رغم المشكلات المتعددة التي بات الاقتصاد الأميركي يواجهها منذ جائحة كوفيد والحرب الأوكرانية، مع ارتفاع معدلات التضخم، ثم مخاوف من دخول البلاد في حالة ركود، إلا أن الولايات المتحدة ستكون بحاجة إلى قادمين جدد، وفق تقارير وتصريحات مسؤولين حاليين وسابقين.

ويشير موقع أكسيوس إلى عاملين يساهمان في هذه الحاجة إلى مهاجرين، على الرغم من الدعوات المتزايدة لتقييد الهجرة، وهما انخفاض معدلات الخصوبة والتحولات الديموغرافية، التي قال إنها ستؤدي إلى تباطؤ النمو السكاني في السنوات المقبلة.

وتلك التغييرات هي التي تخلق الحاجة إلى الاستمرار في استقبال المهاجرين لتعويض التداعيات الاقتصادية التي ستنتج عنها.

وفي مارس الماضي، توقعت دراسة جديدة نشرت في "مجلة لانسيت" استمرار انخفاض معدلات المواليد بشكل كبير خلال القرن المقبل، حول العالم، وفي غضون 25 عاما فقط، سوف يتراجع عدد السكان بأكثر من ثلثي بلدان العالم. 

وحذر فريق من العلماء الذين يقفون وراء الدراسة من أنه يجب على الحكومات الاستعداد للتغيرات الهائلة في العقود المقبلة، نتيجة لهذه التغيرات في الأنماط السكانية العالمية، حسبما يشير موقع "ساينس أليرت".

ووفقا لبيانات صدرت عن "مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها" التابعة لوزارة الصحة الأميركية، هذا الشهر، فقد انخفض إجمالي عدد الولادات في الولايات المتحدة، عام 2023، حيث وُلد ما يقرب من 3.6 مليون طفل، بانخفاض بنسبة 2 في المئة عن عام 2022.

وقال موقع أكسيوس إن انخفاض عدد الولادات وصل إلى أدنى مستوى له منذ ما يقرب من قرن من الزمان.

وفي يناير 2023، وجدت دراسة أشرف عليها وزيران أميركيان سابقان للخزانة أن الولايات المتحدة ستحتاج إلى مزيد من البشر، سواء من خلال إنجاب أطفال، أو زيادة عدد المهاجرين.

وتشير الدراسة التي صدرت عن معهد أسبن وأشرف عليها وزير الخزانة السابقان هانك بولسون، وتيم جيثنر، إلى أن الفشل في زيادة عدد سكان الولايات المتحدة سيكون من بين أكبر المخاطر الاقتصادية في السنوات والعقود المقبلة. 

ويشير أكسيوس إلى التحول من النقص في الطلب إلى النقص في المعروض خلال العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، مقارنة بالعقد السابق، وهذا الانخفاض في العرض يشمل سوق العمل.

ويعني النقص في العمالة أن الشركات لن يكون لديها العدد الكافي من العمال، لتلبية الطلب على  السلع والخدمات، مما يؤدي إلى ارتفاع التكاليف.

وقال رافائيل بوستيك، أحد كبار مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي: "إذا لم يكن لديك عمال للقيام بالعمل، فستكون هناك ندرة. وستكون هناك ضغوط تصاعدية على الأسعار. لقد رأينا هذا في عدد من الحالات".

وتعتبر قضية الهجرة من أهم القضايا التي يواجهها الرئيس الأميركي جو بايدن. وقبل بضعة أشهر من الانتخابات العامة في نوفمبر، هاجم جمهوريون إدارته بشأن رفع القيود الاستثنائية على الهجرة، بعد انتهاء العمل بإجراء يسمح بترحيل المهاجرين غير الشرعيين فورا. 

وتسارع ولايات أميركية، يقودها الجمهوريون، إلى منح صلاحيات أوسع لإنفاذ قوانين الهجرة للشرطة المحلية، وفرض عقوبات جنائية على الذين يعيشون في البلاد بشكل غير قانوني.

ويقود تلك الولايات الحدودية في الغالب حكام من الحزب الجمهوري، ويتنافس أغلبهم من أجل المضي قدما في تطبيق قوانين الهجرة، وفق وكالة أسوشيتد برس، إذ يستغل كل من الجمهوريين والديمقراطيين هذه القضية قبل أشهر عن موعد الاستحقاق الرئاسي. 

ويشير أكسيوس إلى أن بعض صناع السياسات يرون أن الهجرة الجماعية في السنوات الأخيرة ساعدت في علاج الخلل في سوق العمل، وهو ما ساعد في خفض التضخم من ذروة ارتفاعه بين عامي 2021 و2022.

وكان رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي، جيروم بأول، قال أمام طلاب جامعة ستانفورد، هذا الشهر، إن ارتفاع معدلات الهجرة يفسر جزئيًا على الأقل سبب تمكن الاقتصاد من تجنب الركود في العام الماضي.

وقال باول: "جزء من ذلك أن هناك عددا أكبر بكثير من الأشخاص الذين يعملون في البلاد".

وقال باول للمشرعين في وقت سابق من هذا العام: "إنها مجرد نقل الحقائق لنقول إن الهجرة والمشاركة في القوى العاملة ساهمتا في نمو الناتج الاقتصادي القوي للغاية الذي شهدناه العام الماضي".

ويقول أكسيوس إنه ابتداء من عام 2040، سيشكل المهاجرون كل النمو السكاني "ويرجع ذلك جزئيا إلى أن معدلات الخصوبة تظل أقل من المعدل المطلوب لإيجاد جيل يحل محل جيل في غياب الهجرة"، وفق مكتب الميزانية غير الحزبي في الكونغرس.

معدلات المواليد تنخفض بشدة.. هل العالم مستعد؟ سوف تستمر معدلات المواليد البشرية في الانخفاض بشكل كبير خلال القرن المقبل، وفي غضون 25 عاما فقط، سوف يتراجع أكثر من ثلثي عدد سكان بلدان العالم، حسب دراسة جديدة نشرت في "مجلة لانسيت".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی السنوات

إقرأ أيضاً:

«تجمع الأحزاب الليبية» يصدر بياناً حول قضية «الهجرة غير الشرعية»

أصدر تجمع الأحزاب الليبية ردّا على بيان البعثة الأممية حول قضية “الهجرة غير الشرعية”.

وقال البيان: “رداً على بيان بعثة الأمم المتحدة في ليبيا بشأن المعلومات المضللة وخطاب الكراهية تابع تجمع الأحزاب الليبية بأسف شديد بيان بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، الذي يدعو إلى محاربة المعلومات المضللة وخطاب الكراهية، بينما هو في الحقيقة محاولة مكشوفة للتغطية على الدور المشبوه الذي تلعبه المنظمات الدولية في ملف الهجرة داخل ليبيا”.

وتابع البيان: “إن الشعب الليبي ليس ضد المهاجرين، ولكنه يرفض الفوضى التي تسعى بعض الجهات إلى ترسيخها، كما يرفض المؤامرات الرامية إلى توطين المهاجرين غير الشرعيين على أراضيه وإذا كانت الأمم المتحدة حريصة حقا على حقوق المهاجرين، فإن الأولى بها أن تعمل على توطينهم في الدول التي صنعت أزماتهم، بدلا من محاولة فرضهم على ليبيا وتحويل البلاد إلى ساحة مفتوحة لتلاعب المنظمات الدولية”.

وتابع البيان: “أما زعم البعثة بأن جهودها تتماشى مع الأولويات الوطنية الليبية وتحترم سيادة البلاد، فهو محض افتراء إذ أن الواقع يثبت العكس فهل يتوافق مع التشريعات الوطنية الليبية إنشاء منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) مراكز “بيتي” لإيواء الأطفال المهاجرين غير المصحوبين بذويهم؟ وهل استندت خطة الاستجابة للاجئين السودانيين في ليبيا إلى أي إطار قانوني ليبي عند اعتمادها من قبل الأمم المتحدة”؟

وأضاف: “إننا نتساءل: لماذا لم يصدر هذا البيان ردا على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن طرد المهاجرين النظاميين من الولايات المتحدة ؟ أم أن سياسات الأمم المتحدة تطبق فقط على الدول الضعيفة دون المساس بالدول الكبرى ؟ ليبيا ليست دولة كبرى دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي مثل أمريكا التي أعلنت طرد اللاجئين، لكنها أيضاً ليست دولة بلا سيادة نحن أحرار في بلادنا، لم نعتد على أحد وسندافع عن هويتنا الوطنية مهما كانت الظروف”.

وقال البيان: “ندعو الشعب الليبي إلى عدم الإساءة أو التعرض أو مضايقة المهاجرين وتقويت الفرصة على كل من يصطاد في الماء العكر وترك الدولة وأجهزتها تعالج هذا الأمر وفق الأعراف والقوانين الدولية”.

مقالات مشابهة

  • «تجمع الأحزاب الليبية» يصدر بياناً حول قضية «الهجرة غير الشرعية»
  • وزيرة التضامن تستعرض استراتيجية بنك ناصر خلال السنوات الثلاث المقبلة
  • أعمال الأجزاء بـ"دراما رمضان".. جودر 2 عمل تاريخي بطابع مختلف
  • ارتفاع عدد قتلى العاصفة القوية التي ضربت الولايات المتحدة إلى 28
  • الولايات المتحدة تنشر مدمرة بحرية بالقرب من الحدود الجنوبية للحد من الهجرة غير الشرعية
  • لماذا غضب نتنياهو من صفقة تبادل الأسرى التي وافقت عليها حماس؟
  • الفائز بجائزة العمارة المرموقة مهندس صيني لم يتوقّعها.. لماذا؟
  • "البطاقة الذهبية" الأميركية.. خطوة جريئة في سياسة الهجرة
  • لتنمية الثروة الحيوانية.. إصدار تراخيص لإقامة مشروعات ومزارع
  • زولجنسما: أغلى علاج في العالم لماذا يبلغ سعره 2.1 مليون دولار؟