عربي21:
2025-02-06@19:31:54 GMT

مرج ابن عامر سجادة خضراء في فلسطين تواجه الاستيطان

تاريخ النشر: 29th, April 2024 GMT

مرج ابن عامر سجادة خضراء في فلسطين تواجه الاستيطان

تكمن أهمية مرج ابن عامر أو سهل زرعين، في أنه يتمتع بميزة جغرافية وبموقع استراتيجي مؤثر، وبأنه أكبر سهول فلسطين على الإطلاق، فهو يربط الساحل بالداخل، والأغوار بالجبال، كما تتميز تضاريس سطحه بالبساطة، وهو أرض زراعية سهلية تعلوها بعض التلال الصغيرة، ويدل وجود خرب قديمة، على أن المنطقة كانت جاذبة للسكان منذ قديم الزمن وربما منذ إنسان العصور الحجرية وما بعدها.



وتعود تسميته إلى "بني عامر"، الذين استقروا فيه منذ بداية الفتوح الإسلامية.


                                                 مرج ابن عامر كأنه لوحة فنية

ويقع بين منطقة الجليل وجبال نابلس في شمال فلسطين، وصورته على شكل مثلث أطرافه، حيفا- جنين ـ طبريا. ويبلغ طوله 40 كم وعرضه المتوسط 19 كم ومساحته الكلية 351 كم، وتنتشر فيه القرى من جنين إلى حيفا، وتكاد جميع أرجائه تكون مستغلة في زراعة مختلف المحاصيل لأن تربته خصبة تصلح للزراعة المروية والبعلية على السواء. وهو يزخر بالكروم والأشجار المثمرة، ويشغل آلاف العمال من جنين في المواسم الرئيسة.

وخلال أكثر من عشر سنوات من دراسة التنوع الحيوي في المنطقة، تم توثيق العديد من الحيوانات الشائعة والغريبة في هذا المجرى، إضافة إلى 37 نوعا من الطيور.

لكن أرض السهل، بفعل الإفراط باستخدام المبيدات الزراعية الكيماوية، فقدت جزءا من خصوبتها، وكان عنوان زراعة البطيخ في فلسطين، لكنه اليوم فقد هذه الزراعة.

ووصف أحد الرحالة مرج ابن عامر، في أواخر القرن التاسع عشر، بالقول: "بحيرة خضراء يتماوج قمحها حول قرى ودساكر ناهضة كالجزائر فوق رواب مستقرة آمنة".

وفي حقبة الانتداب البريطاني، بدأ الاستيطان يتغلغل إلى مرج ابن عامر، الذي أصبح جزء كبير منه يقع خلف ما يسمى "الخط الأخضر"، لتنشأ أولى المستوطنات فيه وهي "العفولة" تبعتها عشرات المستوطنات الأخرى التي تحاصر القرى العربية فيه سواء في جنين أو أراضي 1948، ومنها: صندلة، مقبيلة، عرابة، تعنك، خربة ليد، جنجار، تل العدس، أبو شوشة، خنيفس، اليامون، كفردان، رمانة، وزبوبة.

وعلى أثر حرب عام 1948، انقسم المرج بين الاحتلال والضفة الغربية، بالإضافة إلى قضاء جنين الذي بقي في منطقة الضفة الغربية وتحت نفوذ السلطة الفلسطينية، فبقيت في مرج بن عامر داخل دولة الاحتلال تجمعات عربية.

كان تاريخ مرج ابن عامر زاخرا بالأحداث فقد شهد معارك في السنين الغابرة، وكان السهل الساحلي الفلسطيني دوما موضع نظر القواد العسكريين الذين كانوا يخرجون من مصر لاحتلال فلسطين وسوريا. وكان كذلك موضع اهتمام قادة الجيوش القادمة من سوريا إلى مصر، وكان يوفر الطريق المناسب لذلك.

واشتهر مرج ابن عامر بأحداث تاريخية مهمة فقد شهد معركة مجد أو اللجون عام 1479 قبل الميلاد، والتي قادها الفرعون المصري تحتمس الثالث، ومعركة عين جالوت 1260، والحملة الفرنسية الفاشلة لنابليون عام 1799، ومعركتي جنين: الأولى (المدينة) ، وجنين الثانية (الأرياف) في 1948.

ويعد نهر المقطع أحد الأودية الشهيرة في مرج ابن عامر، وأطول أودية فلسطين، وفيه مجرى دائم في بعض مناطقه الشمالية، ومتقطع في مناطق أخرى.

وتحوي المنطقة تنوعا حيويا كبيرا، بعد أن كان وادي المقطع نهرا يمتد من مرج ابن عامر إلى البحر المتوسط، وله أربعة روافد من مدينة جنين، وهي: (عين نيني، وعين الشريف، وعين الحجر، وعين الصفصافة)، وبقيت هذه العيون غنية بمياهها العذبة وتنوعها الجميل إلى النصف الأول من القرن الماضي.


                                                 مرج ابن عامر سجادة من الجمال.

ويتعرض الوادي كما المرج، إلى عمليات تلويث كبيرة تهدد التنوع الحيوي فيه، حيث أصبح مهددا بالزوال، في ظل انتهاكات للمزارعين من حرق للقصيب وتحويل المجرى، واختلاط المجرى مع المياه العادمة من مدينة جنين ومخيمها.

وأصبح الفرق شاسعا بين ما كانت عليه الأراضي الزراعية في هذا المرج وما هي عليه الآن، إذ أصبحت المساحات الزراعية ضحلة، فيما تبدو حقول مرج بن عامر التي كانت مزروعة بالأشجار والخضروات والمحاصيل القثائية أرضا قاحلة ومتفرقة الزراعة وتتوزع فيها المباني الحديثة، بعدما كانت جنة تشقها الينابيع، وتزينها حقول الحمضيات والنخيل.

والسبب الأهم في تراجع الزراعة الفلسطينية في المرج، هو سيطرة سلطات الاحتلال على الأحواض المائية ومصادر المياه الفلسطينية حتى بعد توقيع اتفاقية أوسلو بين السلطة الفلسطينية والاحتلال في عام 1993، وتحكم الاحتلال بالمياه، خصوصا في المناطق المصنفة ج، إضافة إلى عدم السماح بإنشاء آبار جديدة.

نحو 25 ينبوعا طبيعيا كانت تنتشر في سهول مرج بن عامر في جنين جفت جميعها، بسبب الاستنزاف الزائد من الآبار للحوض الجوفي السفلي، وبسبب تذبذب سقوط الأمطار، علاوة على سيطرة الاحتلال على الأحواض المائية.


                                               الاحتلال والإهمال يدمران مرج بن عامر.

المصادر

ـ "مرج ابن عامر.. أكبر سهول فلسطين أسير الاستيطان"، موقع صحيفة السبيل الأردنية، المركز الفلسطيني للإعلام، 5/7/2017.
ـ شيرين طقاطقة، "أين يقع مرج بن عامر؟"، موقع موضوع، 2/11/2015.
ـ الموسوعة الفلسطينية، هيئة الموسوعة الفلسطينية، منظمة التحرير الفلسطينية 1984.
ـ محمود السعدي، "تدمير مرج بن عامر..مخططات إسرائيلية لإفقار سلة خبز فلسطين"، العربي الجديد، 14/12/2015.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي تقارير تقارير مرج ابن عامر فلسطين الاحتلال احتلال فلسطين هوية مرج ابن عامر تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

بلدية رفح: نقص الآليات يعيق فتح الطرق والمدينة تواجه أزمة إنسانية خطيرة

حذرت بلدية رفح ، اليوم الخميس 6 فبراير 2025 ،  من الوضع الإنساني المتفاقم في المدينة نتيجة تدمير أكثر من 70% من آلياتها ومعداتها بفعل العدوان الأخير، مما يتسبب بتأخير عمليات فتح الطرق وإزالة الركام. 

وأكد رئيس بلدية رفح د. أحمد الصوفي أن النقص الحاد في المعدات الثقيلة والجرافات يعيق تنفيذ خطط الإغاثة العاجلة ومعالجة آثار العدوان، ويعيق وصول المساعدات الإنسانية إلى آلاف السكان الذين يعيشون ظروفًا صعبة.

وأوضح أن البلدية لا تزال عاجزة عن إعادة فتح  الطرق الفرعية بسبب حجم الدمار الكبير الذي تعرضت له البنية التحتية، مشيرًا إلى أن الحظر المفروض على إدخال الآليات الثقيلة منذ عام 2006 فاقم من الأزمة، وجعل المدينة غير قادرة على التعامل مع آثار الدمار المهول.

 وأضاف أن البلدية تلجأ إلى القطاع الخاص للمساعدة في إزالة الركام، إلا أن هذا الخيار محدود جدًا بسبب نقص المعدات، مما أدى إلى تباطؤ شديد في عمليات فتح الطرق وتأخير الاستجابة لاحتياجات المواطنين والخدمات الأساسية.

 وأشار د. الصوفي إلى أن استمرار إغلاق الشوارع والطرقات الرئيسية يعزل الأحياء السكنية، ويعيق وصول سيارات الإسعاف والطواقم الطبية، مما يهدد حياة المرضى والمصابين، إضافة إلى تفاقم أزمة تراكم النفايات ومياه الصرف الصحي، ما ينذر بمخاطر صحية كبيرة على السكان.

 وناشدت بلدية رفح كافة الجهات الدولية والمنظمات الإنسانية بسرعة التدخل وتوفير الجرافات والشاحنات والآليات الثقيلة، لتمكينها من إزالة الركام وفتح الطرق وتأمين حركة المواطنين والمساعدات الإنسانية داخل المدينة.

 وأكدت البلدية أن الوضع الإنساني في رفح كارثي ويتطلب استجابة عاجلة، خاصة مع استمرار تواجد قوات الاحتلال على الشريط الحدودي ومنع الوصول إلى أجزاء كبيرة من المدينة بفعل القيود العسكرية المفروضة من قبل الاحتلال.

 يُذكر أن الاحتلال الإسرائيلي تعمد تدمير الطرق الرئيسية وتجريف الشوارع، مما تسبب في عزل المدينة وخلق أزمة غير مسبوقة تتطلب تحركًا دوليًا لإنقاذ آلاف العائلات التي تعاني ظروفًا قاسية.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من أخبار غزة المحلية الأغذية العالمي يستعد لإرسال أكثر من 30 ألف طن مواد غذائية لغزة رفح - استشهاد طفل برصاص الجيش الإسرائيلي سلطة المياه تعلن صيانة بئري مياه إضافيتين في جباليا الأكثر قراءة كتائب القسام تنعى 5 من عناصرها بالضفة نتنياهو: أطالب الوسطاء بضمان أمن الرهائن وعدم تكرارها إسرائيل تقرر منع زكريا الزبيدي من العودة إلى جنين ليبرمان: علينا الانفصال عن غزة إلى الأبد عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • الشعب الفلسطيني يدحر العدوان الإسرائيلي برفض مخططات الاستيطان على أرضه
  • بلدية رفح: نقص الآليات يعيق فتح الطرق والمدينة تواجه أزمة إنسانية خطيرة
  • فلسطين.. قوات الاحتلال يقتحم بلدة برقين غرب جنين
  • عضو بـ«الشيوخ»: مصر تواجه ضغوطا دولية لكنها ثابتة في دعم القضية الفلسطينية
  • النائب حازم الجندى: مصر تواجه ضغوطًا دولية لكنها ثابتة في دعم القضية الفلسطينية
  • المملكة.. موقف ثابت برفض الاستيطان والتمسك بقيام الدولة الفلسطينية
  • إنقاذ طفلين من تحت أنقاض منزل دمره الاحتلال الإسرائيلي في جنين
  • «شيماء الكومي»: القضية الفلسطينية تواجه أخطر تحدياتها
  • شيماء الكومي: القضية الفلسطينية تواجه أخطر تحدياتها
  • جنين.. واللحظة المصيرية للقضية الفلسطينية