ينشغل صانع الدمى مهدي كريرة بتحويل عبوات معدنية مستعملة إلى ألعاب متحركة صغيرة، وضعها على طاولة من الطوب في قطاع غزة الذي دمرته الحرب الإسرائيلية على القطاع.

ويدرك كريرة -الذي يدندن وهو يمارس عمله- أن الدمى المتحركة التي يصنعها سترسم البسمة على وجوه أطفال نازحين بسبب حرب مستمرة منذ أكثر من 6 أشهر في قطاع غزة المحاصر.

مبتكر الدمى يقوم بتحويل عبوات معدنية مستعملة إلى ألعاب متحركة صغيرة (الفرنسية)

ويقول وهو يتفقد ألعابا متحركة صنعها "هذه الدمى تجعل الأشياء من حولنا جميلة".

وقبل الحرب، كان لصانع الدمى الفلسطيني متجر كامل من الدمى الملونة، وغالبا ما كان يستعملها لتقديم عروض على مسارح المدينة.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4هل تبالغ في الاعتذار للآخرين.. إليك الأسباب والحلولlist 2 of 4مسجد ليون الكبير.. منارة دينية وثقافية وتحفة معمارية في فرنساlist 3 of 4نورة بوحناش: مقاصد الحداثة مادية وهكذا تسلِّع رمضانlist 4 of 4القراءة النقدية.. كيف تقرأ مقالا فلسفيا وتفهمه؟end of list

وحاليا، باتت عروضه تقام في مخيمات النازحين، بعدما أجبر بسبب القصف الإسرائيلي على الفرار من منزله بمدينة غزة إلى دير البلح وسط القطاع.

كريرة متفقدا ألعابه المتحركة: هذه الدمى تجعل الأشياء من حولنا جميلة (الفرنسية) دمى من المخلفات

على جدران مشغله، علق كريرة مجموعة من الدمى تعلو أجسامها وجوه تعبيرية منحوتة على الخشب أو العبوات المعدنية، في حين أن أطرافها مربوطة بخيوط يستخدمها لجعلها تمشي أو تحرك أفواهها.

وبما أن غزة محاصرة، فيصعب الحصول على مواد خام جديدة، لذا يكتفي بالمخلفات وشباك الصيد وعلب السردين القديمة المختومة بشعار الأمم المتحدة، فيطليها بالألوان لاستخدامها في الدمى التي يصنعها.

يعلق على جدار مشغله دمى تعلو أجسامها وجوه تعبيرية منحوتة على الخشب (الفرنسية)

ويقول كريرة "للأسف، خسرت بعد النزوح الدمى، وعملي في المسارح. تركت كل شيء في مدينة غزة. لم أجد المواد الخام لأصنع الدمى، ونحن محاطون فقط بعلب معدنية بمختلف الأشكال والأحجام".

ويضيف "استخدام هذه المواد المستعملة يحمل فوائد بيئية" مشيرا إلى أن الدمى التي يبتكرها "تروي قصص النازحين والأطفال".

الدمى التي يبتكرها كريرة تروي قصص النازحين والأطفال (الفرنسية) بهجة الأطفال رغم العدوان

وتشير منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" إلى أن الحرب في غزة تسببت بنزوح نحو 850 ألف طفل في القطاع. ويلجأ عدد كبير منهم إلى مخيمات حول دير البلح.

وفي إشارة إلى الحملة الجوية والبرية التي تنفذها إسرائيل بالقطاع المحاصر، يقول كريرة وهو يجلس بجانب كماشته ورأس دمية مطلي "أحاول تقديم عروض لإدخال البهجة إلى قلوب الأطفال في مخيمات النزوح" مضيفا "المهم أن نبقى متجذرين بهذه الأرض رغم العدوان".

لم يجد كريرة المواد الخام ليصنع الدمى سوى بقايا المعلبات المعدنية (الفرنسية)

ويتمسك بالاستمرار في مهنته رغم احتدام المعارك من حوله.

ويقول "المهم أن تبقى وفيا لعملك من خلال ابتكار فنك" مضيفا "لكل منا عمله ومواهبه وفنه، وهو ما يتيح مواصلة نشاطنا رغم الحرب".

كريرة: المهم أن تبقى وفيا لعملك من خلال ابتكار فنك (الفرنسية)

واندلعت الحرب الإسرائيلية على غزة في أعقاب طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، فأدت إلى مقتل أكثر من 34 ألف شخصاً معظمهم مدنيون، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.

وتسببت الحرب أيضا في دمار التراث الثقافي لغزة من مراكز فنون ومتاحف ومبان تاريخية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات اجتماعي

إقرأ أيضاً:

البطلة المصرية جنى الألفي تروي رحلة تتويجها بلقب الدوري الأمريكي لكرة السلة

علّقت البطلة المصرية جنى الألفي، التي كُتب اسمها بحروف من نور، على تتويجها بلقب الدوري الأمريكي لكرة السلة «جامعات» رفقة فريقها يوكن هاسكيز، كأول مصرية تحقق هذا الإنجاز، قائلة:"جئت إلى الولايات المتحدة وأنا في عمر 17 سنة، حيث تخرجت مبكرًا من المدرسة في مصر، وقدمت إلى هنا لإتمام دراستي الجامعية."

أحمد فايق عن إنجاز جنى الألفي: أول مصرية تتوج بدوري الجامعات الأمريكي لكرة السلة

وخلال مداخلة عبر تطبيق "زووم" في برنامج "كلمة أخيرة" مع الإعلامية لميس الحديدي، المذاع على شاشة ON، قالت:"ولأنني تخرجت من مصر مبكرًا من المدرسة وجئت للدراسة الجامعية، تمرنت في أول سنة ولم يكن لي الحق في اللعب. كنت أصغر أعضاء الفريق وقتها، واكتسبت الخبرة في السنة الأولى من خلال التدريب مع الفريق."

وأضافت:"رجعت في إجازة الصيف لمصر علشان ألعب مع منتخب مصر للناشئات في كأس العالم لكرة السلة، وتصدرت قائمة الهدافات بمعدل 21.4 نقطة. لكن للأسف، تعرضت لإصابة قوية بقطع في وتر أكيليس، ورجعت أمريكا وعملت عملية جراحية."

وتابعت:"بعد عودتي للولايات المتحدة، لم أتمكن من ممارسة اللعب بسبب فترة العلاج والتأهيل. لكنني واصلت دراستي، وهذه السنة لعبت لأول مرة وحققت هذا الإنجاز، ولم أكن أتخيل أنني سأصل إليه، خصوصًا أنني بدأت ألعب السلة منذ كنت صغيرة جدًا."
ووجّهت رسالة للجمهور المصري قالت فيها:"بشكر كل شخص دعمني برسالة أو بكلمة حب. الدعم اللي جالي من ناس معرفهاش كان عظيم وساعدني أني أنجح. مكنتش متخيلة كمّ الناس اللي شجعتني في الولايات المتحدة."

كما أشارت إلى أن:"الاهتمام في مصر لا يزال مركزًا على كرة القدم، وحتى كرة السلة النسائية لا تحظى باهتمام واسع حتى الآن."

 والدها هو إيهاب الألفي

يُذكر أن والدها هو إيهاب الألفي، لاعب ومدرب فريق الأهلي لكرة السلة، ووالدتها دينا جودة، لاعبة الأهلي ومنتخب مصر السابقة في الكرة الطائرة.

مقالات مشابهة

  • صانع فخار وخزف: هذه المهنة من أقدم الصناعات الحرفية التراثية
  • «ماسكد وندرلاند» تروي حكايات الطبيعة في «الشارقة القرائي للطفل»
  • صانع حلويات مغربي يدخل موسوعة غينيس بأطول كعكة فراولة في العالم
  • الداخلية تضبط 600 قطعة ألعاب نارية
  • من الرفاهية إلى الرحمة.. البابا فرنسيس يحول لامبورغيني إلى رسالة حب للعالم
  • التشكيك: سلاح خفي في الحرب النفسية التي تشنها المليشيات
  • البطلة المصرية جنى الألفي تروي رحلة تتويجها بلقب الدوري الأمريكي لكرة السلة
  • مناظرة العيدروس للوليد مادبو التي ارجات احمد طه الى مقاعد المشاهدين
  • الإهمال يحول ملاعب قرب بمراكش إلى فضاءات مهجورة
  • مواطن بالطائف يحول اللافندر لوجهة سياحية باستخدامات متعددة