رغم مشاهد الـ«دارك ويب dark web» القاسية، و«الفُرْجَة» المتواصلة، منذ 205 أيام، على شعبٍ أعزلٍ يُباد، تظل معاناة أشقائنا الفلسطينيين في غزة المكلومة والمحاصَرة، القضية الأولى للمصريين والعرب والمسلمين، وأحرار وشرفاء العالم.
وبعيدًا عن نجاح حملة مقاطعة «الأسماك»، في العديد من المحافظات، بسبب الارتفاع الجنوني في الأسعار، وبدء حملات أخرى خاصة باللحوم والدواجن والبيض، وقضية «الرعاية الإعلانية» للنادي الأهلي، التي شغلت حيِّزًا كبيرًا، وجدلًا واسعًا، وفجَّرت غضبًا جماهيريًّا واسعًا، بعد ترويج مسؤولي القلعة الحمراء، لمنتجات الرعاة، التي تدخل في نطاق «المقاطعة»، إلا أن محور اهتمام المصريين جميعًا يَنْصَبّ على الإجرام «الصهيوني» الذي لم يتوقف.
لكن القضية الأهم، التي شغلت الرأي العام العالمي، وتظل أصداؤها عابرة للقارات، هي «الطوفان الطلابي» في الجامعات الأمريكية، الذي لم يتوقف حتى الآن، رفضًا للحرب على غزة، مثل «نيويورك، كولومبيا، ييل، هارفارد، بنسلفانيا، ماساتشوستس»، التي يواجه طلابها وأساتذتها حملات اعتقال، يؤججها «اللوبي الصهيوني».
المؤسف أنه رغم استمرار الاحتجاجات الطلابية في الجامعات، وحملات الاعتقالات الواسعة، إلا أن الإعلام الأمريكي يواصل تقديم معلومات مغلوطة وأخبار مجتزأة، ليصف المحتجين والأساتذة الجامعيين الداعمين لهذه التحركات، بـ«المعادين للسامية»!
خلال الأيام الفائتة، تابعنا في «بلد الحريات»، إفراطًا كبيرًا في قسوة التعامل مع الطلبة، وإهدارًا غير مسبوق لقيم الديمقراطية وحرية الرأي، التي تتشدق بها الولايات المتحدة، بإيعاز وتحريض من «اللوبي الصهيوني».
قسوة مفرطة ومقصودة وممنهجة مع هؤلاء الطلبة، لأنهم يمثلون أعرق وأرقى الجامعات، المُصَنَّفة عالميًّا، وينتظرهم مستقبل باهر في تولِّي وإدارة أهم المؤسسات الأمريكية، وبالتالي سيكون تأثيرهم واضحًا وبشكل جوهري في مسار اتخاذ القرارات الاستراتيجية.
كما أن هؤلاء الشباب يمثلون «طوفانًا مرعبًا» في المستقبل، لدولة «الاحتلال» و«اللوبي الصهيوني» بالولايات المتحدة، لأن ما يحدث الآن يشير إلى تغير محتمل في الرؤية الإستراتيجية الأمريكية في المستقبل القريب لصالح القضية الفلسطينية، من منظور إنساني، وغير عنصري.
اللافت في الحراك الطلابي، أن الشرطة الأمريكية «المتحضرة» اعتقلت مؤخرًا حوالي 108 طلاب من المتظاهرين الداعمين للفلسطينيين، بعد طلب مباشر من رئيسة جامعة كولومبيا، نعمت «مينوش» شفيق، «مصرية الأصل، وتحمل الجنسيتين الأمريكية والبريطانية»!
«مينوش» ـ التي تعمل رئيسة جامعة بدرجة مُخْبِر ـ قامت بإلغاء المحاضرات المباشرة للطلاب، والاكتفاء بالدراسة عن بُعد، في محاولة لتهدئة ما وصفته بـ«التوتر في حرم الجامعة بنيويورك»، وكانت مواقفها مشبوهة ومخزية، ومجردة من الإنسانية.
أخيرًا.. بعد إدلاء بعض رؤساء الجامعات بشهادتهم في جلسة استماع لجنة التعليم والقوى العاملة بالكونجرس، حول «معاداة السامية» من جانب الطلاب المتظاهرين، كانت الاستقالة المُشَرِّفة هي موقف إنساني عظيم لرئيستي جامعتي «بنسلفانيا» و«هارفارد».
فصل الخطاب:
يقول «الإمام الحُسين بن عليّ»: «إن لم يكن لكم دِينٌ وكنتم لا تخافون الآخرة، فكونوا أحرارًا في دنياكم».
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: دارك ويب نعمت شفيق جامعة كولومبيا مظاهرات الجامعات الأمريكية محمود زاهر حملة مقاطعة الأسماك الشركات الراعية النادي الأهلي ارتفاع الأسعار
إقرأ أيضاً:
طالبان: سنغلق جميع المنظمات غير الحكومية التي توظف النساء
(CNN)-- أعلنت حركة طالبان الأفغانية أنها ستغلق جميع المنظمات غير الحكومية الوطنية والأجنبية التي توظف النساء، وهي أحدث حملة قمع لحقوق المرأة منذ توليها السلطة في أغسطس/ آب 2021.
ويأتي هذا الإعلان بعد عامين من مطالبتها للمنظمات غير الحكومية بتعليق توظيف النساء الأفغانيات، بزعم عدم ارتدائهن الحجاب الإسلامي بشكل صحيح، وفقا لوكالة أسوشيتد برس الأمريكية للأنباء.
وفي رسالة نُشرت، الأحد، حذرت وزارة الاقتصاد من أن عدم الامتثال لأحدث أمر من شأنه أن يؤدي إلى فقدان المنظمات غير الحكومية ترخيصها للعمل في أفغانستان.
وقالت الأمم المتحدة إن المساحة المتاحة للنساء في أفغانستان تقلصت بشكل كبير في العامين الماضيين، وأكدت دعوتها لطالبان لإلغاء القيود.
وقالت مساعدة المتحدث باسم الأمم المتحدة فلورنسيا سوتو نينو مارتينيز: "هذا يؤثر حقًا على كيفية تقديم المساعدة الإنسانية المنقذة للحياة لجميع الناس في أفغانستان، ونحن نشعر بقلق بالغ حيث نتحدث عن بلد يُحرم فيه نصف السكان من حقوقهم ويعيشون في فقر، ويواجه الكثير منهم، وليس النساء فقط، أزمة إنسانية".
وقالت وزارة الاقتصاد إنها مسؤولة عن تسجيل وتنسيق وقيادة والإشراف على جميع الأنشطة التي تقوم بها المنظمات الوطنية والأجنبية.