جريدة زمان التركية:
2025-07-04@00:29:02 GMT

لمحة عن تاريخ الدبلوماسية

تاريخ النشر: 29th, April 2024 GMT

بقلم: هيثم السحماوي

القاهرة (زمان التركية) –في الإثني عشر مقالاً السابقين في السلسلة كان الحديث عن الدبلوماسية في الشريعة الإسلامية، والآن أبدأ بالحديث عن الدبلوماسية من الجانب الآخر، وهو جانب القانون، على أن أعود مرة أخرى لإكمال الحديث عن الدبلوماسية في الشريعة الإسلامية.

ومن الجدير بالذكر هنا، التذكير بأنه بالحديث عن الدبلوماسية في الشريعة الإسلامية لا يعني على الإطلاق أنها بدأت في هذا العصر، وإنما قد عُمل بالدبلوماسية قبل ذلك بكثير،  بل قبل بداية عصر الحضارات، فقد كانت الدول والإمبراطوريات والقارات المختلفة تتبادل فيما بينها الرسُل محملين بالرسائل، وحينئذ كانت العلاقات الدبلوماسية تهدف إلى إقامة إتفاقيات للصيد وللتجارة وللزواج أو الإنذار بالغزو … الخ، وكان لهؤلاء الرسُل حصانات وامتيازات.

وموجود جزء من هذا التاريخ في سجلات جداريات المايا  في أمريكا الشمالية، وجداريات الإنكا في أمريكا الجنوبية.  أما عن تاريخ الدبلوماسية منذ فترة بداية الحضارة الإنسانية، ومن ناحية اللغة  فتعتبر اللغة( الأكادية )أول لغة دبلوماسية تسجل في التاريخ الإنساني، ومن ناحية المعاهدات، فتعتبر أول معاهدة دبلوماسية تصلنا كاملة هي المعاهدة التي عقدها الملك المصري رمسيس الثاني مع الحيثيين عام 1280 قبل الميلاد.

وإذا ما ألقينا نظرة خاطفة على التاريخ الدبلوماسي، نجد أن في الصين في القرن الثالث قبل الميلاد كانت العلاقات الدبلوماسية تهتم بأمران هامان: وهما العلاقات التجارية مع العالم وتأمين حدود الصين المترامية.

وفي اليونان أتاح تشريع ( بروكسيني) أن يكون لأي مواطن يوناني تختاره سلطة المدينة أن يستضيف قنصل أجنبي فخري،  تكون مهمته الإعتناء بمصالح مواطني الدولة الأجنبية الموجودين داخل الحدود اليونانية.

ويذكر المؤرخ هيرودوت وجود قناصلة يونانيين في مصر خلال القرن السادس قبل الميلاد .

أما في الهند فلقد ازدهرت الدبلوماسية الهندية في عهد الإمبراطور الموري (أشوكا). وكانت الدبلوماسية تقوم على ثلاث محاور وهم،   حمل الرُسل لرسائل محددة وطارئة من الهند، ومجموعة هدفهم القيام بأعمال الجاسوسية،  إضافة إلى الرسُل الذين كانو يسمو بالرسُل الملكين وهم الذين يعملون على تنظيم العلاقات التجارية مع الدول الأخرى.

وفي القرن الثالث عشر ميلاديًّا جاءت الإمبراطورية المغولية بـ  (بايزا) وهو شيء شبيه بجواز السفر الحالي، كان هذا الجواز ثلاث مراتب من حيث أهميته، الأولى ذهبية والثانية فضية والثالثة نحاسية.

وكانت الكنيسة الكاثوليكية بروما ترسل ما يسمي (بمفوضي البابا) للحلفاء لمهمات تشريعية أو سياسية.

أما الدبلوماسية في شكلها المعاصر فيرجع أصولها إلى عصر النهضة، وتحديدًا على يد الدول البازغة شمالي إيطاليا، وفي القرن الثالث عشر  تأسست أولى السفارات.

ولقد اصطلح لقب “سفير” في هذه الفترة وانتقل هذا من إيطاليا إلى باقي دول أوروبا.

وقامت ميلان بإرسال سفيرها إلى فرنسا عام 1455م، وأرسلت أسبانيا سفيرها إلى إنجلترا عام 1487م.

وجاء القرن السادس عشر والدول الأوربية تتبادل البعثات الدبلوماسية فيما بينها، وكانت البعثة الدبلوماسية تضم أحيانًا مائة شخص.

وجاءت المحطة الهامة وهي صلح (وستفاليا) والذي بإتمامه عام 1648 كان بمثابة ميلاد للدول القومية الحديثة، حيث أصبح لكل دولة أوروبية كبرى سفارة أو مفوضية في جميع الدول التي تربطها بها مصالح.

حتى جاءت محطة أخرى في تاريخ الدبلوماسية وهي مؤتمر فيينا عام 1815 الذي كان بين سفراء أوروبا، ووضع نظام للتبادل الدبلوماسي وكان يضع فرقًا في التعامل بين الدول الكبرى والدول ذات المصالح المحدودة، حيث كان للدول العظمى وحدها تبادل البعثات.

ثم كانت المحطة الأهم وأساس الدبلوماسية المعاصرة وهي اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية عام 1961، وهي الاتفاقية التي ستكون الشاهد والمرجع الدائم للحديث عن قضايا كثيرة تخص الدبلوماسية في القانون ابدأ بالحديث عنها من المقال القادم بإذن ربنا.

يسعدني التواصل وإبداء الرأي[email protected]

Tags: الدبلوماسيةتاريخ الدبلوماسية

المصدر: جريدة زمان التركية

كلمات دلالية: الدبلوماسية تاريخ الدبلوماسية عن الدبلوماسیة الدبلوماسیة فی

إقرأ أيضاً:

أكد أن أبواب الدبلوماسية مفتوحة.. عراقجي: لا مفاوضات نووية قريبة

البلاد (طهران)
أكد وزير الخارجية الإيراني أن بلاده، لا تتوقع استئناف المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة في المستقبل القريب، رغم تمسكها بموقفها الرافض لإغلاق قنوات الحوار مع واشنطن. جاء ذلك في مقابلة بثتها شبكة”CBS” الأمريكية، حيث شدد الوزير على أن “أبواب الدبلوماسية مع الولايات المتحدة لن تُغلق أبداً”.
وفيما بدا رسالة مزدوجة تجمع بين التلويح بالمرونة الدبلوماسية والتمسك بالثوابت الإيرانية، أوضح الوزير الإيراني أن العودة إلى طاولة المفاوضات تتطلب”ضمانات واضحة بعدم استهداف إيران خلال فترة المحادثات”، في إشارة إلى رفض طهران لأي هجمات عسكرية أو عقوبات مفاجئة قد تعيق مسار التفاوض.
وفي سياق حديثه عن الملف النووي، أكد الوزير الإيراني أن بلاده لن تتخلى عن برنامجها النووي، واصفاً التكنولوجيا النووية بأنها”إنجاز وطني ومصدر فخر للشعب الإيراني”، مشيراً إلى أن”المعرفة النووية لا يمكن القضاء عليها بالقصف”.
وشدد الوزير على أن البرنامج النووي الإيراني “سلمي بالكامل”، في تكرار للموقف الرسمي الإيراني الذي تنفي من خلاله طهران الاتهامات الغربية بشأن وجود أبعاد عسكرية لبرنامجها النووي.
وفيما يبدو رداً غير مباشر على الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية خلال السنوات الماضية، قال الوزير:” نمتلك القدرة الفنية على إصلاح الأضرار التي قد تلحق بمنشآتنا بسرعة”، مؤكداً استعداد بلاده لمواصلة تطوير برنامجها النووي رغم الضغوط والتهديدات الخارجية.
وتأتي تصريحات وزير الخارجية الإيراني في وقت دعت فيه مجموعة السبع، خلال اجتماعها الأخير، طهران إلى استئناف المفاوضات النووية المتعثرة منذ أكثر من عام، مع التأكيد على ضرورة التزام إيران الكامل باتفاقيات حظر الانتشار النووي وتوفير ضمانات شفافة حول سلمية برنامجها.
ورغم المحاولات الدولية لإحياء الاتفاق النووي الموقع في 2015 والذي انسحبت منه الولايات المتحدة في 2018، إلا أن مسار التفاوض ما زال يواجه عراقيل معقدة تتعلق بعدم الثقة المتبادلة وتصاعد التوتر الإقليمي، وسط مخاوف غربية من تسارع إيران نحو امتلاك قدرات نووية متقدمة.
وفي ظل هذه المؤشرات، يبقى أفق الحل السياسي بين طهران وواشنطن غامضاً، مع استمرار الخطاب الإيراني الرافض للتخلي عن المكاسب النووية من جهة، والدعوة إلى ضمانات حقيقية لحماية مسار التفاوض من جهة أخرى.
ويرى مراقبون أن تصريحات الوزير تعكس تمسك إيران بخيار “الصبر الإستراتيجي”، عبر إبقاء الباب موارباً أمام الدبلوماسية، مع الاستعداد لمواجهة كافة السيناريوهات في ظل تصاعد الضغوط الأميركية والغربية.

مقالات مشابهة

  • أنشيلوتي أنقذ صفقة القرن.. كروس كاد ألا يرتدي قميص ريال مدريد!
  • مسؤولة أممية تدعو لقطع العلاقات التجارية مع إسرائيل بسبب غزة
  • المصالح الأجنبية تعمّق الحرب في السودان ولا سبيل لإيقافها سوى الدبلوماسية الإقليمية
  • أكد أن أبواب الدبلوماسية مفتوحة.. عراقجي: لا مفاوضات نووية قريبة
  • مزاد دولي يعرض أربع قطع أثرية يمنية نادرة وسط مطالبات بوقف تهريب تراث اليمن
  • وزير الخارجية الإيراني يؤكد أن مواقف أوروبا الخاطئة تجعل مسار الدبلوماسية أكثر صعوبة
  • نادية صبرة تكتب: خدعة القرن فى الشرق الأوسط
  • ما مستقبل الدبلوماسية الأوروبية في الملف النووي الإيراني؟
  • وزبر خارجية إيران: أبواب الدبلوماسية لن تُغلَق أبداً
  • “ملامح متغيّرة”.. معرض فني يوثّق تطوّر الحركات الفنية في الخليج خلال القرن العشرين