احتواء التوتر.. دلالات زيارة الرئيس الإيراني «رئيسي» إلى باكستان
تاريخ النشر: 29th, April 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أجرى الرئيس الإيراني «إبراهيم رئيسي» في 22 أبريل 2024 زيارة إلى الأراضي الباكستانية، فاجئت الجميع كونها تأتي بعدما وصلت حدة التوتر إلى ذروتها بين إيران وباكستان في يناير 2024، جراء قيام الأولى بشن هجوم في إقليم بلوشستان الباكستاني لاستهداف عناصر جماعة «جيش العدل» التي تصنفها إيران "إرهابية" مما أدى لمقتل عدد من المدنيين بينهم أطفال، وهو ما دفع السلطات الباكستانية لاستدعاء سفيرها من طهران بل وشنت القوات المسلحة الباكستانية هجومًا مماثلًا داخل الأراضي الإيرانية وخاصة في قضاء سراوان في محافظة سيستان وبلوشستان، جنوب شرقي إيران.
زيارة مهمة
وتجدر الإشارة أن زيارة «رئيسي» إلى العاصمة الباكستانية إسلام أباد تعد الأولى لرئيس إيراني منذ ثماني سنوات، وقد استغرقت هذه الزيارة يومين، وقد التقى خلالها برئيس وزراء باكستان «محمد شهباز شريف» والرئيس الباكستاني «آصف علي زرداري» إضافة إلى مجموعة من رجال الأعمال والنشطاء الاقتصاديين في باكستان، وقد تناولت مباحثات الرئيس الإيراني مع المسؤولين في باكستان سبل تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين وعدد من الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
ومن اللافت ما قاله الرئيس الإيراني عقب وصوله إلى الأراضي الباكستانية وذلك بالتأكيد على أن باكستان تعد دولة مهمة بمنطقة آسيا وتربطها علاقات تاريخية وحضارية وإسلامية بإيران، بجانب العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية التي تسعى إيران لتنميتها، إذ أعلن «رئيسي» عقب انتهاء الزيارة أن حكومته لزيادة التبادل التجاري والاقتصادي بين طهران وإسلام آباد إلى 10 مليارات دولار سنويا.
وتطرقت هذه الزيارة أيضًا إلى أمن البلدين الجارين، وذلك بإجراء مباحثات لوضع حد للقضايا الأمنية والحدودية العالقة بين البلدين وذلك لتحقيق تطلعات شعبي البلدين في الأمن والاستقرار، وهو ما أكده الرئيس الإيراني قائلًا، "نعتبر أمن باكستان أمننا وأمن الحدود بين البلدين يعود بالنفع على الشعبين".
توقيت الزيارة
وحول أهمية هذه الزيارة في ذلك التوقيت، يقول الدكتور «مسعود إبراهيم حسن» الباحث في الشؤون الإيراني، أنها زيارة مهمة وتأتي في توقيت هام حيث تمر المنطقة بأزمات عدة خاصة فيما يتعلق بالحرب الإسرائيلية في غزة والضربة الإيرانية لإسرائيل، إضافة إلى أنها جاءت بعد توتر كبير في علاقات البلدين خاصة فيما يتعلق بالحدود وتمرد البلوش في باكستان والضربات العسكرية على الحدود بين الحرس الثوري الإيراني والقوات الباكستانية وهو ما زاد من حدة توتر علاقات البلدين.
ملفات رئيسية
ولفت «إبراهيم حسن» في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز» أن الزيارة تهدف لثلاثة ملفات مشتركة، الأول، عودة العلاقات وحل الأزمات المندلعة بين الطرفين، وتشير إلى رغبة إيران في تهدئة حدة التوتر مع جيرانها على الحدود خاصة مع باكستان لإيجاد نوع من التفاهم فيما يتعلق بتمرد البلوش.
وأفاد «حسن» بأن الملف الثاني "اقتصادي" يتعلق بتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين من خلال إبرام اتفاقيات في هذا الإطار، وهي محاولة من قبل طهران للخروج من طاولة العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران وتجاوز قلق باكستان من وقوعها تحت طائلة العقوبات إذ استمرت في علاقاتها بطهران.
وأضاف أن الملف الثالث متعلق بتحديد مصير مشروع خط أنابيب الغاز الإيراني المسال العالق بين البلدين بسبب الضغوط الأمريكية على باكستان، إذ أن هذا المشروع ينقل الغاز الإيراني من فارس إلى إقليم سيستان بجنوب باكستان، ولذلك فإن هذه الزيارة الهدف منها إعادة تفعيل اتفاق الغاز، ولذلك قد ابدت باكستان موافقتها المبدئية ولكنها قد تتحدث مع واشنطن بشأن هذا المشروع لعدم الوقوع تحت طائلة العقوبات الأمريكية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: إيران باكستان زيارة رئيسي إسلام آباد العقوبات الامريكية الرئیس الإیرانی هذه الزیارة بین البلدین
إقرأ أيضاً:
حماس غائبة عن مواجهات الجنوب: دلالات وأبعاد
كتب ابراهيم بيرم في" النهار": كان لافتاً غياب حركة "حماس" في الآونة الأخيرة عن واجهة الفعل ودائرة النشاط الإعلامي والسياسي والعسكري، في الساحة اللبنانية ـ إلى حد أنها بدت كأنها اتخذت قراراً بالاحتجاب والغياب. وما يزيد في مشروعية التساؤل أن الحركة أطلقت في الفترة الأولى التي أعقبت عملية "طوفان الأقصى" حركة نشطة جداً في بيروت عبّرت عن نفسها بالآتي:
- ظهور لقيادات الحركة على مدار الساعة بحيث قيل إن الحركة قد وزعت حضورها القيادي بين الدوحة وبيروت، بحيث خُصّصت الأولى للقيادات المحسوبة على الخط الإخواني وأبرز رموزها خالد مشعل رئيس فرع الحركة في الخارج، فيما العاصمة اللبنانية جُعلت مركزاً للفريق المحسوب على "محور المقاومة" وكان أبرز رموزه القيادي الذي اغتالته الطائرات الإسرائيلية في الضاحية الجنوبية صالح العاروري. وكان القيادي أسامة حمدان يظهر يومياً أمام حشد إعلامي ليقدّم الرؤية العسكرية والسياسية والإعلامية للحركة.
- وعلى المستوى الميداني أظهرت الحركة أنها تشارك في ميدان الجنوب المشتعل منفردة عبر عمليات تنفذها مجموعاتها وتجسّد بعضها في التسلل إلى العمق الإسرائيلي. ونتيجة لذلك خسرت الحركة أكثر من 30 عنصراً ما زالت جثث بعضهم محتجزة عند الإسرائيليين.
وبناءً على كل تلك المعطيات بدا كأن الجهد العسكري لـ"حماس" في الجنوب ممتدّ على نحو يستكمل المواجهات في غزة، التي كانت يومها في ذروتها.
وبناءً على كل هذه المعطيات، كان احتجاب "حماس" في الآونة الأخيرة كأنه انسحاب هادئ من المعركة وهو أمر ترك وراءه جملة تساؤلات حول الأبعاد الكامنة وراء هذا الأداء.
لذا كانت الإجابات والتحليلات متباينة، إذ وجد البعض فيها خطوة قد تكون منسّقة مع الحزب تحت عنوان: أبعدنا نحن عن دائرة الضوء وحيّز المشاركة، فتظهرون أنتم بمظهر المدافع الشرعي الوحيد عن أرضه، بمنأى عن آخرين تضعهم شريحة لبنانية في موضع الغرباء والدخلاء، ومن خلال تلك المعادلة نحيّد نحن مخيّمات اللاجئين المنتشرة في الجنوب وبيروت والشمال والبقاع عن الأذى الإسرائيلي ولا سيما الإغارات الوحشية التي من شأنها إن حصلت أن تضع أكثر من 250 ألف لاجئ في عين العاصفة الإسرائيلية، فضلاً عن أن هذا الانسحاب من شأنه أيضاً أن يخفف من عمليات الاغتيال بالطائرات والمسيّرات لقادة الحركة وكوادرها خصوصاً أنه سبق لإسرائيل أن اغتالت بهذه الطريقة نحو 20 من كوادر الحركة.
من المعلوم أنه سبق لـ"الجهاد" و"الشعبية" أن أعلنتا عن سقوط مقاتلين منهما في المعارك البرية المحتدمة في الجنوب منذ نهاية أيلول الماضي، فكان الأمر بمثابة نفي لفرضية عدم مشاركة الفلسطينيين في المعارك الحالية، فيما ثمة معلومات تؤكد أن مجموعات فلسطينية مقاتلة ومدربة تنتمي لـ"حماس" وسواها من الفصائل تتتمركز في مخيّمات الجنوب وهي لا يمكن أن تنأى بنفسها عن المشاركة في المعركة بأشكال مختلفة خصوصاً إذا ما وصلت القوات الإسرائيلية في زحفها البرّي إلى محيط صور كما يقدّر بعض الخبراء أو أنها بلغت ضفة نهر الليطاني إذا ما صحّت تقديرات أخرى، وهو ما يسمح لها بأن تفرض أمراً واقعاً متقدماً يبيح لها التحرر من أي التزامات تعطيها للبنان أو واشنطن.
وهكذا ثمة من يرى أن قوة "حماس" في لبنان مذخورة ليوم معيّن وأنها بناءً على ذلك تدحض كلّ ما يشاع عن أنها انسحبت من المعركة.