السومرية نيوز – محليات

عانت نرجس، وهو اسم مستعار لفتاة في العقد الثالث من عمرها، كإحدى ضحايا العنف الأسري الذي يسمّيه زوجها "تأديباً" ولم تترد عن التفكير بالانتحار للخلاص من حياة مليئة بالقسوة، كما تروي.
وتقول السيدة الثلاثينية إنها تزوجت من قريبها عندما كانت في سن صغيرة، بحكم العادات والتقاليد الاجتماعية التي أجبرتها على ذلك، وكانت على مدى سنوات عدة تتعرض لمختلف أنواع العنف.



وتضيف، أنها كانت تفكر بالانتحار مراراً وتكراراً، لأنها تخشى قضية الطلاق، فعند عودتها إلى أهلها يقنعونها بدورهم بالعودة إلى زوجها خوفا على سمعتهم، وكذلك من أن يطلق عليها في المجتمع كلمة "مطلقة"، وهو الأمر الذي كان يشجع زوجها على زيادة العنف بحقها، ويتذرع عندما تهدده بالشكوى بالقول "القانون معي وأنا أقوم بتأديب زوجتي"، هكذا تروي نرجس قصتها، التي انفصلت في النهاية، وكان القانون إلى جانبها وليس بصالح الزوج.

وتعاني الكثير من النساء من ظاهرة العنف التي تبقى آثارها النفسية والجسدية مستمرة عليهن، وبدورها تلقي هذه الآثار بظلالها على بناء المجتمع، وغالبا ما يكون هذا الأذى الجسدي والنفسي من قبل الأزواج تحت حُجية التأديب التي تم اتخاذها مسلكاً لأفعال تعنيف تترك في كثير من الحالات آثارا كبيرة سواء جسدية أو نفسية على المرأة.

وتتفق ضحية أخرى لم تشأ الكشف عن اسمها، مع نرجس، إذ تقول إنها بعد مدة قصيرة من زواجها بدأت تتعرض إلى سلوكيات عدوانية وتعنيف مستمر، لافتة إلى أنها لا تستطيع نسيان صراخ أطفالها وهي تتعرض للتعنيف الشديد.
وتضيف أن "زوجي كان يظن نفسه أنه يمتلك ثقافة قانونية، وهو أحد خريجي كلية القانون، وإنه كان يمارس العنف تحت طائلة مصطلح التأديب، لكن القضاء رفض وانتصر لي في النهاية".

وصنفت جرائم العنف الأسري حسب إحصائية أعدتها صحيفة "القضاء"، من أبرز قضايا العام الماضي انتشارا في المجتمع العراقي حيث بلغت (18436) دعوى، وسجلت محكمة استئناف بغداد الكرخ ورود (3221) دعوى، تلتها استئناف النجف بـ(2442) دعوى وبعدها كربلاء بـ(2798) دعوى عنف أسري وتباعا لبقية الاستئنافات في كافة المحافظات، ولفتت الإحصائية إلى أن هذه الدعاوى شملت دعاوى العنف الأسري للرجال والنساء وكذلك الأطفال.

وتعليقا على هذه الحالات، يوضح من جهته، القاضي محمد عبد الرحمن، قاضي أول محكمة الجنح في رئاسة استئناف الكرخ أن "القانون يعاقب أولا إجبار الفتيات على الزواج حيث نصت المادة ٩ من قانون الأحوال الشخصية رقم ١٨٨ لسنة ١٩٥٩ المعدل يعاقب بالحبس والغرامة من يجبر زواج القاصر".

وأضاف ان "المادة ٤١ من قانون العقوبات بينت أن لا جريمة إذا وقع الفعل استعمالا لحق مقرر بمقتضى القانون ويعتبر استعمالا للحق: تأديب الزوج لزوجته وتأديب الآباء والمعلمين ومن في حكمهم الأولاد القصر في حدود ما هو مقرر شرعا أو قانونا أو عرفا"، بحسب صحيفة القضاء.

وتابع القاضي أن "مفهوم العنف في قانون العقوبات لم يجد تعريفا محددا لمفهومه حيث ان مفردة العنف في قانون العقوبات العراقي لم تكتب بتعاريف وإنما تركها الى الفقه"، مبيناً أن "العنف هو كل فعل مادي أو معنوي أو امتناع نتيجة استخدام القوة سواء كان تهديدا أو إيذاء فعليا ضد شخص أو مجموعة أشخاص يؤدي الى إصابة أو شعور نفسي".

وأشار القاضي عبد الرحمن إلى أن "أكثر حالات العنف التي تبرز في المجتمع العراقي هي الإيذاء الجسدي والسب والقتل والتهديد"، لافتا الى ان "أكثر الفئات تعرضاً للعنف هي فئة النساء وبمختلف الأعمار".   كما بين أن "في العام السابق ٢٠٢٣ سجلت رئاسة استئناف الكرخ أكثر من 3 آلاف دعوى عن العنف اي ان هذا العدد في جانب الكرخ فقط من العاصمة بغداد ناهيك عن بقية المناطق الاستئنافية"، منوها بأن "وسائل الإعلام يقع على عاتقها تعريف المجتمع بأنواع العنف التي نص عليها قانون العقوبات"، مشيرا الى أن "الجهات التنفيذية من دورها وضع خطة ودراسة لمواجهة مخاطر العنف".

من جانبها، ترى المحامية غفران الطائي أن "الأسباب التي تدفع تعنيف النساء عديدة منها البيئة التي تنشأ بها وتدني المستوى الثقافي والتعليمي وعدم وجود الرادع النفسي او الالتزام الديني"، حيث تشير إلى أن "أكبر الأسباب التي تجعل المرأة تسكت او تعنف هو عدم معرفتها بحقوقها القانونية واستسلامها للفكرة المجتمعية".

وتبين أن "هناك فئات نسوية أخرى مستقلة وتعرف بحقوقها إلا أنها ممكن أن تتحمل التعنيف لأجل صغارها آو ظنا منها إن رضيت بالعنف سيكون لصالح الأسرة او الاولاد وهو واقعا ينعكس سلبا على وضع الأولاد بمرور الوقت".

وتستذكر الطائي أن "القانون وضع فقرات تأديب الزوجة في نص قانوني حد الضرب، لكن حق الزوج في ضرب زوجته إجراء وقائي يقصد منه الإصلاح، أي الضرب غير المبرح، إلا أن الرجال المعنفين لنسائهم استغلوه في ممارسة عنفهم وأباحوا لنفسهم إيذاءهن جسديا ولفظيا ونفسيا وفي المقابل هناك قوانين كثيرة تساند المرأة وتعطيها حقوقها".

المصدر: السومرية العراقية

كلمات دلالية: قانون العقوبات إلى أن

إقرأ أيضاً:

كل ما تريد معرفته عن حيوان ورل النيل في مصر ولماذا ظهر في الجيزة؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

اثار ظهور حيوان زاحف ضخم في مصر الجدل في مواقع التواصل الاجتماعي، وفي هذا السياق توضح “البوابة نيوز”، كافة التفاصيل عن حيوان ورل النيل وما هي طرق التعامل معه عند العثور عليه.

ورل النيل حيوان زاحف ضخم: ينتمي إلى فصيلة الورليات، ويتميز بحجمه الكبير وطوله الذي قد يصل إلى عدة أقدام.
موطنه الأصلي: المناطق الاستوائية في أفريقيا، وخاصة حول نهر النيل.
 مظهره: له جلد قشري متلون، وذيل طويل قوي، ورأس ممدود وأسنان حادة.
 غذاؤه: حيوان آكل للحوم، يتغذى على الأسماك والطيور والثدييات الصغيرة والزواحف والحشرات.


لماذا ظهر ورل النيل في أوسيم الجيزة؟


 توسع العمران: أدى التوسع العمراني إلى تقليص مساحة الأراضي الزراعية والمناطق الرطبة، مما أجبر الحيوانات البرية على البحث عن موائل جديدة.
 التغيرات المناخية: قد تكون التغيرات المناخية وتغير أنماط هطول الأمطار قد أدت إلى تغيير في توزيع الحيوانات.
بحثاً عن الغذاء: قد يكون الورل قد بحث عن مصدر للغذاء في المناطق المأهولة بالسكان.


هل يشكل ورل النيل خطراً على الإنسان؟


غير عدواني: بشكل عام، ورل النيل ليس حيواناً عدوانياً تجاه الإنسان، إلا إذا شعر بالتهديد أو استفز.
دفاع عن النفس: في حالة الشعور بالخطر، قد يلجأ الورل إلى العض أو الضرب بذيله القوي.
 تجنب المواجهة: من الأفضل تجنب الاقتراب من ورل النيل، وإبلاغ الجهات المختصة في حالة رؤيته.


ماذا يجب أن تفعل إذا رأيت ورل النيل؟


الحفاظ على الهدوء: تجنب الهلع والصراخ، وحاول الابتعاد ببطء عن الحيوان.
 إبلاغ الجهات المختصة: اتصل بالدفاع المدني أو الشرطة أو أي جهة مختصة بالتعامل مع الحيوانات البرية.
 عدم محاولة الإمساك به: ترك الحيوان وشأنه، فمحاولة الإمساك به قد يؤدي إلى تعرضك للإصابة أو إصابة الحيوان.


أهمية ورل النيل للبيئة


 جزء من النظام البيئي: يلعب ورل النيل دوراً هاماً في الحفاظ على التوازن البيئي، حيث يساعد في التحكم في أعداد الفرائس.
 مؤشر على صحة البيئة: وجود ورل النيل في منطقة ما يشير إلى وجود بيئة صحية ومتوازنة.


نصائح للحفاظ على ورل النيل


 الحفاظ على البيئة: الحفاظ على البيئة الطبيعية والحد من التلوث.
 تجنب الصيد: عدم صيد ورل النيل أو أي حيوان بري آخر.
 التوعية: نشر الوعي بأهمية الحفاظ على الحيوانات البرية.


فيما اوضحت محافظة الجيزة، بانه في ضوء ما تم تداوله علي مواقع التواصل الاجتماعي من وجود حيوان زاحف من الحرشفيات يدعي "ورل نيلي" يتجول داخل قطعة أرض فضاء بشارع أحمد عرابي بنطاق قرية البراجيل بمركز ومدينة أوسيم، حيث تعد مناطق النيل وفروعه والترع والمصارف والأراضي الزراعية المحيطة هي بيئته الطبيعية وهو لا يعتبر من الحيوانات المفترسة للإنسان.  

فيما كلف المهندس عادل النجار محافظ الجيزة، بتشكيل لجنة من مركز ومدينة أوسيم والطب البيطري والري، حيث تم التحرك فــور الإبلاغ من الأهالي وتم البحث عن الحيوان الذي قد شـوهـد بالمنطقة.
وقد تم اصطياده من قبل مركز ومدينة أوسيم وتسليمه الي مديرية الطب البيطري بالمحافظة مع استمرار المتابعة للترع والمصارف وخطة تطهيرها بشكل دوري من خلال مديرية الري .

مقالات مشابهة

  • بعد انتشاره في السودان.. كل ما تريد معرفته عن مرض الإيدز
  • في محكمة الأسرة.. حالات يجوز فيها رفع دعوى طلاق للضرر
  • كل ما تريد معرفته عن استخراج الفيش الجنائي 2024
  • حال تعنت الزوجة.. 20 إجراء قانونيا يتمسك بها الأزواج للحصول على حقوقهم أمام المحاكم
  • بعد قصفه.. كل ما تريد معرفته عن معسكر زمزم السوداني
  • كل ما تريد معرفته عن حج القرعة 2025.. الرسوم والمستندات
  • تقنية eSIM.. كل ما تريد معرفته عن الثورة القادمة في عالم الاتصالات
  • كل ما تريد معرفته عن حيوان ورل النيل في مصر ولماذا ظهر في الجيزة؟
  • زوجة تشكو "حبستها" في دعوى خلع: مانعني من أصحابي
  • الحكومة تقر معدل الضمان الاجتماعي .. رفع إجازة الامومة وتوريث راتب الزوجة