بلاها فراخ| المقاطعة بين ثقافة الشعوب ورقابة الحكومة.. هل سينجح الشعب؟
تاريخ النشر: 29th, April 2024 GMT
تمثل المقاطعات التي ينظمها المواطنون رد فعل قوياً ضد الارتفاع المفرطة في أسعار السلع الأساسية وضغطاً على التجار لتقديم أسعار عادلة بهدف تحقيق التوازن الاقتصادي وتخفيف الضغط على المواطنين.
وتمثل حملات المقاطعة ضربة قاصمة للتجار، الذين كونوا ثروات فاحشة في فترة قصيرة، من خلال التلاعب في أسعار السلع، لكن يبدو أن الفترة المقبلة لن تشهد سوى حالة من الانضباط والتراجع في الأسعار بعد إعلان انخفاض أسعار بعض السلع إلى 40%، وهى تمثل نتيجة ايجابية سريعة للتحرك الشعبي لحملات المقاطعة التي لا يزيد عمرها عن عدة أيام.
انطلقت منذ عدة أيام، حملة لمقاطعة الأسماك من بورسعيد، وقال مؤسسها سعيد الصباغ، إن الحملة لاقت استجابة كبيرة من المواطنين، وانتقلت إلى محافظات أخرى، مثل السويس والإسماعيلية والإسكندرية والشرقية وبني سويف والدقهلية والغربية.
وشاركت جمعية "مواطنون ضد الغلاء" في حملة مقاطعة الأسماك، وقالت في بيان، إنها "ستنفذ حملة المقاطعة في القاهرة لمواجهة رفع الأسعار. ودعت مواطني المحافظة إلى التوقف عن شراء الأسماك والتمسك بالمقاطعة.
وحققت حملة مقاطعة الأسماك نجاحا وانتشارا، وأسهمت في الوصول لسعر عادل للأسماك في بعض المحافظات، وتعد حملات المقاطعة خيارا مؤثرا خاصة للسلع سريعة التلف مثل الأسماك، أو السلع التي لها بدائل.
ورفض المصريون سيطرة التجار على الأسعار وتحديدها من دون رقابة وأجمع المواطنون على شعار "كفاية جشع".
وصلت حملات المقاطعة إلى اللحوم ومن المنتظر أن تتراجع الأسعار خلال الفترة المقبلة، وقد تكون حملات المقاطعة ناقوس خطر يدفع كبار المربين لخفض أسعار اللحوم البلدي التي تتراوح حاليا بين 400 و450 جنيهًا.
وورفع رواد وسائل التواصل الاجتماعي شعار "بلاها فراخ" بعد أن ساهمت حملة ''خليها تعفن" في انخفاض أسعار الأسماك.
من جانبه كشف الدكتور ثروت الزيني نائب رئيس اتحاد منتجي الدواجن، تفاصيل إطلاق حملة بلاها فراخ لمقاطعة شراء الدواجن، ومدى نجاحها في تخفيض الأسعار.
وأوضح ثروت الزيني في مداخلة هاتفية مع وسائل إعلام مصرية أن هناك اكتفاء ذاتيا من الدواجن والبيض خلال الفترة الحالية، ونسبة التراجع في أسعار الدواجن وصلت إلى 20%، وتبلغ نسبة تراجع أسعار البيض نحو 22%.
وأضاف نائب رئيس اتحاد منتجي الدواجن، أنه لابد من الحفاظ على منتجي الدواجن والبيض للوصول إلى حجم تراجع كبير في الأسعار، لأن ثبات معدل الإنتاج هو أساس التراجع والانخفاض في السوق المحلية.
أسعار السلعوأشار ثروت الزيني إلى أن نصيب الفرد من الدواجن والبيض يعتبر أقل من المستوى الموجود في الدول الأخرى، حيث يتم تحديد 12 كيلو للفرد من الدواجن سنويا، و100 بيضة للفرد أيضًا سنويًا، ولا بد من الحفاظ على البروتين الحيواني وإنتاجيته في السوق المحلية.
وخلال ندوة خاصة بموقع "صدى البلد"، قال الدكتور يسري الشرقاوي، مستشار الاستثمار الدولي ورئيس جمعية رجال الأعمال المصريين والأفارقة، إن مقاطعة بعض المنتجات تعبر عن رفض مطلق لغلاء الأسعار في مصر، مشيداً بظاهرة المقاطعة.
وأشار إلى أن المصريين يتمتعون بثقافة كافية تمكنهم من دعم الحكومة في مواجهة ارتفاع الأسعار الناتج عن تسعير بعض التجار.
وأكد أن موجات التضخم في طريقها للانخفاض، وأنه لا يوجد ندرة في السلع الأساسية في مصر، ولكن هناك مشكلات في السلاسل التوريدية والفترة بين مواسم الزراعة.
وتأتي هذه الحملات تنفيذا للجملة الشهيرة التي رددها الرئيس عبد الفتاح السيسي " الحاجة اللي تغلى متشتروهاش "، تزامنا مع المبادرات التي تسابقت الحكومة في إطلاقها لتحقيق حالة من التوازن بين الاسعار والظروف الاجتماعية للمواطن.
وكانت شهدت أسعار السلع الأساسية ارتفاعات ملحوظة خلال الفترة الماضية، حيث استغل معدومي الضمير من التجار حالة الفوضى التي اصابت سعر الصرف للعملة الدولارية، ليتم رفع أسعار السلع المختلفة بصورة تكاد تكون بصورة يومية، مما أشعل حالة الغضب لدى المواطن الذي أصبح عاجزا عن شراء احتياجاته، ولم يجد في النهاية حلا للخروج من هذه الازمة سوى المقاطعة، والتي أثارت نتائج ايجابية تتمثل في خفض الأسعار.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المقاطعات اسعار السلع السلع الأساسية السلع مقاطعة أسعار السلع الأساسية الاسماك مقاطعة الأسماك حملات المقاطعة مقاطعة الأسماک أسعار السلع
إقرأ أيضاً:
الزيني: ارتفاع الطلب على الدواجن في موسم الذروة يؤدي لزيادة الأسعار
أجاب الدكتور ثروت الزيني، نائب رئيس اتحاد منتجي الدواجن، عن سؤال الإعلامية لميس الحديدي، التي تساءلت: "لماذا ترتفع أسعار الدواجن بهذا الشكل؟ كنا قبل فترة عند 85 جنيهًا للكيلوجرام، والآن نتحدث عن 100-120 جنيهًا، رغم أن العلف متوفر، وسعر الدولار لم يرتفع، ولا توجد شكاوى؟".
وقال الزيني:"بالفعل، كانت الأسعار خلال الأشهر الأربعة الماضية تتراوح بين 75 و85 جنيهًا للكيلوجرام، لكن السبب الحالي للزيادة يعود إلى ارتفاع الطلب، فنحن الآن في موسم الذروة (الهاي سيزون)، خاصة بعد إفطار المسيحيين ومع اقتراب شهر رمضان المبارك."
وتابع، خلال لقائه في برنامج "كلمة أخيرة" الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي عبر قناة ON:"استهلاك الدواجن في مصر يرتفع خلال شهر رمضان بنسبة تتراوح بين 30-35%، نظرًا لإقبال الأسر على التخزين، إلى جانب الطلب المتزايد من موائد الرحمن، والتبرعات الموجهة إلى غزة، فضلًا عن وجود ضيوف من اللاجئين في مصر."
وأضاف:"المشكلة الرئيسية التي نواجهها الآن تتعلق بسعر الكتكوت، وهو منتج حي، وتأثر سلبًا بأزمة 2022، حين شهدنا نقصًا في الأعلاف، وارتفاعًا في أسعار الصرف، وندرة في النقد الأجنبي، ما أدى إلى غياب دفعات الجدود والأمهات، وتأثير ذلك امتد حتى الآن."
وتوقع عودة الأسعار إلى الانخفاض بشكل كبير بعد انتهاء شهر رمضان، مؤكدًا: “الدواجن منتج حي، ولا يمكن احتكارها أو تخزينها أو حجبها عن السوق، فالعوامل الرئيسية التي تؤثر على الأسعار هي الإنتاج والإتاحة.”
واختتم حديثه قائلًا:"نحن الآن في مرحلة التعافي، وكثير من المنتجين وضعوا خططًا إنتاجية لضمان استقرار الأسعار وتعويض الفترات الماضية."
وحول أسباب ارتفاع سعر الكتكوت، أوضح:"المشكلة تعود إلى نقص الجدود والأمهات، لكن منذ مارس 2024 بدأ الوضع في الاستقرار وتنتظم الدورات ".
وواصل :" الكتكوت مصدره الجدود والامهات والدورة الانتاجية المطلوبة للجدود 8 أشهر والامهات 8 أشهر بإجمالي 16 شهراً ، ومع انتهاء دورات إنتاجية محددة، من المتوقع أن يعود سعر الكتكوت إلى مستويات الثلاثينات قريبًا في الاسابيع المقبلة ."