تحرك فرنسي لوقف التصعيد بين حزب الله وتل أبيب
تاريخ النشر: 29th, April 2024 GMT
أسابيع حاسمة في لبنان وسباق بين التصعيد والتسوية
اختار وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه لبنان المحطة الأولى لجولته في المنطقة من أجل وضع حدٍ للتصعيد بين حزب الله وتل أبيب تجنباً للسيناريو الأسوأ على حد تعبير رئيس الدبلوماسية الفرنسية.
اقرأ أيضاً : مراسلة رؤيا: إطلاق رشقات صاروخية كبيرة من لبنان باتجاه شمال فلسطين المحتلة
لكن المفارقة كانت في أن التصعيد لم يتوقف على طرفي الحدود الجنوبية وتمثل بعشرات الصواريخ التي أطلقت من لبنان، ما طرح علامات استفهام عما يمكن أن تنجزه جولة الوزير الفرنسي.
كان لافتاً ما أعلنه سيجورنيه في ختام زيارته لبنان عن "رسالة" طرحها على المسؤولين الذين التقاهم، سيحملها إلى تل أبيب الثلاثاء، لكنه تمنع عن كشف مضمونها قبل الحصول على الرد الإسرائيلي عليها. وقال: "أخذنا اقتراحات وتعديلات الجانب اللبناني، وسنفعل كذلك عند الإسرائيليين".
مصدر سياسي بارز واكب أجواء اجتماعات سيجورنيه قال لـ"رؤيا" إن "الزيارة أتت خالية الوفاض من أي مقترح أو خطة". وعلمت "رؤيا" أن الوزير الفرنسي لم يسلم رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري في اجتماعهما أي اقتراحات عن الورقة الفرنسية في موضوع التوصل إلى وقف إلاق النار في الجنوب. وأبلغ سيجورنيه بري بأنها "ستكون عندك في الساعات المقبلة"، متمنيا على رئيس المجلس أن يرد على مضمونها في وقت سريع. فجاء رد بري "عندما يصبح طرح مبادرتكم في حوزتي تتلقون الرد خلال ثلاثة أيام".
ونقل عن الرئيس بري قوله بعد الاجتماع مع سيجورنيه إن "باريس تعمل بجدية لوقف الحرب في غزة وجنوب لبنان. وهذا ما شددنا على تحقيقه". واستفاض رئيس المجلس في عرض للمعلومات التي قدمها لسيجورنيه عن حجم أضرار اعتداءات الاحتلال الاسرائيلي في الجنوب. وقال له الثاني: "وصلني أكثر منها من اليونيفيل".
وقال بري إن " سيجورنيه لم يأت على سيرة فصل الجبهات وسمع أنه عندما تقف الحرب على غزة تقف الجبهة في لبنان".
ويضيف المصدر لـ"رؤيا" إن الوزير الفرنسي لم يحمل معه الورقة الفرنسية ومردّ ذلك أن الأفكار التي طرحت في اجتماع الاليزيه تم الأخذ بها وقد أرسلت مسودة عن الورقة الجديدة الى تل أبيب بانتظار ردها" ولذلك ترجّح المصادر أن يحمل الورقة الفرنسية الجديدة وفد فرنسي مؤلف من مسؤولين في الخارجية الفرنسية والجيش الفرنسي خلال أسبوع أو عشرة أيام على أبعد تقدير.
ورأت المصادر أن المقترح الفرنسي لم يُسلَّم باليد، ولكن جرى التداول بالأفكار المتصلة بتجنيب لبنان الحرب، مؤكدة أن الوزير الفرنسي أعاد التأكيد على أهمية إنجاز الاستحقاق الرئاسي من أجل المرحلة المقبلة التي تستوجب وجود رئيس جديد للبلاد.
وانطلاقا من هذه المعطيات، قالت مصادر مطلعة إن سيجورنيه أكد على مسامع المسؤولين اللبنانيين "إن فرنسا مهتمة جداً بلبنان، بدليل أنه بدأ جولته في المنطقة من بيروت، وأن فرنسا أخذت بالملاحظات اللبنانية على ورقتها في شأن تنفيذ القرار الدولي 1701 ووقف الحرب الدائرة في الجنوب".
وبحسب مصدر دبلوماسي فإن المبادرة الفرنسية تقوم على تطبيق قرار الأمم المتحدة 1701 الذي ينص على نشر عناصر الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل وحدهما لا غير في جنوب لبنان.
وفيما كان الوزير الفرنسي يجول في بلد الأرز محاولاً إقناع المسؤولين اللبنانيين بخفض التصعيد، أكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم على أن "المبادرات التي يتحدثون عنها لقضية لبنان وجنوب لبنان هي مبادرات غير قابلة للحياة إذا لم يكن أساسُها وقف إطلاق النار في غزة، فمن هناك تأتي المعالجة".
في الخلاصة لم تتضح تماما نتائج زيارة وزير الخارجية الفرنسي لبيروت لجهة مصير الخطة الفرنسية المعدلة لتهدئة الجبهة الجنوبية ، إذ رهن سيجورنيه نفسه اتضاح هذا المسار بتلقيه رد اسرائيل على الخطة في الأيام المقبلة.
في المقابل يتضح من مسار المواجهة المتصاعدة جنوباً، حجم التباعد بين الوقائع الميدانية والعسكرية، والمسارات الديبلوماسية ولبنان الذي يراقب مسار الأحداث وتطوراتها ويترقب لكيفية الخروج من هذه الدوامة، لا يزال يشهد سجالات ونقاشات حول الصيغة التي يمكن من خلال توفير استقرار طويل الأمد، وهذا لا بد له أن يحصل من خلال اتفاق سياسي كبير برعاية إقليمية ودولية.
وفق هذه المعادلة وفي ظل انعدام القدرة على الفصل بين مسار لبنان ومسار غزة، فإن أي تسوية يفترض أن تلحظ الساحتين معاً، ضمن مشروع حلّ أشمل على مستوى المنطقة.
المصدر: رؤيا الأخباري
كلمات دلالية: لبنان حزب الله فرنسا تل أبيب قطاع غزة الوزیر الفرنسی
إقرأ أيضاً:
ترامب يوافق على خطة للتوسط لوقف إطلاق النار في لبنان
وافق الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب على خطة للتوسط في وقف إطلاق النار في لبنان، بحسب ما ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال”.
وأضافت الصحيفة نقلا عن مسؤولين إسرائيليين أن هذه الخطوة جاءت خلال اجتماع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر مع ترامب في منزله في مار لاغو في فلوريدا.
وقال مسؤولون إسرائيليون للصحيفة “جلب ترامب الأمل في أن الصفقة ستغلق قبل دخوله البيت الأبيض في 20 يناير”.
وتشمل الخطة انسحاب قوات “حزب الله” اللبناني شمال نهر الليطاني، و”تدمير البنية التحتية الإرهابية في المنطقة الواقعة بين النهر والحدود من قبل الجيش اللبناني”، وانسحاب الجيش الإسرائيلي إلى ما وراء الخط الأزرق بعد 60 يوما.
بذكر مسؤول أمريكي لم يكشف عن اسمه لموقع “أكسيوس” أن محادثات وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي في واشنطن كانت “مثمرة للغاية”، حيث تناولت معظم الخلافات حول الهدنة المقترحة، كما تناولت المفاوضات الضمانات التي تسعى إسرائيل للحصول عليها فيما يتعلق بعملياتها في لبنان.
دورها، ذكرت وسائل إعلام لبنانية، الخميس، أن السفيرة الأميركية، ليزا جونسون، سلّمت رئيس البرلمان، نبيه بري، ورقة خطية تتضمن اقتراحاً لوقف إطلاق النار في لبنان. ولم يتوفر مزيد من التفاصيل على الفور.
ونقل تلفزيون «الجديد» اللبناني عن مقربين من بري أن رئيس البرلمان سلّم السفيرة الأميركية رده على مقترح قدّمه المبعوث الأميركي آموس هوكستين.
وقالت مصادر إن بري «متفائل بالوصول إلى وقف لإطلاق النار خلال أيام أو أسبوع بحال لم يستجدّ أي طارئ».
كان موقع «أكسيوس» الإخباري الأميركي قد نقل، في وقت سابق اليوم، عن مسؤول أميركي قوله إن الولايات المتحدة توصلت إلى تفاهمات مع الإسرائيليين بشأن اتفاق لوقف الحرب، وتسعى إلى تفاهمات مع الجانب اللبناني.
بدوره، أكد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام، جان بيار لاكروا، أنّ إعادة انتشار الجيش في جنوب لبنان «محوري تماماً» لأي حل دائم يؤدي إلى وقف الحرب بين جماعة «حزب الله» وإسرائيل.
وأجرى لاكروا زيارة للبنان استغرقت ثلاثة أيام، التقى خلالها مسؤولين من بينهم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي يتولى نيابة عنه التفاوض بشأن سبل وضع حد للحرب، وقائد الجيش جوزف عون. كما زار مقرّات تابعة لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان (يونيفيل).
وتسعى الولايات المتحدة إلى التوسط في وقف إطلاق النار الذي سينهي الأعمال القتالية بين إسرائيل و«حزب الله»، لكن الجهود لم تثمر بعد عن نتيجة.
وشنت إسرائيل حملة عسكرية جوية وبرية مكثفة على لبنان في أواخر سبتمبر بعد تبادل لإطلاق النار عبر الحدود بالتوازي مع حرب غزة، ولكن قواتها تواجه مقاومة من قبل حزب الله.
وأسفر القصف الإسرائيلي على لبنان عن مقتل 3386 شخصا وإصابة 14 ألفا و417 آخرين، وفق الحصيلة الاخيرة التي وزارة الصحة اللبنانية الخميس.