حذر المبعوث الأمريكي السابق إلى ليبيا، جوناثان واينر، من تراجع وفشل الدور الأمريكي في ليبيا، مقابل إحكام روسيا قبضتها، حسب وصفه، على الشرق والجنوب الليبي.

واقترح واينر في مقال تحليلي نشره معهد الشرق الأوسط، أن تتوقف واشنطن عن  المراهنة على الأمم المتحدة و”جهودها المتكررة والفاشلة”، داعيا في نفس الوقت لدعم أمريكي ل”ضربات عسكرية ينفذها ليبيون” ضد الوجود الروسي في الجفرة.

وقال واينر،  إن تراجع أمريكا في ليبيا سببه “الإهمال الخبيث لليبيا الذي ميز سياسة ترامب، ثم تأييده شخصياً لحفتر؛ ما أدى إلى شل السياسة الأمريكية وإبطال نفوذها بشكل فعال تماما””.

ويشير المقال إلى ما يعتبره الدور التخريبي الخطير لروسيا حيث “تراجعت مجموعة فاغنر والقوات الروسية المرتبطة بها إلى قاعدة الجفرة الجوية، وأصبحت تختبئ وتبني من هناك شبكة واسعة النطاق من المواقع التي تستخدمها لمساعدة حفتر… وبالاعتماد على ليبيا كقاعدة عسكرية لها، تمكنت روسيا من توسيع نفوذها ودعمها العسكري للحكومات في جميع أنحاء إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى”.

وتحدث واينر عما اسماها “خطوات ضرورية” لمراجعة وتفعيل الدور الأمريكي في ليبيا، وقال إنه للحصول على أي فرصة للنجاح، يجب أن تبدأ المشاركة الأمريكية المكثفة في “إعادة تشكيل بيئة أصبحت مريحة للغاية بالنسبة لحفتر” والجهات الفاعلة الأخرى في الوضع الراهن في ليبيا وكذلك الحكومات الأجنبية التي دعمتهم.

وطالب واينر بإعادة فتح السفارة الأمريكية ووجود دبلوماسيين على الأرض، وأن يستخدم  كبار مسؤولي الأمن القومي الأمريكيين الذين يعملون على ملف ليبيا “أدوات قسرية” متعددة تحت تصرف واشنطن، بما في ذلك قانون “ماغنيتسكي” والعقوبات الأخرى.

ويبقى أخطر التدابير التي اقترحها “واينر”  دعمه بشكل مثير وغير مسبوق لضربات عسكرية تدعمها واشنطن عبر أطراف ليبية لم يحددها ضد الوجود العسكري الروسي في ليبيا، وقال “ينبغي على الولايات المتحدة وحلفائها وشركائها، فضلاً عن أولئك الذين لديهم مصالح استراتيجية متوافقة في ليبيا، أن يعملوا أيضاً على تطوير خيارات تجعل من الصعب على روسيا العمل من قاعدتها الجوية في الجفرة”.

وقال المبعوث الأمريكي السابق، إن بلاده “ستحتاج أيضًا إلى العثور على ليبيين للعمل معهم من بين غير الراضين عن الوضع الراهن والذين يبحثون عن وسائل سياسية – وغير عنيفة – لتغييره” وشدد على أهمية البحث عن هؤلاء الشركاء الجدد خارج من يتصدرون المشهد حاليا في السلطة، معتبرا “العثور على بدائل لمجموعة الشخصيات التي عارضت الانتخابات بنجاح منذ فترة طويلة شرطا أساسيا لأي عملية تقودها الأمم المتحدة في المستقبل – أو بقيادة ليبية – للحصول على أي فرصة لتمكين ليبيا من تجاوز نظام الحكومات الموازية وأمراء الحرب الذين هَمّهم الرئيسي تقسيم الغنائم”.

في هذه الوقت قالت صحيفة “البيان” الإماراتية إن رئيسة البعثة الأممية لدي ليبيا “ستيفاني خوري”  ستعقد لقاءات مع الفرقاء السياسيين، من الغرب والشرق؛ بهدف التعرف على أبرز العراقيل التي تحول دون تجاوز الأزمة المتفاقمة منذ 13 عاما.

وبحسب مصادر الصحيفة إن “خوري” ستلتقي خلال الأيام المقبلة برئيس المجلس الأعلى للدولة محمد “تكالة”، ورئيس حكومة الوحدة الوطنية “عبد الحميد الدبيبة”، ورئيس المفوضية العليا للانتخابات “عماد السائح”، وعدد من السفراء العرب والأجانب، قبل الاتجاه إلى بنغازي لملاقاة رئيس مجلس النواب “عقيلة صالح” و”خليفة حفتر”.

‏وتابعت الصحيفة أن أهم الملفات التي سيتمحور حولها تحرك “خوري” هو تقريب المسافات بين الفرقاء فيما يتصل بملف الانتخابات، وتوحيد المؤسسة العسكرية، والعمل على تشكيل حكومة موحدة لقيادة المرحلة القادمة.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: أمريكا المبعوث الأمريكي السابق ليبيا فی لیبیا

إقرأ أيضاً:

حسني بي لـ«عين ليبيا» يتحدّث عن نتائج رفع سعر الوقود على المواطن: ستزيد إفقار الطبقات الهشة!

تركت الإجراءات الأخيرة التي قام بها مصرف ليبيا المركزي تأثيراتها الواضحة بمختلف القطاعات، حيث كان التأثير الأكبر على المواطن، خاصة الطبقات الهشة، وسط أحاديث عادت للواجهة عن رفع الدعم لا سيما عن الوقود، فما انعكاسات كل ذلك على الاقتصاد؟

وحول ذلك، قال رجل الأعمال “حسني بي”، لشبكة “عين ليبيا”: “إن معرفة الأسباب الحقيقية وراء انهيار الدينار تسلط الضوء على مشكلة رئيسية: الإنفاق العام الذي يتجاوز الإيرادات العامة، مما يؤدي إلى تمويل العجز بواسطة أدوات تمويل نقدية مصدرها مصرف ليبيا المركزي، هذا بدوره يتسبب في انهيار القوة الشرائية للدينار، وارتفاع معدلات التضخم، ما يستدعي تعديل سعر الصرف لاعادة  التوازن”.

وقال حسني بي: “في هذه الأيام، تتداول الأخبار حول حزمة من الإجراءات لمعالجة العجز المالي المالي للميزانية وتقليص التمويل النقدي من قبل المركزي لأي عجز، وبين أروقة البرلمان، تتكرر مبادرات مثل فرض ضرائب على مرتبات العاملين الممولة من الخزانة العامة، والمقدرة بـ65 مليار دينار، بغرض توفير 6 مليارات دينار فقط”و الذي كانت معفاة”.

وقال: في حين أن “جميع العاملين، سواء في القطاعات العامة أو الخاصة، بالإضافة إلى أصحاب المهن الحرة، يخضعون بالفعل لضريبة مرتبات تتراوح نسبتها حول 10%، مع إعفاءات بسيطة للمتزوجين ومن لديهم أطفال”.

وأضاف: “الحديث الأكثر تفاعلاً يدور حول إصدار تشريعات للإلغاء التدريجي للدعم، وتشير المقترحات إلى رفع سعر لتر البنزين من 150 درهماً إلى 500 درهم، مما يعني تقليص الدعم من 97% إلى 85%، الهدف هو الحد من الاستغلال والتهريب والسرقات، لكن  تأثير  ما يتداول محدود، لا يحقق سوى ضغط أكبر على الطبقات الهشة، والعوائد المحققة لا تتعدى ملياري دينار  ولا تقلص  شيء من التهريب والإهدار”.

وقال: “شخصياً، أعارض أي إلغاء أو تعليق للدعم دون تقديم بدائل نقدية مباشرة وشاملة  للمواطن. نموذج البديل النقدي، اعتمدته العديد من الدول، يتمثل في استبدال الدعم السعري بدعم نقدي فوري، يوجه مباشرة إلى المواطن”.

وأضاف: “للأسف، المقترحات الحالية لرفع الدعم السعري الجزئي لن تسهم في تحسين الوضع بل ستزيد الفئات الهشة فقراً”.

وقال حسني بي لشبكة عين ليبيا: “إذا أقرّ مجلس النواب رفع سعر الوقود إلى 500 درهم، فمن الضروري تعويض المواطن نقدياً عن حصته في الدعم، ذلك سيضمن للمواطنين القدرة على شراء حصتهم من الوقود دون أن يتضرروا من ارتفاع الأسعار”.

وأضاف: “باختصار، رفع سعر الوقود دون تعويض نقدي سيؤدي إلى إفقار الطبقات الهشة بشكل أكبر، وهذا أمر مرفوض تماماً”.

وختم بالقول: “الخيار الأفضل يكمن في تنفيذ استبدال نقدي شامل للدعم، مما يسهم في خفض معدلات الفقر، ترشيد الاستهلاك، تقليص فاتورة المحروقات بنسبة 40%، ودعم الدينار، كما أن عمليات التهريب ستتحول من جريمة إلى تصدير شرعي يساهم في النمو الاقتصادي الداخلي”.

مقالات مشابهة

  • حسني بي لـ«عين ليبيا» يتحدّث عن نتائج رفع سعر الوقود على المواطن: ستزيد إفقار الطبقات الهشة!
  • ترامب يحذر الحوثيين مجددا.. الوقت قد حان للحوثيين للاختباء الآن
  • خبير اقتصادي يُقدّم عبر «عين ليبيا» إجراءات هامّة لتصحيح مسار المركزي
  • أول تصريح من الصين بعد تراجع أمريكا عن بعض الرسوم الجمركية
  • تقرير أميركي يحذر: ليبيا تواجه خطر الانهيار الاقتصادي بسبب تراجع متوقع في أسعار النفط
  • الناتو يحذر من خطط روسيا لنقل الأسلحة النووية للفضاء
  • مصر ترحب باستضافة سلطنة عمان لجولة المفاوضات بين الولايات المتحدة وايران
  • وزير خارجية روسيا يوجه دعوة لدول العالم بشأن رسوم ترامب الجمركية
  • أمين عام حلف الناتو يحذر: روسيا قد تتجه لنشر أسلحة روسية في الفضاء
  • شلقم: ليبيا من بين البلدان التي عانت غياب الخبرة السياسية