الجزيرة:
2025-02-27@13:07:40 GMT

مخاوف من أزمة سياسية تنجم عن الانتخابات في تشاد

تاريخ النشر: 29th, April 2024 GMT

مخاوف من أزمة سياسية تنجم عن الانتخابات في تشاد

نجامينا- نشر حزب "المحولون" الذي يرفع شعار التغيير في تشاد، ويقوده المعارض السابق ورئيس الوزراء الحالي سوسيس ماسرا، دعوات وتحذيرات للشعب جاء فيها "حُرق مكتب الحزب في كينيبور أحد أحياء العاصمة، وحُبس مناضلونا في مدينتي منقو وأبشي لعدة أيام، نطالبكم باليقظة والتوجه سلميا لتحقيق النصر في السادس من مايو/أيار".

ويخوض ماسرا حملة انتخابية يسعى فيها للفوز بمنصب الرئاسة، وتنحية الرئيس محمد إدريس ديبي مرشح حزب الحركة الوطنية للإنقاذ، الذي أسسه الرئيس الراحل إدريس ديبي وأمضى في الحكم 30 عاما، إلى أن قُتل في أبريل/نيسان 2021 أثناء المعارك مع المتمردين.

ويعد التحالف الذي يقوده الرئيس الأكبر من ناحية عدد الأحزاب والحركات المشاركة فيه، إذ يضم أكثر من 220 حزبا وحركة سياسية، ويقول ديبي إنه واثق من فوزه بالجولة الأولى، وبأكثر من 60% من أصوات الناخبين، ووعد الناخبين بالقيام بإصلاحات جذرية في كل القطاعات.

وأطلقت حملات جميع المرشحين وعودا للتشاديين بتوفير خدمات المياه والكهرباء، وإيجاد وظائف للشباب، وتطوير الزراعة لضمان الغذاء، كما تحدث المرشحون عن سياسة خارجية قائمة على توطيد علاقاتهم مع فرنسا، بينما وعد ديبي أنه في حال فوزه سيجعل بلاده حرة وذات سيادة وغير خاضعة لأحد.

تجمع لحملة رئيس الوزراء الحالي والمرشح للانتخابات (حزب المحولون) تنافس شكلي

يقول رئيس الوزراء السابق باهيمي باتاكي ألبيرت، والمترشح للمرة الرابعة في تاريخه السياسي للفوز بمنصب الرئاسة، إن ما يجري بين رئيس السلطة الانتقالية ديبي، ورئيس وزرائه أشبه بمباراة ودية بين فريقين صديقين.

ويوضح أن طبيعة النظام الحاكم لا تتحمل أي نقد صادر ممن يعملون معه، ويقول "لدي قناعة بأن رئيس الوزراء عقد صفقة مع الرئيس ليتنافسا شكليا في الانتخابات، بينما يحتفظ كل بمقعده بعد انقضائها".

ويعرض باهيمي نفسه للناخبين باعتباره المرشح الأكثر خبرة، حيث سبق أن تولى منصب رئاسة الوزراء مرتين، وتولى حقائب وزارية مختلفة أكثر من 10 مرات.

من جهة أخرى، طالب تحالف المعارضين بحل المؤسسات التي تشرف على الانتخابات، بعد أن رفض المجلس الدستوري اعتماد مرشحيهم، مشيرين إلى أن هذه الانتخابات ستقود إلى أزمة سياسية كبرى بسبب فساد المؤسسات التي تشرف عليها، وخضوعها لسلطة الرئيس المرشح لمنصب الرئاسة.

كما دعا ماسرا أنصاره إلى حراسة أصواتهم لمنع تزويرها، وطلب منهم إرسال صور محاضر نتائج فرز الأصوات إلى أرقام هواتف تم الإعلان عنها في منصات الحزب.

وقال أحد أعضاء تحالف المعارضة -فضل عدم ذكر اسمه- إن ادعاءات ماسرا أنه سيفوز بالرئاسة من الجولة الأولى للانتخابات، ورفع الرئيس الحالي شعارات في حملته الانتخابية تشير إلى حسمه للسباق من الجولة الأولى أيضا، سيقود البلاد لأزمة كبرى بعد الانتخابات، مع وجود تداعيات أمنية لهذا الصراع.

وقال للجزيرة نت إن مجموعة من المعارضين التقوا رئيس الوزراء الحالي، وفهموا من كلامه إنه ينوي إعلان النتائج التي سيحصل عليها فورا.

الموقف الفرنسي والأميركي

لم يصدر عن فرنسا (المستعمر السابق لتشاد) أي موقف معلن حول ترشح ديبي، بالرغم من أهمية موقف باريس في السياسة التشادية، واتهام كثير من المعارضين التشاديين للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأنه أشرف على توريث الحكم في تشاد لديبي، لكن الأخير نشر في سيرته الذاتية قبيل بدء الحملات الانتخابية أن ماكرون نفى أن يكون اعترض على ترشحه للرئاسة.

وكررت واشنطن في عدة مناسبات موقفها من ضرورة امتناع رئيس السلطة الانتقالية الترشح للانتخابات، ففي الثاني من يوليو/تموز 2022 ناشدت القائمة بأعمال السفارة الأميركية في نجامينا ألين ثوروبون أعضاء المجلس العسكري بعدم الترشح للانتخابات والإيفاء بالتزاماتهم بتسليم السلطة للمدنيين.

واعتبر ديبي الموقف الأميركي تدخلا في شؤون بلاده الداخلية، في حين اعتبرت مفوضية الاتحاد الأفريقي أن تمديد الفترة الانتقالية برئاسة ديبي إلى 3 سنوات بدلا من 18 شهرا مخالفة للإطار الذي وافقت عليه مؤسسات الاتحاد.

وربط رئيس مركز دراسات التنمية والوقاية من التطرف أحمد يعقوب -في حديثه للجزيرة نت- بين مجريات الانتخابات الرئاسية وبين مطلب الجيش من الولايات المتحدة وقف نشاطاتها بالقاعدة الجوية في نجامينا، وهي نفس القاعدة التي تستخدمها القوات الفرنسية المتمركزة بالعاصمة، وردت أميركا بسحب قواتها الخاصة مؤقتا من تشاد.

ويقول يعقوب إن من يتابع الموقف الأميركي منذ بداية الفترة الانتقالية، يجد أن واشنطن لا تفضل ترشح ديبي للانتخابات، رغم أن مغادرة القوات الخاصة الأميركية للقاعدة الجوية لا تعني انتهاء الوجود العسكري هناك، إذ يتبقى للولايات المتحدة عدد آخر من القوات مكلف بحماية السفارة والمقرات الدبلوماسية الأخرى نجامينا، يتجاوزون عدد من تم سحبهم مؤقتا من القاعدة الجوية.

معارضون في تشاد يدعون لمقاطعة الانتخابات (الجزيرة) إعلان النتائج

وحذر رئيس الهيئة الوطنية لإدارة الانتخابات أحمد بارتشيريي المرشحين من خرق قواعد الانتخابات في حملاتهم الانتخابية، وأكد أن إعلان النتائج المؤقتة بعد التصويت الذي سيجري في السادس من مايو/أيار ضمن الاختصاص الحصري للجنة الانتخابات، وأن أي إعلان للنتائج قبل نشرها من قِبل لجنة الانتخابات يعتبر محظورا.

وهو تحذير يرى يعقوب أنه موجه للمعارضة وليس لحملة الرئيس، معتبرا أن معظم المرشحين العشرة بالانتخابات يشاركون في المنافسة لإضفاء الشرعية على ما يصدر من نتائج، لكنه يذكر بأنه رغم ما يتردد بأن ماسرا وقع اتفاقا مع ديبي بالمشاركة شكليا في الانتخابات، فإن المتوقع -وفق كثير من المصادر- أن ماسرا سيعلن نتائج الانتخابات قبل إعلانها بشكل رسمي من قِبل لجنة الانتخابات، مدعيا الفوز بها، وهو سيناريو يمكن أن يتسبب في قلاقل كثيرة داخل النظام.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات رئیس الوزراء فی تشاد

إقرأ أيضاً:

حراك لتعديل قانون الانتخابات في العراق.. مناورة سياسية أم إصلاح حقيقي؟

24 فبراير، 2025

بغداد/المسلة: الحراك السياسي حول تعديل قانون الانتخابات في العراق يفتح الباب أمام جدل واسع حول مستقبل العملية الديمقراطية في البلاد.

و في ظل متغيرات سياسية متسارعة، تتباين مواقف القوى بشأن إعادة النظر في آليات الاقتراع وتقسيم الدوائر الانتخابية، وسط مخاوف من أن يكون الهدف الرئيسي هو تقويض فرص المستقلين والقوى الناشئة.

ومن الامثلة على المواقف تجاه التعديل، يبرز موقف تيار الحكمة، بزعامة عمار الحكيم، من تعديل قانون الانتخابات والذي لم يكن لم يكن موحدًا بشكل واضح عبر جميع المراحل، لكنه يعكس بشكل عام توازنًا بين دعم التعديلات التي تخدم الاستقرار السياسي والحفاظ على مصالح التيار ضمن التحالفات السياسية الكبرى.

وفي سياق تعديل قانون الانتخابات الذي أقره البرلمان العراقي في مارس 2023، والذي شهد عودة إلى نظام “سانت ليغو” وتحويل كل محافظة إلى دائرة انتخابية واحدة، لم يُظهر تيار الحكمة معارضة صريحة بارزة مثل تلك التي عبرت عنها الأحزاب المستقلة والصغيرة.

هذا التعديل، الذي رُئي على أنه يصب في مصلحة الكتل السياسية الكبيرة المشكلة للإطار التنسيقي (والذي يضم تيار الحكمة كجزء منه)، لم يلقَ رفضًا علنيًا من التيار. بدلاً من ذلك، يبدو أن تيار الحكمة دعم هذا التعديل ضمن إطار التوافق السياسي مع حلفائه في الإطار التنسيقي، الذين يهيمنون على البرلمان ويدعمون حكومة محمد شياع السوداني.

في الوقت نفسه، تيار الحكمة لم يكن من الأصوات الداعية بقوة للتعديلات الجذرية التي طالبت بها القوى المستقلة أو الحركات الاحتجاجية التي ظهرت بعد تظاهرات 2019. وبدلاً من

ذلك، اتخذ موقفًا عمليًا يتماشى مع الحفاظ على النظام السياسي الحالي مع بعض التعديلات التي تضمن استمرارية نفوذه السياسي.

وعلى سبيل المثال، في الانتخابات السابقة (2021)، استفاد التيار من نظام الدوائر المتعددة لكنه لم يعارض بشدة العودة إلى نظام المحافظة كدائرة واحدة، مما يشير إلى مرونته في التكيف مع التغييرات طالما أنها لا تهدد موقعه ضمن التحالف الحاكم.
كما يرفض التيار فكرة فرض مرشح بعينه لرئاسة البرلمان، في إشارة إلى محاولات بعض الأطراف التأثير على مخرجات العملية السياسية خارج السياق الانتخابي الطبيعي.

والإطار التنسيقي، الذي يضم قوى سياسية شيعية، لم يطرح رسميًا أي مقترح لتعديل القانون الانتخابي حتى الآن، بحسب تصريحات قياديين فيه.

إلا أن هناك انقسامات داخل هذا التكتل حول جدوى التعديل، حيث ترى بعض الأطراف ضرورة إعادة النظر في تقسيم الدوائر الانتخابية بما يخدم تماسك الكتل السياسية الكبرى، بينما تحذر أطراف أخرى من أن ذلك قد يؤدي إلى تصعيد التوترات الشعبية، خصوصًا بعد الحراك الاحتجاجي في السنوات الماضية.

من الناحية الفنية، شهد العراق خلال الانتخابات الماضية تطبيق نظام الدوائر المتعددة لأول مرة، ما أسهم في صعود المستقلين وبعض القوى الناشئة، الأمر الذي أثار مخاوف القوى التقليدية من فقدان هيمنتها السياسية. التعديلات المقترحة – وإن لم تُطرح رسميًا بعد – قد تشمل العودة إلى نظام القائمة المغلقة أو تقليص عدد الدوائر، وهو ما يُنظر إليه على أنه محاولة لتحجيم نفوذ المستقلين.

إحصائيًا، أظهرت نتائج الانتخابات الأخيرة تراجعًا في نسبة المشاركة إلى أقل من 44%، وفقًا لمفوضية الانتخابات، وهو ما يعكس تآكل الثقة الشعبية في العملية السياسية. أي تعديل جديد قد يزيد من حالة العزوف إذا ما اعتبرته الجماهير خطوة لإعادة إنتاج نفس الطبقة السياسية.

في ظل غياب توافق حقيقي بين القوى السياسية، يبدو أن أي محاولة لتعديل القانون ستواجه تحديات كبيرة، خصوصًا مع رفض قوى  إدخال تغييرات قد تؤثر على المسار الانتخابي وتفاقم حالة الانقسام السياسي.

 

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • الزيارات الميدانية للهيئة الوطنية للانتخابات تصل إلى الفيوم.. لهذا السبب
  • زيارات الهيئة الوطنية للانتخابات الميدانية تصل الفيوم
  • مجلس شيوخ تشاد.. المحطة الأخيرة في مسار سياسي مضطرب
  • لليوم الرابع.. الوطنية للانتخابات تستكمل جولاتها الميدانيه على مدارس الصعيد
  • أزمة سياسية عاصفة أم سحابة عابرة.. كوريا الجنوبية على مفترق طرق
  • الثنائي: جاهزون للانتخابات
  • حراك لتعديل قانون الانتخابات في العراق.. مناورة سياسية أم إصلاح حقيقي؟
  • انتهاء فعاليات الجولات الميدانية للهيئة الوطنية للانتخابات في أسيوط.. صور
  • فعاليات «الوطنية للانتخابات» في مدارس أسيوط.. حوارات مع الطلاب ومحاكاة
  • ما تأثير نتائج الانتخابات الألمانية على المهاجرين؟ مخاوف لدى المسلمين