولا عقائديا إلى المجتمع العماني بقيمه الإسلامية الأصيلة.

وليس غريبا أن يشيد اليوم ملتقى «المبدعات العربيات الثالث» الذي نظمته وزارة التنمية الاجتماعية بالتعاون مع ديوان أهل القلم بالجمهورية اللبنانية برؤية سلطنة عُمان ومسيرتها النهضوية المهمة وإسهامات المرأة العمانية على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية؛ فالمرأة العمانية تشعر شعورا حقيقيا بأنها نصف هذا المجتمع وأنها تسير فيه على قدم المساواة مع الرجل وهما يشكلان جناحين يحلق بهما المجتمع العماني عاليا ومن دون أحدهما لا يمكن التحليق أو المسير الآمن نحو المستقبل.

والمرأة العمانية مبدعة بطبعها وفي كل مجالات الحياة، سواء كان الإبداع فكريا ومعرفيا أم أدبيا أم كان الإبداع تقنيا ويدويا، وهي صانعة أجيال حقيقية سواء كانت في مملكتها الأسرية أم في المدارس والجامعات أم في وظائفها الأخرى الإدارية السياسية منها والاقتصادية أم في الوظائف التقنية والميدانية.

ورغم هذا التطور التراكمي الذي أسسه المجتمع العماني عبر القرون الماضية وعبر الكثير من التجارب والحوارات الداخلية فإن الدولة الحديثة لم تفرّق في كل منظومتها القانونية والإدارية بين الرجل والمرأة، بل إنها حرصت على «تفعيل دور المرأة في المجتمع، ودعمها لتحقيق الإنجازات في المجالات التنموية المختلفة؛ فعززت السياسات والخطط والبرامج الوطنية للوصول إلى مجتمع واعٍ متماسك ممكن اجتماعيا، واقتصاديا خاصة للمرأة والطفل والشباب والأشخاص ذوي الإعاقة والفئات الأكثر احتياجًا» وفق ما أكدت عليه اليوم السيدة معاني البوسعيدي في كلمتها بالملتقى.

وتمتلك سلطنة عمان الكثير والكثير من النماذج المجتمعية سواء في المساواة بين الرجل والمرأة أم في المراتب الإبداعية التي حققتها عبر اتكائها على قاعدة المساواة ويمكن أن تكون هذه النماذج مصدر إلهام في الوطن العربي كله بل في العالم؛ فهي نماذج تأسست بعيدا عن الدعوات السياسية المشبوهة للتمكين والذي يذهب الكثير منها إلى مسار تحويل المرأة إلى مسار بعيد عن منظومتها القيمية والأخلاقية وفي كثير من الأحيان إلى تحويلها لسلعة منزوعة الجانب الروحي.

والمرأة العمانية المبدعة موجودة في كل مكان في عُمان، وليس شرطا أن تكون محاطة بهالة إعلامية أو ضجيج وسائل التواصل الاجتماعي، إنها موجودة في مملكتها تصنع الأجيال وتغرس فيهم القيم والمبادئ والمُثُل التي آمنت هي بها قبلهم. ولا يتعارض بعدها عن ضجيج التواصل الاجتماعي مع كونها امرأة عصرية وقارئة للتاريخ والفكر والفلسفة وصاحبة آراء في السياسة وفي الذكاء الاصطناعي وفي تقدم المجتمعات ورفعتها.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: المرأة العمانیة

إقرأ أيضاً:

وجه الحرب

بقلم: دانيال حنفي
القاهرة (زمان التركية)- كيف يكون داعية الحرب وشريك المعتدي وسيلة أو هاديًا أو رسولًا إلى السلام؟ إذا، للسلام أكثر من مفهوم لدى البعض. وهذا البعض يخالف المجموع إلى ما يحب ويهوى من المفاهيم التي صاغها هو ومساعدوه خصيصًا ووفقًا لمقاسات ومعايير تلك المفاهيم الخاصة من حيث الشكل والقوام. وإذا، فمن المؤكد أن السلام المطلوب يحقق ويلبى أهداف اليد العليا التي تساعد بالسلاح والدعم السياسي والاقتصادي طرفًا تجاوز الحدود كلها قولًا وقتلًا -علانيةً وسرًّا- ولم يعبأ حتى بالأطفال والنساء ولا بالمرضى والعجزة وقتلهم جميعًا بالرصاص والجوع والحصار باسم الدفاع عن النفس.

ورغم فقد الرجل كثيرًا من صحته ومن قدرته على تمييز من وما حوله جهارًا نهارًا، إلا أنه يظل في مقعده كصنم عتيق، ويظل على تمسكه بدعم الاعتداء والقتل الآخذ في الاتساع بسرعة كبيرة ومتصلة.

أو بالأصح يظل الرجل وجه حرب لأولئك القابعين خلفه الطامعين في حصد المزيد من الثروات والأموال والمصالح والنفوذ ولو مات من مات ومسحت مدن كاملة بمن فيها. فلا التدين، أو نصرة دين ما، أو حتى مزاعم القومية الممجوجة تبرر التأييد العمى للمذابح التي يستهجنها العالم اليوم، تمامًا مثلما يرفضها العلم وبنكرها كل يوم في مواجهة دول أخرها ارتكبتها منذ عشرات السنين ضد دول معادية في ذلك الحين.

ولكن المصالح الجسام والمكاسب الهائلة تخلق كل الأسباب للإنسان الطماع الذي لا يمانع في أن يصبح وجها قبيحًا ملطخًا بالدماء وبكل عبارات الإدانة البالغة للأنانية الإنسانية والحزبية. كيف يمكن لوجه الحرب أن يظهر على الناس كل يوم داعيًا إلى السلام وإلى الحوار وإلى الدبلوماسية، بينما هو يغذى المعتدي بكل الأسلحة الفتاكة والمعلومات والخبراء والدعم -حتى المعنى منه- بينما يرشق الآخرين بتهم الإرهاب جميعًا؟ الموارد تحكم، والقوة تحكم، والاحتياج يكبل الأيدي والأرجل وحتى الألسنة قبل الأيدي والأرجل، ويترك أناسًا كثيرين كأنهم أعجاز نخل خاوية أو خيلات مآتة على رؤوس الغيطان حفظتها الطيور ولم تعد تأبه لوجودها. وقوة السلاح تعلن بطشها وقدرتها على محو القرى والمدن في ساعات قليلة والعودة بالمجتمعات الضعيفة خاصة الى حقب سابقة.

والشعوب التي لم ترب على الانضباط الذاتي وكثرة العمل واتقان العمل والمثابرة والتخطيط الجيد لكل شيء تجد نفسها في أرجوحة الظروف وغير مسلحة إلا ببعض الدعاء لعلها تنجو من الهم والغم إلى شاطئ ما لا يعرف كنهه أحد. تمامًا كما في أفلام المغامرات اللذيذة الإثارة في المقاعد الوثيرة.
إن انتصار سياسة الرجل “وجه الحرب” أو خليفته التي تدعمه في غيبوبته ربما يمثل كارثة كبيرة على العالم، لأن مساندة الظالمين ظلام يستدعى أشياء كثيرة ليس من بينها الحبور ولا السلام .

 

Tags: الانضباط الذاتيالحروب

مقالات مشابهة

  • الصناعات الحرفية العمانية .. أصالة تتجدد عبر الأجيال
  • وزارة العمل تنظم ندوة "أثر التعليم والتدريب على تنمية المجتمعات" بالمنيا
  • ما هو حكم الخلع في الإسلام؟.. «الإفتاء» توضح الشروط والحقوق للرجل والمرأة
  • «دور المرأة في بناء الأسرة والمجتمع» ندوة توعوية لخريجي الأزهر بمطروح
  • بيان من "الخارجية العمانية" حول استهداف مقر رئيس بعثة الإمارات بالسودان .. عاجل
  • الحواضر العمانية.. مناخات للأمن الاجتماعي
  • الثلاثاء. بدء موسم صيد ثروة الشارخة في السواحل العمانية
  • الأسباب الخلفية لمعركة طاعة المرأة زوجها.. صراع على السلطة؟
  • وجه الحرب
  • هجوم مسلح على أمانة للحزب الكردي في ضواحي إسطنبول