كاميرا سانا توثق الدمار جنوب غزة… الاحتلال قضى على معالم الحياة
تاريخ النشر: 29th, April 2024 GMT
القدس المحتلة-سانا
“الطريق من وسط مدينة رفح إلى خان يونس جنوب قطاع غزة محفوف بالمخاطر رغم انسحاب دبابات الاحتلال الإسرائيلي من المنطقة قبل أسابيع، حيث يتواصل قصفها جواً وبراً وبحراً، لكن شغف المهنة والسعي لتوثيق جرائم الاحتلال دفعنا إلى المخاطرة فاستقلينا سيارة من النوع القديم تسير على زيت الطهي بدل البنزين الذي نفد من القطاع جراء العدوان والحصار المشدد”… هكذا يصف مراسل سانا محمد أبو شباب طريق الموت الذي سلكه لتوثيق الدمار الذي ألحقه الاحتلال بجنوب القطاع.
ويقول أبو شباب: “خفقات قلبي ازدادت مع اقترابنا من مدينة خان يونس.. وصلت إلى دوار بني سهيلا شرق المدينة وأخبرنا سائق المركبة بأننا وصلنا.. هذا دوار بني سهيلا.. تساءلت أين معالم المكان.. لا يوجد أي معلم للبلدة التي أعرف كل جغرافيتها.. المنازل مدمرة والمحال التجارية التي كانت تعج بالمتسوقين سويت بالأرض.. حجم الدمار في المكان فاق ما تحدثه الزلازل”.
وأضاف أبو شباب: “نزلت من المركبة بعد رحلة شاقة.. لا أعرف أين أتوجه لتوثيق حجم الدمار.. رائحة البارود والغبار تغطي المكان لدرجة أنك قد تختنق وأنت تسير فيه.. كل ما تشعر به هو الحزن والخوف، فرائحة الموت تنتشر في شوارع وأزقة المدينة المنكوبة التي انتشلت منها الطواقم الطبية من المقابر الجماعية في مجمع ناصر الطبي جثامين نحو 400 شهيد، ولا يزال هناك أكثر من 2000 مفقود”.
وأوضح أبو شباب أن الصدمة كانت كبيرة في بلدات بني سهيلا وخزاعة وعبسان والقرارة في خان يونس، حيث لم يبق الاحتلال منزلا إلا وجرفه أو قصفه بالمدفعية أو حرقه، والدمار غير وجه هذه البلدات ومحا طابعها.
محمد أبو خاطر من سكان بني سهيلا أشار إلى أن أصحاب المنازل لم يتمكنوا من معرفة مواقع منازلهم التي جرفت وفجرت وحرقت، فالاحتلال استخدم كل أدوات القتل والإجرام في خان يونس، ولم تسلم منه حتى الأشجار والحيوانات والطيور التي حرقها أيضا، مبينا أن عشرات آلاف العائلات في بلدات شرق خان يونس تعيش فصول نكبة جديدة، حيث باتت دون مأوى ودون مصدر رزق، فقوات الاحتلال دمرت المزارع والحقول والمحال التجارية، والمئات من هذه العائلات تعيش مأساة فقدان فلذات أكبادها تحت الركام.
وعلى مقربة من أبو خاطر يجلس المسن عبد الرحيم الفرا على ركام منزله وقد رسمت تجاعيد وجهه الأسى على مدينته المنكوبة.. يصمت.. يبكي.. ثم يقول: الاحتلال قتل كل معالم الحياة في خان يونس من منشآت ومدارس ومساجد.. المدينة فقدت كل شيء، واستخدم الاحتلال كل أنواع الأسلحة لقتل الحياة في المدينة التي تحولت إلى كومة من الركام.
ولفت الفرا إلى أن ما يحدث في قطاع غزة يفوق في بشاعته ما حدث أيام النكبة عام 1948، فالفلسطينيون يواجهون اليوم إبادة جماعية وتدميراً شاملاً على يد الاحتلال المدعوم من الدول الاستعمارية وفي مقدمتها الولايات المتحدة، فيما المجتمع الدولي صامت أمام كل ذلك.
في بلدة القرارة التي كانت تعد حديقة خان يونس وسلة غذاء جنوب القطاع أشجار الزيتون محترقة والأراضي الزراعية تم تجريفها والمنازل سويت بالأرض حتى شوارع البلدة التي كانت تنتشر على جوانبها الورود وأشجار النخيل تم تجريفها.
ناصر النجار من أهالي القرارة شرق خان يونس بين أن الاحتلال انتقم من كل شيء في المدينة.. في القرارة وحدها ارتكب عشرات المجازر بحق عائلات بأكملها، ودمر الأحياء السكنية التي تقع غرب البلدة على رؤوس ساكنيها من أطفال ونساء، مشيرا إلى أن القرارة تحتاج إلى عقود لتعود تلك البلدة الجميلة الهادئة.
ووثقت سانا كذلك حجم الدمار الهائل في مناطق حي الأمل وجورة العقاد غرب خان يونس التي لم تسلم حتى المقابر فيها من القصف والعدوان الإسرائيلي الذي تشكل مخلفاته من قنابل وصواريخ لم تنفجر في الشوارع وتحت ركام المنازل المدمرة خطرا يهدد الأهالي ويضاعف مأساتهم.
الصدمة والذهول من حجم الدمار هو الشعور الذي يرافقك جنوب القطاع وفي مدينة غزة وشمالها منذ بدء العدوان، فالاحتلال نشر الخراب والموت والدمار في كل مكان، والسؤال الذي يوجهه أهل غزة للعالم إلى متى الصمت عن فظائع الاحتلال والتقاعس عن أي تحرك جدي لوقف حرب الإبادة الجماعية.
محمد أبو شباب
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: حجم الدمار بنی سهیلا خان یونس أبو شباب
إقرأ أيضاً:
مدير الأمن الداخلي بجوبا: سنلتزم بالاتفاق الذي وقعناه بمراقبة من الحكومة السودانية
كشف الفريق أول مُفضّل، مدير المخابرات العامة، أن السودان وضع خبراته وقدراته لمعاونة الأشقاء بجوبا، امتداداً لأدواره الأخوية وشعوراً بالمسؤولية لطي الحروب والخلافات، وداعماً وراعياً من أجل الوصول إلى سلام دائم.
وأثنى مفضل، على الطرفين لاستجابتهم إلى نداء السلام والتوقيع على الاتفاق، مُشيراً إلى أن توقيع الاتفاق سيفتح الباب أمام استقرار الأمن في جميع المناطق الحدودية بين البلدين، خاصة منطقة (اللو نوير)، لأن فصيل "كيت قوانق" من الفصائل المؤثرة في المنطقة، وانضمامه لركب السلام سيكون حافزاً لآخرين للتخلي عن خيار الحرب في جنوب السودان".
ووصف الفريق أول أحمد إبراهيم مُفضل الذي توسّط منصة الموقّعين على الاتفاق، وصفه بـ "التاريخي"، وقال "تمكّنا اليوم من الوصول لاتفاق بين حكومة جنوب السودان، والحركة الشعبية المعارضة، فصيل "كوت قوانق" بعد جولة ثانية وأخيرة من المشاورات التي أشرف عليها جهاز المخابرات العامة برعاية ومتابعة لصيقة من رئيس مجلس السيادة، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان".
وأشار مُفضّل، إلى أن السودان رغم ظروف الحرب الوجودية التي يخوضها، ظل وسيظل مهتماً باستقرار وأمن الجنوب، "لأن استقرار جنوب السودان يعني استقرار السودان".
وجدّد مدير المخابرات العامة، تأكيده بأن السودان بقيادة البرهان، سيظل يدعم بقوة حكومة الرئيس سلفاكير ميارديت، وطلب من جميع الأطراف تنفيذ ما تم الاتفاق عليه لأنه "يعني المزيد من الاستقرار والتقدّم لدولة جنوب السودان.
من جهته، أكّد زعيم الحركة الشعبية في المعارضة، فصيل (كيت قوانق) الجنرال سايمون قارويج دوال عقب توقيعه على اتفاق السلام مع حكومة جنوب السودان، أكد على عزمه المضي إلى الأمام وقال: "ما بنمشي ورا.. بنمشي قدام"، وأشار إلى أن حركته قومية تنشد السلام في جميع ربوع جنوب السودان.
وأشار سايمون مستنكراً، إلى الجرائم التي اقترفتها مليشيا الدعم السريع في السودان، وجر بعض أبناء جنوب السودان إلى محرقة الحرب، وقال: "الدعم السريع سبّب لينا أكعب حاجة.. أنا مع سلفاكير سوا سوا. أنا مع البرهان سوا سوا".
في السياق، أبدى مدير جهاز الأمن الداخلي بجنوب السودان، الفريق أول أكيج تونق أليو، سعادته بتوقيع اتفاق السلام مع الجنرال سايمون قرويج، وأثنى على الحكومة السودانية وجهاز المخابرات العامة الذي أشرف على المشاورات وصولاً للتوقيع، وقال "سنلتزم بالاتفاق الذي وقّعناه بمراقبة من الحكومة السودانية وإشراف جهاز المخابرات العامة.
وقّع أحد أبرز الفصائل السياسية والعسكرية المعارضة في جنوب السودان، اتفاقاً للسلام مع حكومة سلفاكير ميارديت، برعاية مدير جهاز المخابرات العامة في السودان، الفريق أول أحمد إبراهيم مفضّل.
وجمع الاتفاق الذي تم توقيعه الأحد، وجرت مشاوراته بالعاصمة الإدارية بورتسودان بولاية البحر الأحمر، مُمثلين عن الحركة الشعبية في المعارضة، فصيل (كيت قوانق) بزعامة رئيس الحركة الجنرال سايمون قارويج دوال، فيما أناب عن حكومة الرئيس سلفاكير، مدير جهاز الأمن الداخلي الفريق أول أكيج تونق أليو، ورئيس الاستخابرات العسكرية، الفريق قرنق استيفن مارشال.
ويضمن الاتفاق من بين بنود أخرى، تنفيذ الترتيبات الأمنية بين الطرفين، ودمج القوات المنشقة عن (حركة تحرير السودان في المعارضة - فصيل كيت قوانق)، في الجيش الرسمي لجنوب السودان، وضمان مشاركة الفصيل في السُلطة.
وفي يناير من العام 2022، وقّع الفرقاء في دولة جنوب السودان اتفاق سلام في الخرطوم برعاية عبد الفتاح البرهان، واضعين حداً لحرب طاحنة اندلعت في أعالي النيل وكادت نيرانها أن تمتد وتعصف بدولة الجنوب، ووصف المراقبون اتفاق الخرطوم وقتها بـ "سلام الشجعان".