تصوت الجمعية الوطنية الفرنسية على نص يدعو الحكومة إلى الاعتراف بـ"المذابح" التي ارتكبتها السلطات العثمانية في 1915-1918 ضد الآشوريين الكلدانيين، وهي طائفة مسيحية تتحدر من بلاد ما بين النهرين، على أنها إبادة جماعية.

ويلبي "مقترح القرار" الذي قدمه رئيس كتلة النهضة (الغالبية الرئاسية) سيلفان مايار، طلبا متكررا من قبل هذه الطائفة بشأن هذا الاعتراف، على غرار الاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن.

"جهودنا لم تذهب هباء".. الأرمن يحيون ذكرى المذبحة ويحتفلون بقرار بايدن مع إحياء الأرمن السبت، الذكرى السادسة بعد المئة للمجازر التي ارتكبها العثمانيون بحق أسلافهم إبان الحرب العالمية الأولى، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، اعترف الولايات المتحدة بأن ما حدث "إبادة جماعية".

وفيما الإبادة الجماعية للأرمن "معترف بها من قبل الكثير من الدول والمنظمات الدولية، وتعتبر واحدة من عمليات الإبادة الجماعية الأربع المقبولة رسميا في الأمم المتحدة، ويتم إحياء ذكراها في 24 أبريل من كل عام من قبل فرنسا، فإن مذبحة الآشوريين تعاني من عدم الاعتراف بها كإبادة جماعية"، كما ورد في دوافع النص.

وجاء في المقترح أنه "بين عامي 1915 و1918، تعرض السكان الآشوريون في شمال بلاد ما بين النهرين (المناطق الجنوبية الشرقية من تركيا الحالية والمنطقة الشمالية الغربية من إيران) للذبح والتهجير القسري على يد القوات العثمانية والأكراد"، وتطرق أيضا إلى "التحول القسري إلى الإسلام" الذي نظمه "النظام العثماني".

وتختلف التقديرات بشان قتلى الآشوريين، خلال الحرب العالمية الأولى، وهي تدور حول رقم 250 ألف شخص.

صحيفة لاكروا الفرنسة الكاثوليكية الفرنسية قالت في تقرير إن أفراد المجتمعات الآشورية الكلدانية، وغيرها من الطوائف الآشورية، لطالما اعتبروا "خونة" في الإمبراطورية العثمانية، خلال الحرب العالمية الأولى، لاسيما بسبب معتقدهم المسيحي الذي كانوا يتقاسمونه مع أعداء الإمبراطورية الروس.

وتشير المسوعة البريطانية إلى أن الحرب العالمية الأولى والإبادة الجماعية الآشورية، أو "سايفو" (بالآرامية: "السيف")، أدت إلى تحطيم التماسك الثقافي والوحدة السياسية التي سعى المجتمع الآشوري إلى تحقيقها في العقود التي سبقت الحرب. 

وتقول إن جاك ريتوري، وهو راهب دومينيكاني فرنسي اعتقله العثمانيون في تركيا، وثق الخسائر التي منيت بها مختلف الطوائف المسيحية الآشورية بين 1915 إلى 1916، وهي 86 في المئة من الكلدان الكاثوليك، و57 في المئة من السريان الأرثوذكس، 48 في المئة من السريان البروتستانت، كما اختفى نحو 18 في المئة من السريان الكاثوليك خلال تلك الفترة.

ويشير إلى أن الحملة اتسمت جميعها بـ"التهجير السكاني، والاختطاف الجماعي، والإذلال العلني للقادة المحليين، والاعتداء الجنسي، والاضطهاد، مما أدى إلى إعادة تشكيل التركيبة السكانية للمنطقة بشكل جذري لأجيال قادمة".

والأشوريون مجموعة عرقية عاشت في المقام الأول في مناطق من إيران والعراق وسوريا وتركيا، التي تعود جذورها إلى الإمبراطورية الآشورية التي حكمت بلاد ما بين النهرين قبل ظهور المسيحية بقرون طويلة.

 وتعتبر الانتماءات الدينية عنصرا أساسيا في الهوية الحديثة للآشوريين، لكن التعبير العام عن المجتمع اليوم ينبع في المقام الأول من ماضيه القديم وتاريخه الحديث، الذي يتميز بالتهجير والاضطهاد المستمر.

وعدد السكان الآشوريين في جميع أنحاء العالم ما بين 3-5 ملايين نسمة، مع وجود مجتمعات كبيرة في إيران والعراق وسوريا وتركيا. 

وتشمل المكونات الأساسية للهوية الآشورية الحديثة لغة وثقافة متميزة عن تلك الخاصة بالشعوب المجاورة، بما في ذلك العرب والفرس والأكراد والأذربيجانيين.

ويتحدث العديد من الآشوريين اللغة الآرامية، التي تم التحدث بها في منطقة بلاد ما بين النهرين بشكل مستمر منذ حوالي ثلاثة آلاف سنة.

وتشير الموسوعة البريطانية إلى الانقسامات الطائفية بين المجتمعات الآشورية، بما في ذلك كنيسة المشرق الآشورية، والكنيسة الكلدانية الكاثوليكية، والكنيسة السريانية الأرثوذكسية، والكنيسة السريانية الكاثوليكية، والتقاليد المسيحية البروتستانتية.

وقد كانوا يعيشون في مناطق جبلية ونائية من الإمبراطورية العثمانية، وكان بعضهم عديمي الجنسية فعليا، قبل أن تبدأ الحملة ضدهم.

والمجازر التي حدثت للآشورين وقعت في الفترة من أكتوبر 1914 إلى يوليو 1918، في المناطق التي تشمل شمال غرب إيران الحالية، وغرب الأناضول، وشمال العراق، وذلك من قبل القوات العثمانية وبعض القبائل الكردية خلال الحرب العالمية الأولى.

وقد ارتكبت هذه المجازر من أجل تجانس الإمبراطورية العثمانية و"تتريك" البلاد من خلال القضاء على الجماعات غير التركية وغير المسلمة.

وبدأ القتل الجماعي للمدنيين الآشوريين خلال الاحتلال العثماني لأذربيجان من يناير إلى مايو 1915، حيث ارتكبت المجازر على يد القوات العثمانية والأكراد الموالين للعثمانيين. 

وفي مقاطعة بدليس في تركيا، انضمت القوات العثمانية العائدة من بلاد فارس إلى القبائل الكردية المحلية لقتل السكان المسيحيين المحليين (الأرمن والآشوريين). 

هاجمت القوات العثمانية والأكراد قبائل حكاري الآشورية في منتصف عام 1915، وطردتهم بحلول سبتمبر .

وشرع المحافظ محمد رشيد إبادة جماعية لجميع الطوائف المسيحية في محافظة ديار بكر، بما في ذلك المسيحيين السريان، لتبقى فقط مقاومة مسلحة متفرقة في بعض أجزاء طور عابدين، التي تقع في جنوب شرق تركيا. 

وفي مؤتمر السلام بباريس عام 1919، قال الوفد الآشوري الكلداني إن خسائر طائفته بلغت 250 ألف شخص، أي حوالي نصف عدد السكان قبل الحرب. 

ولا تعرف دقة هذا الرقم، وقد تم تعديل تقدير عدد القتلى ليصل إلى نحو 275 ألفا في مؤتمر لوزان بسويسرا، عام 1923، الذي حدد مصير الإمبراطوية العثمانية.

وقد حظيت عملية قتل الآشوريين بقدر أقل من الاهتمام من قبل الخبراء والباحثين مقارنة بمذبحة الأرمن.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الحرب العالمیة الأولى فی المئة من من قبل

إقرأ أيضاً:

حكم صيام الست من شوال ولماذا كره الإمام مالك صومها؟ لسببين لا يعرفهما كثير

حكم صيام الست من شوال ؟ صيام الست من شوال مستحب شرعًا عند جمهور العلماء، واختلف الفقهاء قديمًا في حكم صيام الست من شوال ، وذهبوا في إلى قولين، القول الأول: رأى جمهور العلماء من الشافعية، والحنابلة، والبعض من المالكيّة، والحنفيّة بأن صيام الست من شوّال مُستحَب، واستدلوا على ذلك بحديث بما رُوي عن ثوبان مولى الرسول عن الرسول -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: «صيامُ شهرِ رمضانَ بعشرةِ أشهرٍ، وصيامُ ستةِ أيامٍ بعدَهُ بشهرينِ، فذلكَ صيامُ السنةِ» ممّا يُؤكّد فضيلة صيام ستّة أيّامٍ من شهر شوّال.

واستدلوا أيضًا بقول الله تعالى: «مَن جاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ عَشرُ أَمثالِها وَمَن جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجزى إِلّا مِثلَها وَهُم لا يُظلَمونَ».

فالآية عامّة تدل على أنّ أجر كلّ العبادات مُضاعَفٌ إلى عشرة أمثالٍ، إلّا الصيام الذي استُثنِي بقول الرسول -عليه الصلاة والسلام- عن الله -عزّ وجلّ-: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ له إلَّا الصَّوْمَ، فإنَّه لي وأنا أجْزِي به، ولَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِن رِيحِ المِسْكِ».

القول الثاني: وردت عن بعض فقهاء المذهب الحنفي، والمالكي كراهة صيام ستّة أيّامٍ من شهر شوّال؛ فقد ورد عن الإمام يحيى بن يحيى؛ وهو فقيهٌ في المذهب المالكيّ، عدم ورود أيّ نصٍّ عن أهل العلم والفقه والسَّلَف يشير إلى أنهّم كانوا يصومون ستّة أيّام من شوّال بعد رمضان؛ خوفًا من وقوع الناس في البِدعة؛ بظنّهم وجوب الصيام.
 

 لماذا كره الإمام مالك صيام الست من شوال؟
 

وكره الإمام مالك صيام الست من شوال بعد الفطر؛ لأنه لم يبلغه صيامها عن أحد من السلف؛ ولأن إلحاقها برمضان قد يترتب عليه اعتقاد عوام الناس كونها جزءا من رمضان ففي الموطأ: قال يحيى: «وسمعت مالكا يقول في صيام ستة أيام بعد الفطر من رمضان: إني لم أر أحدا من أهل العلم والفقه يصومها ولم يبلغني ذلك عن أحد من السلف، وأن أهل العلم يكرهون ذلك ويخافون بدعته وأن يلحق برمضان ما ليس منه أهل الجهالة والجفاء لو رأوا في ذلك خفته عند أهل العلم ورأوهم يعملون ذلك».
 

وقال الباجي فى المنتقى وهو شرح الموطأ: «وهذا كما قال، إن صوم هذه الستة الأيام بعد الفطر لم تكن من الأيام التي كان السلف يتعمدون صومها. وقد كره ذلك مالك وغيره من العلماء، وقد أباحه جماعة من الناس ولم يروا به بأسا، وإنما كره ذلك مالك لما خاف من إلحاق عوام الناس ذلك برمضان وأن لا يميزوا بينها وبينه حتى يعتقدوا جميع ذلك فرضا، والأصل في صيام هذه الأيام الستة ما رواه سعد بن سعيد عن عمر بن ثابت عن أبي أيوب الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من صام رمضان، ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر. وسعد بن سعيد هذا ممن لا يحتمل الانفراد بمثل هذا، فلما ورد الحديث على مثل هذا ووجد مالك علماء المدينة منكرين العمل بهذا احتاط بتركه لئلا يكون سببا لما قاله. قال مطرف إنما كره مالك صيامها لئلا يلحق أهل الجهل ذلك برمضان، وأما من رغب في ذلك لما جاء فيه فلم ينهه. والله أعلم وأحكم».
 

وكراهة صيام تلك الأيام عند فقهاء المالكية مشروط بعدة شروط ذكرها الدردير في شرحه لمختصر خليل عند قوله: كستة من شوال: فتكره لمقتدى به، متصلة برمضان، متتابعة، وأظهرها معتقدا سنة اتصالها.

هل يجوز صيام القضاء وستة أيام من شوال بنية واحدة؟

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إنه يجوز عند كثير من الفقهاء اندراج صوم النفل تحت صوم الفرض، وليس العكس؛ أي لا يجوز أن تندرج نية الفرض تحت نية النفل.

وأفاد بأنه يجوز للمرأة المسلمة أن تقضي ما فاتها من صوم رمضان في شهر شوال، وبذلك تكتفي بصيام قضاء ما فاتها من رمضان عن صيام الأيام الستة، ويحصل لها ثوابها؛ لكون هذا الصيام قد وقع في شهر شوال، وذلك قياسًا على من دخل المسجد فصلى ركعتين قبل أن يجلس بنية صلاة الفرض أو سنة راتبة، فيحصل له ثواب ركعتي تحية المسجد؛ لكون هذه الصلاة التي أداها قبل أن يجلس؛ قال العلامة البجيرمي في "حاشيته على شرح المنهج" (1/ 280): [وتحصل بركعتين فأكثر، -أي يحصل فضلها- ولو كان ذلك فرضًا أو نفلًا آخر، سواء أنويت معه أم لا؛ لخبر الشيخين: «إذَا دَخَلَ أَحَدُكُم الْمَسْجِدَ فَلَا يَجْلِسْ حَتَّى يُصَلِّيَ رَكْعَتَيْ»؛ ولأن المقصود وجود صلاة قبل الجلوس وقد وجدت بذلك].

وتابع: وفي مسألة الصوم قال السيوطي في "الأشباه والنظائر" (1/ 22): [لو صام في يوم عرفة مثلًا قضاءً أو نذرًا أو كفارة، ونوى معه الصوم عن عرفة، فأفتى البارزي بالصحة والحصول عنهما. قال: كذا إن أطلق. فألحقه بمسألة التحية].

وأكمل: على أننا ننبه أن المراد بحصول الثواب عن الأيام الستة إنما هو ثواب أصل السُّنَّة فيها دون الثواب الكامل؛ فقد قال الرملي في "نهاية المحتاج" (3/ 208-209): [ولو صام في شوال قضاءً أو نذرًا أو غيرهما أو في نحو يوم عاشوراء حصل له ثواب تطوعها، كما أفتى به الوالد رحمه الله تعالى تبعًا للبارزي والأصفوني والناشري والفقيه علي بن صالح الحضرمي وغيرهم، لكن لا يحصل له الثواب الكامل المرتَّب على المطلوب]. وهو اتباع رمضان بستة من شوال.

هل يجوز الجمع بين نية قضاء رمضان وصيام الست من شوال؟

اختلف الفقهاء في هذه المسألة على ثلاثة أقوال، القول الأول: يرى أصحابه أن الجمع بين نية صيام الست من شوال ونية قضاء رمضان يصح عن أحدهما لا عن كليهما، وهو مذهب الحنفية، وإن اختلفوا إن صامًا جامعا بين النيتين عن أيهما يقع . فعند أبي يوسف يصح عن قضاء رمضان، لأنه فرض، وعند محمد يصح عن الست، يعني يقع عن النفل، ولا يصح عن القضاء.


دليل أبي يوسف: أن نية الفرض محتاج إليها، ونية النفل غير محتاج إليها، فاعتبر ما يحتاج إليها، وبطل ما لا يحتاج إليها. ودليل محمد: أن بين نية النفل ونية الفرض تنافيا فيصير متطوعا؛ لأنه لم يبطل أصل النية، وأصل النية يكفي للتطوع.

هل يجوز الجمع بين صيام القضاء والست من شوال
القول الثاني: يرى أصحابه صحة الصوم عن الفرض والنفل في حالة الجمع بينهما وهو مذهب المالكية كما في المدونة، وأكثر الشافعية، والرواية المعتمدة عند الحنابلة جاء في المدونة: «في صيام قضاء رمضان في عشر ذي الحجة، وأيام التشريق قلت: ما قول مالك أيقضي الرجل رمضان في العشر ؟ فقال : نعم. قلت: وهو قول مالك ؟ قال: نعم». وفي شرح التنبيه للحافظ السيوطي: «من فتاوي البارزي فإنه قال:" لو صام في يوم عرفة مثلا قضاء أو كفارة أو نذرا ونوى معه الصوم عن عرفة صح وحصلا معا، وكذا إن أطلق».


واستدل أصحاب هذا القول، ما روي عن الأسود بن قيس عن أبيه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: «ما أیام أحب إلىّ أن أقضي فيها شهر رمضان من هذه الأيام لعشر ذي الحجة»، فدل الأثر على جواز تشريك النية بين الفرض والنفل.


القول الثالث: يرى أصحابه عدم جواز التشريك بين النيتين، ولا يصح عن واحد منهما، وهو مذهب بعض الشافعية، ورواية عند الحنابلة، دليلهم: أن الصوم الواجب بطل؛ لعدم جزمه بالنية له، وكذا النفل لعدم صحة نفل من عليه قضاء رمضان قبل القضاء.

دعاء صيام الست من شوال .. واظب عليه قبل الإفطارصيام الست من شوال .. فضلها وحكم صومها متتابعة.. اعرف أحكامها وآراء المذاهب الفقهيةهل يجوز للزوجة صيام الست من شوال دون إذن زوجها؟.. في حالتين فقطهل يجب صيام الست من شوال بشكل متواصل؟.. اعرف آراء الفقهاءهل يجوز صيام الست من شوال قبل القضاء ؟ اعرف آراء الفقهاءصيام الست من شوال وإهداء ثوابه إلى الميت.. دار الإفتاء توضح الحكمصيام الست من شوال بنيتين سنة وفرض.. هل يجوز شرعا؟هل يجوز الجمع بين صيام السِّت من شوال وبين صيام القضاء الواجب؟..الأزهر للفتوى يوضحهل يجوز البدء في صيام الست من شوال قبل قضاء رمضان؟.. اعرف الضوابط الشرعية

حكم الجمع بين نية قضاء رمضان وصيام الست من شوال
وترى لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية، أن الأفضل إفراد نية القضاء عن نية صيام الست من شوال خروجا من الخلاف؛ لأن الخروج من الخلاف مطلوب ومستحب.

وأوضحت: «فإن بدأ بالقضاء من باب: «وعجلت إليك رب لترضى» فله ذلك، وإن بدأ بالست من شوال على اعتبار أن وقت القضاء موسع ووقت الست مضيق فله ذلك، ولو أخذ برأي من يرى جواز الجمع بين النيتين فلا حرج؛ لأنه لا ينكر على المختلف فيه.


لماذا صيام الست من شوال؟

قالت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر، أولًا: إنهورد فضل عظيم وأجر كبير في صيام الست من شوال، وأن من يصومها كتب له أجر صيام سنة كاملة، كما ورد في حديث: «من صام رمضان وأتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر»،منوهة بأن الرسول -صلى الله عليه وسلم-، فسر ذلك الحديث بقوله: «من صام ستة أيام بعد الفطر كان تمام السنة: «من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها»، ونقل الحافظ ابن رجب عن ابن المبارك: «قيل: صيامها من شوال يلتحق بصيام رمضان في الفضل، فيكون له أجر صيام الدهر فرضًا».


وأضافت لجنة الفتوى، ثانيًا: أن صيام الست من شوال بعد رمضان فرصة من تلك الفرص الغالية، بحيث يقف الصائم على أعتاب طاعة أخرى بعد أن فرغ من صيام رمضان، ثالثًا: إنالصياممن العبادات التي تطهر القلوب من أدرانها، وتشفيها من أمراضها، لذلك فإن شهر رمضان موسم للمراجعة، وأيامه طهارة للقلوب، وتلك فائدة عظيمة يجنيها الصائم من صومه، ليخرج من صومه بقلب جديد، وحالة أخرى.


وتابعت: رابعًا: ومن الفوائد المهمة لـ صيام الست من شوال تعويض النقص الذي حصل في صيام الفريضة في رمضان، إذ لا يخلو الصائم من حصول تقصير أو ذنب مؤثر سلبًا في صيامه ويوم القيامة يؤخذ من النوافل لجبران نقص الفرائض، كما قال صلى الله عليه و سلم: «إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ الْمُسْلِمُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الصَّلَاةُ الْمَكْتُوبَةُ، فَإِنْ أَتَمَّهَا، وَإِلَّا قِيلَ: انْظُرُوا هَلْ لَهُ مِنْ تَطَوُّعٍ. فَإِنْ كَانَ لَهُ تَطَوُّعٌ أُكْمِلَتْ الْفَرِيضَةُ مِنْ تَطَوُّعِهِ، ثُمَّ يُفْعَلُ بِسَائِرِ الْأَعْمَالِ الْمَفْرُوضَةِ مِثْلُ ذَلِكَ».

حكم صيام الست من شوال متفرقة
متى يبدأ صيام الست من شوال ؟ ، أنه لا يلزم المسلم أن يصوم الست من شوال بعد عيد الفطر مباشرة، بل يجوز أن يبدأ صومها بعد العيد بيوم أو أيام، وأن يصومها متتالية أو متفرقة في شهر شوال حسب ما يتيسر له، والأمر في ذلك واسع، وليست فريضة بل هي سنة يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها.
 

كيفية صيام الست من شوال

متى يبدأ صيام الست من شوال؟ تباينت أقوال الذين استحبوا صيام ست من شوال في كيفية صيامها، ففيه ثلاثة أقوال في هذه المسألة:أحدها: أنه يستحب صيامها من أول الشهر متتابعة بعد يوم عيد الفطر،وهو قول الشافعي وابن المبارك وغيرهما، وحجة أصحاب هذا القول أنّ اتصالها بيوم العيد أفضل من عدم اتصالها به، وعلة الأفضلية: أن المبادرة في العبادة فيه من الفضائل ما لا يخفى، ولِمَا في التأخير من الآفات، ولكن يحصل أصل السنة بصيامها متتابعة، أو متفرقة في جميع الشهر"
 

ثانيها: إنه لا فرق بين أن يتابعها أو يفرقها من الشهر كله، فكلاهما سواء،وهو قول وكيع وأحمد وغيرهما، وحجة أصحاب هذا القول إن الفضيلة تحصل متتابعة ومتفرقة، والصائم بالخيار إن شاء صامها متتابعة، وإن شاء صامها متفرقة، سواء أكان ذلك في بداية الشهر أم في آخره؛ لأن الحديث ورد بها مطلقا بلا تقييد؛ ولأن فضيلتها أنها تصير مع الشهر ستة وثلاثين يوما، والحسنة بعشر أمثالها، فذلك كثلاثمائة وستين يوما وهو السنة كلها.
 

ثالثها: أنها لا تصام عقب يوم الفطر، بل يتم وصلها بالأيام البيض من شوال، فيصام أيام العاشر والحادي عشر، والثاني عشر من شوال ثم الأيام البيض،وهو قول معمر وعبد الرزاق وعطاء، وغيرهم، وحجة أصحاب هذا الرأي أن الأيام الأولى من شوال هي أيام أكل و شرب، وبما أن الفضيلة تتحصل بصيامها مطلقًا، فالأولى تأخيرها وجمعها مع الأيام البيض؛ لتحصيل فضيلتين: صيام ست من شوال، وصيام الأيام البيض.


 

فضل صيام الست من شوال

ورد حديث صحيح عن صيام ست من شوال يدل على أن من صام شهر رمضان كاملًا ثم صام الست أيام من شوال فيحسب له صيام سنة كاملة، فعنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ».

صيام الست من شوال

ومعنى صيام الدهر كله الذي ذكره النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الشريف، يعني بأن صيام شهر رمضان 30 يومًا وثواب اليوم يوازي عشرة أيام يكون بذلك 300 يوم، ثم يتبعه بصيام ستة من شوال وأيضًا اليوم بعشرة فيكون الأجر 60 يومًا، وهنا يكون المجموع الكلي 36 يومًا، ونضرب هذه الأيام في عشرة أيام يساوي 365 يومًا وهي عدد أيام السنة، وبذلك يكون الإنسان صام الدهر كله كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-.
 

مقالات مشابهة

  • حماس تُدين جريمة الإبادة الإعلامية بعد استشهاد صحفيين في خيمة
  • العثمانية الجديدة على المحك السوري
  • الذهب والفضة ينخفضان مع تصاعد الحرب التجارية التي أعلنها ترامب
  • نسف مزاعم الجيش - هذا ما جري عقب انتشار فيديو "مذبحة المسعفين في رفح"
  • الكشف عن الدولة العربية التي قدمت دعما لحملة القصف على اليمن
  • فضيحة “الدرونز” التي كشفت مشاركة فرنسا في إبادة غزة
  • حكم صيام الست من شوال ولماذا كره الإمام مالك صومها؟ لسببين لا يعرفهما كثير
  • فضيحة “الدرونز” التي كشفت مشاركة فرنسا في إبادة غزة
  • الحرب العالمية التجارية التي أعلنها ترمب لا تخصنا في الوقت الراهن
  • فضيحة الدرونز التي كشفت مشاركة فرنسا في إبادة غزة