د. خالد بن علي الخوالدي
تغيُّرات جذرية أسهم فيها "طوفان الأقصى" على كافة المُستويات المحلية والعالمية والصمود الأسطوري لأهلنا وأحبابنا في غزَّة، عزز هذا الطوفان، فبعد أكثر من 6 أشهر من العدوان، لم يُحقق الكيان الصهيوني الغاشم أي هدف من أهدافه والتي من أهمها تحرير الأسرى، وأقصى ما قام به هو قتل الأطفال والنساء وكبار السن والأبرياء العُزَّل.
لقد أدى الصمود القوي لأبطال غزة والمُقاومة في كل مكان إلى تغييرات واقعية في المشهد العالمي وما الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأمريكية والأوروبية إلا أحد هذه التغييرات، ومعنا في سلطنة عمان لا يزال التأييد الحكومي والشعبي للقضية العادلة محل اهتمام ورعاية، وما مقهى غزة كافيه إلا دليل واقعي على التغيير الذي أحدثته المقاومة في نظرة الشباب والجيل القادم في التمسك بهذه القضية.
"غزه كافيه" ليس إعلانًا تجاريًا كما يُتصور من العنوان، ولا تسويقًا مدفوع الثمن، ولا لأني من مُحبي القهوة بكافة أنواعها؛ بل أكبر من ذلك بكثير، إنِّه مصدر فخر واعتزاز بأن تتغير البوصلة لدى شباب هذا الوطن ليكون انتماؤهم وعقولهم وقلوبهم وتفكيرهم تتجه لمناصرة إخواننا في غزة العزة والكرامة، لم أزر هذا المحل ولا أعرف الجهة التي أسسته وما أعرفه فقط أنه يوجد في ولاية السويق وبأن علامته التجارية سابقاً كانت شغف والآن تم تحويلها إلى علامة تجارية جديدة باسم "غزة كافيه"، وما أبهرني وشدَّني ولفت انتباهي الاسم الفخم الذي وضع على هذا المقهى ليكون علامة تجارية، وعسى أن تصادف هذه العلامة النجاح والتوفيق ونجدها منتشرة في كل بلدان العالم، فغزة اسم غالٍ على قلوبنا، اسم تنحني له الرؤوس احترامًا وتقديرًا وهيبة، فهو أصبح علامة بارزة في كل بقاع الدنيا.
مقهى غزة كافيه بإدارة من الشباب العماني الطموح الذي استطاع أن يتحرر من الهيمنة التجارية لعلامة تجارية سابقة ليفكر في علامة تجارية جديدة، خاصة به وبفكره وما يمكن أن يقدمه، وهذه العلامة التجارية بالإمكان تصديرها إلى مواقع أخرى في سلطنة عمان وخارج الدولة، المهم أن تؤمن بقدراتك وتؤمن بأنَّ الاسم الذي تضعه على منتجك وتُريد تسويقه اسم له مكانة فكما يُقال بأن لكل شيء من اسمه نصيب، فاسم غزة شرف وعزة ورفعة وسُّمو، وهذا المقهى الذي يحمل هذا الاسم العظيم سيكون له شأن في المستقبل، هكذا هو رأيي وتوقعي ونظرتي.
ومثل ما قال المحلل العماني مسعود المعشني إنَّ "غزة حرَّرت العرب"، وهذا التحرر نراه في هذا العلامة "غزة كافيه" التي نتوقع تحولها إلى العالمية بحول الله، وعلينا جميعًا أن ندعم هذه الأفكار الشابة التي تأخذ روح المُبادرة وتحاول أن يكون لها مكانتها وحضورها ووجودها وسط هذا العالم الذي يموج بالتجارة والاقتصاد، بداية الألف ميل تبدأ بخطوة وغزة كافيه بدأ الخطوة الأولى وعلينا أن نقف معه وندعمه ونساعده في الانتشار، أنا معجب جدًا بالاسم لذا كتبت عنه.
ودمتم ودامت عُمان بخيرٍ.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
اشتعال حرب تجارية هي الأعنف .. الاتحاد الأوروبي يرد على ترامب بفرض رسوم قوية
أعلن الاتحاد الأوروبي أنه سيفرض رسوما جمركية "قوية لكن متناسبة" على حزمة من الواردات الأميركية اعتبارا من الأول من أبريل/نيسان القادم، ردا على رسوم نسبتها 25% فرضتها واشنطن على واردات الصلب والألمنيوم وبدأ تطبيقها اليوم الأربعاء.
وقالت رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين في بيان إن التكتل يعرب عن "أسفه العميق" للرسوم التي فرضتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وأضافت "الرسوم الجمركية هي ضرائب تضرّ بالأعمال، وبشكل أكبر بالمستهلكين"، مشيرة إلى أن "وظائف على المحك.
الأسعار سترتفع في أوروبا والولايات المتحدة".
الرد الأوروبي ينقسم إلى مرحلتين: الأولى، اعتبارا من 1 أبريل/نيسان المقبل، ستُفرض رسوم جديدة على منتجات أميركية متنوعة، تشمل: المشروبات الكحولية (مثل البوربون).
الدراجات النارية (مثل هارلي-ديفيدسون).
الملابس (مثل الجينز). منتجات صناعية وزراعية أخرى.
المرحلة الثانية، تبدأ في منتصف أبريل/نيسان القادم، وبعد مشاورات مع الدول الأعضاء، سيتم توسيع قائمة المنتجات المستهدفة لتشمل:
المنتجات الزراعية، مثل لحوم الأبقار، والدواجن، والمأكولات البحرية، والمكسرات، والبيض، ومنتجات الألبان، والسكر، والخضروات.
المنتجات الصناعية، مثل الصلب، والألومنيوم، والمنسوجات، والسلع الجلدية، والأجهزة المنزلية، والأدوات، والبلاستيك، ومنتجات الأخشاب.
وستؤثر الإجراءات الأميركية على منتجات بقيمة 28 مليار دولار، بحسب تقديرات المفوضية الأوروبية التي أكدت أن رسومها المزمعة ستطال سلعا أميركية بقيمة موازية.
ودخلت رسوم جمركية بنسبة 25% فرضها إدارة ترامب على واردات بلاده من الصلب والألمنيوم حيّز التنفيذ في الدقيقة الأولى من فجر اليوم الأربعاء، لتخطو بذلك الولايات المتحدة خطوة إضافية نحو حرب تجارية مع شركائها الرئيسيين.
وستشمل هذه الرسوم واردات من دول مثل كندا والصين والاتحاد الأوروبي واليابان وأستراليا، في حين يؤكد ترامب أن هدفه تعزيز إنتاج صناعة الحديد والصلب في الولايات المتحدة، الذي يتراجع عاما بعد عام في ظل منافسة حادة خصوصا من الدول الآسيوية.
ومن المرجّح أن تؤدي هذه الرسوم الجمركية الباهظة على هذين المعدنين إلى زيادة تكلفة إنتاج كل شيء تقريبا في الولايات المتحدة، بدءا من الأجهزة المنزلية وصولا إلى السيارات وعلب المشروبات، مما يهدّد برفع أسعار المستهلكين في المستقبل.
وفي أول أبريل/نيسان المقبل يتم تلقائيا إعادة العمل بالإجراءات الأوروبية المضادة التي اعتمدت في 2018 و2020 ردا على رسوم جمركية أميركية خلال الولاية الأولى لترامب، مع انتهاء مدة تعليقها يوم 31 مارس/آذار الحالي.
وأوضحت المفوضية في بيان "للمرة الأولى، سيتم اعتماد تدابير إعادة التوازن هذه بالكامل.
سيتم فرض رسوم جمركية على منتجات تراوح من السفن إلى البوربون (مشروب كحولي)، مرورا بالدراجات النارية".
والرسوم الأميركية الجديدة هي أعلى بكثير من تلك التي فرضت خلال ولاية ترامب الأولى بين العامين 2017 و2021. المصدر : وكالات