قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، خلال جلسة نقاشية بأعمال المنتدى الاقتصادي العالمي، الاثنين، بالعاصمة السعودية، الرياض، إن العمل الثنائي السعودي الأميركي المرتبط بالتطبيع مع إسرائيل "من المحتمل أن يكون قريبا جدا من الاكتمال".

وأوضح أن الولايات المتحدة والسعودية قامتا بعمل مكثف معا خلال الشهر الماضي بشأن التطبيع بين إسرائيل والمملكة.

من جانبه قال الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، الاثنين، إنه من المتوقع "في القريب العاجل" إبرام اتفاقات ثنائية بين المملكة والولايات المتحدة، وذلك في معرض إجابته عن سؤال حول المفاوضات بين البلدين حول اتفاق أمني.

وأضاف الأمير فيصل خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في الرياض "معظم العمل تم إنجازه بالفعل. لدينا الخطوط العريضة لما نعتقد أنه يجب أن يحدث على الجبهة الفلسطينية".

وفي شأن الحرب الدائرة في غزة، أكد بلينكن أن واشنطن لم تطلع على خطة مناسبة من إسرائيل بشأن هجوم رفح، قائلا: "في ظل عدم وجود خطة واضحة تحمي المدنيين في رفح فنحن لا ندعم أي خطة".

وعلق على الحرب المستمرة قائلا: "اليوم هناك أسوأ أزمة في الشرق الأوسط منذ عام 1948"، مشيرا إلى أن "الدول تتطلع إلى الولايات المتحدة للمشاركة في قيادة الجهود".

وأكد دعم واشنطن لإسرائيل بشكل واضح لعدم تكرار ما حصل في 7 أكتوبر، كما أكد أن الولايات المتحدة تعمل لحماية المدنيين في قطاع غزة.

ولفت إلى أن "الحل هو في وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المختطفين في قطاع غزة"، معبرا عن أمله في أن توافق حماس على اتفاق هدنة "سخي جدا".

وقال بلينكن: "نأمل أن تتخذ حماس القرار الصحيح، وعلى حماس أن تقرر وعليها أن تقرر بسرعة".

وأضاف "إذا استطعنا خفض التصعيد سيكون أمرا إيجابيا"، مشيرا إلى أنه "في ظل عدم وجود أفق واضح للفلسطينيين فسيكون الأمر صعبا".

ورأى بلينكن أنه "يمكن للمنطقة أن تكون متكاملة بشكل شامل"، وأن "إيران هي دولة معزولة بالفعل"، لافتا إلى أن "العمل بين واشنطن والرياض دؤوب، ويجب أن يؤدي في مساره لقيام دولة فلسطينية".

وفي وقت سابق الاثنين، قال وزير الخارجية الأميركي في كلمة ألقاها خلال اجتماعه مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في الرياض، إن الطريقة الأكثر فعالية لتخفيف الوضع الإنساني في غزة هي التوصل إلى وقف لإطلاق النار.

وأشار إلى وجود "تقدم ملموس" في وضع المساعدات خلال الأسابيع القليلة الماضية، وإلى أن هناك حاجة إلى المزيد.

وأكد أن الاجتماع أهم من أي وقت مضى ويأتي على خلفية حرب إسرائيل وحماس، وأن الرئيس الأميركي، جو بايدن، أصر على تأمين المدنيين في رفح.

وقال بلينكن: "بايدن أكد لـ (رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيامين) نتانياهو ضرورة اتخاذ خطوات لتخفيف المعاناة الإنسانية في غزة".

وأضاف أن "هناك تقدما في مسار إدخال المساعدات إلى قطاع غزة"، وأن "هناك حاجة لمزيد من خفض التوتر".

ولفت إلى أن المساعدات الإنسانية ستكون محور التركيز خلال الأيام المقبلة، مشيرا إلى أنه سيتم التباحث مع دول مجلس التعاون الخليجي بشأن حرية الملاحة في البحر الأحمر، على خلفية الهجمات الحوثية.

والتقى وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، بلينكن، في مقر الأمانة العامة لمجلس التعاون، وذلك على هامش الاجتماع المشترك بين وزراء خارجية دول مجلس التعاون مع الولايات المتحدة، وفق ما جاء في بيان لوزارة الخارجية السعودية.

وجرى خلال اللقاء، استعراض سبل تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون المشترك في مختلف المجالات، وبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة ومدينة رفح، وأهمية الوقف الفوري لإطلاق النار، بالإضافة إلى مناقشة بذل كافة الجهود لضمان إدخال المساعدات الإنسانية الملحّة، بحسب البيان ذاته. 

وفي وقت سابق، قال المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأميركية، سام وربيرغ، الاثنين، إن هناك محاولات لحث كافة القوى على قبول اتفاق هدنة في قطاع غزة.

وأضاف وربيرغ أن بلينكن سيناقش بإسرائيل عملية رفح، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة لم ترى حتى الآن خطة لحماية المدنيين.

ووصل وزير الخارجية الأميركي إلى السعودية، الاثنين، في أول محطة من جولة أوسع في الشرق الأوسط تهدف إلى مناقشة شكل الحكم في قطاع غزة بعد انتهاء الحرب مع إسرائيل.

وسيتوجه بلينكن إلى إسرائيل في وقت لاحق من هذا الأسبوع حيث من المتوقع أن يضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، لاتخاذ خطوات جادة وملموسة بشأن ما طالبه به الرئيس الأميركي، جو بايدن، هذا الشهر لتحسين الوضع الإنساني المتردي في غزة.

ووفقا لمسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية، من المتوقع أن يلتقي بلينكن في الرياض بكبار القادة السعوديين وأن يعقد اجتماعا أوسع مع نظرائه من خمس دول عربية هي قطر ومصر والسعودية والإمارات والأردن لإجراء المزيد من المناقشات حول الشكل الذي يمكن أن يكون عليه الحكم في قطاع غزة بعد الحرب.

ومن المتوقع أيضا أن يجمع بلينكن بين ممثلين لدول عربية وأوروبية لبحث الكيفية التي يمكن أن تساعد بها أوروبا في جهود إعادة بناء قطاع غزة الذي حول القصف الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من ستة أشهر معظم مناطقه إلى ركام.

وتخطط مجموعة من الدول الأوروبية من بينها النرويج للاعتراف بالدولة الفلسطينية بالتزامن مع تقديم خطة سلام تدعمها دول عربية إلى الأمم المتحدة.

وقال وزير الخارجية النرويجي، إسبن بارث إيدي، لرويترز على هامش اجتماع المنتدى الاقتصادي العالمي في الرياض: "يمكننا أن نضفي على الأمر المزيد من الأهمية من خلال تضافر الجهود. نريد حقا الاعتراف بالدولة الفلسطينية، لكننا نعلم أن هذا شيء تفعله لمرة واحدة".

تأتي جولة بلينكن في وقت من المتوقع أن تستضيف فيه مصر قادة من حركة حماس لبحث آفاق التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع إسرائيل.

وبدأت قبل أشهر محادثات حول إعادة بناء غزة وطريقة إدارتها دون أن تظهر في الأفق آلية واضحة بعد.

وتتفق الولايات المتحدة مع إسرائيل في هدفها بأن هناك حاجة للقضاء على حماس وأنه لم يعد من الممكن أن تلعب الحركة دورا في مستقبل غزة، إلا أن واشنطن تعارض قيام إسرائيل بإعادة احتلال القطاع.

وتتطلع بدلا من ذلك إلى إطار يتضمن إصلاح السلطة الفلسطينية بدعم من دول عربية.

كما سيناقش بلينكن مع القيادة السعودية الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق تطبيع بين المملكة وإسرائيل، في صفقة ضخمة تتضمن إبرام واشنطن اتفاقيات مع الرياض بشأن التزامات دفاعية وأمنية ثنائية فضلا عن تعاون نووي.

وفي المقابل، ستدفع دول عربية وواشنطن إسرائيل للموافقة على مسار لإقامة دولة فلسطينية، وهو أمر أكد نتنياهو مرارا رفضه.

وسيتوجه بلينكن بعد الرياض إلى الأردن وإسرائيل حيث سيتحول تركيز الرحلة إلى الجهود المبذولة للنهوض بالوضع الإنساني المتردي في غزة.

وفي عمّان، سيجتمع بلينكن مع كبار المسؤولين الأردنيين والمنظمات الإنسانية للوقوف على تطورات جهود الإغاثة والخطوات التي لا يزال من الممكن القيام بها، قبل أن يتوجه لاحقا إلى الإسرائيليين بما جمعه من مواقف.

وفي بيان الأحد لإعلان توسيع جولة بلينكن، قالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان إنه "سيناقش الزيادة التي طرأت في الآونة الأخيرة على المساعدات الإنسانية التي يتم تسليمها إلى غزة وسيؤكد أهمية ضمان استمرار هذه الزيادة".

تأتي جولة بلينكن التي تركز بصورة ما على المساعدات الإنسانية بعد حوالي شهر من إصدار بايدن تحذيرا صارخا لنتانياهو، والذي لوح فيه بأن سياسة واشنطن يمكن أن تتغير إذا لم تتخذ إسرائيل خطوات بشأن الضرر الذي يلحق بالمدنيين وسلامة موظفي الإغاثة.

ورحب مسؤولون أميركيون كبار في الأسابيع الماضية بالخطوات التي اتخذتها إسرائيل لتحسين الوضع الإنساني، لكنهم يؤكدون أنه لا يزال يتعين بذل المزيد.

وذكر بيان للبيت الأبيض أن بايدن تطرق في اتصال هاتفي مع نتنياهو الأحد إلى الاستعدادات الإسرائيلية لفتح معابر حدودية جديدة هذا الأسبوع مع شمال غزة حيث لا يزال خطر حدوث المجاعة مرتفعا.

وتقول السلطات الصحية الفلسطينية إن الحرب التي تشنها إسرائيل منذ ستة أشهر على حماس في غزة أدت إلى مقتل أكثر من 34 ألف فلسطيني، وجرح أكثر من 77 ألف شخص وتسببت في كارثة إنسانية لسكان القطاع، الذين يزيد عددهم على المليونين.

وشنت إسرائيل الحرب ردا على هجوم السابع من أكتوبر الذي نفذته حركة حماس في جنوب إسرائيل، الذي تشير إحصاءات إسرائيلية إلى أنه أدى إلى مقتل 1200 شخص واحتجاز 253 رهينة تم إطلاق سراح بعضهم خلال هدنة مؤقتة باتفاق تبادل، أواخر نوفمبر الماضي.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: المساعدات الإنسانیة الخارجیة الأمیرکی الولایات المتحدة وزیر الخارجیة مشیرا إلى أن فی قطاع غزة مع إسرائیل من المتوقع فی الریاض دول عربیة فی وقت فی غزة

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة: إسرائيل تمنع دخول المساعدات لغزة منذ 50 يوما

قالت الأمم المتحدة، إن إسرائيل تمنع دخول كافة أنواع المساعدات إلى قطاع غزة منذ 50 يوماً، وإن تأثير ذلك على مواطني القطاع "خطير جداً".

جاء ذلك على لسان المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، خلال مؤتمر صحفي عقده، الليلة الماضية، بمقر الأمم المتحدة في ولاية نيويورك الأميركية.

وأوضح دوجاريك أن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أكد بأنه منذ 50 يوما، لم يتم إدخال أي طعام أو وقود أو دواء أو أي مواد أساسية أخرى إلى غزة.

وأضاف أن مخزونات الغذاء انخفضت بشكل "خطير" خلال هذه الفترة، وأن الأدوية والإمدادات الطبية واللقاحات على وشك النفاد.

وأشار إلى أن الأطفال والبالغين يعانون من الجوع، وأن النظام الصحي في القطاع بات على وشك الانهيار.

وأردف: "مئات الآلاف من الأشخاص نزحوا، والهجمات الإسرائيلية على العاملين في مجال المساعدات الإنسانية والصحية زادت مرة أخرى".

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين شهداء وإصابات في ليلة صعبة على غزة - استهداف متعمد للآليات الثقيلة نقابة المحامين تصدر بيانا مهما بشأن تنظيم الوكالات الخاصة لتحقيق اختراق بمفاوضات غزة - اتصال مُرتقب اليوم بين ترامب ونتنياهو الأكثر قراءة ترامب يثير الجدل داخل إدارته أيضاً! سلطات الاحتلال تُعيد فتح حواحز أريحا بعد إغلاقها لساعات ويتكوف: الاتفاق مع إيران مرهون بـ "شرطين" محدث: تصاعد الاحتجاج في إسرائيل: آلاف من قطاعات جديدة تُطالب بوقف الحرب عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • قطاع الأمن الاقتصادي يضبط 6 ألاف قضية متنوعة خلال 24 ساعة
  • إذاعة الجيش الإسرائيلي: مقتل قيادي بارز مرتبط بحماس والجماعة الإسلامية في الغارة التي استهدفت سيارة قرب الدامور جنوبي بيروت
  • الأمم المتحدة: إسرائيل تمنع دخول المساعدات لغزة منذ 50 يوما
  • وزير الخارجية يلتقي بوزير الطاقة السعودي
  • إيران تتهم إسرائيل بالسعي لتقويض المباحثات النووية مع واشنطن
  • الخارجية الفلسطينة تطالب بالتدخل لإجبار إسرائيل على فتح المعابر لدخول المساعدات إلى غزة
  • وزير الخارجية يتسلّم رسالة خطية من نظيره السعودي
  • ‏الأردن يرحب بالتوافق الذي توصّلت إليه واشنطن وطهران خلال الجولة الثانية من المباحثات التي عُقِدَت في العاصمة الإيطالية روما
  • "التعاون الإسلامي" تدين استمرار الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في غزة
  • قطاع الأمن الاقتصادي يضبط 6469 قضية متنوعة خلال 24 ساعة