مذبحة الآشوريين الكلدانيين.. لماذا تصوت فرنسا على الإبادة؟
تاريخ النشر: 29th, April 2024 GMT
بغداد اليوم- متابعة
تصوت الجمعية الوطنية الفرنسية على نص يدعو الحكومة إلى الاعتراف بـ"المذابح" التي ارتكبتها السلطات العثمانية في 1915-1918 ضد الآشوريين الكلدانيين، وهي طائفة مسيحية تتحدر من بلاد ما بين النهرين، على أنها إبادة جماعية.
ويلبي "مقترح القرار" الذي قدمه رئيس كتلة النهضة (الغالبية الرئاسية) سيلفان مايار، طلبا متكررا من قبل هذه الطائفة بشأن هذا الاعتراف، على غرار الاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن.
وفيما الإبادة الجماعية للأرمن "معترف بها من قبل الكثير من الدول والمنظمات الدولية، وتعتبر واحدة من عمليات الإبادة الجماعية الأربع المقبولة رسميا في الأمم المتحدة، ويتم إحياء ذكراها في 24 أبريل من كل عام من قبل فرنسا، فإن مذبحة الآشوريين تعاني من عدم الاعتراف بها كإبادة جماعية"، كما ورد في دوافع النص.
وجاء في المقترح أنه "بين عامي 1915 و1918، تعرض السكان الآشوريون في شمال بلاد ما بين النهرين (المناطق الجنوبية الشرقية من تركيا الحالية والمنطقة الشمالية الغربية من إيران) للذبح والتهجير القسري على يد القوات العثمانية والأكراد"، وتطرق أيضا إلى "التحول القسري إلى الإسلام" الذي نظمه "النظام العثماني".
وتختلف التقديرات بشان قتلى الآشوريين، خلال الحرب العالمية الأولى، وهي تدور حول رقم 250 ألف شخص.
صحيفة لاكروا الفرنسة الكاثوليكية الفرنسية قالت في تقرير إن أفراد المجتمعات الآشورية الكلدانية، وغيرها من الطوائف الآشورية، لطالما اعتبروا "خونة" في الإمبراطورية العثمانية، خلال الحرب العالمية الأولى، لاسيما بسبب معتقدهم المسيحي الذي كانوا يتقاسمونه مع أعداء الإمبراطورية الروس.
وتشير المسوعة البريطانية إلى أن الحرب العالمية الأولى والإبادة الجماعية الآشورية، أو "سايفو" (بالآرامية: "السيف")، أدت إلى تحطيم التماسك الثقافي والوحدة السياسية التي سعى المجتمع الآشوري إلى تحقيقها في العقود التي سبقت الحرب.
وتقول إن جاك ريتوري، وهو راهب دومينيكاني فرنسي اعتقله العثمانيون في تركيا، وثق الخسائر التي منيت بها مختلف الطوائف المسيحية الآشورية بين 1915 إلى 1916، وهي 86 في المئة من الكلدان الكاثوليك، و57 في المئة من السريان الأرثوذكس، 48 في المئة من السريان البروتستانت، كما اختفى نحو 18 في المئة من السريان الكاثوليك خلال تلك الفترة.
ويشير إلى أن الحملة اتسمت جميعها بـ"التهجير السكاني، والاختطاف الجماعي، والإذلال العلني للقادة المحليين، والاعتداء الجنسي، والاضطهاد، مما أدى إلى إعادة تشكيل التركيبة السكانية للمنطقة بشكل جذري لأجيال قادمة".
والأشوريون مجموعة عرقية عاشت في المقام الأول في مناطق من إيران والعراق وسوريا وتركيا، التي تعود جذورها إلى الإمبراطورية الآشورية التي حكمت بلاد ما بين النهرين قبل ظهور المسيحية بقرون طويلة.
وتعتبر الانتماءات الدينية عنصرا أساسيا في الهوية الحديثة للآشوريين، لكن التعبير العام عن المجتمع اليوم ينبع في المقام الأول من ماضيه القديم وتاريخه الحديث، الذي يتميز بالتهجير والاضطهاد المستمر.
وعدد السكان الآشوريين في جميع أنحاء العالم ما بين 3-5 ملايين نسمة، مع وجود مجتمعات كبيرة في إيران والعراق وسوريا وتركيا.
وتشمل المكونات الأساسية للهوية الآشورية الحديثة لغة وثقافة متميزة عن تلك الخاصة بالشعوب المجاورة، بما في ذلك العرب والفرس والأكراد والأذربيجانيين.
ويتحدث العديد من الآشوريين اللغة الآرامية، التي تم التحدث بها في منطقة بلاد ما بين النهرين بشكل مستمر منذ حوالي ثلاثة آلاف سنة.
وتشير الموسوعة البريطانية إلى الانقسامات الطائفية بين المجتمعات الآشورية، بما في ذلك كنيسة المشرق الآشورية، والكنيسة الكلدانية الكاثوليكية، والكنيسة السريانية الأرثوذكسية، والكنيسة السريانية الكاثوليكية، والتقاليد المسيحية البروتستانتية.
وقد كانوا يعيشون في مناطق جبلية ونائية من الإمبراطورية العثمانية، وكان بعضهم عديمي الجنسية فعليا، قبل أن تبدأ الحملة ضدهم.
والمجازر التي حدثت للآشورين وقعت في الفترة من أكتوبر 1914 إلى يوليو 1918، في المناطق التي تشمل شمال غرب إيران الحالية، وغرب الأناضول، وشمال العراق، وذلك من قبل القوات العثمانية وبعض القبائل الكردية خلال الحرب العالمية الأولى.
وقد ارتكبت هذه المجازر من أجل تجانس الإمبراطورية العثمانية و"تتريك" البلاد من خلال القضاء على الجماعات غير التركية وغير المسلمة.
وبدأ القتل الجماعي للمدنيين الآشوريين خلال الاحتلال العثماني لأذربيجان من يناير إلى مايو 1915، حيث ارتكبت المجازر على يد القوات العثمانية والأكراد الموالين للعثمانيين.
وفي مقاطعة بدليس في تركيا، انضمت القوات العثمانية العائدة من بلاد فارس إلى القبائل الكردية المحلية لقتل السكان المسيحيين المحليين (الأرمن والآشوريين).
هاجمت القوات العثمانية والأكراد قبائل حكاري الآشورية في منتصف عام 1915، وطردتهم بحلول سبتمبر .
وشرع المحافظ محمد رشيد إبادة جماعية لجميع الطوائف المسيحية في محافظة ديار بكر، بما في ذلك المسيحيين السريان، لتبقى فقط مقاومة مسلحة متفرقة في بعض أجزاء طور عابدين، التي تقع في جنوب شرق تركيا.
وفي مؤتمر السلام بباريس عام 1919، قال الوفد الآشوري الكلداني إن خسائر طائفته بلغت 250 ألف شخص، أي حوالي نصف عدد السكان قبل الحرب.
ولا تعرف دقة هذا الرقم، وقد تم تعديل تقدير عدد القتلى ليصل إلى نحو 275 ألفا في مؤتمر لوزان بسويسرا، عام 1923، الذي حدد مصير الإمبراطوية العثمانية.
وقد حظيت عملية قتل الآشوريين بقدر أقل من الاهتمام من قبل الخبراء والباحثين مقارنة بمذبحة الأرمن.
المصدر: الحرة
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: الحرب العالمیة الأولى فی المئة من من قبل
إقرأ أيضاً:
لماذا لم تخبرني بهدف الحرب.. ردة فعل هاليفي على تصريح كاتس تثير المغردين
يستمر جيش الاحتلال الإسرائيلي بحربه على جنوب لبنان منذ أكثر من شهر ونصف، والتي يقول حزب الله اللبناني إنه يكبده فيها خسائر كبيرة، لكن المسؤولين الإسرائيليين يؤكدون استمرار الحرب على لبنان حتى تحقيق عدة أهداف، أهمها انسحاب حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني.
وعقب زيارة ميدانية أجراها يسرائيل كاتس وزير الدفاع الإسرائيلي المعين مؤخرا برفقة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي إلى المنطقة الشمالية، أدلى الوزير ببيان صحفي يرافقه فيه رئيس الأركان، قال فيه إن "الجيش الإسرائيلي لن يوافق على وقف إطلاق النار أو يسمح بأي تسوية لا تشمل تحقيق أهداف الحرب، والتي تتضمن نزع سلاح حزب الله".
وقد انتشر جزء من المقابلة بشكل كبير بين رواد وسائل التواصل الاجتماعي، وتفاعل المغردون معه بشكل واسع، حيث يظهر في الجزء المقتطع من الفيديو ردة فعل غريبة لرئيس الأركان هرتسي هاليفي لحظة قول وزير الدفاع "نزع سلاح حزب الله"، وكأن التصريح غير مرتب له، أو أنه لم يتم الاتفاق على نزع سلاح الحزب كأحد أهداف الحرب.
حيث نشر أحد المغردين الفيديو معلقا: "شاهد ردّة فعل رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الذي تفاجأ بالهدف الذي حدده وزير الدفاع الجديد للحرب في الشمال".
شاهد ردّة فعل رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الذي تفاجأ بالهدف الذي حدده وزير الدفاع الجديد للحرب في الشمال، وهو نزع سلاح حزب الله . pic.twitter.com/09NIsDJOYf
— Tamer | تامر (@tamerqdh) November 13, 2024
لتنهال الردود والتعليقات على الفيديو، بين من استنكر التصريح بالقول "هم يعلمون يقينا أنهم لن يستطيعوا القضاء على حماس فكيف يمكنهم القضاء على حزب الله؟"، وفي ذلك إشارة إلى أن جيش الاحتلال الذي لم يتمكن خلال عام من الحرب على قطاع غزة من نزع سلاح المقاومة والقضاء على حماس، حيث إن القطاع محاصر، ولا تملك المقاومة خطوط إمداد يمكن من خلالها تعويض خسائرها في الأسلحة والذخائر، فهل يتمكن من تحقيق هدفه من الحرب في لبنان ضد حزب الله الذي يملك خطوطا خلفية وشبكات إمداد واسعة.
هم يعلمون يقينا أنهم لن يستطيعو القضاء على حمـ. ـاس فكيف يمكنهم القضاء على حـ. ـزب الله؟
— أوراس54 (@aures_54s) November 13, 2024
في حين اكتفى آخرون بنشر صور وتصميمات ساخرة من التصريح، بالدلالة إلى الخسائر الكبيرة التي يتعرض لها جيش الاحتلال في جنوب لبنان، حيث نشر أحدهم صورة مريض يلف الشاش كامل جسده، وبأيدي وأرجل مكسورة ومعلقة إلى الأعلى، وتحيط به، حيث وضع عليه علم الاحتلال، وكتب تعليق "ربحت الحرب".
المضحك بالموضع انه رئيس أركان الجيش مستغرب و متفاجئ من كلام وزير الحرب الإسرائيلي عن نزع سلاح حزب الله و عندك يلي بالداخل هون حسم الموضوع pic.twitter.com/m95y3AoOUO
— ????Aya Al Atat || آية الأتات ⭕️ (@ayaalatat) November 13, 2024
كما علقت إحدى المغردات على ردة فعل رئيس الأركان قائلة إن المضحك بالأمر أن رئيس الأركان "مستغرب ومتفاجئ من كلام وزير الحرب الإسرائيلي عن نزع سلاح حزب الله"، في حين إن الكثيرين من أبناء لبنان حسموا الموضوع، وكأن هدف نزع سلاح الحزب أمر مسلم به.
«لمين هالصبي؟»
هكذا كانت حال قائد جيش العدو هرتسي هاليفي وهو يستمع إلى وزير الدفاع الجديد يسرائيل كاتس يتحدّث عن أن هدف الحرب هو نزع سلاح #حزب_الله!#جنوب_لبنان#صباح_الخير pic.twitter.com/0eK1EmQTib
— محمّد زَين الدّين|Mohammd Zeïn El Din (@MouhammadE86942) November 14, 2024
وقد كتب معلقون آخرون عن الرد السريع لحزب الله على تصريح وزير الدفاع، حيث أعلن حزب الله استهداف عدة مواقع عسكرية إسرائيلية بصواريخ باليستية، وتعليقا على ذلك، قال أحدهم إن الأهم من تصريح كاتس هو رد الحزب على التصريح "باستهداف مقر وزارة الحرب وهيئة الأركان العامة، وغرفة إدارة الحرب، وهيئة الرقابة والسيطرة الحربية لسلاح الجو في تل أبيب بصواريخ باليستية".
كما سخر أحدهم من التصريح بالقول إن رئيس الأركان انصدم من الهدف الذي حدده الوزير في الجبهة الشمالية، مضيفا: "يبدو أن تقارير وزير الإجرام جاية من جبهة إسناد إسرائيل في لبنان".
صرح وزير الحرب الكيان الإسرائيلي:علينا نزع سلاح حزب الله
لاحظوا أشارة رئيس أركان الجيش ????
لكن الأهم من هذا قد جاءهم الرد على فور من حزب الله باستهداف مقر وزارة الحرب وهيئة الأركان العامة،وغرفة إدارة الحرب،وهيئة الرقابة والسيطرة الحربية لسلاح الجو في #تل_ابيب بصواريخ????بالستية pic.twitter.com/us9N3Oey6O
— أزهر الشمري (@alshmry_azhr) November 13, 2024
ولم يقتصر التفاعل مع تصريح وزير الدفاع في أوساط المغردين العرب، فقد انتشر الفيديو بشكل كبير بين المغردين الإسرائيليين، وشهد تعليقات مشابهة.
فقد نشر المحلل في القناة 12 الإسرائيلية ألموغ بوكر تغريدة قال فيها: "يبدو أن رئيس الأركان فوجئ أيضا بالهدف الذي حدده وزير الدفاع للحرب في الشمال: نزع سلاح حزب الله".
נראה שגם הרמטכל הופתע מהיעד שהציב שר הביטחון למלחמה בצפון: פירוק החיזבאללה מנשקו. pic.twitter.com/wCzo5OtY4Q
— almog boker (@bokeralmog) November 13, 2024
הרצי הלוי נראה מותש מהשטויות שפולט יום יום השר המטומטם. https://t.co/A7NavLHGd8
— ????✈️????️ מאיר אראל????️✌️ (@arelmeiriki) November 14, 2024
كما قال أحد المعلقين إن المفاجأة التي تظهر في ردة فعل رئيس الأركان تبدو وكأنه يقول "لماذا لم تخبرني أنه يجب القضاء على حزب الله" داعيا إلى تقديمه للعدالة بسبب ردة فعله، وإلا "فالويل لنا من يوم الدين"، بحسب وصفه.
הרמטכ״ל הרצי הלוי לא יודע איפה לקבור את עצמו בזמן שהכבש מחרבן מהפה שטויות pic.twitter.com/DrOldBsJay
— Teme Branu ????????????️ (@BranuTeme) November 14, 2024
وتعليقا على لغة الجسد التي أظهرها رئيس الأركان، قال آخر غاضبا: "يبدو أن هرتسي هاليفي مرهق من الهراء الذي يتلفظ به وزير الدفاع الغبي كل يوم".