شركات الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 29th, April 2024 GMT
رضوان مزاحم **
في هذه المقالة، سوف نستكشف قائمة بخمسة أنظمة ذكاء اصطناعي أقل شهرة، ولكن لديها القدرة على تغيير اللعبة في الصناعات الخاصة بها. توضح هذه الأنظمة الإمكانات الهائلة للذكاء الاصطناعي والإمكانيات المثيرة التي تنتظرنا.
- Xnor.ai: هي شركة طوّرت نموذجًا خفيفًا للذكاء الاصطناعي يمكن تشغيله على الأجهزة منخفضة الطاقة، مثل الهواتف الذكية وأجهزة إنترنت الأشياء.
- Deep Genomics: هي شركة تكنولوجيا حيوية تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل وتفسير البيانات الجينية. من خلال الاستفادة من خوارزميات التعلّم الآلي، تكون الشركة قادرة على تحديد عوامل الخطر الجينية المحتملة للأمراض وتطوير العلاجات المستهدفة. هذه التكنولوجيا لديها القدرة على تحسين فهمنا لعلم الوراثة بشكل كبير، وتمهيد الطريق للطبّ الشخصي.
- Vicarious: هي شركة تقوم بتطوير خوارزميات الذكاء الاصطناعي بناءً على مبادئ الدماغ البشري. هدف الشركة هو إنشاء ذكاء اصطناعي قادر على الفهم والتعلّم من العالم من حوله بنفس الطريقة التي يقوم بها البشر. إذا نجحت هذه التقنية، فمن المحتمل أن تؤدّي إلى أنظمة ذكاء اصطناعي قادرة على أداء المهام التي تتطلب ذكاءً بشريًا حاليًا، مثل التعرّف على الصور واللغة.
- Nara Logics: هي شركة طوّرت نظامًا أساسيًا للذكاء الاصطناعي قائمًا على الشبكة العصبية، ويمكنه التعلّم والتكيّف بمرور الوقت. تم تصميم المنصّة لاستخدامها في مجموعة متنوعة من الصناعات، بما في ذلك التمويل والرعاية الصحية وتجارة التجزئة؛ ولديها القدرة على تحسين عملية صنع القرار وتحسين العمليات في هذه القطاعات.
- أوبن إيه آي OpenAI: هو معهد أبحاث يركّز على تطوير مجال الذكاء الاصطناعي والنهوض به. قدّمت المنظمة مساهمات كبيرة في تطوير خوارزميات التعل~م الآلي، وساعدت في تعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي في مجموعة متنوعة من الصناعات. تمتلك أبحاث OpenAI القدرة على تشكيل مستقبل الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته.
ومع استمرار تقدّم الذكاء الاصطناعي، أصبح من الواضح بشكل متزايد أن هذه الأنظمة لديها القدرة على إحداث ثورة في طريقة عيشنا وعملنا. من السيّارات ذاتية القيادة إلى المساعدين الشخصيين الأذكياء، يتم استخدام الذكاء الاصطناعي بالفعل في مجموعة متنوعة من التطبيقات، وهو مستعد لتغيير طريقة تفاعلنا مع العالم من حولنا.
لكن ماذا يعني هذا على المدى الطويل؟
إذا فكّرنا في الأمر بعمق، فإن أنظمة الذكاء الاصطناعي هذه تتطور ببطء لتقوم بما يفعله البشر، ولكنها تفعل ذلك بشكل أسرع وأكثر كفاءة. في كثير من الحالات، تؤدّي كفاءة أنظمة الذكاء الاصطناعي تلك إلى عدم قدرة البشر على المنافسة. هذا الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على تعطيل الصناعات التقليدية وأسواق العمل تمامًا، حيث إن الآلات قادرة على أداء المهام التي كانت تتطلب في السابق عمالة بشرية.
الفوائد المحتملة للذكاء الاصطناعي
في حين أن الفوائد المحتملة للذكاء الاصطناعي عديدة، من المهم مراعاة العواقب طويلة المدى لهذه التطورات التكنولوجية. هل سيؤدّي الذكاء الاصطناعي إلى انتشار البطالة والاضطراب الاقتصادي؟ أم أنه سيخلق فرصًا جديدة ويُحسّن نوعية الحياة للأفراد والمجتمع ككل؟
سيُخبرنا بذلك الوقت فقط؛ لكن من الواضح أن الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على أن يكون وحشًا خفيًا، وسيكون له تأثير عميق على المستقبل.
ونظرًا لأنَّ الذكاء الاصطناعي قد أصبح أكثر انتشارًا في حياتنا اليومية، فمن المُهم مراعاة الآثار الأخلاقية والمعنوية لهذه التطورات التكنولوجية. أحد الأسئلة التي يجب معالجتها هو: من الذي يتحكم في كيان قوي مثل الذكاء الاصطناعي، وكيف يمكننا الوثوق بأنه لن يأتي بنتائج عكسية علينا يومًا ما؟
وتُعدّ إمكانية قيام الذكاء الاصطناعي بتعطيل الصناعات التقليدية وأسواق العمل، مصدر قلق حقيقي. على سبيل المثال، قد يؤدّي استخدام نظام الذكاء الاصطناعي لتحرير الصور إلى إزاحة محرّري الصور البشرية وتركيز الإيرادات في أيدي مالك الذكاء الاصطناعي. ويثير هذا قضية الاحتكار في الاقتصادات التي لم تمسّها من قبل، وإمكانية السيطرة الجماعية من قِبل المستثمرين الذين يمتلكون الذكاء الاصطناعي.
ومن الأهمية بمكان أن نعالج هذه المخاوف، ونأخذ في الاعتبار العواقب طويلة المدى للذكاء الاصطناعي مع استمرار تطوّره. يُعدّ ضمان تطوير الذكاء الاصطناعي واستخدامه بطريقة أخلاقية وشفّافة أمرًا بالغ الأهمية، للتخفيف من الآثار السلبية المحتملة التي يمكن أن يُحدثها على المجتمع.
** كاتب لبناني مختص بالتكنولوجيا والتجارة الرقمية
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي المشترك هو التعددية الجديدة
جاكوب تايلور ـ جوشوا تان
مؤخرًا، أنجز تحالف دولي من مختبرات الذكاء الاصطناعي ومزودي الخدمات السحابية شيئًا عمليًا إلى حد مثير للحماس: فقد جمع أعضاء التحالف مواردهم الحاسوبية لكي يقدموا لنا Apertus، وهو نموذج لغوي ضخم مفتوح المصدر (LLM) سويسري الصنع، متاح بالمجان للمستخدمين في مختلف أنحاء العالم. والاستفسارات التي يتلقاها Apertus من الممكن أن تُـعالَج في سويسرا، أو في النمسا، أو سنغافورة، أو النرويج، أو المركز الوطني السويسري للحوسبة الفائقة، أو البنية الأساسية الحاسوبية الوطنية في أستراليا. تُـرى هل يشير هذا المشروع إلى التقدم في مجال التعاون الدولي؟
في القرن العشرين، أصبح التعاون الدولي مرادفًا عمليًا للنظام المتعدد الأطراف القائم على القواعد، والذي تدعمه مؤسسات قائمة على معاهدات مثل الأمم المتحدة، والبنك الدولي، ومنظمة التجارة العالمية. لكن منافسات القوى العظمى وفجوات التفاوت البنيوية تسببت في تآكل أداء هذه المؤسسات، الأمر الذي أدى إلى ترسيخ حالة الشلل وتسهيل إكراه الضعفاء من جانب الأقوياء. كما يشهد تمويل التنمية والمساعدات الإنسانية انحدارًا متواصلًا، حيث أصبحت مبادئ أساسية مثل التسوية، والمعاملة بالمثل، والسعي إلى تحقيق نتائج ترسخ المنفعة المتبادلة موضع تساؤل وتشكك. لقد أفضى تراجع التعاون من جانب الحكومات الوطنية إلى زيادة الحيز المتاح لقوى فاعلة أخرى ـ بما في ذلك المدن، والشركات، والمؤسسات الخيرية، وهيئات تحديد المعاييرـ لتشكيل النتائج. في قطاع الذكاء الاصطناعي، تتسابق حفنة من الشركات الخاصة في شينزين ووادي السيليكون لتعزيز هيمنتها على البنية الأساسية وأنظمة التشغيل التي ستشكل أسس اقتصاد الغد. إذا سُمح لهذه الشركات بالنجاح دون ضابط أو رابط، فسوف يُترَك الجميع غيرها تقريبا للاختيار بين التبعية وانعدام الأهمية. لن تكون الحكومات وغيرها من الجهات التي تعمل من أجل المصلحة العامة معرضة بشدة للتسلط الجيوسياسي والاضطرار إلى الاعتماد الشديد على بائعين بعينهم فحسب، بل ستكون الخيارات المتاحة لها أيضا قليلة عندما يتعلق الأمر بالانتفاع من فوائد الذكاء الاصطناعي وإعادة توزيعها، أو إدارة العوامل الخارجية البيئية والاجتماعية السلبية المرتبطة بالتكنولوجيا. ولكن كما أظهر التحالف الذي يقف وراء النموذج اللغوي الضخم Apertus، فإن نوعًا جديدًا من التعاون الدولي أصبح في حكم الممكن، وهو لا يستند إلى مفاوضات مضنية ومعاهدات معقدة، بل إلى بنية أساسية مشتركة لحل المشكلات. وبصرف النظر عن سيناريو الذكاء الاصطناعي الذي قد يحدث في السنوات القادمة ــ الهضبة التكنولوجية، أو الانتشار البطيء، أو الذكاء الاصطناعي العام، أو الفقاعة المنهارة ــ فإن أفضل فرصة لتمكين القوى المتوسطة من مواكبة الولايات المتحدة والصين، وزيادة استقلاليتها ومرونتها، تكمن في التعاون. يشكل تحسين توزيع منتجات الذكاء الاصطناعي ضرورة أساسية. ولتحقيق هذه الغاية، ينبغي للقوى المتوسطة ومختبرات وشركات الذكاء الاصطناعي التابعة لها أن تعمل على توسيع نطاق مبادرات مثل «أداة استدلال الذكاء الاصطناعي المشترك»، وهي منظمة غير ربحية مسؤولة عن توفير الوصول العالمي عبر الإنترنت إلى النموذج Apertus وغيره من النماذج المفتوحة المصدر. ولكن من الأهمية بمكان أن تعمل هذه الدول أيضا على سد الفجوة في القدرات مع النماذج الرائدة مثل GPT-5 أو DeepSeek-V3.1 ــ وهذا يتطلب تحركًا أكثر جرأة. لن يتسنى للقوى المتوسطة أن تشارك في تطوير حزمة من الذكاء الاصطناعي عالمية المستوى إلا من خلال التنسيق بين الطاقة، والحوسبة، وخطوط أنابيب البيانات، والمواهب.
هذا النمط من التعاون ليس بلا سابقة. ففي سبعينيات القرن الماضي، عملت الحكومات الأوروبية على تجميع رؤوس أموالها ومواهبها، وتنسيق سياساتها الصناعية، لإنشاء شركة تصنيع طائرات قادرة على منافسة شركة بوينج الأمريكية. قد تستلزم استراتيجية «الذكاء الاصطناعي على غرار مشروع إيرباص» إنشاء مختبر دولي مشترك بين القطاعين العام والخاص مكرس للتدريب المسبق لطائفة من النماذج الأساسية المفتوحة المصدر وإتاحتها مجانا كبنية أساسية على مستوى المرافق. لن تكون النتيجة عملاقًا آخر موحدًا من عمالقة الذكاء الاصطناعي، بل بنية أساسية مفتوحة من الممكن أن تشارك قوى فاعلة عديدة في البناء عليها.
هذا النهج من شأنه أن يدفع الابتكار من خلال السماح للمختبرات الوطنية، والجامعات، والشركات المشاركة القريبة من حدود الإبداع (مثل Mistral وCohere) بإعادة تخصيص ما يصل إلى 70% من تمويلها المخصص لمرحلة ما قبل التدريب على النماذج لاستغلاله في مرحلة ما بعد التدريب (النماذج المتخصصة أو الاستدلالية)، والتوزيع، وحالات الاستخدام المدفوعة بالطلب. علاوة على ذلك، سيساعد هذا في تمكين الحكومات والشركات من السيطرة على الأنظمة البيئية التي تحكم عمل الذكاء الاصطناعي والتي تعتمد عليها على نحو متزايد، بدلًا من أن تظل رهينة انعدام اليقين الجيوسياسي وقرارات الشركات، بما في ذلك تلك التي تؤدي إلى «تدهور الجودة والانحدار تدريجيا». لكن الفوائد المحتملة تمتد إلى أبعد من ذلك؛ فمن الممكن إعادة استخدام هذه البنية الأساسية المفتوحة ــ وخطوط أنابيب البيانات المبنية عليها ــ لمواجهة تحديات مشتركة أخرى، مثل خفض تكاليف معاملات التجارة العالمية في الطاقة الخضراء أو تطوير إطار عمل دولي للمفاوضة الجماعية لصالح العاملين في الوظائف المؤقتة. لإظهار كامل إمكانات هذا الإطار التعاوني الجديد، ينبغي للقوى المتوسطة أن تستهدف المشكلات التي وُجِـدَت أنظمة البيانات البيئية والتكنولوجيات الناضجة بالفعل من أجل حلها؛ وأن تحرص على تقديم مصلحة المشاركين الذاتية في الأهمية على تكاليف المعاملات المرتبطة بالتعاون؛ وأن تجعل قيمة العمل المشترك واضحة للمواطنين والقادة السياسيين. في غضون سنوات قليلة، عندما تبلغ دورة إبداع ورأسمال الذكاء الاصطناعي الحالية منتهاها، سيكون أمام القوى المتوسطة إما أن تتحسر على زوال النظام القائم على القواعد وتشاهد كيانات الذكاء الاصطناعي العملاقة وهي ترسخ خطوط الصدع الجيوسياسية أو تجني فوائد أطر الإبداع الجديدة في تعزيز أواصر التعاون.
جاكوب تايلور زميل في مركز التنمية المستدامة التابع لمؤسسة بروكينجز وزميل الذكاء الاصطناعي العام.
جوشوا تان المؤسس المشارك ومدير الأبحاث في ميتاجوف.
خدمة بروجيكت سنديكيت