وجبة إفطار طفلك تحدد مستواه الدراسي.. وأنواع الطعام ليست سواء
تاريخ النشر: 29th, April 2024 GMT
"أنتِ وطفلك عصبيان ومتوتران، فبينما ينزوي طبق الحبوب وحيدا، تطلبين من طفلك أن يأكل للمرة الـ20، دون أدنى استجابة على الإطلاق. وما إن يهم بتناول لقمة أو اثنتين، أو قبل أن يتناول أي شيء، ستجدين نفسك مضطرة للخروج من المنزل بسرعة، حيث لم يبق على قرع جرس المدرسة سوى 3 دقائق تقريبا".
تلك كانت صورة مصغرة رسمتها أستاذة علوم الأغذية بجامعة جنوب أستراليا الدكتورة إيفانغلين مانتزيوريس، للسباق اليومي الذي تخوضه معظم الأسر مع الزمن كل صباح، للجمع بين الفوز في معركة تناول أطفالهم لوجبة الإفطار، والذهاب إلى المدرسة في الوقت المحدد.
تقول مانتزيوريس إن آخر الأبحاث المتوفرة اعتبارا من أعوام 2011-2012 تشير إلى أن ما يقارب من 12% من الأولاد، و15% من الفتيات الذين تتراوح أعمارهم بين عامين و17 عاما، لا يتناولون وجبة الإفطار.
أما الأطفال بين 14 و17 عاما، فإن حوالي 25% من الأولاد، و36% من الفتيات يفوتون هذه الوجبة. وأوضحت أن هذه العينة من النتائج -وإن كانت أسترالية- تشبه إلى حد ما المعدلات المعلنة لتخطي وجبة الإفطار، في جميع أنحاء العالم.
أهم وجبة لطفلك في اليومفي عام 2020، أجريت مراجعة علمية حول "تزايد ظاهرة تجاهل معظم الأطفال في جميع أنحاء العالم لوجبة الإفطار"، لأسباب تتضمن:
ضيق الوقت نمط الحياة الأسرية عدم الشعور بالجوع في الصباحوأشار التقرير إلى "التأثير السلبي لذلك على الصحة"، إذ قال الباحثون إن وجبة الإفطار هي أهم وجبة في اليوم، "من حيث تأثيرها على ذاكرة ومزاج وأداء الأطفال ولياقتهم البدنية" وإن تناولها بانتظام "يعد أحد أهم المؤشرات الرئيسية لأسلوب حياة صحي".
الأطفال الذين يفوتون وجبة الإفطار لا يستعيدون عادة أي عناصر غذائية فاتتهم خلال بقية اليوم (بيكسلز)ووفقا لموقع "رايز تشيلدرن" الممول من الحكومة الأسترالية، "تمنح وجبة الإفطار الأطفال والمراهقين الطاقة اللازمة للعب والتعلم والتذكر وحل المشكلات، وتقلل من تشتت انتباههم بسبب الشعور بالجوع، مما يساعدهم على الأداء بشكل أفضل في المدرسة".
لهذا يوصي الموقع بضبط منبه طفلك 10 دقائق مبكرا، أو إعداد وجبة الإفطار في الليلة السابقة، إذا كان وقت الصباح المزدحم لا يسمح بفرصة كافية لتناول الإفطار. ويحذر من أن "الأطفال الذين يفوتون وجبة الإفطار، لا يستعيدون عادة أي عناصر غذائية فاتتهم خلال بقية اليوم".
مكونات أساسية لوجبة إفطار طفلك الصحيةبحسب "رايز تشيلدرن"، فإن وجبة الإفطار الصحية للأطفال، يجب أن تتضمن مجموعة متوازنة من الأطعمة، تشمل:
الفواكه والخضروات. البقوليات. الشوفان والحبوب. البيض المسلوق أو الأومليت. خبز الحبوب الكاملة. الزبادي ومنتجات الألبان.كما تؤكد إدارة الغذاء والتغذية التابعة لوزارة الزراعة الأميركية أن وجبة الإفطار الصحية يجب أن تشتمل على 3 مجموعات غذائية رئيسية مثل الحبوب والحليب والفواكه "لتوفر كمية كافية من البروتين والألياف والمعادن والفيتامينات والمغذيات الدقيقة الأخرى".
وجبة الإفطار الصحية للأطفال يجب أن تتضمن مجموعة متوازنة من الأطعمة (بيكسابي)وتقول اختصاصية التغذية السريرية، كارا غان، إن "خيارات الإفطار الذكية تشمل الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات، مثل الفواكه والحبوب الكاملة" وهي أطعمة يتم هضمها بشكل أبطأ، "مما يجعلها توفر إمدادات ثابتة من الغلوكوز اللازم للوقود" إلى جانب منتجات الألبان الغنية بالبروتين والدهون، "التي تضمن حصول الدماغ على ما يكفي من الطاقة حتى موعد الغداء".
الإفطار والمستوى الدراسي لطفلكوفقا لموقع "ذا كونفرزيشن"، أجرى باحثون في علم النفس التربوي مطلع هذا العام، دراسة شملت 648 من طلبة المدارس الثانوية الأسترالية، بمتوسط أعمار من 13-14 عاما، أكملوا استبيانا عبر الإنترنت حول عاداتهم في تناول وجبة الإفطار، وعما إذا كانوا قد تناولوا وجبة الإفطار في ذلك الصباح، وما أنواع الطعام التي يتناولونها عادة على الإفطار.
وذلك لمعرفة ما إذا كان تناول الطلاب لوجبة الإفطار صحيا أم لا، ومدى تأثيره على تحفيزهم وتحسين مستواهم التعليمي، ودافعيتهم للتعلم.
وقدموا إجابات مهمة حول الفرق بين تناول وجبة إفطار صحية، أو وجبة إفطار غير صحية، أو عدم تناول وجبة الإفطار على الإطلاق.
وبالاعتماد على الإرشادات الغذائية الوطنية الأسترالية، سجل العلماء عدد المرات التي يستهلك فيها الطلاب الأطعمة الصحية في وجبة الإفطار، "مثل الفواكه والخضروات ومنتجات الألبان والبروتين والحبوب الكاملة والماء".
وعدد المرات التي تناولوا فيها وجبة إفطار غير صحية، "كالتي تحتوي على عناصر مثل المشروبات الغازية السكرية واللحوم المصنعة والوجبات السريعة والمخبوزات والوجبات الخفيفة غير الصحية".
تناول وجبة إفطار غير صحية يمكن أن يكون مدمرا للتحفيز والإنجاز (بيكسلز) نتائج أثارت دهشة العلماءجاءت النتائج لصالح الطلاب الذين تناولوا وجبة إفطار صحية في صباح اليوم الدراسي، "حيث أظهروا مستويات أعلى من التحفيز والإنجاز، والتحمس لدروس العلوم، والثقة في أداء الواجبات المدرسية، والتركيز على التعلم، مما جعلهم يحصلون على نتائج أعلى في اختبار معرفتهم العلمية".
لكن ما أدهش العلماء، هو أن "الطلاب الذين لم يتناولوا وجبة الإفطار كانت لديهم مستويات منخفضة من التحفيز والإنجاز، مماثلة لتلك التي لدى الطلاب الذين تناولوا وجبة إفطار غير صحية".
وهو ما فسروه بأن "تناول وجبة إفطار غير صحية، يمكن أن يكون مدمرا للتحفيز والإنجاز، لكون تناول الأنواع الخاطئة من الأطعمة لا يغذي العقل أو الجسم بشكل صحيح، مثل عدم تناول وجبة الإفطار على الإطلاق".
والأكثر دهشة أن الدراسة أظهرت أيضا، أن "الطلاب المعروفين بأدائهم الجيد سابقا في العلوم، كانوا يسجلون انخفاضا في الدافع والإنجاز، إذا لم يتناولوا وجبة الإفطار، أو تناولوا إفطارا غير صحي".
أيضا، أكدت النتائج على تعليم الطلاب أهمية تناول وجبة إفطار صحية كل صباح، ثم وجبة خفيفة صحية أيضا في منتصف اليوم، ضمن المناهج الدراسية للصحة والرفاهية.
بالتزامن مع تزويد الآباء بالمعلومات حول أهمية الإبداع في أفكار الوجبات الصحية، وإستراتيجيات تقديمها لأطفالهم، كتغيير صغير وقابل للتحقيق يوميا، يمكن أن يكون له تأثير دراسي إيجابي لصالحهم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات تناول وجبة إفطار وجبة الإفطار تناولوا وجبة
إقرأ أيضاً:
طبيبة: الأطعمة الدهنية توازي الكحول في الإضرار بالكبد
روسيا – يصنف سوء التغذية كأحد العوامل المسببة لظهور العديد من الأمراض، بما فيها أمراض الكبد. فما تأثير الإفراط في تناول الطعام على صحة الكبد، وما هي أكثر المنتجات ضررا للكبد؟.
وتقول الدكتورة نتاليا فاسيليفا أخصائية أمراض الجهاز الهضمي والكبد: “يعلم الجميع أن الكحول في مقدمة المنتجات المضرة للكبد. ولكن الإفراط في تناول الطعام واستهلاك الأطعمة الدهنية والحارة قد يسبب ضررا لا يقل خطورة، لذلك يجب أن ندرك أن التوابل والأطعمة الدهنية مليئة بالسموم التي يجب على الكبد هضمها وإزالة السموم منها”.
ووفقا لها، يمكن أن يؤدي تناول كميات كبيرة من الأحماض الدهنية والأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية، إلى ترسب الدهون في الخلايا الكبدية (الخلايا الرئيسية للكبد). ويؤدي الإفراط في تناول الطعام فترة طويلة إلى تطور مرض الكبد الدهني غير الكحولي، وزيادة مستوى الكوليسترول الضار في الدم، وتطور أمراض القلب والأوعية الدموية. وتشير الطبيبة، إلى أن عدد المصابين بهذه الأمراض في ازدياد مستمر سنة بعد أخرى، وأصبح مشكلة خطيرة.
وتقول: “تشمل الأطعمة الضارة بالكبد الأطعمة تلك المحتوية على نسبة عالية من الدهون الحيوانية، والوجبات السريعة، واللحوم المدخنة، والمقلية، واللحوم الدهنية (لحم الخنزير، والنقانق، وأحشاء الذبيحة). كما تشمل الأطعمة الضارة أيضا الصلصات، والمايونيز، والمشروبات السكرية، ومشروبات الطاقة”.
وتختتم حديثها بضرورة تناول الطعام باعتدال واستبعاد الأطعمة المذكور أعلاه من النظام الغذائي أو على الأقل تقليل تناولها. كما يجب اتباع نمط حياة نشط لأنه يساعد في الحفاظ على الصحة وجودة الحياة.
المصدر: gazeta.ru