شاركت د. هالة السعيد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية ومحافظ مصر لدى مجموعة البنك الإسلامي للتنمية؛ باجتماع المائدة المستديرة للمحافظين لمناقشة مُقترح إنشاء نافذة مُبتكرة للتمويل المُيسَّر للدول الأقل نموًا الأعضاء في البنك، والمنعقد ضمن أعمال النسخة الـ 49 من الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك بالعاصمة السعودية الرياض؛ خلال الفترة ما بين 27 إلى 30 أبريل، والتي تتزامن مع احتفالية اليوبيل الذهبي للبنك بمناسبة مرور 50 عامًا على إنشائه.

وخلال الاجتماع توجهت د.هالة السعيد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية بالشكر للدكتور محمد الجدعان وزير المالية في المملكة العربية السعودية ورئيس مجلس محافظي البنك الإسلامي للتنمية، وكذلك الدكتور محمد بن سليمان الجاسر رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، موضحة أن تلك الجلسة تمثل فرصة جيدة للحوار وتبادل الآراء والخبرات والتجارب الناجحة بين الدول الأعضاء حول مُقترح إنشاء نافذة مُبتكرة للتمويل المُيسَّر للبُلدان الأقل نموًا الأعضاء في البنك الإسلامي للتنمية والتي يبلغ عددها 25 بلدًا من الدول الأعضاء الـ57 .

وردًا على تساؤل حول رأي المحافظين في إنشاء نافذة مستقلة للتمويل المُيسَّر تمكِّن من تدارك نقص الموارد الميسَّرة الموجَّهة في البنك للبُلدان الأعضاء الأقل نمواً، فقد ثمنت د.هالة السعيد مُقترح البنك بإنشاء آلية التمويل المُبتكرة للبُلدان الأقل نموًا خصوصاً والتي جاءت تلبية لدعوة السادة المحافظين في اجتماع العام الماضي، موضحة أنها تمثل آلية تؤكد التضامن والتآزر بين الدول الأعضاء، وفرضتها الظروف والتحديات التي تواجه عددًا كبيرًا من الدول الأعضاء وبخاصة الدول الأقل نمواً في النفاذ إلى أسواق التمويل والحصول على التمويلات بالقدر المطلوب والشروط المُيسَّرة المناسبة نظرًا لعدم قدرتها على تحمل عبء الدين. 

وأشارت السعيد إلى ما تواجهه الدول الأقل نموًا من تداعيات للأزمات المتتالية والمتداخلة التي يشهدها العالم خلال الأعوام الأخيرة ومنها أزمة كوفيد 19، بالإضافة إلى الأزمات الجيوسياسية وأبرزها الأزمة الروسية الأوكرانية، إلى جانب ارتفاع معدلات التضخم العالمي خصوصًا أسعار الطاقة والغذاء، والأزمات الإقليمية، والحرب في غزة، لافتة إلى أن تلك الأزمات غير المسبوقة قد طالت تداعياتها جميع الدول دون استثناء سواء الدول الأقل نموًا أو الدول متوسطة الدخل أو الدول النامية عمومًاً.

وأكدت السعيد أهمية أن تشمل تلك الآلية كذلك تمويل مشروعات تخدم فئات أقل دخلاً أو شريحة من هم أكثر فقرًا في الدول متوسطة الدخل خصوصاً وأن هذه الشريحة تُمثل نسبة كبيرة من سكان تلك الدول، مضيفة أن هذه الدول تأثرت بشدة من جراء الأزمات التي شهدها العالم في الأعوام الأخيرة، ولا يتوفر لديها الحيز المالي الكافي لمواجهة تداعيات تلك الأزمات، فضلًا عن تزايد فجوة التمويل بها، بما يقيد جهودها في سبيل تحقيق أهداف التنمية المستدامة، 

وأوضحت السعيد أن الاضطرابات العالمية التي شهدتها السنوات الأربع الماضية أدت إلى زيادة الاحتياجات التمويلية للدول النامية عمومًا، لتتراوح فجوات التمويل لهذه الدول بين 2.5 تريليون دولار و4 تريليونات دولار سنويًا وفقًا لتقرير تمويل التنمية المستدامة لعام 2024، الصادر عن الأمم المتحدة، مضيفة أن توقعات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD تشير إلى احتمالية زيادة فجوة التمويل في الدول النامية بنسبة 56%.

وأضافت أن تلك الفجوات كانت كبيرة بالفعل قبل عام 2020، إلا أنها اتسعت في السنوات الأخيرة نتيجة لوباء كوفيد-19 والصدمات اللاحقة له، والتي أثرت سلبًا على الموارد، بما في ذلك انخفاض الإيرادات الضريبية بسبب انخفاض معدلات النمو، بالإضافة إلى زيادة اتساع فجوات الاستثمار، وزيادة احتياجات التمويل. 

وتابعت السعيد أن فجوات التمويل تعاني منها الدول الأقل نموًا والدول منخفضة الدخل حيث تقدر فجوات التمويل لكلٍ من هذه الدول بنحو 15-30% من الناتج المحلي الإجمالي، ويرجع ذلك إلى محدودية الموارد بتلك الدول، وضعف القدرات المتاحة لحشد موارد إضافية على الصعيد المحلي، موضحة أن فجوة تمويل التنمية تعد أيضًا أحد أهم التحديات التي تواجه الدول متوسطة الدخل خاصة في ظل الأزمات الاقتصادية والجيوسياسية التي يشهدها العالم في السنوات الأخيرة.

وأكدت السعيد أهمية أن يَنظُر البنك في الآليات الموجودة بالفعل قبل إنشاء آليات جديدة والتي يُمكن تطويرها وتعزيز مواردها بالتنسيق مع الشركاء الآخرين لتحقيق هذا الغرض، ومنها " صندوق العيش والمعيشة" والذي يمثل آلية مُبتكرة لتعبئة الموارد واستهداف المجتمعات الأكثر فقرًاافي الدول الأعضاء بتمويل مختلط مُيسَّر.

وردًا على سؤال حول الوتيرة التي ينبغي أن تُجدَّد بها موارد النافذة المقترحة علمًا بأن البنوك الإنمائية المتعدَّدة الأطراف تُجدِّد مواردها كل 3 أو 4 سنوات، تطرقت د.هالة السعيد إلى توجّه إدارة البنك بتوسيع مصادر وموارد تلك الآلية لتشمل المِنح والمساعدات الخيرية من المؤسسات والدول وغيرها من المصادر، بما يُسهم في حَشد الموارد اللازمة لحجم التمويل الضخم المستهدف أو المطلوب لهذه النافذة، مضيفة أن الأمر متروك لإدارة البنك لدراسة أفضل السيناريوهات لتجديد موارد النافذة في ضوء تجارب المؤسسات الإنمائية متعدّدة الأطراف.

وأشارت إلى ضرورة أن يتسم الاستهداف القطاعي لهذه الآلية المُقترحة بقدرٍ كبيرٍ من المرونة بما يتناسب مع احتياجات الدول وأولوياتها، مضيفة أن هناك قطاعات تُمثل أولوية مشتركة لعددٍ كبيرٍ من الدول الأعضاء وأهمها قطاعات الصحة والتعليم والأمن الغذائي وتوفير المياه وشبكات الصرف الصحي، موضحة أن تلك القطاعات تأثرت بشدة وزادت الاحتياجات بها من جَرَّاء الأزمات المتعاقبة.

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: البنک الإسلامی للتنمیة الدول الأعضاء هالة السعید م بتکرة أن تلک الم یس

إقرأ أيضاً:

“أمين التحالف الإسلامي” يبحث مع رئيس الأركان العامة للجيوش في كوت ديفوار محاربة الإرهاب

المناطق_واس

استقبل معالي رئيس الأركان العامة للجيوش بجمهورية كوت ديفوار الفريق لاسينا دومبيا، اليوم في مقر رئاسة الأركان العامة للجيوش بالعاصمة أبيدجان، الأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب اللواء الطيار الركن محمد بن سعيد المغيدي، والوفد المرافق له, لتعزيز التعاون العسكري والأمني في مجال محاربة الإرهاب.

استعرض اللواء المغيدي خلال اللقاء الدور المحوري الذي يقوم به التحالف الإسلامي في دعم الدول الأعضاء وتعزيز قدراتها في التصدي للإرهاب والتطرف، مشيرًا إلى أن التحالف يعمل على إطلاق مجموعة من المبادرات الإستراتيجية المزمع تنفيذها في كوت ديفوار، والتي تشمل برامج تدريبية، ودورات متخصصة، ودعم فني وتقني لمحاربة الإرهاب وتمويله.

أخبار قد تهمك كوت ديفوار تعلن لأول مرة رصد حالات إصابة بجدري القردة 23 أغسطس 2024 - 1:46 مساءً كوت ديفوار تسجل 28 إصابة بجدري القرود وحالة وفاة واحدة 21 أغسطس 2024 - 10:53 صباحًا

وأوضح الأمين العام للتحالف الإسلامي أن التحالف يحرص على إقامة شراكات قوية مع الدول الأعضاء والمنظمات الدولية والإقليمية، ويعمل على إيجاد حلول شاملة ومستدامة لمحاربة الإرهاب، انطلاقًا من نهج متكامل يشمل الأبعاد الفكرية والإعلامية والمالية والعسكرية.

من جانبه، أكد رئيس الأركان العامة للجيوش بجمهورية كوت ديفوار على أهمية الدور الذي يلعبه التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في دعم الدول الأعضاء من خلال تقديم المساعدات الفنية والتدريبية وبناء القدرات العسكرية والأمنية، مشيرًا إلى أن جمهورية كوت ديفوار تسعى لتعزيز تعاونها مع التحالف في مواجهة التهديدات الإرهابية التي تواجه المنطقة.

تأتي هذه الزيارة في سياق الجهود التي يبذلها التحالف لتعزيز برامج محاربة الإرهاب في الدول الأعضاء، حيث من المقرر أن تشمل المبادرات المطروحة في كوت ديفوار سلسلة من البرامج التدريبية المتخصصة في مجال محاربة تمويل الإرهاب، ضمن إطار “مبادرة بناء الإستراتيجية”، التي تهدف إلى تعزيز قدرات الجهات الأمنية والعسكرية في التعامل مع التهديدات الإرهابية والتحديات المرتبطة بها.

مقالات مشابهة

  • وزيرة التخطيط: زيادة نسبة الاستثمارات العامة الخضراء إلى 55% بحلول 2026
  • “أمين التحالف الإسلامي” يبحث مع رئيس الأركان العامة للجيوش في كوت ديفوار محاربة الإرهاب
  • وزيرة التخطيط تشارك في اجتماعات مجموعة الـ20 بجنوب أفريقيا حول التمويل من أجل التنمية
  • عاشور يُشارك في الاجتماع التشاوري للجان الوطنية للتربية والعلوم في تونس
  • خلافات التمويل تسيطر على انطلاق مؤتمر التنوع البيولوجي بروما
  • الإمارات تترأس الاجتماع الـ 45 لمديري الجمارك العرب في القاهرة
  • رئيس الطيران المدني: إستراتيجيتنا تُركز على تعزيز قدرات القطاع لتلبية احتياجات السياحة الوطنية والتنمية الاقتصادية
  • حفاظًا على الهوية.. حلقة نقاشية بجامعة الدول العربية حول التراث البيئي والتنمية المستدامة
  • وزيرة التخطيط: نتطلع إلى استكشاف آفاق جديدة للشراكة مع الهند
  • وزير التعليم العالي يغادر إلى تونس للمشاركة في اجتماعات الإيسيسكو