الغزيون يحبسون أنفاسهم في انتظار رتوش نهائية على صفقة تهدئة

صفقة مؤجلة أم استباحة رفح؟ هذه هي المعضلة التي ستقسم حكومة الاحتلال، حين تصل إلى نقطة الحسم الاثنين، مع الكشف عن رد حماس المتوقع على الخطة المصرية الجديدة لإنهاء العدوان على غزة.

وعلى نقيض المُخرجات السابقة، وصفت حماس هذا الاقتراح بأنه "جدي"، فيما أعلن البيت الأبيض أن الحركة الفلسطينية لم ترفضه لغاية الآن.

ومن شبه المؤكد أن قبول الطرفين بالاتفاق سيؤدي إلى تأجيل اجتياح رفح.

اقرأ أيضاً : وفد إلى القاهرة.. ما الجديد وكيف سترد حماس على مقترح الهدنة؟

ومساء الأحد، قال مسؤول حماس، سامي أبو زهري: "لقد وعدنا إخواننا في مصر وقطر بأننا جادون في التوصل إلى اتفاق، لكننا لن نستسلم لأي ضغط أمريكي".

كما ألمح مصدر آخر في حماس إلى أن الاقتراح سيقبل، جزئيا على الأقل. وزاد: "حماس لم تحدد أي مشاكل كبيرة في الخطة والأجواء إيجابية ما لم تضع حكومة الاحتلال عقبات جديدة".

وفيما يلي تفاصيل الخطة المصرية الجديدة المفترض أن يرد عليها وفد حماس في القاهرة:

 المحتجزون والأسرى الفلسطينيين

صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية تفيد بأن الصفقة المقترحة تشمل إطلاق سراح عشرات المحتجزين الإسرائيليين الأحياء، ولكن أقل من 40 محتجزا.

وكشفت الصحيفة أن إطلاق سراح 33 محتجزا كان على جدول الأعمال، من فئات: النساء والجنود والبالغين والمرضى والجرحى والمصابين عقليا.

وقال مسؤول رفيع المستوى في الكيان المحتل، إن مدة وقف إطلاق النار ستتحدد وفقا لعدد المحتجزين المفرج عنهم من بين الـ 133 الذين لا تزال حماس تحتجزهم.

وتطالب حماس بالإفراج عن 50 أسيرا فلسطينيا لكل جندي محتجز و30 أسيراً فلسطينيا نظير كل مدني.

 خطة المراحل

البند الأول من الخطة المصرية، يُلتزم الكيان المحتل بوقف جميع الاستعدادات لاجتياح رفح.

أما البند الثاني فيتمثل في إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين على مرحلتين، بفارق زمني 10 أسابيع.

البند الثالث ينص على وقف إطلاق النار لمدة عام، على قاعدة تعهد تل أبيب وحماس بعدم إطلاق النار أو استخدام الأسلحة برا وجوا. وخلال وقف إطلاق النار، سيتم الإعلان عن خطوات لإقامة دولة فلسطينية.

وقال مسؤولون مصريون: إن "الرؤية المصرية هي نتاج كل الجولات السابقة. ويشمل ذلك عودة النازحين إلى شمال غزة، وانسحاب جيش الاحتلال من جزء كبير من محور نتساريم، ومنح حرية التنقل على الطرق الرئيسة في قطاع غزة.

وتقوم الرؤية المصرية على وقف إطلاق نار يشمل تبادل الأسرى وفترات من الهدوء دون تبادل الأسرى".

 الانسحاب من ممر "نيتساريم"

وذكرت مصادر مطلعة على ملف المفاوضات، أن الاقتراح المصري يتضمن أيضا انسحاب قوات الاحتلال من ممر "نيتساريم" الذي سيعود الغزيون من خلاله إلى منازلهم على بعد 3.7 كيلومتر. والذي يشق قطاع غزة إلى شطرين فرض فيه جيش الاحتلال حضورا عسكريا دائما. ويمتد هذا الممر لمسافة تزيد عن 6 كيلومترات، من الحدود مع تل ابيب غربًا ليصل إلى ساحلِ غزة.

 خروج قادة في حماس من غزة للقاهرة؟

وذكرت وكالة أنباء العالم العربي AWP التي تملك مكاتب لها في الرياض ودبي والقاهرة ولندن، أن المرحلة الثانية من اتفاق الهدنة قد تشمل طرد بعض قادة حماس من غزة إلى القاهرة.

 تفاؤل حماسي

 ونقلت قناة "الشرق" السعودية عن مصادر…. قولها إن "حماس راضية عن التقدم في الخطة المصرية الجديدة، لكنها تطلب تضمينها التزاما بإنهاء الحرب أو السلام الدائم، إلى جانب انسحاب إسرائيلي من غزة في نهاية عملية المفاوضات".

عقبات في تل أبيب… هذا الطلب أثار معارضة واسعة النطاق في حكومة الاحتلال. إذ هدد رئيس حزب "المعسكر الرسمي" بيني غانتس، فعليا بمغادرة الحكومة، إذا منعت من التوصل إلى تسوية بشأن صفقة تبادل الأسرى، ترفضها أحزاب اليمين المتطرف.

مناقشات القاهرة

وقالت مصادر مصرية لصحيفة "العربي الجديد" القطرية، إن "مصر دعت مسؤولين أمنيين إسرائيليين للحضور إلى القاهرة، بالتوازي مع وصول وفد حماس مساء الاثنين، من أجل اختصار الوقت وتقديم التوضيحات اللازمة للملاحظات التي ستقدمها حماس في القاهرة".

وفد حماس - برئاسة خليل الحية وزاهر جبارين- سيلتقي مدير المخابرات المصرية عباس كامل. ومن المتوقع أن يناقش مع مسؤولين مصريين نقاطاً في الرد الإسرائيلي على وثيقة قدمتها حماس في وقت سابق، قبل تقديم ردّها النهائي.

ووفقا لوكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، قد يصل الوفد الإسرائيلي إلى مصر في الأيام المقبلة. وذكرت قناة "الحدث" السعودية أن الوفد الإسرائيلي قد يصل إلى القاهرة غدا الثلاثاء، لكنّها أوضحت أن ذلك يعتمد فقط على إيجابية رد حماس.

صحيفة "العربي الجديد" القطرية، أفادت بأن قيادة حماس ترغب في استيضاح تعبيرات استخدمتها تل أبيب في ردها؛ فيما إذا مفردتي "نوايا" أو "استعداد" تصلان إلى مستوى "الالتزام" ببعض شروط حماس؛ مثل الانسحاب من "نيتساريم"، والخروج الكامل من قطاع غزة والوقف الكامل لإطلاق النار.

تعقد المفاوضات الآن بوساطة مصر التي تأمل حلّت مكان قطر فعليا كوسيط رئيس، رغم أنها - وفقا لرويترز- ستجرى في القاهرة بحضور وسطاء مصريين وقطريين.

وكانت سلسلة المفاوضات السابقة في الدوحة والقاهرة تعقد برعاية قطرية رئيسة على مستوى استخباري سياسي ومشاركة مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) وليام بيرنز.

وكانت حماس برئاسة المكتب السياسي للحركة المقيم في الدوحة والاحتلال الإسرائيلي توصلا، بوساطة قطرية ودعم مصري-أمريكي، إلى هدنة دامت أسبوعاً في الثلث الأخير من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. وتخلّل تلك الهدنة تبادل 100 امرأة وطفل مقابل إفراج الاحتلال عن مئات الأسرى الفلسطينيين من النساء والأطفال.

المصدر: رؤيا الأخباري

كلمات دلالية: حركة المقاومة الاسلامية حماس حماس القاهرة رفح الاحتلال مصر الخطة المصریة إلى القاهرة إطلاق النار وقف إطلاق

إقرأ أيضاً:

مفاوضات غزة.. مصادر تكشف "نقاط العرقلة"

نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصدر غربي مطلع على مفاوضات غزة قوله إن "حماس مهتمة بصفقة جزئية لكن إسرائيل هي من تعرقلها".

وأضافت: "طلبت إسرائيل رهائن أحياء أكبر عددا من الذين طلبتهم في الماضي".

وتابعت: "كانت إسرائيل غامضة بشأن نواياها بعد المرحلة الأولى من الاتفاق لكنها اليوم تعلن صراحة حتمية عودتها للقتال".

وأشارت المصادر إلى أن إسرائيل رفضت إطلاق سراح بعض الأسماء التي قدمتها حماس من بين 200 أسير فلسطيني.

نقلت القناة 13 الإسرائيلية عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إنه رغم ما يثار عن جمود المفاوضات بشأن غزة، فإن الطريق إلى الصفقة "ليس مسدودا".

وأضاف المسؤولون للقناة إن "المفاوضات بشأن غزة مستمرة، وتجري مناقشات بشأن المرحلة الأولى من الصفقة التي يتم خلالها إطلاق سراح عدد من الرهائن المحتجزين لدى حماس".

وأشار المسؤولون إلى أن وجود "تقدم في مسألة هوية الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم ومكان الترحيل".

وأكد المسؤولون أن "تنصيب الرئيس الأميركي دونالد ترامب مهم لكنه ليس تاريخا ضروريا في صفقة غزة".

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الأسبوع الماضي، عن صعوبات وعقبات مرتبطة بالمفاوضات الخاصة بوقف إطلاق النار في غزة وتحرير الرهائن.

مقالات مشابهة

  • الاحتلال يرسل وفدا إلى الدوحة لاستكمال مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة
  • وفد إسرائيلي يتوجه إلى قطر بحثاً عن "انفراجة" في مفاوضات غزة
  • أبو مرزوق: سيتم غدًا عقد مشاورات في الدوحة بِشأن وقف إطلاق النار بغزة
  • مفاوضات غزة.. مصادر تكشف "نقاط العرقلة"
  • تعنت إسرائيلي.. الجمود يسيطر على مفاوضات إطلاق النار في غزة.. وجيش الاحتلال يواصل إخلاء شمال القطاع
  • وزير حرب الاحتلال يهدد بهجمات لم تشهدها غزة منذ فترة طويلة لهذا السبب
  • مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة مستمرة .. ولكن !!
  • «القوة القاهرة» الفرصة الأخيرة لبرشلونة لقيد أولمو!
  • مراسل "القاهرة الإخبارية": جيش الاحتلال الإسرائيلي يواصل خرق اتفاق وقف إطلاق النار
  • غزة.. الجمود يسيطر على مفاوضات وقف إطلاق النار وجيش الاحتلال يواصل إخلاء شمال القطاع