يمانيون// كتابات// أحمد الزبيري/
الامبراطوريات التي نشأت عبر التاريخ مثل أي كائنات او ظواهر لها بداية ولها نهاية وتمر بمراحل عمرية فاذا وصلت الى القمة فهذا يعني الشيخوخة والهرم وبداية السقوط والانحدار.. وامريكا التي وصلت في مطلع التسعينات الى ذروة عظمتها بعد سقوط وتفكك الاتحاد السوفيتي اعتقد الواهمون من منظري الليبرالية المتوحشة ان التاريخ انتهى عند هذه العظمة وان الزمن الأمريكي اللامتناهي قد بدا بينما قليل من المفكرين والحكماء كانوا يرون ان هذه العظمة هي بداية نهاية الامبراطوريات وهذا لا يقتصر فقط على الامبراطوريات الكبرى بل وحتى على الدول والدويلات التي تتوهم انها تملك الأرض والسماء .
تهديد ووعيد وبحث عن ذرائع للهيمنة والسيطرة العالمية هذا ما كانت تعمل عليه أمريكا منذ نهاية عهد الرئيس ريجان وحكم بوش الاب التي راينا خلالها حرب الخليج الثانية وكيف استغلت كذريعة للهيمنة انطلاقاً من الخليج والعراق الى الشرق الأوسط الذي هو محدد لمسار العالم كله .
هذه المسيرة واصلها بوش الابن وكانت احداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م وغزو العراق عام 2003م وقبلها أفغانستان والضحايا بالملايين وتحت ذريعة الإرهاب ونزع سلاح التدمير الشامل الذي استخدمته أمريكا في قنابل اليورانيوم المنضد وخاصة في مطار بغداد وكابول وجبال تورا بورا .
فشلت هذه الاستراتيجية ليعاد استخدام الجهاد الافغاني في تدمير وتفكيك الدول والشعوب العربية والإسلامية فيما يخص الأولى راينا كيف خرجت أمريكا من العراق عام 2011م وكيف صنعت ذريعة العودة لداعش وكيف خرجت من أفغانستان مذلة ومهانة وكيف تركت عملائها يتساقطون من أجنحة طائراتها .
سيناريوهات ومخططات تدميرية لا تنتهي لكن كان واضح لنا ان أمريكا ومعها كل الغرب تتدحرج باتجاه في منحدرات خطيرة ولم نحتاج لكثير من الوقت لنتبين كل هذا وما تشعله من توترات وصراعات وحروب سوف يضاعف مأساة نهايتها .
غزة هي نقطة الضوء الذي انار عقول العالم ليعرفوا حقيقة امبراطورية الشيطان الذي بلغ انحطاطها ذروته وذهبت السرديات والذرائع باسم الديمقراطية .. حقوق الانسان .. حرية التعبير .. حقوق المرأة وغيرها من تلك الأدوات والوسائل التي شنت تحت يافطاتها حروب .. اليوم ظهر وجه أمريكا القبيح والأكثر إجرامية عبر التاريخ وهذا الاجرام شاهده العالم كله فيما تعرض لها طلاب الجامعات الامريكية من قمع دفاعاً عن مخلوق الغرب الاستعماري وطفل أمريكا المدلل الكيان الصهيوني .. أمريكا بعد اليوم لم تعد قادرة على عبثيتها فيما يسمى قيم الديمقراطية .
النخبة الامريكية السياسية والدولة العميقة في هذا البلد الذي قدم للبشرية مآسي وكوارث كبرى وفي نفس الوقت إنجازات كبرى وصل الى نهايته ومظاهر الانحطاط والسقوط الأخلاقي والإنساني واضح واذا كان طوفان الأقصى شكل تهديد لوجود الكيان الصهيوني فانه أيضاً شكل تهديدا لبقاء عظمة أمريكا .. لهذا كان ما حدث في السابع من أكتوبر نقطة فاصلة في التاريخ العالمي المعاصر .. اين كان ما ستنتهي اليه ثورة طلاب أمريكا لكنها كانت معطى يمكن البناء عليه خاصة وانها تحولت الى ظاهرة عالمية ويبدوا ان تغيير العالم سياتي من أمريكا .
# العدوان على غزة#الاحتجاجات الطلابية#ثورة طلابيةأمريكاالمصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
مسؤول إيراني: لا عداوة لنا مع أمريكا
قال حميد رضا حاجي بابائي، نائب رئيس مجلس الشورى الإسلامي، إنه “لا عداوة لإيران مع الولايات المتحدة الأمريكية”، مؤكدا “استعداد بلاده للتفاوض مع أي أحد في العالم باستثناء إسرائيل”.
وقال حميد رضا حاجي بابائي: “نحن مستعدون للتفاوض مع أي أحد في العالم باستثناء الصهاينة، لكن المفاوضات يجب أن تكون عادلة”.
وأضاف: “الولايات المتحدة تقول إن إيران لا ينبغي أن تكون حاضرة على الساحة الدولية ولا ينبغي لها أن تمتلك الطاقة النووية.. هذا النموذج التفاوضي ليس عادلا”.
وقال بابائي: “غزة انتصرت في الحرب، لقد عمل الصهاينة وأمريكا ضد غزة بكل قوتهم، ولكنهم لم يستطيعوا الانتصار”.
من جهة أخرى، قال بابائي: “كثيرون يقولون إننا فشلنا في سوريا، ولكن يجب على الجميع أن يعرفوا أن المقاومة في سوريا لم تهزم وأن هذه الحركة في سوريا ستعود قريبا”، وأضاف: “المقاومة حركة مستمرة موجودة إلى الأبد ولا يمكن تدميرها”.
واعتبر المسؤول الإيراني أننا “اليوم نقترب من الذروة، نرى أن المقاومة أصبحت قوة معترف بها في العالم، ولم تعد الولايات المتحدة الحاكم الوحيد للعالم، والعالم يسعى إلى تقسيم السلطة، ويجب على المقاومة أن تظهر مكانتها في العالم”.