بيت العائلة المصرية: نعمل على توحيد الصف وإرساء قيم ومبادئ المواطنة
تاريخ النشر: 29th, April 2024 GMT
أكد الدكتور محمد الزهار، مقرر لجنة المواطنة ببيت العائلة المصرية، أن بيت العائلة يواصل نجاحاته الكبيرة، بالتعاون مع مؤسسات الدولة، في حفظ القيم ونشر السلام، والدفاع عن حقوق الإنسان، مشيرا إلى أنه يهدف إلى الحفاظ على نسيج الوطن الواحد لأبناء مصر، واستعادة القيم العليا الإسلامية والقيم العليا المسيحية، والتركيز على القواسم المشتركة الجامعة بينهما، وتفعيلها مع قبول الاختلاف وليس الخلاف، كما نجح في الحفاظ على الشخصية المصرية، وصيانة هويتها، التي تعد أحد أهم أولويات الدولة في الجمهورية الجديدة.
وأضاف «الزهار»، في بيان، أن بيت العائلة المصرية تمكن من تدشين العديد من الفروع في محافظات مصر، وهو ما سهل الأسلوب البسيط بين الثقافات المختلفة، بهدف القضاء على التناحر الديني، واقتراح الوسائل الوقائية للحفاظ على السلام المجتمعي، لافتا إلى إجراء اتصالات عديدة مع جميع الهيئات والوزارات المعنية في الدولة، وتقديم مقترحات وتوصيات إليها، للتأكيد على القيم العليا والقواسم المشتركة بين الأديان والثقافات والحضارات الإنسانية المتعددة.
وأشار مقرر لجنة المواطنة ببيت العائلة المصرية، إلى أن فكرة بيت العائلة، جاءت من منطلق الأسرة الواحدة، والعمل على توحيد الصف وإرساء مبادئ المواطنة، ليقدم دورًا محوريًا فى نزع فتيل الطائفية، ومواجهة أى تطرف، وإرساء أسس التعاون والتعايش بين مواطني البلد الواحد، رصد واقتراح الوسائل الوقائية للحفاظ على السلام المجتمعي.
وأوضح «الزهار»، أن بيت العائلة المصري نجح في أن يكون جزءا مهما فى غالبية مدارس ومحافظات مصر عبر «أصدقاء بيت العائلة»، حيث تعد هذه المرحلة العمرية مهمة للغاية للتنشئة الوطنية والاجتماعية، بداية من المدارس إلى الجامعة، بجانب أصدقاء بيت العائلة لآباء الطلاب على مستوى جميع محافظات مصر، وهو ما جعل نجاحاته تجذب انتباه العديد من دول العالم.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: البابا شنودة الثالث بيت العائلة المصرية السلام المجتمعي مبادئ المواطنة بیت العائلة المصریة
إقرأ أيضاً:
احرصوا على سجل الذكريات
الذكريات صفحات تسجلها الذاكرة منذ الطفولة، مع كل الأشخاص الذين نعيش معهم، ويعيشون حولنا في الشارع والحارة، في المدرسة، في بيوت أهالينا وجيراننا، وفي كثير من المواقف التي تمر بنا، وتلتصق بذاكرتنا، إما لطرافتها، أو لجمالها ، أو لصعوبتها وقسوتها، وتبقى الذكريات أجمل ما نحمله معنا، حتى القاسية منها، تفقد قسوتها مع مرور الزمن. والجميل يطغى على السيئ، وكثيراً ما يحتاج الناس لا ستراجعها من الذاكرة، لإرواء عطش تصحُّر أيام أصابها الجفاف، واستيراد دفء الماضي، وقد تفيد في إشعال الأمل للمستقبل.
واعتقد أن أهم محضن، وأول ميدان لصناعة الذكريات، هو (منزل العائلة)، وصناعة الذكريات، واجب جميع أفراد العائلة، وعلى رأسهم الوالدين والأجداد والإخوة والأخوات، ولن أنسى العائلة الممتدة من خلال الأب (أعمام وعمات) وكذلك الأم (أخوال وخالات)، ويدخل ضمنها الجيران وزملاء وزميلات العمل. من كل هؤلاء، وبهم، ومعهم، تصنع الذكريات. لذا فمن المهم جداً، أن يحرص كل فرد في العائلة، وكذلك الأصدقاء والجيران أن يرسموا خريطة ذكرياتهم بكلماتهم ومواقفهم وتواجدهم بين بعضهم البعض. فالذكريات لا تأتي من نفسها، بل هي كاللوحة الفنية يرسمها الرسام، لذلك ينتقي للوحته الألوان الجيدة، والوقت المناسب، لتكون اللوحة قد رسمت بحب وشغف. والعكس صحيح. فبدون اعتناء، وحرص، ستكون اللوحة مشوشة. هكذا الذكريات وليس منا من أحد إلا ويختزن في ذاكرته ملفات وفيديوهات بعضها مشرقة بحروف دونها أصحابها من نور. في استرجاعها سعادة وشوق وسرور، وأخرى قاسية غليظة بغلاظة من كتبها في ذاكرة الآخرين سواء أبناء أو زملاء أو جيران! ولعل أهم الذكريات، هي التي ينقشها الوالدان في عقول أبنائهما، فعلاقة الأب بالأم علاقة جميلة راقية ملؤها الاحترام، حتى لو اختلفا، فبعيداً عن السوء من الأفعال والأقوال، يحرصون على تعريف الأبناء أن الحياة جميلة حتى مع الخلافات، وأن الخلافات أمر طبيعي لا يخلو منها بيت، لكن نوع الخلافات، وأسلوب تعاطيها، هو المهم. فالخلاف مع النقاش الهادئ المحترم، مهم جداً ليتعلم الأبناء كيف يكون الخلاف. فأكثر ما يترك أثراً في ذاكرة الأبناء، هي العلاقة بين والديهم. وقيسوا على ذلك تعامل الوالدين مع بقية أفراد العائلة، فعندما تسود العلاقات الجيدة المليئة بالود والتقدير، وحين تكون اللقاءات العائلية، والرحلات الترفيهية بينهم، فبدون شك هم يصنعون ذكريات، يحفظها أفراد العائلة وأهمهم الأبناء الذين تتشكل ذاكرتهم بحسن سير وتعامل أهلهم، الجلسات العائلية الدافئة، تصنع ذكريات غاية في الجمال، فكيف يفرط البعض في ذلك؟ وأيضاً الصحبة الطيبة الراقية، بيئة رائعة لصناعة الذكريات، فتستحق الحرص عليها. العلاقات مع الأهل والأقارب، ميدان خصب لأجمل الذكريات. فهل يمكن التفريط في ذلك؟ كما أن علاقات العمل والمساجد والمدارس، كلها محاضن لذكريات كم أسعدت كثيراً ولازالت. الذكريات استثمار للسعادة في الحياة.
من المهم أن يستثمر رب العائلة وقته مع زوجته وأبنائه فيملأه حباً ولعباً وتعاملاً راقياً وتعاوناً، وقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام (فخيركم خيره لأهله وأنا خيركم لأهلي) لا أدري ألا يخجل الرجل القاسي في بيته والليِّن مع رفاقه، ألا يخجل الرجل الذي يقضي جل وقته لاهياً خارج بيته وعائلته آخر اهتمامه؟ مثل هؤلاء الرجال (هداهم الله)، الخجل يخجل منهم! حتى يكبر الأبناء وهم يحملون أجمل الذكريات، لابد أن يبذل الآباء والأمهات جهداً لفهم معنى العائلة وواجباتها التي لا تتوقف عند المأكل والمشرب والملبس، فللحياة احتياجات نفسية وعاطفية وعقلية مهمة جداً، إذا تم التفريط فيها، فكثيراً ما تحدث نتائج لا يريدها الأهل. فلله در أولئك الذين يزرعون في نفوس الآخرين أجمل وأطيب الذكريات.
إن جودة صناعة الذكريات، مسؤولية الجميع.
وليبقى الكل في ذاكرة الكل ذكرى جميلة، أرجو أن يوفق الله الجميع لصناعة أجمل الذكريات في حياة أحبتهم. ودمتم. (اللهم زد بلادي عزاً ومجداً وزدني بها عشقاً وفخراً).