فرصة أخيرة لحماية العالم من جوائح مستقبلية
تاريخ النشر: 29th, April 2024 GMT
فرصة أخيرة لحماية العالم من جوائح مستقبلية
انطلقت مفاوضات الفرصة الأخيرة، اليوم الاثنين، في منظمة الصحة العالمية للتوافق على مشروع اتفاق يهدف إلى توفير حماية فعالة للعالم من أي جوائح في المستقبل.
بعد أعمال متواصلة منذ سنتين، وصل المفاوضون إلى قناعة الشهر الماضي بأنهم يحتاجون إلى مزيد من الوقت للاتفاق على نص حول الحماية من جوائح مستقبلية وللوقاية منها والاستعداد لها.
وبغرض التوصل إلى اتفاق، تعقد دول منظمة الصحة العالمية الـ194 محادثات في مقر المنظمة في مدينة جنيف من اليوم الاثنين حتى العاشر من مايو.
وأشار المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس ادهانوم غيبرييسيوس، الأربعاء، إلى أن "الجائحة المقبلة واقعة لا محال لكننا نجهل توقيتها فقط".
ومع تلاشي ذكرى ملايين الضحايا، الذين حصدتهم جائحة كوفيد-19 والمعاناة والأضرار الاقتصادية الجسيمة وانعدام المساواة في مواجهتها، أكد تيدروس "في حال بدأت جائحة جديدة غدا، سنواجه عددا كبيرا من المشاكل نفسها التي واجهناها خلال كوفيد-19".
- مشروع جديد مخفف
على الرغم من وجود توافق واسع على ضرورة إقرار نص ملزم لجعل استجابة الأسرة الدولية أكثر فاعلية وإنصافا، تستمر الاختلافات حول طريقة معالجة ذلك.
بعد الوصول إلى الطريق المسدود، أصبح النص غير مفهوم مع كل الإضافات والتحفظات، يلتقي المفاوضون مجددا مع نسخة مبسطة تقع في 23 صفحة وعدد كلمات أقل بمقدار الربع.
هذه المرة، لن تتمكن الدول من إضافة عناصر جديدة بل ستناقش تواليا 37 بندا في مشروع الاتفاق والموافقة عليها.
وفي حال عدم التوصل إلى حل سريع في القاعة عند حصول خلاف ما، ستعقد مباحثات غير رسمية.
وتتركز الخلافات الرئيسية حول الوصول، بشكل عادل، إلى العوامل الممرضة المكتشفة والحصول على المنتجات لمكافحة الجائحة، مثل اللقاحات التي يتم تطويرها بالاستناد إلى هذه الاكتشافات والتوزيع المنصف للاختبارات والعلاجات واللقاحات ضد الجائحة، بل أيضا الوسائل لإنتاجها.
يركز المشروع الجديد على النقاط التي تحظى باتفاق لوضع إطار ومحاولة التوصل إلى توافق شامل وهو أمر ضروري.
يترك النص الجديد مهمة البت ببعض النقاط خلال مباحثات مستقبلية في السنتين المقبلتين ولا سيما الحصول على العوامل الممرضة وتشارك المنتجات الناجمة عن الأبحاث حول الجراثيم.
- لا شيء ملموسا
حثت مجموعة من 22 منظمة غير حكومية، الدول على عدم التراجع بشأن مسألة الحصول بشكل عادل ومنصف على الأدوات والتكنولوجيا الضرورية لمكافحة جائحة معينة.
وقالت، في بيان "لا أهمية لوجود اتفاقية لا تكون لها نتيجة ملموسة أو تدابير قابلة للتطبيق بشكل منصف".
وقالت منظمة "أطباء بلا حدود"، اليوم الاثنين، إن بنودا عدة أساسية لأي اتفاق فعال "خففت أو ألغيت او لا تزال غائبة".
وأضافت المنظمة غير الحكومية أن هذه البنود تشمل توفير التكنولوجيا لأفقر الدول وضمان أن توفر الأدوية لاحقا للمجتمعات حيث تم اختبارها ومرونة القوانين حول الملكية الفكرية أو حتى مسألة الشفافية في التكلفة وتشكيل المخزونات المخصصة للأغراض الإنسانية.
في المقابل، رحبت منظمة مبادرة الأدوية لمكافحة الأمراض المهملة في أن ضمان الوصول بإنصاف إلى الأدوية الناجمة عن البحث والتطوير التي تحظى بتمويل رسمي، صمدت في وجه الاقتطاعات في النص.
وقالت ميشال تشايلدز العضو في هذه المبادرة "يجب إعادة البنود الملزمة التي كانت لتضمن استفادة الناس من التقدم العلمي والحصول بشكل عادل على المنتجات التي يحتاجونها والتي ألغيت من النص او خففت".
وتستمر المفاوضات، التي تعقد في جلسات مغلقة، 12 ساعة في اليوم. ويكمن الهدف في إنجاز المفاوضات حول النص بحلول الخامس من مايو ومن ثم إعداد قرار بين السابع من مايو والعاشر منه يعرض على الجمعية العالمية للصحة. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: منظمة الصحة العالمية جائحة كورونا جائحة اتفاق
إقرأ أيضاً:
الأرجنتين تسير على خطى أمريكا.. لماذا انسحبت من منظمة الصحة العالمية؟
لحقت الأرجنتين بالولايات المتحدة الأمريكية في الانسحاب من منظمة الصحة العالمية، لأسباب كشفها المتحدث باسم الرئيس اليميني خافيير ميلي، قائلا إن «سبب القرار هو الخلافات العميقة بشأن إدارة الصحة، خاصة خلال جائحة كورونا، ولن تسمح الأرجنتين لمنظمة دولية بالتدخل في سيادتنا»، وفقا لما جاء في «القاهرة الإخبارية» نقلا عن موقع «تاجز شاو» الألماني.
ماذا عن انسحاب أمريكا من الصحة العالمية؟وفيما يتعلق بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فقد وقع قرارا بعد توليه منصبه بالانسحاب من منظمة الصحة العالمية، قائلاً: «لقد خدعتنا منظمة الصحة العالمية»، على أن تستغرق عملية الانسحاب الأمريكي عاماً كاملاً، ولا يزال بإمكان الحكومة الأمريكية إيقافها خلال هذه الفترة.
وتضم منظمة الصحة العالمية، غالبية دول العالم أي ما مجموعه 194 دولة، وفي حال انضمت دول أخرى إلى الولايات المتحدة والأرجنتين، يعد الأمر بمثابة ضربة قوية لمبدأ الأمم المتحدة في معالجة المشاكل والتهديدات على نحو متعدد الأطراف قدر الإمكان.
وتجد منظمة الصحة العالمية نفسها حاليا في حالة فجوة تمويلية كبيرة بعد انسحاب الولايات المتحدة، والتي تعد أكبر مانح لها؛ إذ يؤدي رحيلها إلى خلق فجوة كبيرة في ميزانية المنظمة، وسيؤثر على قدرتها على الاستجابة للتهديدات الصحية العالمية، لكن فيما يتعلق بالأرجنتين لن يؤثر كثيرًا على وضع المنظمة الأممية بسبب وضعها الاقتصادي الصعب، بجانب أن المساهمة الإلزامية ضئيلة بمقدار ثمانية ملايين دولار، مقارنة بـ 260 مليون دولار لـ الولايات المتحدة.
وتتعامل منظمة الصحة العالمية حاليًا مع 42 أزمة صحية مختلفة على سبيل المثال، تفشي مرض الجدري غير المسيطر عليه في أجزاء من إفريقيا، وأزمة الجوع في جنوب السودان، والصعوبات في قطاع غزة.