عندما‭ ‬تشعر‭ ‬وكأنك‭ ‬حلقت‭ ‬فى‭ ‬السماء‭ ‬تنظر‭ ‬للأمور‭ ‬عن‭ ‬بعد‭ ‬او‭ ‬عن‭ ‬عمق‭ ‬كبير‭ ‬تتباين‭ ‬المشاعر‭ ‬وتختلف‭ ‬الاحاسيس‭ ‬تمتزج‭ ‬بداخلك‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬البهجة‭ ‬والسرور‭ ‬تارة‭ ‬وبين‭ ‬الحزن‭ ‬والأسى‭ ‬والآلام‭ ‬تارة‭ ‬أخرى‭ ‬ذاك‭ ‬ما‭ ‬فعلته‭ ‬معنا‭ ‬رواية‭ ‬مصنع‭ ‬السكر‭.‬
رحلة‭ ‬من‭ ‬المشاعر‭ ‬الإنسانية‭ ‬والاحاسيس‭ ‬الجياشة‭ ‬لشاب‭ ‬مصرى‭ ‬مبدع‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬التصميم‭ ‬الجرافيكى‭ ‬عاش‭ ‬ظروفا‭ ‬صعبة‭ ‬مهنيًا‭ ‬فلم‭ ‬يقبل‭ ‬الترقى‭ ‬واعتلاء‭ ‬المناصب‭ ‬القيادية‭ ‬فى‭ ‬احدى‭ ‬المؤسسات‭ ‬الحكومية‭ ‬خشية‭ ‬ان‭ ‬يتوقف‭ ‬ابداعه‭ ‬وتقل‭ ‬أعماله‭ ‬بسبب‭ ‬متاعب‭ ‬المهنة‭ ‬وكثرة‭ ‬المشاكل‭ ‬الإدارية‭ ‬والمالية‭ ‬التى‭ ‬قد‭ ‬يواجهها‭ ‬اثناء‭ ‬رحلة‭ ‬قيادته‭ ‬للوظيفة‭ ‬الرسمية،‭ ‬وفضل‭ ‬حياة‭ ‬الاستقلال‭ ‬لكى‭ ‬يكون‭ ‬محلقا‭ ‬لا‭ ‬تابعا‭ ‬منتجا‭ ‬لا‭ ‬خامدا‭ ‬مبدعا‭ ‬ليس‭ ‬متجمدا‭ ‬فى‭ ‬ظلمات‭ ‬الوظائف‭ ‬التقليدية‭ ‬الطاحنة‭.


عانى‭ ‬من‭ ‬رتابة‭ ‬الحياة‭ ‬الزوجية‭ ‬ومل‭ ‬من‭ ‬بعد‭ ‬المسافة‭ ‬فى‭ ‬الأفكار‭ ‬والرؤى‭ ‬والاهتمامات‭ ‬بينه‭ ‬وبينه‭ ‬زوجته‭ ‬التى‭ ‬عاش‭ ‬معها‭ ‬فترة‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬أنجب‭ ‬منها‭ ‬ابنته‭ ‬الوحيدة‭ ‬التى‭ ‬مثلت‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭ ‬محور‭ ‬الاحداث‭ ‬فى‭ ‬الرواية‭. ‬لم‭ ‬يترك‭ ‬نفسه‭ ‬وحيدا‭ ‬ولم‭ ‬يستطع‭ ‬ان‭ ‬يعزل‭ ‬نفسه‭ ‬عن‭ ‬الحياة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬ومرافقة‭ ‬الأصدقاء‭ ‬تعويضا‭ ‬عن‭ ‬حياته‭ ‬الخاصة‭ ‬الرتيبة‭. ‬فرافقه‭ ‬خلال‭ ‬الرحلة‭ ‬صديق‭ ‬العمر‭ ‬المخلص‭ ‬الوفى‭ ‬والذى‭ ‬كان‭ ‬يعمل‭ ‬صحفيا‭ ‬وتولى‭ ‬رئاسة‭ ‬موقع‭ ‬الكترونى‭ ‬لاحدي‭ ‬الصحف‭ ‬الهامة‭ ‬وكان‭ ‬رجلا‭ ‬مثقفا‭ ‬يعشق‭ ‬حياة‭ ‬اللهو‭ ‬ويترنح‭ ‬ليلا‭ ‬فى‭ ‬البارات‭ ‬والنوادى‭ ‬الليلية‭ ‬باحثا‭ ‬عن‭ ‬السعادة،‭ ‬فكان‭ ‬يمثل‭ ‬هو‭ ‬رمانة‭ ‬الميزان‭ ‬لصاحبه‭ ‬الفنان‭ ‬وكان‭ ‬دائم‭ ‬التوجيه‭ ‬له‭ ‬وأعطى‭ ‬له‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الارشادات‭ ‬والنصح،‭ ‬وشاركه‭ ‬افراحه‭ ‬واحزانه،‭ ‬آلامه‭ ‬واحلامه‭ ‬فكان‭ ‬نعم‭ ‬الاخ‭ ‬وخير‭ ‬الاصدقاء‭.‬
كان‭ ‬الفنان‭ ‬زياد‭ ‬صاحب‭ ‬الحس‭ ‬المرهف‭ ‬والاعمال‭ ‬المتميزة‭ ‬له‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المعجبين‭ ‬والمعجبات‭ ‬عبر‭ ‬شبكات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعى‭ ‬يتواصل‭ ‬مرة‭ ‬ويتجاهل‭ ‬مرات‭ ‬من‭ ‬كثرة‭ ‬عدد‭ ‬المعجبين‭ ‬والمعجبات‭. ‬حتى‭ ‬وقعت‭ ‬عيناه‭ ‬على‭ ‬فتاة‭ ‬تدعى‭ ‬ورد‭ ‬وهى‭ ‬حقا‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬الاحداث‭ ‬فى‭ ‬الرواية‭ ‬اسم‭ ‬على‭ ‬مسمى؛‭ ‬فتاة‭ ‬رقيقة‭ ‬حالمة‭ ‬صادقة‭ ‬عانت‭ ‬من‭ ‬ويلات‭ ‬الحرب‭ ‬وقاست‭ ‬من‭ ‬وحشة‭ ‬الحياة‭ ‬فقد‭ ‬نشأت‭ ‬فى‭ ‬حمص‭ ‬بسوريا‭ ‬ومرت‭ ‬بمراحل‭ ‬عصيبة‭ ‬اثناء‭ ‬الحرب‭ ‬وبعدها‭ ‬فقدت‭ ‬أمها‭ ‬التى‭ ‬حبتها‭ ‬كثيرا‭ ‬وتعلقت‭ ‬بها‭ ‬مدى‭ ‬سنين‭ ‬حياتها‭ ‬وفقدت‭ ‬اخيها‭ ‬الذى‭ ‬دفع‭ ‬ضريبة‭ ‬عمله‭ ‬كضابط‭ ‬فى‭ ‬الجيش‭ ‬السورى‭ ‬وتوالت‭ ‬الاحداث‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬وتوفى‭ ‬والدها‭ ‬الذى‭ ‬كان‭ ‬يعمل‭ ‬أيضا‭ ‬ضابطا‭ ‬بالجيش‭ ‬ولم‭ ‬يبق‭ ‬لها‭ ‬سوى‭ ‬اخ‭ ‬واحد‭ ‬تاجر‭ ‬ومتزوج‭ ‬ووحدتها‭ ‬الى‭ ‬لازمتها‭ ‬عبر‭ ‬اجمل‭ ‬سنين‭ ‬عمرها‭.‬
تعرفت‭ ‬ورد‭ ‬على‭ ‬زياد‭ ‬ودارات‭ ‬بينهما‭ ‬حوارات‭ ‬كثيرة‭ ‬عن‭ ‬الحياة‭ ‬بمصر‭ ‬وسوريا‭ ‬وتبادل‭ ‬الأفكار‭ ‬والخبرات‭ ‬فى‭ ‬الأمور‭ ‬الوظيفية‭ ‬والحياتية‭ ‬فهى‭ ‬تعمل‭ ‬موظفة‭ ‬بإحدى‭ ‬الهيئات‭ ‬الحكومية‭ ‬ومسئولة‭ ‬عن‭ ‬تنظيم‭ ‬الفعاليات‭ ‬الثقافية،‭ ‬وزياد‭ ‬فنان‭ ‬جرافيكى‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬الابداعات‭ ‬والتصميمات‭ ‬باع‭ ‬طويل‭ ‬فاستطاعا‭ ‬ان‭ ‬يجدولا‭ ‬لغة‭ ‬حوار‭ ‬فى‭ ‬اهتمامهما‭ ‬المشترك‭ ‬وآرائهما‭ ‬المتقاربة‭. ‬عاشا‭ ‬اجمل‭ ‬قصص‭ ‬الحب‭ ‬الافتراضية‭ ‬وتمنيا‭ ‬ان‭ ‬تقربهما‭ ‬الأيام‭ ‬وتخضع‭ ‬لهما‭ ‬الظروف،‭ ‬الا‭ ‬ان‭ ‬المشاكل‭ ‬لاحقتهما‭ ‬فهو‭ ‬ليس‭ ‬شابا‭ ‬أعزب‭ ‬وهى‭ ‬امرأة‭ ‬بعيدة‭ ‬وفى‭ ‬مكان‭ ‬اخر‭ ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬رغبتهما‭ ‬فى‭ ‬تحدى‭ ‬الظروف‭ ‬وتذليل‭ ‬العقبات،‭ ‬وقبل‭ ‬ان‭ ‬تتوج‭ ‬علاقتهما‭ ‬بالزواج‭ ‬تقلبت‭ ‬الأمور‭ ‬وتبدلت‭ ‬المعايير‭ ‬وفضلت‭ ‬ورد‭ ‬البقاء‭ ‬فى‭ ‬سوريا‭ ‬والارتباط‭ ‬بأحد‭ ‬زملائهما‭ ‬فى‭ ‬العمل‭ ‬باحثة‭ ‬عن‭ ‬الاستقرار‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تحدث‭ ‬مشاكل‭ ‬فى‭ ‬بيت‭ ‬حبيبها‭ ‬المتزوج‭. ‬وتدور‭ ‬الأيام‭ ‬وتسافر‭ ‬ابنة‭ ‬زياد‭ ‬لاستكمال‭ ‬باقى‭ ‬تعليمها‭ ‬فى‭ ‬الغربة‭ ‬فى‭ ‬احدى‭ ‬الدور‭ ‬الاوروبية‭ ‬ويشاء‭ ‬القدر‭ ‬ان‭ ‬يجمعها‭ ‬بحبيبة‭ ‬والدها‭ ‬السورية‭ ‬ورد‭. ‬ورغم‭ ‬وفاة‭ ‬والدتها‭ ‬ورغبة‭ ‬الابنة‭ ‬ان‭ ‬تعود‭ ‬المياه‭ ‬الى‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬عليه‭ ‬بين‭ ‬ابيها‭ ‬وبين‭ ‬الفتاة‭ ‬السورية‭ ‬ورد‭ ‬الا‭ ‬ان‭ ‬القدر‭ ‬حال‭ ‬دون‭ ‬رجوعهما‭ ‬وانتهت‭ ‬الحكاية‭ ‬وتركت‭ ‬لنا‭ ‬اسمى‭ ‬معانى‭ ‬المشاعر‭ ‬السامية‭ ‬والاحاسيس‭ ‬المرهفة‭ ‬التى‭ ‬يعايشها‭ ‬عبر‭ ‬احداث‭ ‬الرواية‭ ‬المبهرة‭. ‬استطاع‭ ‬مؤلف‭ ‬الرواية‭ ‬ان‭ ‬يصيغ‭ ‬باقتدار‭ ‬كلماته‭ ‬والفاظه‭ ‬بصورة‭ ‬احترافية‭ ‬وبمهنية‭ ‬عالية‭ ‬تسعد‭ ‬القارئ‭ ‬وتداعب‭ ‬احساسيه‭ ‬ومشاعره‭ ‬فقد‭ ‬قدم‭ ‬بمنتهى‭ ‬الدقة‭ ‬وبأصدق‭ ‬مشاعر‭ ‬الإخلاص‭ ‬والوفاء‭ ‬قصة‭ ‬حب‭ ‬بصورة‭ ‬مختلفة‭ ‬غير‭ ‬نمطية‭ ‬وواقعية‭ ‬تلفت‭ ‬نظر‭ ‬القارئ‭ ‬وتسعد‭ ‬من‭ ‬يتداول‭ ‬حكايته‭.‬

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مصنع السكر المؤسسات الحكومية الجيش السوري

إقرأ أيضاً:

7 توابل فعالة لتنظيم مستويات السكر في الدم

إذا كنت تعاني من صعوبة في إدارة مستويات السكر المرتفعة في الدم، فإن إضافة بعض التوابل الشائعة إلى نظامك الغذائي اليومي قد يساعد في تحسين حساسية الأنسولين وتنظيم مستويات السكر دون الحاجة إلى تغييرات كبيرة في النظام الغذائي. فيما يلي 7 توابل فعالة وطرق بسيطة لاستخدامها:

القرفة
تشتهر القرفة بقدرتها على تحسين حساسية الأنسولين وخفض مستويات السكر في الدم. يمكنك إضافتها إلى نظامك الغذائي عن طريق تناول ماء القرفة المنقوع أو شاي الأعشاب. كما يمكن إضافة عود من القرفة إلى الشوفان، الشوربات، أو العصائر.

الكركم
يحتوي الكركم على الكركمين، الذي يمتاز بخصائصه المضادة للالتهابات وقدرته على تحسين حساسية الأنسولين. يمكنك إضافته إلى الكاري، الشوربة، أو الحليب الذهبي للحصول على فوائد صحية مشروبة.

الزنجبيل
يُعرف الزنجبيل بقدرته على تحسين حساسية الأنسولين وخفض مستويات السكر أثناء الصيام. يمكنك إضافة الزنجبيل الطازج المبشور إلى السلطات أو الأطعمة المقلية، أو تناوله في شكل شاي مهدئ.

الحلبة
بذور الحلبة غنية بالألياف القابلة للذوبان التي تساعد في خفض مستويات السكر في الدم. انقع البذور طوال الليل ثم أضفها إلى العصائر أو الزبادي.

الفلفل الحار
يحتوي الفلفل الحار على الكابسيسين، الذي يساعد في تحسين التحكم في مستويات السكر. يمكنك إضافته إلى الشوربات، التتبيلات، أو الخضراوات المشوية لإضفاء نكهة حارة.

القرنفل
القرنفل غني بالمركبات التي تعزز حساسية الأنسولين وتخفض مستويات السكر. استخدم القرنفل الكامل في الشاي أو أضف القرنفل المطحون إلى المخبوزات أو الأطعمة للحصول على نكهة مميزة.

الثوم
يعتبر الثوم إضافة رائعة للطهي، حيث يساعد في تقليل نسبة السكر في الدم وتحسين حساسية الأنسولين. يمكن إضافته إلى الأطعمة المقلية، الشوربات، أو التتبيلات للحصول على فوائد صحية مع تعزيز النكهة.

استخدام هذه التوابل بانتظام في وجباتك اليومية قد يساعدك على تحسين إدارة مستويات السكر في الدم بشكل طبيعي.

مقالات مشابهة

  • طبيبة توضح علامات على الجلد تشير إلى مرض السكر
  • رحلة إنتاج «كوب اللبن» 2.. من القرية والمزرعة لمراكز «التجميع والتصنيع» (ملف خاص)
  • بعد أن روج الاحتلال باغتياله.. نائب حزب الله يظهر في خطاب متلفز وينسف الرواية الإسرائيلية
  • سلمى أبو ضيف تتصدر محركات البحث.. لهذا السبب
  • نائب نصر الله ينفي الرواية الإسرائيلية بشأن اجتماع القيادات لحظة اغتياله
  • درك تسلطانت يداهم مصنع لتقطير ماء الحياة بدوار زمران
  • رحلة إنتاج «كوب اللبن» من القرية والمزرعة لمراكز «التجميع والتصنيع»
  • 7 توابل فعالة لتنظيم مستويات السكر في الدم
  • رئيس "أولادنا" تشكر السيسي: رعاية ذوى القدرات الخاصة رسالة سامية تجسد معانى الإنسانية
  • مكتبة محمد بن راشد تبحر في «فن كتابة الرواية التاريخية»