منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة ردا على هجمات حركة حماس، تتحول تظاهرات المواطنين العرب وغضبهم إزء محنة الفلسطينيين إلى "قمع رسمي" عندما تصل التظاهرات إلى استهداف قادة تلك الدول، وفق تقرير جديد لصحيفة "نيويورك تايمز".

وبحسب الصحيفة الأميركية، فإن التعبير العلني للمشاعر المؤيدة للفلسطينيين في بعض البلدان العربية يكفي للمخاطرة بالاعتقال.

وفي تقريرها، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن "حرب غزة، وما يعتبره العديد من العرب تواطؤا من جانب حكوماتهم"، أدت إلى "دق إسفين قديم بين الحكام والمحكومين بقوة جديدة".

وفي المقابلات التي أجرتها "نيويورك تايمز" في مصر والمغرب ودول الخليج العربية – بما في ذلك السعودية والإمارات والبحرين وعمان والكويت – وصف العديد من المواطنين الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بعبارات صارمة، إذ ينظرون إلى القضية الفلسطينية على أنها "صراع من أجل العدالة"، وإلى إسرائيل كـ"رمز للقمع".

ويحاكم المغرب عشرات الأشخاص الذين اعتقلوا خلال احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين، أو اعتقلوا بسبب منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي تنتقد تقارب الدولة الواقعة في المغرب العربي مع إسرائيل.

وفي السعودية، التي تسعى إلى التوصل إلى اتفاق تطبيع مع إسرائيل، والإمارات، التي أبرمت اتفاقا بالفعل عام 2020، أظهرت السلطات حساسية مفرطة تجاه أي تلميح للمعارضة، لدرجة أن الكثير من الناس يخشون التحدث عن هذه القضية.

وفي فبراير، قالت الحكومة الإماراتية في بيان لصحيفة "نيويورك تايمز" إن إبقاء علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل مفتوحة "مهم في الأوقات الصعبة".

ومثل الحكومات الأخرى في جميع أنحاء الشرق الأوسط، لم تخجل مصر - أول دول تبرم اتفاق سلام مع إسرائيل - من موقفها بشأن الصراع، وإداناتها المستمرة لإسرائيل خلال الحرب.

ولكن في وقت سابق من هذا الشهر، عندما تجمع مئات الأشخاص وسط القاهرة للتظاهر تضامنا مع غزة، انقضت قوات الأمن المصرية واعتقلت 14 متظاهرا، وفقا لمحاميهم.

وفي أكتوبر، نظمت الحكومة المصرية مسيرات مؤيدة للفلسطينيين. ومع ذلك، اعتقلت في تلك الأماكن أيضا عشرات الأشخاص بعد أن هتف المتظاهرون بشعارات تنتقد الحكومة. ويقول محاموهم إن أكثر من 50 منهم ما زالوا خلف القضبان.

ولم يستجب ممثلو حكومتي مصر والمغرب لطلبات صحيفة "نيويورك تايمز" للتعليق.

واعتقلت الحكومة الأردنية، العالقة بين أغلبية سكانها الفلسطينيين وتعاونها الوثيق مع إسرائيل والولايات المتحدة، ما لا يقل عن 1500 شخص منذ أوائل أكتوبر، وفقا لمنظمة العفو الدولية.

ويشمل ذلك حوالي 500 شخص في شهر مارس، عندما نُظمت احتجاجات ضخمة خارج السفارة الإسرائيلية في العاصمة عمّان.

بعد ذلك، قال رئيس مجلس الأعيان الأردني، فيصل الفايز، إن بلاده "لن تقبل أن تتحول المظاهرات والاحتجاجات إلى منصات للفتنة".

وقال عبدالرحمن سلطان، وهو مواطن كويتي يبلغ من العمر 36 عاما، شارك في الاعتصامات دعما للقضية الفلسطينية منذ بدء الحرب، إن "ما يحدث للشعب الفلسطيني يوضح أساس المشكلة بالنسبة للعرب في كل مكان، وهي الاستبداد".

وتسامحت الكويت في البداية مع بعض الاعتصامات، لكن بالنسبة لبعض الحكومات العربية، فإن هذا الارتباط يثير مخاطر.

وفي الماضي، سمح بعض زعماء المنطقة لشعوبهم المحبطة بالتنفيس عن غضبها من خلال الأنشطة المؤيدة للفلسطينيين والمناهضة لإسرائيل.

ولكن الآن ينظر المواطنون العرب إلى تورط حكوماتهم في معاناة غزة، مما جعل الهتافات تتخطى منطقة حساسة، وفقا للصحيفة.

وقال الخبير الأمني في شؤون الشرق الأوسط بمؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، إتش إيه هيلر، إن الحكومات "تحاول وضع خط فاصل بين هذا الغضب، الذي أعتقد أنه محسوس بصدق، في جميع قطاعات المجتمعات العربية، وما تفسره تلك الدول على أنه لاعتبارات الأمن القومي الخاصة بها".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: نیویورک تایمز مع إسرائیل

إقرأ أيضاً:

لطرد آخر الأوكرانيين..روسيا تخوض معركة فاصلة في كورسك

أكد مسؤولون روس، أن القوات الروسية خاضت معركة اليوم الأحد، لطرد آخر الجنود الأوكرانيين من غرب روسيا بعد توغل أوكراني استمر 7 أشهر لتشتيت انتباه قوات موسكو، والحصول على ورقة مساومة وإثارة غضب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وفي واحدة من أبرز المعارك في الحرب المستمرة منذ 3 أعوام، شقت القوات الأوكرانية طريقها عبر الحدود الغربية لروسيا إلى كورسك في أغسطس (آب) في أكبر هجوم على الأراضي الروسية منذ الغزو النازي في 1941.

لكن هجوماً مضاداً خاطفاً شنته روسيا هذا الشهر أدى إلى تقليص المنطقة الخاضعة للسيطرة الأوكرانية في غرب روسيا إلى حوالي 110 كيلومترات مربعة مقارنة مع أكثر من 1368 كيلومتراً مربعاً سيطرت عليها كييف في العام الماضي، وفق خرائط مفتوحة المصدر.
وقال يوري بودولياكا، أحد أبرز المدونين المؤيدين لروسيا، إن موسكو صدت القوات الأوكرانية إلى الحدود في بعض المواقع، لكن معارك شرسة تدور وتحاول القوات الأوكرانية الرد وهي تتقهقر.

وبعد مناشدة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأسبوع الماضي الرأفة بالقوات الأوكرانية "المحاصرة" قال بوتين يوم الجمعة، إن روسيا ستضمن سلامة الأوكرانيين في المنطقة إذا استسلموا. 

روسيا تعلن استعادة قريتين إضافيتين في كورسك من أوكرانيا - موقع 24قالت موسكو اليوم السبت، إنها سيطرت على قريتين إضافيتين في منطقة كورسك الروسية الحدودية مع أوكرانيا، حيث تواصل التقدم في إطار هجوم لاستعادة أراض استولت عليها كييف.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس السبت، إن قوات بلاده ليست محاصرة لكنه دق ناقوس الخطر مما قال إنه قد يكون هجوماً روسياً جديداً على منطقة سومي في شمال شرق أوكرانيا على الحدود مع كورسك.
وذكر مدون بارز مؤيد لروسيا يعرف نفسه باسم تو ميجورز، أن المكاسب التي حققتها القوات الروسية في ساحة المعركة سمحت لها بتهديد سومي، لكنه قال إن القوات الأوكرانية تعمل على تعزيز دفاعاتها هناك من فترة.

مقالات مشابهة

  • نيويورك تايمز: لا تخدع نفسك.. جامعة كولومبيا لن تكون النهاية
  • بالفيديو.. نيويورك: الشرطة تبحث عن مشتبه به أشعل النار في أحد المارة قرب تايمز سكوير
  • لطرد آخر الأوكرانيين..روسيا تخوض معركة فاصلة في كورسك
  • نيويورك تايمز: حملة مدمرة تطال التعليم الجامعي في أميركا
  • (نيويورك تايمز).. الضربات الأمريكية ضد الحوثيين ستستمر عدة أيام وقد تتوسع حسب ردهم
  • نيويورك تايمز: غارات أمر بها ترامب استهدفت رادارات وأنظمة صواريخ ومسيرات في صنعاء
  • نيويورك تايمز: أميركا تشن هجوما جويا وبحريا على الحوثيين
  • نيويورك تايمز: 43 دولة مستهدفة بحظر أو تقييد السفر لأميركا
  • نيويورك تايمز: الكونجرس يتنازل عن سلطته لترامب
  • نيويورك تايمز: الكونغرس يتنازل عن سلطته لترامب