مخاوف من أزمة سياسية تنجم عن الانتخابات في تشاد
تاريخ النشر: 29th, April 2024 GMT
نجامينا- نشر حزب "المحولون" الذي يرفع شعار التغيير في تشاد، ويقوده المعارض السابق ورئيس الوزراء الحالي سوسيس ماسرا، دعوات وتحذيرات للشعب جاء فيها "حُرق مكتب الحزب في كينيبور أحد أحياء العاصمة، وحُبس مناضلونا في مدينتي منقو وأبشي لعدة أيام، نطالبكم باليقظة والتوجه سلميا لتحقيق النصر في السادس من مايو/أيار".
ويخوض ماسرا حملة انتخابية يسعى فيها للفوز بمنصب الرئاسة، وتنحية الرئيس محمد إدريس ديبي مرشح حزب الحركة الوطنية للإنقاذ، الذي أسسه الرئيس الراحل إدريس ديبي وأمضى في الحكم 30 عاما، إلى أن قُتل في أبريل/نيسان 2021 أثناء المعارك مع المتمردين.
ويعد التحالف الذي يقوده الرئيس الأكبر من ناحية عدد الأحزاب والحركات المشاركة فيه، إذ يضم أكثر من 220 حزبا وحركة سياسية، ويقول ديبي إنه واثق من فوزه بالجولة الأولى، وبأكثر من 60% من أصوات الناخبين، ووعد الناخبين بالقيام بإصلاحات جذرية في كل القطاعات.
وأطلقت حملات جميع المرشحين وعودا للتشاديين بتوفير خدمات المياه والكهرباء، وإيجاد وظائف للشباب، وتطوير الزراعة لضمان الغذاء، كما تحدث المرشحون عن سياسة خارجية قائمة على توطيد علاقاتهم مع فرنسا، بينما وعد ديبي أنه في حال فوزه سيجعل بلاده حرة وذات سيادة وغير خاضعة لأحد.
يقول رئيس الوزراء السابق باهيمي باتاكي ألبيرت، والمترشح للمرة الرابعة في تاريخه السياسي للفوز بمنصب الرئاسة، إن ما يجري بين رئيس السلطة الانتقالية ديبي، ورئيس وزرائه أشبه بمباراة ودية بين فريقين صديقين.
ويوضح أن طبيعة النظام الحاكم لا تتحمل أي نقد صادر ممن يعملون معه، ويقول "لدي قناعة بأن رئيس الوزراء عقد صفقة مع الرئيس ليتنافسا شكليا في الانتخابات، بينما يحتفظ كل بمقعده بعد انقضائها".
ويعرض باهيمي نفسه للناخبين باعتباره المرشح الأكثر خبرة، حيث سبق أن تولى منصب رئاسة الوزراء مرتين، وتولى حقائب وزارية مختلفة أكثر من 10 مرات.
من جهة أخرى، طالب تحالف المعارضين بحل المؤسسات التي تشرف على الانتخابات، بعد أن رفض المجلس الدستوري اعتماد مرشحيهم، مشيرين إلى أن هذه الانتخابات ستقود إلى أزمة سياسية كبرى بسبب فساد المؤسسات التي تشرف عليها، وخضوعها لسلطة الرئيس المرشح لمنصب الرئاسة.
كما دعا ماسرا أنصاره إلى حراسة أصواتهم لمنع تزويرها، وطلب منهم إرسال صور محاضر نتائج فرز الأصوات إلى أرقام هواتف تم الإعلان عنها في منصات الحزب.
وقال أحد أعضاء تحالف المعارضة -فضل عدم ذكر اسمه- إن ادعاءات ماسرا أنه سيفوز بالرئاسة من الجولة الأولى للانتخابات، ورفع الرئيس الحالي شعارات في حملته الانتخابية تشير إلى حسمه للسباق من الجولة الأولى أيضا، سيقود البلاد لأزمة كبرى بعد الانتخابات، مع وجود تداعيات أمنية لهذا الصراع.
وقال للجزيرة نت إن مجموعة من المعارضين التقوا رئيس الوزراء الحالي، وفهموا من كلامه إنه ينوي إعلان النتائج التي سيحصل عليها فورا.
الموقف الفرنسي والأميركيلم يصدر عن فرنسا (المستعمر السابق لتشاد) أي موقف معلن حول ترشح ديبي، بالرغم من أهمية موقف باريس في السياسة التشادية، واتهام كثير من المعارضين التشاديين للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأنه أشرف على توريث الحكم في تشاد لديبي، لكن الأخير نشر في سيرته الذاتية قبيل بدء الحملات الانتخابية أن ماكرون نفى أن يكون اعترض على ترشحه للرئاسة.
وكررت واشنطن في عدة مناسبات موقفها من ضرورة امتناع رئيس السلطة الانتقالية الترشح للانتخابات، ففي الثاني من يوليو/تموز 2022 ناشدت القائمة بأعمال السفارة الأميركية في نجامينا ألين ثوروبون أعضاء المجلس العسكري بعدم الترشح للانتخابات والإيفاء بالتزاماتهم بتسليم السلطة للمدنيين.
واعتبر ديبي الموقف الأميركي تدخلا في شؤون بلاده الداخلية، في حين اعتبرت مفوضية الاتحاد الأفريقي أن تمديد الفترة الانتقالية برئاسة ديبي إلى 3 سنوات بدلا من 18 شهرا مخالفة للإطار الذي وافقت عليه مؤسسات الاتحاد.
وربط رئيس مركز دراسات التنمية والوقاية من التطرف أحمد يعقوب -في حديثه للجزيرة نت- بين مجريات الانتخابات الرئاسية وبين مطلب الجيش من الولايات المتحدة وقف نشاطاتها بالقاعدة الجوية في نجامينا، وهي نفس القاعدة التي تستخدمها القوات الفرنسية المتمركزة بالعاصمة، وردت أميركا بسحب قواتها الخاصة مؤقتا من تشاد.
ويقول يعقوب إن من يتابع الموقف الأميركي منذ بداية الفترة الانتقالية، يجد أن واشنطن لا تفضل ترشح ديبي للانتخابات، رغم أن مغادرة القوات الخاصة الأميركية للقاعدة الجوية لا تعني انتهاء الوجود العسكري هناك، إذ يتبقى للولايات المتحدة عدد آخر من القوات مكلف بحماية السفارة والمقرات الدبلوماسية الأخرى نجامينا، يتجاوزون عدد من تم سحبهم مؤقتا من القاعدة الجوية.
وحذر رئيس الهيئة الوطنية لإدارة الانتخابات أحمد بارتشيريي المرشحين من خرق قواعد الانتخابات في حملاتهم الانتخابية، وأكد أن إعلان النتائج المؤقتة بعد التصويت الذي سيجري في السادس من مايو/أيار ضمن الاختصاص الحصري للجنة الانتخابات، وأن أي إعلان للنتائج قبل نشرها من قِبل لجنة الانتخابات يعتبر محظورا.
وهو تحذير يرى يعقوب أنه موجه للمعارضة وليس لحملة الرئيس، معتبرا أن معظم المرشحين العشرة بالانتخابات يشاركون في المنافسة لإضفاء الشرعية على ما يصدر من نتائج، لكنه يذكر بأنه رغم ما يتردد بأن ماسرا وقع اتفاقا مع ديبي بالمشاركة شكليا في الانتخابات، فإن المتوقع -وفق كثير من المصادر- أن ماسرا سيعلن نتائج الانتخابات قبل إعلانها بشكل رسمي من قِبل لجنة الانتخابات، مدعيا الفوز بها، وهو سيناريو يمكن أن يتسبب في قلاقل كثيرة داخل النظام.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات رئیس الوزراء فی تشاد
إقرأ أيضاً:
مارك كارني يؤدي اليمين رئيسًا لوزراء كندا وسط حرب تجارية مع واشنطن
كان الحزب الليبرالي الحاكم يواجه هزيمة تاريخية مؤكدة في الانتخابات هذا العام، قبل أن يشعل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المشهد بإعلانه حربًا اقتصادية على كندا، ملوّحًا بضمها كـ"الولاية الحادية والخمسين"، في خطوة أثارت جدلًا واسعًا وقلبت المعادلات السياسية داخل البلاد.
أدى مارك كارني، الخبير الاقتصادي والمحافظ السابق لبنك كندا، اليمين الدستورية كرئيس وزراء جديد، خلفًا لجاستن ترودو، الذي أعلن استقالته في يناير/كانون الثاني لكنه بقي في السلطة حتى انتخاب الحزب الليبرالي الحاكم لزعيم جديد.
يتولى كارني المنصب في مرحلة حساسة، حيث يواجه تحديات كبيرة، على رأسها الحرب التجارية التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إضافة إلى تهديده بضم كندا كولاية أمريكية، فضلاً عن الانتخابات الفيدرالية المتوقعة قريبًا.
ويُرجح على نطاق واسع أن يعلن رئيس الوزراء الجديد عن انتخابات عامة في الأيام أو الأسابيع المقبلة، وسط تحولات سياسية غير مسبوقة.
وكان الحزب الليبرالي الحاكم في طريقه إلى هزيمة تاريخية في الانتخابات المقبلة، قبل أن يقلب ترامب المشهد بإعلانه حربًا اقتصادية وتهديده بضم البلاد، وهو ما منح الحزب فرصة غير متوقعة لاستعادة موقعه السياسي، وربما الخروج من الانتخابات المقبلة في الصدارة.
وأكد كارني استعداده للاجتماع مع ترامب، لكنه اشترط أن يُظهر ترامب احترامًا للسيادة الكندية وأن يكون مستعدًا لاعتماد نهج أكثر شمولية في التجارة، في إشارة إلى الحاجة لحوار أكثر توازناً بين البلدين.
في المقابل، صعّد ترامب إجراءاته الاقتصادية ضد كندا، حيث فرض رسومًا جمركية بنسبة 25% على الصلب والألمنيوم الكندي، وهدد بفرض تعريفات شاملة على جميع المنتجات الكندية بحلول 2 أبريل. كما استخدم الضغط الاقتصادي في تصريحاته بشأن احتمال ضم كندا، معتبرًا الحدود مجرد "خط خيالي"، وهو ما أثار غضبًا واسعًا في البلاد.
Relatedحرب التعريفات.. كندا تفرض رسوما جمركية على الواردات الأمريكية ردا على رسوم ترامببعد تهديد ووعيد.. ترامب يتراجع ويؤجل لمدة شهر فرض رسوم جمركية على كندا والمكسيكمارك كارني سيصبح رئيس وزراء كندا المقبل خلفا لجاستن ترودو تصعيد جديد... ترامب يهدد كندا ويزيد الرسوم على الصلب والألومنيومأدت هذه التوترات إلى ردود فعل غاضبة من الكنديين، حيث واجه النشيد الوطني الأمريكي صيحات استهجان خلال مباريات دوري الهوكي الوطني ودوري كرة السلة الأمريكي للمحترفين. كما قام العديد من المواطنين بإلغاء رحلاتهم إلى الولايات المتحدة، واتجهوا إلى مقاطعة المنتجات الأمريكية متى أمكنهم ذلك.
في ظل هذا التصعيد، شهدت النزعة القومية الكندية تصاعدًا ملحوظًا، مما أدى إلى تعزيز مكانة الحزب الليبرالي، الذي استفاد من هذه الموجة الوطنية بتحقيق تحسن في استطلاعات الرأي، ما قد يمنحه دفعة قوية في الانتخابات المقبلة.
وسيواجه كارني، الخبير الاقتصادي البارز والمحافظ السابق لبنك كندا وبنك إنجلترا، تحديًا جديدًا يتمثل في قيادة البلاد خلال النزاع التجاري المتصاعد مع الولايات المتحدة.
وأعرب رئيس الوزراء الكندي السابق، جان كريتيان، عن ثقته في قدرة كارني على إدارة الأزمة، قائلاً للصحفيين: "سيبلي بلاءً حسنًا، فهو يحظى باحترام واسع على المستوى الدولي".
إلا أن كريتيان شدد على تعقيد المهمة التي تنتظر رئيس الوزراء الجديد، مؤكدًا أن "لا حلول سحرية" للوضع الراهن. وأضاف: "هذا ليس وضعًا عاديًا؛ لم نشهد من قبل رئيسًا أمريكيًا يغيّر رأيه كل خمس دقائق، ما يخلق مشاكل في كل مكان، وليس فقط في كندا".
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية حرب التعريفات.. كندا تفرض رسوما جمركية على الواردات الأمريكية ردا على رسوم ترامب تصعيد جديد... ترامب يهدد كندا ويزيد الرسوم على الصلب والألومنيوم مارك كارني سيصبح رئيس وزراء كندا المقبل خلفا لجاستن ترودو كندادونالد ترامبالرسوم الجمركية